تغذيةصحة وتغذية

الخلط بين المشاعر والأكل.. سمنة!

«كيف نأكل ما نحب.. ونحب ما نأكل»؟  سؤال مهم نطرحه جميعاً على أنفسنا خاصة في وقت المعاناة مع أنظمة الرجيم أو الدايت.. كما أنه سؤال مهم لدى كل إنسان يحاول أن يستمتع بحياته الطبيعية دون إضرار لصحته.

وماذا عن «مشروبات الدايت» التي تملأ الأجواء والإعلانات التجارية؟ هل هي مفيدة للصحة؟ وما المقصود بتعبيري: «الأكل المجرم» و«الأكل البريء».. وماذا عن أهم الاعتقادات الخاطئة في تقليل السعرات الحرارية وإنزال الوزن؟ وبالتالي: ما أسوأ نظام غذائي على الإطلاق؟ ولماذا نأكل كثيراً عندما نشعر بالملل؟

تلك كانت الأسئلة التي وجهناها للخبير الغذائي الدكتور «علي الحداد» في لقائنا معه، وقد جاءت الإجابات عنها وعن غيرها مفاجأة بل مفاجآت علمية كثيرة.

 

النظام الغذائي الصحيح يضمن لك الاستمرار فيه «كأسلوب حياة»

 

هناك سؤال يقول: «كيف نأكل ما نحب ونحب ما نأكل؟».. ما تفسيرك له؟

– هذا سؤال ممتاز، لأن أي نظام غذائي إن حرمك مما تحب، فهذا معناه أنك لن تستمر فيه، بل حتى وإن نزل وزن الإنسان بسبب هذا النظام، إلا أن المهم جدا هنا هو ليس مجرد النزول في الوزن، بل «الاستمرار» في هذا النزول.. ففي التغذية الصحيحة العلمية البعيدة عن التجارة لا يهمنا مجرد إنزال الوزن سريعاً، بل الأهمية القصوى هو كم تستمر في هذا الإنزال للوزن.

وبناء عليه، فإن النظام الغذائي الصحيح لابد وضروري جدا أن يشتمل على ما تحب من أكل.

والسؤال هنا: كيف تُدخل ما تحب من أكلات في نظام غذائي؟

والإجابة هي أن هذا النظام الغذائي سوف يعتمد على طولك ووزنك وعمرك، ونوعك الجنسي، وممارسة الرياضة أو عدمها، كل هذه العناصر مهمة ويجب أن توضع في سلة واحدة ضمن نظام غذائي سليم يضمن لك الاستمرار فيه، لأنه يشتمل على ما تحب من أكل، وبالتالي يضمن استمرارك فيه كأسلوب حياة.

 

3 مصائب صحية في «مشروبات الدايت»!

 

وماذا عن «مشروبات الدايت» و«طعام الدايت»؟

– هذا سؤال أيضاً جيد.. لأنه يشغل الجميع حاليا.

بالنسبة لمشروبات الدايت تتساءل: هل فيها سعرات حرارية؟ والإجابة: لا.

هل تؤدي الى زيادة وزن مباشرة؟ والإجابة: لا.

وعلى الرغم من ذلك، إلا أنها تحتوي على «مصائب» صحية كثيرة.. فهي:

1 – تؤدي الى زيادة الرغبة في تناول السكريات.

2 – تؤدي الى إرباك «ثيرموستات المخ» التي تنظم السعرات الحرارية وعملية الشبع… إلخ؛ لأن الجسم يستقبل تلك المشروبات باعتبار أنها تحتوي على سعرات حرارية، ولكنها خالية من السعرات الحرارية!  فيرتبك المخ بين السعرات واللاسعرات! وبالطبع هذا الارتباك يحدث بعد تكرار تناول هذه المشروبات التي تعتبر Ocaliros أو صفر سعرات حرارية.

وأما بالنسبة الى «طعام الدايت»، أو ما تقدمه شركات التغذية، فإن هذه الشركات بما تقدمه تعتبر في البداية أمراً ممتازاً للمساعدة على خفض الوزن، وهذا هو الجانب الإيجابي فيما تقدمه من «طعام الدايت».

أما الجانب السلبي فيتمثل في أكثر من جانب:

1 – نظام «طعام الدايت» لا يعلّم كيف يستمر الشخص في الدايت كنظام حياة.

2 – التكلفة عالية، حيث يشتكي الناس منها.

3 – بعض شركات التغذية تضع مواد لسد الشهية في أكلاتها! فإن أكلنا نفس الأكلة بالضبط التي تقدمها تلك الشركات ولكن من صنعنا فنحن لن نشبع منها، بعكس أكلة الدايت من الشركة!

4 – بعض شركات التغذية تضيف الزبدة بعد قياس السعرات الحرارية في الوجبة، وبالتالي تزيد من السعرات الحرارية للوجبة كلها.

«الأكل المجرم».. شكله حلو لكنه يقتل الإنسان من الداخل!

 

وماذا عن «الأكل المجرم» و«الأكل البريء»؟

– أنا أحب كثيراً تعبير «الأكل المجرم».. لأنه لا يبيّن ما في داخله من أذى صحي.. مثل الكاكاو العالي بالدهون، والشركات التي تنتجه تعرف تماماً ما فيه من دهون عالية وسعرات حرارية عالية، إلى درجة أن ملعقة واحدة من هذا النوع من الكاكاو تحتوي في نصفها على دهون! ونصفها الثاني مقسّم الى قسمين: قسم سكر، وقسم بندق! فالأكل المجرم شكله حلو ولكنه يقتل الإنسان من الداخل.

وأما عن «الأكل البري»، فهو الأكل الذي لا تحبه الناس للأسف، مع كونه مفيداً لهم. وهو مثل الخضراوات والمكسرات، وبالرغم من خوف الناس من المكسرات لاحتوائها على نسبة عالية من الدهون، إلا أن هذه الدهون مفيدة للقلب.

 

السعرات الحرارية تضبط وزنك ولا تضبط جسمك!

 

في رأيك.. ما أهم الاعتقادات الخاطئة في تقليل السعرات الحرارية وإنزال الوزن؟

– هناك هوس لدى الناس حول السعرات الحرارية وتجنبها تماماً.. بينما لدينا ما هو أهم من السعرات الحرارية، مثل نسبة الدهون في الأكل، نسبة الكربوهيدرات الى آخره.. هناك أمور كثيرة مهمة في ضبط الوزن.. فالسعرات الحرارية قد تضبط وزنك ولكنها لا تضبطك جسمك! فهناك من ينجحون في إنزال أوزانهم لكن يظل لديهم «كرش» أو بطن منتفخ!

 

النظام الغذائي الأفضل والنظام الغذائي الأسوأ تفصل بينهما «الاستمرارية»

وبالتالي نسألك: ما أسوأ نظام غذائي على الإطلاق؟

– سؤال جيد.. النظام الغذائي الأسوأ هو النظام الذي لا تستطيع الاستمرار فيه.

وأما النظام الأفضل، فهو:

1 – ينجح في أن يبقيك مستمراً فيه أطول فترة ممكنة.

2 – يحتوي على ما تحب من أكل ولكن بالخضوع لنظام شامل صحي.

3 – يجب أن يكون متوافقا مع أسلوب حياتك.

 

السبب الرئيسي في إقبال الإنسان الكويتي على الطعام.. الملل!

 

«أنت تأكل لأنك تشعر بالملل وليس لأنك جائع».. ما تعليقك على هذه العبارة؟

– في الكويت، أجروا دراسة علمية على مطاعم الكويت وعدد مرات تردد الشخص الواحد على المطاعم، كل وجبة مطعم جديد، فوجدوا أنه يحتاج الى خمس سنوات كاملة كي ينتهي منها جميعا!

والسبب الرئيسي في إقبال الكويتي على الطعام ليس هو الجوع بل الملل! فالسأم والملل «وضيق الخلق» تدفع إلى الأكل! فإن لم نفرّق أحاسيسنا عن الجوع، فسوف نأكل كثيرا، ونصاب بالسمنة.

 

لمريض السكري.. هناك من يقول إنك تستطيع الاستغناء عن أدوية السكري لو نظمت غذاءك وغيرت أسلوب حياتك.. هل توافق على هذا القول؟

– هذا كلام صحيح، ولكن فقط إن كان مرضى السكري بالمراحل الأولى وليست المتقدمة، ولكن في مراحله المتقدمة يحتاج الى جانب تنظيم الغذاء والرياضة إلى جانب بعض الأدوية.

ولكن نسبة 40 – 50٪ من مصابي مرض السكري يستطيعون الاستغناء عن الأدوية إن استطاعوا تنظيم أكلهم تماماً وبشكل صحيح.

أما الإنسان الطبيعي فيجب عليه ألا ينتظر أن يُصاب بمرض السكري حتى ينظم أكله ويأكل أكلاً صحياً.

 

وما رأيك في استخدام المُحليات

أو Sweeteners؟

– هناك أنواع من المُحليات أو بدائل السكر الطبيعي تُستخرج من نباتات طبيعية وبالتالي فهي ليست ضارة، وهناك أنواع أخرى تضاف إليها مواد اصطناعية، وبالتالي تؤدي على المدى البعيد الى العُقم.

إذن.. نحتاج إلى أن ننتبه كثيراً الى المكونات الموضوعة على علب هذه المُحليات، لأن السكر الطبيعي أفضل من بعض أنواعها!

 

6 أنواع من الغذاء تفيد القدرة الجنسية آخرها الروبيان!

 

القدرة الجنسية والغذاء علاقة معقدة، وحولها أفكار شائعة كثيرة.. فكيف ترى هذه العلاقة؟ وماذا من غذاء يفيد بالفعل القدرة الجنسية؟

– هناك أفكار شائعة عن الروبيان (الجمبري) أنه يزيد من القدرة الجنسية، بل الحقيقة العلمية أنه يأتي في المرتبة السادسة من حيث الفائدة لهذه القدرة، والأكثر فاعلية يأتي حسب الترتيب التالي:

1 – الأفوكادو.

2 – المكسرات (خاصة الجوز).

3 – السمسم.

4 – الرقي (البطيخ).

5 – الفجل.

6 – الروبيان (الجمبري).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق