النصف الحلو
أخر الأخبار

وُصفت‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬الأنف‭ ‬الحقيقي‭ ‬والوحيد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أميركا‮»‬ ‮«‬ندى‭ ‬الشباب‮»‬‭.. ‬يحوّل‭ ‬ ‏ESTÉE LAUDER‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬ناشئة‭ ‬إلى‭ ‬إمبراطورية‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭!‬

أول‭ ‬من‭ ‬اخترع‭ ‬فكرة‭ ‬‮«‬الهدية‭ ‬مع‭ ‬الشراء‮»‬‭ ‬أثناء‭ ‬عملية‭ ‬البيع‭ ‬بالتجزئة
إيستي‭ ‬لودر‭ ‬سيدة‭ ‬أعمال‭ ‬أميركية‭ ‬طالما‭ ‬عرفت‭ ‬طوال‭ ‬حياتها‭ ‬بأناقتها‭ ‬الاستثنائية‭ ‬ومكياجها‭ ‬البسيط‭ ‬الراقي‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬توقيعها‭ ‬ومجوهراتها‭ ‬الثمينة‭ ‬المثيرة‭ ‬للإعجاب،‭ ‬ولم‭ ‬لا‭ ‬وهي‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العناية‭ ‬بالبشرة،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬أميركا،‭ ‬بل‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬وتعد‭ ‬من‭ ‬أذكى‭ ‬خبراء‭ ‬التسويق‭ ‬كونها‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬اخترع‭ ‬فكرة‭ ‬‮«‬الهدية‭ ‬مع‭ ‬الشراء‮»‬‭ ‬أثناء‭ ‬عملية‭ ‬البيع‭ ‬بالتجزئة‭.‬

كانت‭ ‬مرتبطة‭ ‬ارتباطًا‭ ‬وثيقًا‭ ‬بابتكار‭ ‬العطور‭ ‬الفريدة‭ ‬وتعميمها‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬سيدات‭ ‬العالم

كانت‭ ‬مسيرتها‭ ‬دائماً‭ ‬مدفوعة‭ ‬بحبها‭ ‬العميق‭ ‬للعطور،‭ ‬رغم‭ ‬براعتها‭ ‬في‭ ‬تصنيع‭ ‬مستحضرات‭ ‬العناية‭ ‬بالبشرة،‭ ‬حيث‭ ‬وُصفت‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬بأنها‭ “‬الأنف‭ ‬الحقيقي‭ ‬والوحيد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أميركا‭” ‬فطوال‭ ‬حياتها‭ ‬المهنية‭ ‬كانت‭ ‬مرتبطة‭ ‬ارتباطًا‭ ‬وثيقًا‭ ‬بابتكار‭ ‬العطور‭ ‬الفريدة‭ ‬وتعميمها‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬سيدات‭ ‬العالم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬مرتبطة‭ ‬بطبقة‭ ‬اجتماعية‭ ‬محددة‭ ‬تستطيع‭ ‬اقتناءها‭.‬
ولنبدأ‭ ‬قصة‭ ‬كفاح‭ ‬هذه‭ ‬السيدة‭ ‬التي‭ ‬تدعى‭ “‬جوزفين‭ ‬استر‭ ‬مننزر‭” ‬من‭ ‬أولها،تحيث‭ ‬ولدت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1908‭ ‬في‭ ‬حي‭ ‬كوينز‭ ‬بمدينة‭ ‬نيويورك‭ ‬الأميركية،‭ ‬فهي‭ ‬تنحدر‭ ‬من‭ ‬أسرة‭ ‬متوسطة‭ ‬الحال‭ ‬ذات‭ ‬أصول‭ ‬أوربية‭ ‬هاجرت‭ ‬من‭ ‬المجر‭ ‬وتشيكوسلوفاكيا‭ ‬إلى‭ ‬أميركا،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1930‭.‬

منذ‭ ‬صغرها‭ ‬مع‭ ‬عمها‭ ‬الكيميائي‭ ‬تعلمت‭ ‬منه‭ ‬تركيب‭ ‬مستحضرات‭ ‬التجميل‭ ‬من‭ ‬مستخلصات‭ ‬طبيعية‭ ‬وتركيب‭ ‬العطور

لم‭ ‬تكمل‭ ‬الفتاة‭ ‬تعليمها‭ ‬الجامعي،‭ ‬حيث‭ ‬اكتفت‭ ‬بالعمل‭ ‬منذ‭ ‬صغرها‭ ‬مع‭ ‬عمها‭ ‬الكيميائي‭ ‬الذي‭ ‬تعلمت‭ ‬على‭ ‬يديه‭ ‬فنون‭ ‬تركيب‭ ‬مستحضرات‭ ‬التجميل‭ ‬من‭ ‬مستخلصات‭ ‬طبيعية‭ ‬وكذلك‭ ‬تركيب‭ ‬العطور‭ ‬وتصنيعها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬عملت‭ ‬به‭ ‬لاحقاً‭ ‬تحت‭ ‬إشرافه‭ ‬حتى‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬الصنعة‭ ‬وأتقنتها؛‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬بيع‭ ‬منتجاتها‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬أطلقت‭ ‬عليها‭ ‬اسم‭ “‬زجاجات‭ ‬الأمل‭” ‬لصالونات‭ ‬التجميل‭ ‬المحلية‭.‬
تزوجت‭ ‬الفتاة‭ ‬اليافعة‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬صغيرة‭ ‬من‭ ‬بائع‭ ‬النسيج‭ ‬الناجح‭ ‬نسبياً‭ ‬جوزيف‭ ‬لودر،‭ ‬وانتقلت‭ ‬معه‭ ‬إلى‭ ‬مانهاتن،‭ ‬حيث‭ ‬أنجبت‭ ‬منه‭ ‬طفليها‭ ‬ليونارد‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1933‭ ‬ورونالد‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1944،‭ ‬ولكن‭ ‬حياتها‭ ‬العائلية‭ ‬لم‭ ‬تقعسها‭ ‬عن‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬عملها‭ ‬الذي‭ ‬أحبته،‭ ‬حيث‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬توفق‭ ‬بينهما‭ ‬بمساعدة‭ ‬زوجها،‭ ‬حيث‭ ‬استمرت‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬منتجاتها‭ ‬وبيعها،‭ ‬حتى‭ ‬أسست‭ ‬علامتها‭ ‬التجارية‭ ‬عام‭ ‬1946،‭ ‬وأطلقت‭ ‬عليها‭ ‬اسم‭ (‬Estée Lauder‭).‬
وكانت‭ ‬باكورة‭ ‬إنجازاتها‭ ‬هي‭ ‬تسويق‭ ‬أول‭ ‬طلبية‭ ‬لها‭ ‬لمتجر‭ “‬فيفث‭ ‬افنيو‭” ‬الراقي،‭ ‬حيث‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬مبلغ‭ ‬800‭ ‬دولار‭ ‬أميركي‭ ‬مقابل‭ ‬المنتجات‭ ‬التي‭ ‬بيعت‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬يومين‭ ‬فقط،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬لودر‭ ‬هي‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬ابتدع‭ ‬فكرة‭ ‬تسويق‭ ‬المنتجات‭ ‬عبر‭ ‬تقديم‭ ‬هدايا‭ ‬وعينات‭ ‬مجانية‭ ‬عند‭ ‬شرائها‭.‬

أول‭ ‬منتجاتها‭ ‬من
‏‭ ‬العطور‭ ‬الزيتية‭ ‬حملت‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬ندى‭ ‬الشباب‮»‬

اشتهرت‭ ‬منتجات‭ ‬علامة‭ “‬ايستي‭ ‬لودر‭” ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الخمسينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬حيث‭ ‬تصدرت‭ ‬منتجاتها‭ ‬أشهر‭ ‬المتاجر‭ ‬المرموقة‭ ‬بكل‭ ‬أنحاء‭ ‬نيويورك‭ ‬والمدن‭ ‬الأميركية‭ ‬الأخرى،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬منافسة‭ ‬الشركات‭ ‬العملاقة‭ ‬المماثلة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفعها‭ ‬إلى‭ ‬التفكير‭ ‬خارج‭ ‬الصندوق‭ ‬لتعزيزها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أفكار‭ ‬مبتكرة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬توسيع‭ ‬أعمالها‭.‬
وكانت‭ ‬فكرة‭ ‬إدخال‭ ‬خط‭ ‬العطور‭ ‬على‭ ‬منتجاتها‭ ‬هي‭ ‬أول‭ ‬ما‭ ‬بدر‭ ‬إلى‭ ‬ذهن‭ ‬لودر‭ ‬بسبب‭ ‬ظروف‭ ‬إنتاجه‭ ‬وتسويقه‭ ‬الصعبة‭ ‬آنذاك،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حقق‭ ‬بالفعل‭ ‬قفزة‭ ‬نوعية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬متوقعة‭ ‬للشركة،‭ ‬وذلك‭ ‬عندما‭ ‬قدمت‭ ‬أول‭ ‬منتجاتها‭ ‬من‭ ‬العطور‭ ‬الزيتية‭ ‬التي‭ ‬حملت‭ ‬اسم‭ “‬ندى‭ ‬الشباب‭”.‬

كانت‭ ‬تؤمن‭ ‬بحق‭ ‬كل‭ ‬سيدة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تتعطر‭ ‬كلما‭ ‬أرادت‭ ‬وأن‭ ‬تشتري‭ ‬ما‭ ‬تشتهي‭ ‬من‭ ‬العطور‭ ‬كلما‭ ‬شعرت‭ ‬بالحاجة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك

‮«‬ندى‭ ‬الشباب‮»‬‭ ‬يحوّل‭ ‬الشركة‭ ‬إلى‭ ‬إمبراطورية
ولم‭ ‬يكن‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬العطور‭ ‬بالأمر‭ ‬السهل‭ ‬على‭ ‬لودر‭ ‬أو‭ ‬غيرها،‭ ‬رغم‭ ‬عشقها‭ ‬له‭ ‬وولعها‭ ‬به،‭ ‬فحتى‭ ‬بداية‭ ‬الخمسينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬كانت‭ ‬السيدات‭ ‬الأوروبيات‭ ‬والغربيات‭ ‬لا‭ ‬يشترين‭ ‬العطور‭ ‬الثمينة‭ ‬ذات‭ ‬الروائح‭ ‬المميزة،‭ ‬بل‭ ‬كن‭ ‬ينتظرن‭ ‬المناسبات‭ ‬الخاصة‭ ‬جدا‭ ‬كأعياد‭ ‬الميلاد‭ ‬أو‭ ‬الزواج‭ ‬كي‭ ‬يتلقينها‭ ‬كهدايا‭ ‬لتظل‭ ‬مخبأة‭ ‬في‭ ‬الأدراج‭ ‬كي‭ ‬تستخدم‭ ‬في‭ ‬المناسبات،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بسبب‭ ‬ندرتها،‭ ‬بل‭ ‬أيضا‭ ‬لارتفاع‭ ‬أسعارها،‭ ‬فالأمر‭ ‬آنذاك‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬الآن،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يتطلب‭ ‬تصنيع‭ ‬تلك‭ ‬العطور‭ ‬لمزارع‭ ‬من‭ ‬الزهور‭ ‬الحقيقية‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬استخلاص‭ ‬زيوتها‭ ‬العطرية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عمليات‭ ‬معقدة‭ ‬جدا‭ ‬تستغرق‭ ‬شهورا‭ ‬قبل‭ ‬تحويلها‭ ‬إلى‭ ‬عطور‭ ‬ذات‭ ‬روائح‭ ‬نفاذة‭.‬
قررت‭ ‬تصميم‭ ‬عطر‭ ‬زيتي‭ ‬كي‭ ‬تمكّن‭ ‬أكبر‭ ‬شريحة‭ ‬من‭ ‬السيدات‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬هذا‭ ‬العطر‭ ‬الذي‭ ‬طرحته‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1953‭ ‬بسعر‭ ‬معقول

هذا‭ ‬الأمر‭ ‬كان‭ ‬بداية‭ ‬الخيط‭ ‬الذي‭ ‬تمسكت‭ ‬به‭ ‬لودر،‭ ‬وبدأت‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬بلورة‭ ‬فكرتها‭ ‬لتطوير‭ ‬شركتها،‭ ‬خصوصا‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬تؤمن‭ ‬دائما‭ ‬بحق‭ ‬كل‭ ‬سيدة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تتعطر‭ ‬كلما‭ ‬أرادت،‭ ‬وأن‭ ‬تشتري‭ ‬ما‭ ‬تشتهي‭ ‬من‭ ‬العطور‭ ‬التي‭ ‬تفضلها‭ ‬كلما‭ ‬شعرت‭ ‬بالحاجة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬حيث‭ ‬قررت‭ ‬تصميم‭ ‬عطر‭ ‬زيتي‭ ‬تحدثت‭ ‬عنه‭ ‬مع‭ ‬صديقتها‭ ‬Jo Fairley‭.‬
وكانت‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬جمعية‭ ‬العطور‭ ‬الأميركية،‭ ‬وذلك‭ ‬أثناء‭ ‬تناولهما‭ ‬الشاي‭ ‬بفندق‭ ‬بلازا‭ ‬بمدينة‭ ‬نيويورك،‭ ‬وقالت‭ ‬لودر‭ ‬إنها‭ ‬ستمكن‭ ‬أكبر‭ ‬شريحة‭ ‬من‭ ‬السيدات‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬هذا‭ ‬العطر‭ ‬الذي‭ ‬طرحته‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1953‭ ‬بسعر‭ ‬معقول،‭ ‬ورفضت‭ ‬أن‭ ‬تسميه‭ (‬perfume‭) ‬واكتفت‭ ‬بإعطائه‭ ‬اسم‭ (‬Youth DEW‭) ‬أو‭ “‬ندى‭ ‬الشباب‭” ‬وهو‭ ‬الاسم‭ ‬نفسه‭ ‬الذي‭ ‬أطلقته‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬على‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أنجح‭ ‬مستحضرات‭ ‬العناية‭ ‬بالبشرة‭ ‬والجسم‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭ ‬وبشركتها،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬استحوذ‭ ‬على‭ ‬إعجاب‭ ‬السيدات‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬من‭ ‬الزمان‭.‬
وقد‭ ‬لاقى‭ ‬عطر‭ (‬يوث‭ ‬ديو‭) ‬المستخلص‭ ‬من‭ ‬مستحضر‭ ‬زيتي‭ ‬ممزوج‭ ‬بالعطر‭ ‬نجاحا‭ ‬غير‭ ‬مسبوق؛‭ ‬بسبب‭ ‬الإقبال‭ ‬غير‭ ‬العادي‭ ‬عليه،‭ ‬حيث‭ ‬ارتفعت‭ ‬نسبة‭ ‬مبيعاته‭ ‬بشكل‭ ‬خرافي‭ ‬غير‭ ‬من‭ ‬شكل‭ ‬الشركة‭ ‬وحجمها‭ ‬بالكامل‭.‬
وفي‭ ‬منتصف‭ ‬الخمسينيات‭ ‬تحقق‭ ‬حلم‭ ‬لودر‭ ‬صاحبة‭ ‬الأفكار‭ ‬النيرة،‭ ‬حيث‭ ‬شكلت‭ ‬مبيعات‭ ‬هذا‭ ‬العطر‭ ‬نحو‭ ‬80%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬مبيعات‭ ‬الشركة‭ ‬وحولتها‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬ناشئة‭ ‬متوسطة‭ ‬الحال‭ ‬إلى‭ ‬عمل‭ ‬تجاري‭ ‬يدر‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الدولارات‭ ‬التي‭ ‬أهلتها‭ ‬لاحقا‭ ‬لاستكمال‭ ‬مسيرتها‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬وفتح‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬خطوط‭ ‬الإنتاج‭ ‬الموازية‭ ‬وزيادة‭ ‬أعداد‭ ‬العطور‭ ‬المطروحة‭ ‬في‭ ‬السوق‭.‬

لغة‭ ‬العيون‭ ‬تكفي‭ ‬لطرح‭ ‬المنتج‭ ‬في‭ ‬الأسواق
واستمرت‭ ‬لودر‭ ‬في‭ ‬تصميم‭ ‬العطور‭ ‬وتطوير‭ ‬خطوط‭ ‬إنتاجها‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬خطوط‭ ‬إنتاج‭ ‬مستحضرات‭ ‬العناية‭ ‬بالبشرة،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تصمم‭ ‬عطورها،‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬تعرضها‭ ‬للبيع‭ ‬كانت‭ ‬تجربها‭ ‬على‭ ‬صديقاتها‭ ‬المقربات،‭ ‬ولكنها‭ ‬دائما‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬تتشكك‭ ‬في‭ ‬آرائهن‭ ‬خشية‭ ‬المجاملة،‭ ‬لذا‭ ‬كانت‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬لغة‭ ‬العيون،‭ ‬حيث‭ ‬قالت‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬إنها‭ ‬تعودت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬عيونهن‭ ‬أولا،‭ ‬فإن‭ ‬بدت‭ ‬سعيدة‭ ‬مبتسمة،‭ ‬فهذا‭ ‬يعني‭ ‬أنهن‭ ‬أعجبن‭ ‬بالمنتج‭ ‬فعليا،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تبدأ‭ ‬لاحقا‭ ‬في‭ ‬تصنيعه‭ ‬وعرضه‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭.‬
وفي‭ ‬عام‭ ‬1964‭ ‬أطلقت‭ ‬لودر‭ ‬عطر‭ (‬أراميس‭) ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬جاء‭ ‬عطرها‭ ‬الثالث‭ (‬بريستيج‭) ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إطلاقها‭ ‬لمجموعة‭ ‬لمنتجات‭ ‬العناية‭ ‬للرجال‭.‬
أما‭ ‬عطر‭ ‬Privat collection‭ ‬فقد‭ ‬شكل‭ ‬نقلة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬العطور،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تحتفظ‭ ‬به‭ ‬لودر‭ ‬لنفسها،‭ ‬وتستخدمه‭ ‬حصرياً‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تطرحه‭ ‬للعلن‭ ‬ليلاقي‭ ‬إقبالا‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭! ‬رغم‭ ‬كونه‭ ‬مجرد‭ ‬عطر‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العطور‭ ‬التي‭ ‬أطلقتها‭ ‬لاحقا،‭ ‬وعلى‭ ‬التوالي‭ ‬ومنهات‭ “‬Beautiful‭ “‬،‭”‬Pleasures‭ “‬،‭ “‬lliage‭”‬،‭ “‬White Linen‭.‬
ورغم‭ ‬وفاة‭ ‬لودر‭ ‬قبل‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬العشرين‭ ‬عاما،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الشركة‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تستكمل‭ ‬المسيرة‭ ‬بمنتهى‭ ‬النجاح،‭ ‬حيث‭ ‬أصدرت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬100‭ ‬عطر،‭ ‬كما‭ ‬وقعت‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬اتفاقيات‭ ‬مع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬25‭ ‬شركة‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬مجالي‭ ‬صناعة‭ ‬العطور‭ ‬ومستحضرات‭ ‬العناية‭ ‬بالبشرة‭ ‬والتجميل‭ ‬منها‭ “‬كلينيك‭” ‬و‭”‬اورجينز‭” ‬و‭”‬توم‭ ‬فورد‭” ‬و‭”‬ماك‭” ‬و‭”‬جو‭ ‬مالون‭”.‬

عبقرية‭ ‬تلك‭ ‬السيدة‭ ‬تركت‭ ‬أرشيفاً‭ ‬غيّر‭ ‬من‭ ‬شكل‭ ‬السيدة‭ ‬الأميركية‭ ‬بالكامل

جدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬لودر‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬تقاعدت‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬قبل‭ ‬وفاتها‭ ‬بعدة‭ ‬أعوام‭ ‬تاركة‭ ‬إدارة‭ ‬تلك‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬التي‭ ‬تقدر‭ ‬قيمتها‭ ‬بنحو‭ ‬5‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬لأبنائها‭ ‬وأحفادها‭ ‬ممن‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬يستلهمون‭ ‬منتجاتهم‭ ‬من‭ ‬عبقرية‭ ‬تلك‭ ‬السيدة‭ ‬التي‭ ‬تركت‭ ‬أرشيفاً‭ ‬غيّر‭ ‬من‭ ‬شكل‭ ‬السيدة‭ ‬الأميركية‭ ‬بالكامل‭.‬
وتعتبر‭ ‬علامة‭ ‬ايستي‭ ‬لودر‭ ‬ثالث‭ ‬أكبر‭ ‬شركة‭ ‬مستحضرات‭ ‬تجميل‭ ‬في‭ ‬أميركا،‭ ‬وضمت‭ ‬أكثر‭ ‬10,000‭ ‬موظف،‭ ‬وحققت‭ ‬مبيعات‭ ‬تتجاوز‭ ‬ملياري‭ ‬دولار‭.. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1999،‭ ‬شكلت‭ ‬منتجات‭ ‬ايستي‭ ‬لودر‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬50%‭ ‬من‭ ‬مستحضرات‭ ‬التجميل‭ ‬التي‭ ‬تباع‭ ‬بالتجزئة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق