ثقافةزوايا

اشتري دماغك والناس كلوا وشي أبرز تصميماتي للأمثال الشعبية

طالبة الطب الفنانة مي أبو النجا لـ أسرتي

حفظت الأمثال الشعبية الفلكلورية عن ظهر قلب وكانت تحلم منذ نعومة أظفارها بالتعبير عنها من خلال ترجمتها إلى لوحات فنية.. فكرة مبتكرة لطالبة الطب الفنانة مي ابو النجا التي بدأت في رسم أولى لوحاتها للتعبير عن مثل شعبي تردد على مسامعها ويستخدمه الناس في أحاديثهم ومعاملاتهم اليومية، فوجدت فيه ضالتها بعد أن فرض نفسه على خيالها لتحول الأمثال الشعبية باللون والظل وروح الفكاهة أحياناً في سابقة جديدة فنية تضاف إلى التوجهات الفنية المتميزة.

 

خفة الدم من معايير اختياري للمثل الشعبي كي أرسمه

بداية..ما المغزى من رسم الأمثال الشعبية في لوحات فنية؟

– حاولت جاهدة أن أجسّد الأمثلة في صور كاريكاتيرية بسيطة الفهم وتظل حاملة معانيها المتعارف عليها بين الناس خاصة للأجيال الجديدة، وذلك من خلال أشكال أو تكوينات فنية طريفة يسهل استيعابها وحفظها خاصة للأجيال الجديدة.

حرصت على اختيار الأمثال الأكثر تداولاً بين مختلف الفئات العمرية والاجتماعية

 

ما الأمثال الشعبية التي حرصت على التعبير عنها كرسالة في لوحاتك؟

– من أجل توصيل تلك الرسالة حرصت على اختيار الأمثال الأكثر تداولاً بين مختلف الفئات العمرية والاجتماعية، خاصة التي تتسم بالبساطة وخفة الظل وسهولة المعنى، ليسهل تداولها وتفسيرها من أول نظرة إلى اللوحة. ويعتبر «اشتري دماغك» «والناس كلوا وشي» أبرز تصميماتي للأمثال الشعبية.

هناك تقارب كبير بين معظم أمثال شعوب المنطقة العربية

 

كفنانة ذات توجه ثقافي اجتماعي..ماذا وجدت من علاقة بين الشعوب العربية المختلفة في أمثالها؟

– لقد وجدت بالفعل بين شعوب المنطقة العربية تشابهاً كبيراً في المعنى بين  ووجدت أيضاً أن اختلاف هذه الشعوب لا يتجاوز إلا طريقة التعبير، فكلُّ حسب لغته وثقافته، بل وجدت أن اختيار الأمثال وتداولها كثيراً ما يعبر عن ثقافة واهتمام الناس، فالمصريون تدخل في معظم أمثالهم الأطعمة نظرا لحبهم وتذوقهم العالي للطعام، فقد أصبح عنصرا رئيسيا في كثير من الأمثال المصرية مثل «البطيخة الصيفي».. و«ضرب الحبيب وأكل الزبيب»، حبيبك اللي «يبلع  لك الظلط»، «زي الفريك اللي مابيحبش شريك»، و«تبقى في بقك وتقسم لغيرك»، و«متأكلنيش فرخة سمينة وتبيتني حزينة»، و«سمن  على عسل».. و«زيتنا في دقيقنا»…إلخ.

البعض «وقع في حب» اللغة الدارجة مجدداً بعد لوحاتي

وكيف ترين حجم التفاعل مع لوحاتك؟

– لقد وجدت تفاعلاً كبيراً مع اللوحات، خاصة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، كما انتشرت الرسومات كثيراً داخل مصر وخارجها، ووصفها البعض بأنها جعلتهم يقعون في حب اللغة الدارجة مجدداً والعودة الى استخدام الأمثال الشعبية القديمة.

كيف ترين العلاقة بين الطب والفن؟

– لا توجد علاقة مباشرة بينهما، ولكن من المؤكد أن كليهما يخدم الآخر، فدارسو الفنون الجميلة يدرسون مواد «طبية» ويتعلمون تشريح الجسد بالمقاييس السليمة.

المثل الذي أؤمن به وعبّرت عنه بلوحاتي: «الشاطرة تغزل برجل حمار»

 

ماذا عن المثل الذي تؤمن به مي أبو  النجا وعبرت عنه في لوحاتها؟

– المثل هو: «الشاطرة تغزل برجل حمار»، لافتة إلى إيمانها بأن الانسان اذا أحب مهنة أو هواية بعينها، يستطيع أن ينجح ويتميز فيها مهما كانت الامكانات المتاحة بسيطة، كما أن الأمثال العربية والعالمية كان لها نصيب من أعمالي، رغم أني بدأت اعمالي ببعض المقولات والحكم الأجنبية.

 

ما أصعب مثل صورته بريشتك؟

– هو المثل المصري «عامل من بنها» لاختلاف معناه الحرفي للعبارة عن المغزى منه، وهو أنه شخص بعيد عن الواقع ولا يتحمل المسؤولية، علماً بأن بنها مدينة مصرية قريبة من العاصمة ويتميز أهلها بالبساطة الشديدة.

أصعب مثل صورته: «عامل من بنها»

 

ما أصعب شيء في مجال الفن؟

توصيل رؤية الفنان للناس، وهو ما ساهمت به السوشيال ميديا في هذه الأيام..فالأمر لا يزال صعبا خاصة للفنانين غير المشهورين.. فأنا أسعى جاهدة لاختيار أمثلة متداولة ومعروفة ليسهل تفاعل الناس معها.

لم أرسم مثل: «ايش تعمل الماشطة في الوش العكر» لعدم إيماني به

 

ما الأمثلة التي رفضت تجسيدها في لوحاتك؟

– هناك أمثلة مثل: «ايش تعمل الماشطة في الوش العكر» لعدم إيماني بهذا المثل، فأنا أرى أنه لا يوجد إنسان ليس جميلا، والمثل القائل «يعطي الحلق للي بلا ودان» لتنافيه مع شريعتنا السمحة.

 

كيف تستطيعين التوفيق بين الهواية ودراستك للطب؟

– بتنظيم الوقت، والابتعاد عن وسائل التكنولوجيا الحديثة إلى حد ما واستثمار وقت الفراغ في الهواية، كما أن تشجيع الأسرة كان الداعم الاول لي وهم من يساعدونني ويقترحون الأمثال والحكم لتصويرها بريشتي.

ماذا عن طموحك المستقبلي؟

– طموحي إقامة معارض في مصر والخارج، وأن تكون لوحاتي حاملة رسائل هادفة وأستطيع تسويقها عالميا.

 

أدمج الفن بالفاشون وبدأت في «الاسكارف»

 

هل لديك أي اهتمامات فنية أخرى؟

– بالفعل أنا لدي اهتمامات أخرى بدأت تحديداً منذ ثلاث سنوات، وهو عبارة عن دمج الفن بالفاشون وبدأت في «الاسكارف» ووقع اختياري على الاسكارف لتنفيذ فكرتي، باعتباره قطعة اكسسوار كفيلة بتغيير شكل الملابس، وهي بمثابة الكرافت أو ربطة العنق بالنسبة لعالم الرجال، فالفكرة كانت لدي أن كل شخص ينبغي أن يرتدي قطعة ولو واحدة فريدة ومميزة تعبر عن شخصيته، بالاضافة إلى كونها قطعة فنية أو لوحة تعبّر عن صاحبها سواء كان رجلاً أو امراة فكل منهما يستحق أن يكون متميزاً وذا شخصية فريدة.

 

أبتعد عن كل ماهو دخيل على مجتمعنا

كما أنني أقوم بتصميم الاسكارف بحسب تصور أو رغبة العميل، فإذا كان العميل يريد رسمة بعينها، لبلد أو لشخصية معينة، أو رمز أو تميمة أقوم بتصميمها وفقاً لرغبته ولكنني أحاول قدر المستطاع الابتعاد عن الرموز والأشكال الغريبة والدخيلة على قيمنا ومجتمعنا والتي قد يستخدمها البعض عن جهل أو قلة معرفة أحياناً.

 

كائنات مُعرضة للانقراض

وأعمل حاليا مع منظمة بيئية وتدعى «Nature Conservation Egypt» وهي منظمة تهتم بالبيئة وتعمل على حماية الطيور المهاجرة والحفاظ على البحيرات من خلال عدة مشروعات في مصر والوطن العربي، ومن خلال عملي معهم قمت بتصميم اسكارفات عليها رسومات للطيور والكائنات الحية المعرضة للخطر من أجل نشر الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة والطيور والحيوانات المعرضة للانقراض.

 

ما علاقة تلك التصميمات بموضوع الأمثال؟

– المجتمع لدينا يستخدم الطيور والكائنات في معظم الأمثال فنراه يستخدم الكلب رمزا للوفاء والثعلب للمكر والدهاء والبوم للتشاؤم والغراب للذكاء والأسد رمزا للشجاعة والقوة، والطاووس رمزا للجمال، وهي أفكار سأسعى لإدخالها ضمن تصميماتي المقبلة.

 

أجرى اللقاء: مجدي فؤاد

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق