الرواية الفائزة بجائزة البوكر 2022 كانت كتابة الرواية “حصنه من الدخول إلى مرحلة الجنون”.. “خبز على طاولة الخال ميلاد”.. ما الرجولة الحقيقية؟!
فازت رواية “خبز على طاولة الخال ميلاد” بالجائزة العالمية للرواية العربية للكاتب الليبي الشاب محمد النعّاس بالدورة الخامسة عشرة من الجائزة لعام 2022.
يذكر أن من حيثيات فوز الرواية بهذه الجائزة الرفيعة المستوى حسب لجنة التحكيم والتي حصل محمد النعّاس بموجبها على الجائزة النقدية البالغة قيمتها 50 ألف دولار أميركي أن قامت باستعادة تجربة شخصيّة في ضرب من الاعترافات التي نظّم السرد المتقن المشوّق فوضى تفاصيلها ليقدّم نقداً دقيقاً عميقاً للتصوّرات السائدة عن الرجولة والأنوثة وتقسيم العمل بين الرجل والمرأة وتأثيرهما النفسي والاجتماعيّ. كما ذكرت لجنة التحكيم عن الرواية أنّها رواية تقع في صلب التساؤلات الثقافيّة الكونيّة حول قضايا النوع الاجتماعي أو قضايا العلاقات بين الذكور والإناث في المجتمع وأنها متعمقة في بيئتها المحليّة والعربيّة.
تدور رواية “خبز على طاولة الخال ميلاد” حول قصة حياة شخصيتها الرئيسة “ميلاد” وعلاقاتها مع النساء باعتباره رجلا يعيش في مجتمع عربي شرقي متأثراً بكل الموروثات التي ورثها من عادات وتقاليد وأفكار تجاه المرأة في مجتمعه الليبي.. وتدور الأحداث في زمن في النصف الثاني من القرن العشرين في ليبيا في مجتمع القرية المنغلق، بحيث يبحث “ميلاد” عن تعريف الرجولة المثالي حسب ما يرى الرجولة مجتمعه! لكنه يفشل على مدار رحلته في الحياة في أن يكون رجلاً كما يطلب منه المجتمع بمقاييسه عن الرجولة! ولكن بعد محاولات عديدة يقرر “ميلاد” أن يكون نفسه وأن ينسى هذا التعريف المجتمعي للرجولة، وذلك بعد أن يتعرف على حبيبته وزوجته المستقبلية “زينب” عندما يعيش أيامه داخل البيت قائماً بأدوار خصّ المجتمع المرأة بها، فيما تعمل حبيبته على إعالة البيت! وكأنها تتبادل الأدوار معه والتي وضعها المجتمع! ويظل ميلاد مُغَيَّبا عن حقيقة سخرية مجتمعه منه كرجل، حتى يُفشي له ابن عمه ما يحدث حوله. سر قوة هذه الرواية وتميزها أنها تطرح الأسئلة المهمة تجاه أفكارنا الجاهزة عن مفهوم الرجولة وكذلك الأنوثة كما يضعهما المجتمع.. لكنها في النهاية تنتصر للفرد في وجه الأفكار الجماعية القاتلة في بعض حالاتها!
يذكر أن محمد النعّاس “31 عاماً” قاص وكاتب صحافي ليبي من مواليد عام 1991. صدر له “دم أزرق” (مجموعة قصصية) في عام 2020. و”خبز على طاولة الخال ميلاد” (2021) هي روايته الأولى وكتبها في ستة أشهر أثناء فترة الحجر الصحي، عندما كان مقيماً في مدينة طرابلس الليبية، تحت القصف وأخبار الموت عن المرض والحرب، وكانت كتابة الرواية “حصنه من الدخول إلى مرحلة الجنون” على حد تعبيره. وبذلك صار النعّاس ثاني أصغر كاتب فاز بالجائزة في تاريخها وأول كاتب ليبي.
