ينسب نجاحه إلى « دار سلمى» الكاتب حسين البلوشي: رواية «تاتلا» رسالة توعية للمجتمع.. عن صعوبات مرضى التوحد

الكاتب حسين البلوشي عضو رابطة الأدباء ونقابة الفنانين، ومدرب، ولاعب كرة طائرة، بدأ مشواره الكتابي في عام 2017، لدى الروائي الكويتي ثلاث روايات، الأولى «طعنة في الوتين»، والثانية «جميعنا راحلون – سبعة أيام للتغير»، والرواية الثالثة «تاتلا» التي لاقت صدى واسعًا في معرض الكويت الدولي للكتاب الـ 47 العام الماضي، التقت «أسرتي» الكاتب حسين البلوشي، الذي حدثنا عن رواية «تاتلا» وأسباب اختياره للتوحد موضوعًا رئيسيًا لروايته الثالثة:
نود أن نعرف متى بدأت الكتابة الروائية.
- بدأت الاتجاه إلى الكتابة القصصية في 2017 مع “طعنة في الوتين”، وظهرت للنور في عام 2020، ثم صدرت روايتي الثانية “جميعنا راحلون”، وفي العام الماضي نشرت روايتي “تاتلا”.
كتبت في روايتي عن التوحد لأننا بحاجة لمناقشة قضايا تهم الأسر في رواياتنا
لماذا اخترت التطرق للتوحد في روايتك الثالثة «تاتلا»؟
- في مجتمعنا هناك الكثير من القضايا الاجتماعية، وغالب الروايات والمسلسلات حاليًا تتحدث عن قصص الحب والخيانة، لكنني رغبت في الحديث عن قضايا اجتماعية وتهم الأسر، أثناء بحثي وجدت أن التوحد مجاله كبير وصعوباته متعددة، كما أن المصابين بالتوحد في فئات عمرية مختلفة، وقرأت كثيرًا عن التوحد وكتبًا لأستاذة تتحدث عن خصائص هذا المرض، حتى يمكنني أن أكتب عنهم في الرواية، اكتشفت أيضًا أن بعض المصابين بالتوحد موهوبون في الفن والرسم والرياضة والغناء، وصحيح أنهم معزولون وغير اجتماعيين، لكنهم يحتاجون فقط إلى تعامل من نوع مختلف، رسالتي أن يتفهم الناس كيف يمكنهم التعامل مع مصابي التوحد، حفاظًا على المصابين وكذلك مراعاة لشعور أولياء الأمور.
وقع اختياري على طفلة بطلة للرواية لأن الأطفال يجذبون القراء أكثر
لماذا وقع اختيارك على طفلة لتكون بطلة الرواية؟
- “تاتلا” هي قصة تحولت من مادة علمية إلى قصة مبسطة، وكانت تهدف إلى توصيل رسالة، ووقع الاختيار على الطفلة بطلة للرواية؛ لأن الأطفال يجذبون القراء والناس أكثر، وغالبًا يكون المصابون بالتوحد في أعمار صغيرة، وأيضًا لزيادة المشاعر وحتى أمكن الناس من التعامل معهم.
ومن أين استوحيت اسم الرواية والبطلة «تاتلا»؟
- استوحيت الاسم من المطرب التركي الكبير والشهير “إبراهيم تاتليس” وهو من المطربين المفضلين لي، وأيضًا كانت رغبتي في أن أخرج باسم مختلف وغريب، ويساعدني في توصيل الرسالة.
بعد صدور «تاتلا» تواصلت معي سيدة من جدة وحكت لي قصة حفيدها الذي كان يعاني من التوحد
كيف جاءت ردود الفعل على رواية «تاتلا» من القراء وأولياء الأمور؟
- كثير من الناس حضروا لي في المعرض، وأبدوا إعجابهم بالرواية، وتواصل معي عدة أشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي يخبرونني بتأثرهم برواية “تاتلا”، وعلى سبيل المثال تواصلت معي سيدة من جدة حكت لي قصة حفيدها الذي كان يعاني التوحد كان يعيش في الكويت جيدًا، ولكن حينما سافر إلى العلاج في أميركا، لم يتحمل جسده، وتوفي أثناء عودته للكويت، كذلك جاءني أب في يوم الجمعة، يحكي لي أن ابنته تعاني التوحد منذ ولدت، وأنه يبحث لها عن العلاج، فبعثت فيه الأمل عن وجود علاج، ولكن عليه السعي والبحث.
شعرت أن «تاتلا» كانت ابنتي.. وعشت ظروف الأب التي عاشها معها
ماذا كان شعورك أثناء كتابتك لرواية «تاتلا»؟
- كي أكتب كان يجب أن أعيش الشخصية، حتى أوصل الإحساس للقارئ، شعرت بأن تاتلا كانت ابنتي، وعشت ظروف الأب التي عاشها وعلاقة الحب التي جمعت الأب بابنته، فما يكتب بشعور صادق يصل إلى القارئ مباشرة ويشعر به، وحاليًا أنا أعمل على كتابة الجزء الثاني من القصة، فكثيرون طالبوني بكتابة جزء ثان للرواية لشدة إعجابهم بما قدمته.
حدثنا عن غلاف «تاتلا» المميز.
- الغلاف رسمة ولوحة للفنانة التشكيلية الأستاذة منى نجيب، إذ تناقشنا في عدد من الأفكار لنخرج بهذا الغلاف الذي حصد إعجابًا كبيرًا.
«طعنة في الوتين» رواية اجتماعية في قالب تشويقي عن تأثير السحر الأسود وأصحاب السوء
روايتك الأولى «طعنة في الوتين» رواية اجتماعية، فما أبرز ما يميزها؟
- “طعنة في الوتين” استغرقت عمل 3 سنوات، رواية اجتماعية تتكلم عن هرمون الدوبامين وتأثير السحر الأسود على الإنسان، وإدمان المخدرات وأصحاب السوء وتأثيرهم على حياة الشخص، كما تتطرق الرواية إلى قصة أسرية وعائلية تخص عائلة كاملة.
بطل القصة “شاهين” يعيش حياتين، حياة واقعية وأخرى خيالية بينه وبين نفسه، نستكشف في الرواية عالمين مختلفين يفاجأ بهما القارئ، وذلك في إطار من التشويق والإثارة، وفي بداية القصة كتبت: “لولا دعاؤها لي كل صباح.. لفقدت الحياة”.
«جميعنا راحلون» تناقش قضية الخيانة الزوجية وتغيير الإنسان
وما الذي قدمته في رواية «جميعنا راحلون»؟
- روايتي الثانية “جميعنا راحلون – سبعة أيام للتغير”، توضح الرواية أن الإنسان لا يحتاج إلى سبعة أيام للتغير، بل يمكن أن يتغير في لحظة أو من خلال كلمة أو حلم، الرواية اجتماعية تتحدث عن زوجين، وبينهما خائن، فمن يكون الرجل أم المرأة؟ ورغم أن القصة صغيرة، فإن محتواها عميق للغاية.
روايتي بحجم صغير ومتوسط حتى تُقرأ بسهولة في العصر الحالي
تحرص في كتاباتك على أن تكون صغيرة أو متوسطة الحجم، فهل يرجع ذلك لطبيعة العصر؟
- قد أكتب كتابا من ألف صفحة، ولكن لا أحد يقرؤه ولا يوجد محتوى بداخله، لكنني أعتمد على الكتابة بأسلوب بسيط وحبكة وفكرة مميزتين، والاعتماد على أسلوب التشويق، وأضع محاور وأطرح قضية وأعالجها، وغالبًا أرجع القارئ للوازع الديني في العلاج، خاصة أن معظم الجمهور حاليًا لا يقرأ الكتب الكبيرة، مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي والاعتماد عليها، لذا أحرص على أن تكون أعمالي الكتابية صغيرة الحجم، رغم قدرتي على كتابة عمل كبير الحجم.
ما أقرب أعمالك لقلبك؟
كل إصدار لي له شعور، مثل الأب الذي يحب جميع أطفاله، ولكن الأقرب لي رواية “تاتلا”.
كيف أثرت الرياضة على عملك وحياتك؟
- أنا مدرب ولاعب كرة طائرة، لدي شهادتان، واحدة من الكويت والأخرى من البحرين، وكان للرياضة تأثير على كتابتي في مهاراة تنظيم الوقت، حتى يمكنني الإنجاز في عملي الخاص والرياضة والكتابة.
من كاتبك المفضل وأكثر الأشخاص الذين أثروا في حياتك؟
- أسامة المسلم هو كاتبي المفضل والأقرب، وكذلك الأستاذة سلمى سعود صاحبة دار سلمى، وفي البداية كنت أرفض التوقيع لأي دور نشر، ولكن الأستاذة سلمى صنعت من الدار بيتا للحب وعائلة، وتضع معايير عالية للمحتويات التي تُنشر، فالنجاح بالنسبة لي “دار سلمى”.
حدثنا عن معرض «بصمة فن».
- في عام 2020 نظمت معرض “بصمة فن”، وهو معرض شخصي، بمشاركة تسعة كتاب، ثم المعرض الثاني بحضور 20 كاتبًا إلى جانب عدد من الضيوف والشخصيات الكبرى، ثم نظمت المعرض الثالث بحضور أربعين فنانًا تشكيليًا وأربعين كاتبًا، ودمجت الكتابة مع الفن، وحاليًا أعمل على التحضير لمعرض “بصمة فن 4”.
«تاتلا 2».. مشروعي الروائي القادم
ما مشروعات الكاتب حسين البلوشي المستقبلية؟
- لدي الكثير من المواضيع التي أرغب في الكتابة عنها، ولكنني أفكر حاليًا في العمل على الجزء الثاني من “تاتلا” بحيث تخرج بشكل يرضيني ويرضي الجمهور، لزيادة الوعي بالتصرف مع أطفال ومصابي التوحد.
«أسرتي» في كل مكان
داليا شافعي