أول طبيبة عربية حاصلة على الاختصاص الدقيق في جراحة أورام الثدي والترميم د. سـارة الريفي: القهر النفسي للمرأة سبب في سرطان الثدي
الدكتورة سارة الريفي أول طبيبة جراحة عربية استشارية حاصلة على الاختصاص الدقيق في جراحة أورام الثدي والترميم من بريطانيا 2011، أسست عيادة اليوم الواحد لتشخيص أورام الثدي في مستشفى الملك حمد الجامعي 2012، وأسست أول مركز طبي خاص في البحرين متخصص في تشخيص وعلاج أورام الثدي بالتعاون مع بريطانيا (مركز لندن لجراحة الثدي) 2015، كما أنها فازت بجائزة البحرين لريادة الأعمال عن فئة رائدة الأعمال المتميزة لعام 2016، وحصدت جائزة المؤسسة الدولية لتحدي ريادة الأعمال 2020.
«أسرتي» التقت د. سارة الريفي لتكشف عن مسببات مرض سرطان الثدي وعمليات الاستئصال والترميم الجراحي، وإليكم الحوار:
ما الذي دفعك لتأسيس أول مركز طبي خاص في البحرين متخصص في تشخيص وعلاج أورام الثدي؟
- مرض سرطان الثدي يعد من أكثر أمراض السرطان شيوعاً على الصعيد العالمي، حيث يتم تشخيص امرأة من بين كل 8 نساء على الصعيد العالمي بسرطان الثدي في مرحلة من حياتهن، ومركز متخصص لرعاية الثدي في البحرين تولدت الفكرة في لندن لتترجم واقعاً مماثلا في البحرين.. تعد البحرين من أولى دول الخليج التي بها عدد كبير من الإصابات بمرض سرطان الثدي.
من الضروري البدء من سن العشرين في إجراء الفحص الذاتي
ما أهم عامل في السيطرة على سرطان الثدي؟
- الاكتشاف المبكر للمرض عامل مهم جداً في الشفاء التام منه، والكشف المبكر يرتفع بنسبة الشفاء من المرض إلى 99% ويكون العلاج أسرع وأسهل، وقبل انتشار المرض. والاكتشاف المبكر يُقلل من عدد الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي، كما أن منظمة الصحة العالمية قد أوضحت أن نسبة الشفاء من سرطان الثدي في غضون 10 سنوات، وفي حال انتشار الورم في الخلايا المجاورة هو 84% ومعدل الشفاء في حال عدم انتشاره في غضون 5 سنوات هو 99%، ومن الضروري البدء من سن العشرين في إجراء الفحص الذاتي، وفي حال انقطاع الدورة يجب إجراء الفحص الذاتي أول كل شهر، وإجراء زيارة للطبيب كل 3 سنوات بين عمر 20 – 39 عاما، وسنوياً بعد سن الأربعين.
الماموغرام آمن ونسبة أشعته ضئيلة مقارنة بما نتعرض له أثناء سفرنا بالطائرة لمدة 7 ساعات
هل الفحص بالماموغرام يساهم في انتشار السرطان في الجسم؟
- هذه شائعة وليست حقيقة، الماموغرام هو فحص عن طريق الأشعة السينية ذات الطاقة المنخفضة للحصول على صورة في منتهى الدقة والوضوح لتشخيص أورام الثدي مهما صغر حجمها، وإجراء الفحص الدوري بالماموغرام هو وسيلة للكشف المبكر عن سرطان الثدي،
وتعتبر الطريقة المثالية لاكتشاف المرض قبل ظهور بوادره أو أعراضه بسنوات عديدة قد تصل إلى ثلاث سنوات، وخاصة إذا أضيف فحص الموجات فوق الصوتية (التراساوند) لهذا الفحص، علاوة على أن الماموغرام آمن؛ لأن أشعة الماموغرام يستخدم فيها نسبة ضئيلة من الأشعة غير الضارة، والتي يمكن أن نتعرض إلى نسبة أكثر منها أثناء انتقالنا بالطائرة لمدة 7 ساعات من دولة إلى أخرى.. ويعتبر فحص الماموغرام ذا أهمية كبيرة، خاصة للنساء اللاتي تجاوزن الخامسة والثلاثين، ويفضل إعادته كل ثلاث سنوات، أما عند وجود أنسجة مشتبه في إصابتها فيفضل إجراؤه مرة كل 12-18 شهرا.
الشعور بالحزن الدائم قد يسبب سرطان الثدي
هل الحالة النفسية تسبب سرطان الثدي؟
- الاكتئاب والشعور الدائم بالحزن والقهر عند النساء، يمكن أن يرفع معدلات إصابتهن بسرطان الثدي، إذ أثبتت الدراسات الحديثة العلاقة الوطيدة بين ظهور مرض سرطان الثدي وبين الزمن الإجمالي لمعاناتهن من الاكتئاب.. والتوتّر النفسي يمكن أن يؤدّي إلى زيادة في هرمون الكورتيزول الذي يؤدي دوراً سلبياً في انقسام الخلايا ونموّها بشكل غير طبيعي وصولاً إلى نموّ خلايا سرطانية، وبذلك تدعم هرمونات التوتر تحول أورام الثدي إلى سرطانات خبيثة، وأحياناً السلوكيات الخاطئة المتبعة والناتجة عن الحالة النفسية السيئة، خصوصا “التدخين، سوء التغذية، فقدان أو فرط الشهية، التوتر المبالغ، الإفراط في تناول الأدوية”، كلها من الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي على المدى الطويل.
تخشى السيدات عند طرح فكرة علاج أورام الثدي العلاج الكيميائي واستئصال الثدي، فماذا تقولين في ذلك؟
- بالطبع فإن الخوف عند السيدات يكون عادة من التدخل الجراحي واستئصال الثدي وفقدان عضو هو عنوان الأنوثة عند المرأة، والحقيقة أن استئصال الثدي لم يعد هو القاعدة، والتقنيات الحديثة تعمل على استئصال الورم فقط، لكن لكل حالة وضعها الخاص بها، وأهم ما في الأمر الاكتشاف المبكر؛ لأن هذا يساعد على تجنب العمليات الكبيرة واستئصال الثدي.. ويعتمد العلاج أساساً على حجم ومكان الورم في الثدي، وعلى نتائج الأبحاث المعملية ودرجة الورم نفسه، وكذلك على سن السيدة وصحتها العامة.
الشعور بالثقة في النفس والإحساس بالأنوثة.. من أهم أهداف عملية الترميم
ما ترميم الثدي بعد الاستئصال؟
- ترميم الثدي بعد استئصال الورم هو عملية جراحية لإعادة تشكيل وتجميل الثدي، وقد يتطلب الأمر عدة عمليات جراحية لترميمه بشكل كامل أحياناً، هناك العديد من الطرق التي يمكن استعمالها مثل:
- استخدام زرعات الثدي السيليكونية.
- استخدام أنسجة جسم المريضة (مثل منطقة أسفل البطن أو أسفل الظهر أو الفخذين أو الردفين).
- يمكن أن تتم عملية ترميم الثدي مباشرة بعد جراحة سرطان الثدي، وتسمى العملية ترميم الثدي الفوري، أو يمكن إجراؤها بعد شهور أو سنوات، وتسمى العملية ترميم الثدي المتأخر.
في عملية ترميم الثدي بعد استئصال الورم قد يتم إجراء عملية جراحية لترميم كلا الثديين، أو قد تُجرى العملية على أحد الثديين لإعادة تشكيله، ويصبح شكله مشابهاً للثدي الآخر.
ولهذا دور كبير ومؤثر في إعادة الثقة بالنفس للمريضة، إذ إن عملية إعادة بناء الثدي تساعد المريضة في الحصول على المظهر الأنثوي من خلال التماثل بين الثديين؛ مما يعيد لها الشعور بالثقة بالنفس والإحساس بالأنوثة.
متى تتم عملية ترميم الثدي؟
- في حال قرّرت المريضة إجراء عملية الترميم، فإن توقيت العملية يعتمد على تقييم فريق الجراحة للوضع الصحّي الإجمالي للمريضة وسجلّها الطبّي، ورغم أن هذا النوع من العمليات هو قرار اختياري، وليس جزءا من علاج السرطان، فإن الدراسات في هذا الشأن أظهرت أن النساء اللواتي اخترنَ الخضوع لعملية ترميم الثدي شعرنَ برضا أكبر بشكل ظاهر إزاء نوعية حياتهنّ.
عمليات ترميم الثدي تتم إمّا خلال عملية استئصال الورم، أو تتم العملية بعد استئصال الورم بمدة زمنية، لكن تحديد وقت عملية ترميم الثدي، سواء أثناء استئصال الورم، أو بعد ذلك، يعتمد على أمور عدة، أهمها هو ما إذا كانت المريضة ستخضع للعلاج الإشعاعي أم لا، لأنه يؤثر على عمليات ترميم الثدي، لذا يُفضل تأجيلها بعد إنهاء العلاج تماماً، بالإضافة إلى رغبة المريضة، فهناك الكثير من السيّدات اللاتي يرغبن في عمل الترميم بعد فترة من استئصال الورم أو العكس.
يساعد الترميم الفوري في بعض الحالات على ضمان نتائج جمالية أفضل، حيث تستغرق العمليتان الاستئصال والترميم بضع ساعات، وسرعان ما تختفي الندوب والجروح، فضلا عن قصر فترة النقاهة والاكتفاء بعملية واحدة.
في المقابل، هناك بعض الحالات التي لا يمكن إجراء الترميم مباشرة بعد استئصال الورم مثل أورام الثدي الالتهابية، حيث يتم استئصال الثدي مع جزء كبير من الجلد؛ بسبب الالتهابات الناتجة عن الإصابة بهذا النوع من الورم، ما يجعل إمكانية عمل ترميم فوري للثدي بعد استئصال الورم مباشرةً أمراً صعباً، فيتم الانتظار إلى أن تتعافى المريضة، وتلتئم الجروح بشكل كامل.
