تحقيقات

أول جزارة في الصعيد ساطور وسكين في أيدٍ ناعمة

«أم أحمد» أول جزارة في الصعيد: نسيت أني امرأة والرجال يتعاملون معي بحذر

تركت أنوثتها ورقتها جانبا وأمسكت بالسكين والساطور لتذبح وتسلخ وتقطع، مهنة شاقة على الرجال فهي تتطلب مجهودًا وقوة بدنية الا أن أم أحمد تخلت عن أنوثتها لتستكمل مسيرة

آبائها وأجدادها وتعمل بمهنة الجزارة بعد أن أتقنتها ووجدت أنها تدر دخلا يفوق أي مهنة أخرى قد تمتهنها.

«أسرتي» التقت «أم أحمد» أول وأشهر جزارة بصعيد مصر، وكان لنا معها هذا الحوار:

 

في البداية.. كيف دخلت هذا المجال؟

– كان الأمر بالنسبة لي تحديًّا، فبعد وفاة زوجي الذي كان يعمل جزارا لم أجد أمامي سوى أن أستكمل مسيرة آبائي وأجدادي وأعمل في المجال الذي أعرف عنه الكثير لأوفر الحياة الكريمة لأبنائي، خاصة اني كنت أقف مع والدي في محل جزارة كان يمتلكه فتعرفت على طبيعة العمل.

وهل ترين أن هذه المهنة تناسب طبيعة المرأة؟

– من أجل توفير لقمة عيش شريفة لأبنائي نسيت اني امرأة وتدربت جيدا على العمل الشاق من ذبح وسلخ وتقطيع.

وتابعت أم أحمد:

وكما نرى هذه الأيام لم يعد هناك مهنة تقتصر على الرجال دون النساء، فالمرأة عملت سائقا وميكانيكيا وغيرهما من المهن التي لم تكن تخطر ببال أحد يوما ما، ونجحت بل تفوقت على الرجال احيانا كثيرة.

هل تعرضت لصعوبات أو مضايقات بسبب عملك؟

– الرجال يتعاملون معي بحذر شديد، فالساطور والسكين في يدي يمنعان أي أحد من مجرد التفكير في مضايقتي.

وماذا أضافت لك مهنة الجزارة؟

– القوة طبعا، نظرا لأني أضطر لحمل أوزان ثقيلة، والتعامل مع التجار في السوق، مما يتطلب ثقة في النفس وصلابة والصبر في التعامل مع الزبائن.

ماذا عن نظرة المجتمع في الصعيد لعملك جزارة؟

– بعد أن أثبت تفانيا وإخلاصا في عملي، أدرك الجميع ان المرأة في الصعيد ليست أقل من الرجل وتستطيع أن تعمل في أي مجال قد يحتكره الرجال، وتفرض احترامها وهيبتها على الجميع، فلا توجد مهنة للرجال وأخرى للنساء.

ماذا عن أبنائك؟ هل تتمني ان يعملون معك في نفس المجال؟

– أولادي في مراحل تعليم مختلفة، الا انهم في أوقات الفراغ يساعدوني في العمل ويتعلمون مني اسرار المهنة، ويشجعوني ويدعمونني كثيرا.

ما أهم أسرار المهنة من وجهة نظرك؟

– تعرفت من خلال عملي على أنواع اللحوم المختلفة، والتمييز بين اللحم الكبير السن والصغير، واسم كل قطعة والأطباق المناسبة لها، فعلى سبيل المثال اللحم البتلو الجيد لونه وردي فاتح، وهو يمتاز بأنه قليل أو معدوم الدهن، وترتفع به نسبة المياه، ولذا ينقص وزنه بعد طهيه، أما لحم الكندوز فهو لحم الأبقار والعجول البالغة، ويزيد اللون قتامة كلما كبرت سن الحيوان.

أما أفضل قطعة في اللحم البقري، فهي الفخذة والتي يطلبها الزبائن عادة لعمل البفتيك نظرا لقلة نسبة الدهون بها.

ماذا عن أسعار اللحوم؟

– أسعار اللحوم في ارتفاع دائم نظرا لارتفاع أسعار الأعلاف وتكلفة الشحن والنقل والعمالة.. وعلى الرغم من ذلك، فإن اللحوم طبق رئيسي على مائدة الغذاء في مصر.

 

أسرتي في كل مكان

مصر ـــ غادة عوني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق