تحقيقات
أخر الأخبار

الأعـراس الكينيـة.. رقصٌ ونواحٌ وخداع

الأعـراس الكينيـة.. رقصٌ ونواحٌ وخداع

 

غادة الصاوي

تشتهر كينيا بتعدد أعراقها وثقافاتها، فهي موطن لأكثر من 40 قبيلة لكل منها عاداتها، خاصة عندما يتعلق الأمر بالزواج الذي تتنوع طقوسه بتنوع الموروثات، ولا تخلو مراسمه من الغرابة والطرافة.
ورغم الحداثة التي دخلت على بعض جوانب الحياة القبلية في كينيا، تظل مراسم الزفاف التقليدية جزءًا مهمًا من الثقافة القبلية ويستمر تناقلها عبر الأجيال.

ما زال المهر عبارة عن عدد من الأبقار والماعز والمنتجات المحلية

إذا كانت العروس عذراء تحصل عائلتها على
12 بقرة وماعز واحد يذهب إلى عمتها

أبقار وماعز وعسل وموز
لم يطل التمدن مهر العروس عند أغلب القبائل الرعوية، فما زال المهر عبارة عن عدد من الأبقار والماعز والمنتجات المحلية!
وعن ذلك تحدثنا السيدة روز نافولا من قبيلة بوكوسو قائلة:
مهر العروس في قبيلتي عدد من رؤوس الماشية، وقد يزيد العدد أو ينقص بحسب ثروة العريس وبحسب حالة الفتاة الاجتماعية؛ فإذا كانت العروس عذراء تحصل عائلتها على 12 بقرة، وماعز واحد يذهب إلى عمتها.. أما إذا كانت قد سبق لها الزواج، فتحصل على 6 أبقار فقط.
وفي قبيلة كيكويو يدفع العريس مهر العروس من الأبقار والماعز، والعسل، والموز الأخضر، والمشروبات الكحولية التقليدية.. أما في قبيلة الماساي فمهر العروس عادة ما يكون مزيجًا من الماشية والبطانيات والعسل.. أما في القبائل الفقيرة فمهر العروس يكون من الماعز فقط، ولا تحلم أسرة الفتاة بالحصول على بقرة واحدة.

يبدأ موكب العرس ببصق الحليب خارج منزل والدة العروس من قبل أكبر شخص في القبيلة لمباركة العروس

بصق ونواح
أما عن حفلات الزفاف، فأعراس الماساي تعد الأشهر ثقافيا ليس فقط في كينيا ولكن خارجها أيضًا، وهي احتفالات تراثية مليئة بالألوان والأغاني والرقص، وتبدأ مراسم الزواج في اليوم السابق للزفاف حين يحضر العريس الجزء المتبقي من مهر عروسه لعائلة الفتاة.. في ذلك اليوم يحلق كبار السن من أسرة العروس رأسها بالكامل، ثم يقومون بمباركتها من خلال دهنها بالطين الأحمر كعلامة على بداية حياة جديدة.
وفي حفل زفافها ترتدي العروس ثوبًا رائعًا من الشيفون الأحمر الزاهي، وتضع من فوقه جلد بقرة مطرزا.. كما تتزين بقلادة خاصة تصنعها لها والدتها من الخرز والصدف، كما أنها ترتدي مجوهرات الماساي حول عنقها ورأسها وكاحليها ويدها، ويرتدي العريس “شوكا” الماساي البسيط المغطى بجلد بقرة مطرز في الأعلى، ويتزين بغطاء رأس مطرز وببعض الخرز على كاحليه.

يبدأ موكب العرس ببصق الحليب خارج منزل والدة العروس من قبل أكبر شخص في القبيلة لمباركة العروس، وقبل أن تغادر الفتاة المنزل، يتم ربط العشب بالحذاء التقليدي الذي ترتديه كبركة أخرى.
وعند مغادرة العروس لقريتها، تتجمع النسوة لتشجيعها على المهمة التي تنتظرها، كما يتعهدن بتقديم هدايا الزفاف.. ولكل هدية تربط العروس عقدة في أحد الخيوط الطويلة من عقد الزفاف كتذكير بعدد الهدايا التي تحتاج إلى جمعها بعد الزفاف، وفي طريقها إلى منزل الزوجية تبدأ العروس بالنواح المتواصل حزنًا على مفارقة أهلها.
وعند وصول موكب العروس إلى قرية الزوج حيث يقام الاحتفال الرئيسي، وتقوم والدة العريس بمسح جبين العروس بالحليب، مما يعني عند الماساي أن العروس أصبحت ملكًا لعريسها.. ثم تدخل العروس مع والدة العريس أحد الأكواخ الصغيرة المصنوعة من رواث البقر، والتي تسمى عندهم مانياتا، ويدخل العريس بعد ذلك محاطًا بأصدقائه لتبدأ مراسم حفل الزواج.

في قبيلة لوهيا ملابس الزفاف عصرية.. لكن تبقى مراسم الزفاف تقليدية

ثوب عصري وزفاف تقليدي
أما في قبيلة “لوهيا”، فملابس الزفاف عصرية، حيث ترتدي العروس الثوب الأبيض والطرحة، ويرتدي العريس البدلة السوداء، ولكن تبقى مراسم الزفاف تقليدية.
وعن ذلك تقول السيدة فينجيلين أسيليجوا:
في قبيلتنا يبدأ حفل الزفاف عند الساعة الحادية عشرة صباحًا ويستمر حتى الثالثة عصرًا، ويدعى إليه جميع أفراد القبيلة، ولذلك فنحن نقيم أعراسنا في الهواء الطلق حتى يتسع المكان للجميع.

في قبيلة لوهيا كعكة الزفاف هي العنصر الرئيسي في الاحتفال.. وقد يصل عددها إلى عشر كعكات

وتضيف: تعد كعكة الزفاف هي العنصر الرئيسي في الاحتفال، ولذلك فهي تقدم أولًا قبل الطعام، وهي ليست بواحدة، فإلى جانب الكعكة الرئيسية، يتم توزيع كعكات أقل حجمًا على كل من أهل العريس والعروس، وقد يصل عددها إلى عشر كعكات! أما عن الطعام المقدم للضيوف فيكون من أشهى الأطباق المحلية كالأوجالي ولحم البقر والدجاج والأرز وخبز الشيباتي والخضراوات التقليدية.
وتستطرد قائلة:
أعراسنا مميزة بالرقص والغناء على أنغام موسيقى آلة إيسوكوتي التقليدية، ورغم بساطتها فهي مكلفة للغاية.

خداع العريس وتغريمه!

وفي قبيلة كيكويو، تبدأ مراسم الزفاف أيضًا في اليوم المتفق عليه لدفع المهر، وفي ذلك اليوم أيضًا يخضع العريس للاختبار بحيث تحضر فتيات من نفس بنية وطول الفتاة التي يرغب في الزواج منها، ويغطين أنفسهن بالكامل بالشالات التقليدية، ويطلب من العريس أن يتعرف على عروسه.. فإذا فشل في معرفتها، يتم تغريمه، وتعاد الكرة إلى أن يتعرف عليها، ثم يسمح له بعد دفع المهر بالاحتفاظ بالفتاة كزوجة له من ذلك اليوم فصاعدًا.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق