مُطرزة بخيوط الحرير ومُهددة بالاندثار حرفة البلغة الغدامسية لا تكتمل إلا بالأنامل النسائية

أطلق أهالي مدينة غدامس في ليبيا التي اشتهرت بصناعة “البلغة الغدامسية”، وهو حذاء مُطرز بخيوط الحرير حملة شعبية للمحافظة على صناعة البلغة الغدامسية التي تعد جزءًا أصيلًا من تراث وثقافة أهالي المدينة، وما زالت تصنع وتستعمل إلى يومنا هذا، وخصوصًا في المناسبات الدينية والاجتماعية كالأفراح والأعياد، وتطورت هذه الحرفة، وأدخل عليها عالم من الإكسسوارات، كما أضيفت لها الميداليات الجلدية والحقائب النسائية الجميلة، بالإضافة إلى محافظ اليد الصغيرة، وأيضًا أغلفة المناديل الورقية، وهي تصنع يدويًا من الجلد الطبيعي المعروف بالجلد الغدامسي، وبرع في صناعتها العديد من الصُنّاع المهرة، وتوارثها عنهم أبناؤهم وأحفادهم جيلا عن جيل، وتشتهر بعض العائلات بهذه الصناعة واحتفظت بها، منها عائلة “بن يدر” التي يُشار لها في مدينة غدامس بإتقانها حرفة الإسكافي، حيث توارث أبناء هذه العائلة الحرفة أبًا عن جد حتى الأحفاد.
لولا الأنامل النسائية لن يتمكن الرجال من إخراج البلغة الغدامسية في مرحلتها النهائية، فصناعة البلغة تمر بمرحلتين، إذ تبدأ ولادتها على أيدي النساء برسم الصورة ثم المرور إلى مرحلة التطريز اليدوي الذي تختلف أشكاله بين البلغة النسائية وتلك الرجالية، وتتراوح فترة هذه الأعمال بين 10 أيام وشهر بحسب تفرغ النساء، والمرحلة الأخيرة ينجزها الرجال خلال ثلاثة أو أربعة أيام فقط بحسب حجم البلغة.
ونظرًا للوقت الكبير والصبر الذي تطلبه صناعة هذه المنسوجات الجلدية ودخول الميكنة وانشغال الشباب بالتقنية الحديثة، جعل الكثير لا يبالي كثيرًا بهذه الحرف رغم أهميتها، وأصبح الخطر يداهم هذه الحرفة ويهددها بالاندثار، كما أصبحت المواد المستعملة في صناعة الجلد غالية وباهظة الثمن، بالإضافة إلى ندرتها وعدم توافرها بالسوق المحلية.