أرخبيل لامو.. رحلة خارج الزمان

أسموها قديمًا (أريايا السبعة).. فور وصولك إلى تلك الجزر المنسية تشعر وكأنك خارج الزمان، إنها المملكة السواحيلية المدهشة لأرخبيل لامو الكيني، حيث غابات المانجروف الكثيفة، الشواطئ الرملية البيضاء، والمياه الدافئة على مدار السنة، ناهيك عن الحيوانات النادرة والتنوع البيئي المدهش.

يقع أرخبيل لامو في المحيط الهندي بالقرب من الساحل الشمالي لكينيا، وهو عبارة عن مجموعة من الجزر؛ كبراها جزيرة باتيه، ماندا ولامو.. أما الجزر الصغيرة فهي كيفايو، وماندا توتو.
زيارة لامو هي دخول لعالم آخر، فالطائرة الصغيرة التي تقلك إليها بمثابة آلة زمنية تعود بك إلى القرون الوسطى، فبمجرد الوصول إلى مهبط ماندا تصبح جزءًا من عالم أثري تتباطأ فيه الحياة.
عن جزر لامو، تحدثنا مديرة التسويق لدى (ماجيكال سكايز – خير النساء داداركر) قائلة:
أرخبيل لامو الوجهة السياحية الأشهر على الساحل الكيني.. والسائح الذي يزور لامو يقع في غرامها! فتلك الجزر الاستوائية تعيش الحياة على إيقاعها المريح، وهي مكان يتسم بتاريخه الغامض والرائع.. كونها أقدم المستوطنات السواحيلية في شرق إفريقيا، حيث يعيش فيه مدنيون منذ القرن الرابع عشر.
وتستطرد قائلة:
هناك الكثير من الأنشطة التي يمكن للزائر القيام بها؛ فبجانب الاسترخاء على الشواطئ الرملية البيضاء اللامتناهية والأنشطة البحرية كالتزلج على الماء، والغطس، وصيد الأسماك، وتأجير القوارب الشراعية والتجديف، يضم الأرخبيل العديد من المواقع الأثرية والتاريخية ذات الأهمية الكبيرة التي يمكن زيارتها، مثل أطلال تقوى، بلدة ماندا، موقع شانغا، وبلدة لامو القديمة، بالإضافة إلى حضور المهرجانات التراثية الشهيرة.
تقف قرى وبلدات الأرخبيل المصنوعة من أحجار القرون الوسطى بشوارعها الضيقة الحجرية، شاهدة على الانصهار الفريد بين ثقافات الشعوب العربية والفارسية والهندية والأوروبية والصينية التي سكنته.. وتعد بلدة لامو القديمة أكثر المناطق السياحية شهرة وجذبًا للسياح.

بلدة لامو القديمة – سيارة واحدة ومئات الحمير

تقع بلدة لامو القديمة على الجزيرة المعروفة باسمها على ساحل شرق إفريقيا، على بعد نحو 350 كيلومترا شمال مومباسا.. وقد أُدرجت لامو مؤخرًا على قائمة التراث العالمي لليونسكو نظرًا لتاريخها القديم الذي يمتد إلى القرون الوسطى، بالإضافة إلى كونها مركزًا ثقافيًا ودينيًا مهمًا في شرق إفريقيا حيث استضافت المهرجانات الدينية الإسلامية الكبرى منذ القرن التاسع عشر، وأصبحت على مر العصور مركزًا مهمًا لدراسة الثقافات الإسلامية والسواحيلية.
وعن البلدة العتيقة، تقول:
التنزه في شوارع لامو الحجرية المتعرجة له طابع استثنائي، حيث يطغى الطابع الإفريقي السواحيلي القديم على عمارتها التي تم بناء معظمها من الحجر المرجاني وخشب المنغروف.. وتتميز أبنية البلدة ببساطة الأشكال الهيكلية التي تثريها الأفنية الداخلية، والسقوف الملونة، والشرفات الأرضية والأبواب الخشبية المنحوتة بشكل متقن.
وتضيف:
ما زال سكان لامو يستخدمون المراكب الشراعية والحمير في تنقلاتهم، وليس هناك إلا سيارة واحدة يمتلكها حاكم البلدة! فشعب لامو يحافظ على كل ما يربطه بماضيه حتى وإن كانت الحمير.
والوصول للبلدة القديمة يكون إما عن طريق قوارب سريعة، أو بالسير على الأقدام لمدة 45 دقيقة.. ويمكن للزائر أن يزور متحف البلدة، وحصنها الشهير، إلى جانب السوق المفتوح، وساحتها الشهيرة التي تقام بها المهرجانات التراثية والفعاليات المهمة.

مهرجانات تراثية وأهازيج شعبية

تقام في الأرخبيل العديد من المهرجانات الثقافية والدينية، ومنها مهرجان لامو الثقافي الذي يقام منذ العام 2000 أشهرها.. فعلى مدى ثلاثة أيام يستمتع الزائر بحضور العديد من الأنشطة الممتعة كسباقات القوارب الشراعية، وسباقات الحمير، ومشاهدة الرقص التقليدي وسماع الأهازيج الشعبية بجانب تذوق الحلوى التقليدية التي تشتهر نساء لامو بصنعها كالمابويو، والكاشاتا، وماتابوشو، وأتشاري.

محمية كيونجا البحرية الوطنية – رحلات غطس استثنائية

تغطي هذه المحمية البحرية المذهلة 270 كيلومترًا مربعًا وتضم 51 جزيرة تحتضن حدائق من الشعاب المرجانية الحية، وخلجانا منحوتة، وطيورا بحرية متحركة، وسلاحف نادرة، وكلاب بحر سحرية، وعالم تحت الماء من الألوان التي لا تصدق.
وعن كيونجا تقول خير النساء:
لا شيء يضاهي جمال محمية كيونجا.. فمياهها الدافئة على مدار العام، وتنوع الشعاب المرجانية فيها يجعلان من رحلات الغطس تجربة غير مسبوقة، فالمرجان هناك يأتي في العديد من الأشكال والأحجام والألوان بما في ذلك مرجان قرن الأيل ذو الفتحات المفتوحة، ومرجان الأكروبورا الشبيه بالوسادة، والشعاب المرجانية المتفرعة والمتموجة والتي تشبه الألواح، ومرجان فافيا، ومرجان الدماغ الملتوي، بالإضافة إلى وجود أسماك قرش الحوت.

غادة الصاوي
مصدر الصور: Magical Skies