تحقيقات

الزواج في أوله شروط. وفي المستقبل تفاهم

bride_groom_wedding_rings_LARGE

دكتورة «سناء الخرقاوي»:

الدين والأخلاق والتكافؤ في المقدمة

 

من منا لا يرغب فى أن يفرح بزفاف أبنائه.. فهذه هى الفرحة الكبرى التى ينتظرها أى أب وأم.. فلا هم لهما سوى الاطمئنان على مستقبل أولادهما فى بيت الزوجية.

وعلى الرغم من تلك الرغبة، فإن التنازل عن بعض شروط الزواج بات أمرًا غير مقبول بين الغالبية العظمى من الأسر.

حكايات كثيرة سمعناها من الأقارب والزملاء والأصدقاء حول المغالاة في حفلات الزفاف وشروط تعتبر أحيانا تعجيزية، وشروط أخرى تنصب في مصلحة العروسين.. فهذا شاب تقدم إلى والد فتاة راغبا في الزواج منها، ولكن طلبه لم يقبل لسبب غريب، وهو انه سمين.. واشترط والد الفتاة للموافقة أن ينقص وزنه ٥٥ كيلو غراما حتى يتزوجها.

يبدو أن الأمر يحمل نوعًا من الطرفة، ولكن بعضنا يعتبر المظهر الخارجي جزءا مهما من قبوله للطرف الآخر مشاركته في حياته في المستقبل.

«أسرتي» التقت الاستشارية النفسية الأسرية والمدرب المعتمد والمعالجة بالطاقة والتنويم الإيحائي والعلاج السلوكي دكتورة سناء بدر الخرقاوي لنتعرف معها على أهمية الشروط التي يضعها كل من العروسين لاختيار شريك حياته.. وإليكم التفاصيل:

 

التفاهم والتقارب الثقافي والاجتماعي.. أمور ضرورية

 

هل لنا ان نتعرف على الشروط التي يضعها أهل المعاريس لقبول الزواج في أغلب الأحيان؟

– الزواج وتكوين الأسرة والمملكة والعش الزوجى تحتاج منا إلى الكثير من التهيئةالنفسية والمالية والاجتماعية للمقبلين على الزواج،  فهو ليس فقط  ارتباطا بين شخصين بل بين عائلتين بتفاصيلهما واحتياجاتهما، ومن الضرورى مراعاة ذلك عند الاختيار؛ ليكون هناك توافق زواجى، ويستمر هذا الارتباط طوال العمر بهناء وسعادة حتى نبني أسرة متماسكة هي نواة المجتمع القوي المتماسك على مدى أجيال.

وأضافت:

كلٌّ من الزوج والزوجة لباس للآخر، وكلاهما يشترك في السراء والضراء على مدى العمر.. يقول تعالى: }وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ{ الروم: 21.

وتابعت: لكل شاب أو فتاة شروطه ومواصفاته فيمن يود الاقتران به، وهذا حق لكل منهما ومن حق أهل العروس وأهل المعرس ان يختاروا بعقلانية ما يناسب الابنة والابن حتى تتم السعادة والألفة والمحبة والتوازن الأسرى ويكون بناء عن واقع وصواب ودراية، فللزواج شروط، منها التفاهم والتقارب الثقافى الاجتماعى.

 

هل تغيرت الشروط التى يضعها أهل المعاريس فى وقتنا الحاضر فى عصر السوشيل ميديا؟

– أكيد، فنحن فى مجتمع متغير دائما، ومن لا يواكب التطور والتغير، فهو إنسان يعيش في عصر غير عصره، وسوف يتعب في حياته ومع أبنائه والعالم متغير حوله، ولكن لابد ألا نغالي في الشروط، فهناك من يطلب أمورا لا يستطيع الشاب تحقيقها.. وكثيرا ما تحدثنا في غلاء المهور والمبالغة في تكاليف الزواج التي تعوق الزواج أحيانا وتعطله.

 

الجمال أو المال ليس الأساس

 

هل السمنة والرشاقة والجمال أصبحت شروطا رئيسية فى اختيار شريك الحياة؟

– كلٌّ من الشاب والفتاة لديه تصور خاص عن الشخص الآخر الذي يريد الارتباط به، ومن ضمن هذا التصور هو المظهر الخارجي لشريك حياته، ولكن السؤال هنا: هل الجمال أو المال هما الأساس؟

نقول: لا.. ففي الحديث الشريف، عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها.. فاظفر بذات الدين تربت يداك».

ولذلك نقول:

الدين والأخلاق والتكافؤ في مقدمة الشروط، ثم تأتي بقية الأمور الأخرى التي نوازنها ونعرف ما الذي يمكن أن تقبله منها وما لا يمكننا تقبله ثم نتعامل معها بمبدأ «لا ضرر ولا ضرار»، وينبغي علينا ألا نطلب الكمال.

 

ماذا عن الشروط الأخرى؟

هناك أسر تشترط أن يكون زوج ابنتهم غير مدخن، وهذا حق الأسرة لان الابن سوف يكون ابنا ثانيا لهم؛ فالأسر تتداخل.

وأضافت: كما أن الهوايات تدخل أحيانا ضمن الشروط التي يضعها العروسان عند الزواج،  فلابد ان يكون هناك تفاهم وتفهم لهواية كل منهما، ومن حقها وحقه ان يتصارحا بهذه الهوايات، كحب قضاء أوقات معينة مع  الأصدقاء والصديقات، وممارسة رياضة كرة القدم، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.. وتفاصيل أخرى تبدو صغيرة لكن من الضرورى ان يتفق عليها الطرفان.

وتابعت:

كما أن هناك احتياجات للعروس تكون أحد شروط الزواج، مثل موافقة الزوج على عملها أو عدم موافقته، وأحيانا يشترط اهل العروس التي مازالت تدرس ان تكمل ابنتهم دراستها أثناء زواجها، وفي هذه الحالة على المعرس ان يبدي رأيه حول  هذه الأمور قبل البدء في أي اجراءات لإتمام الزواج.

 

الحياة الزوجية لا تمضي على وتيرة واحدة

 

هل صحيح ان «اللي أوله شرط.. آخره نور» كما يقال في الأمثال الشعبية؟

كونى دكتورة واستشارية نفسية أسرية تمر عليَّ حالات عدة، فسواء كان الزوجان في بداية الحياة الأسرية أو بعد مرور سنين على زواجهما، أجد أن الاتفاق في البداية هو ما ينير لهما طريق الحياة الزوجية.. وعن طريق الحوار والتفاهم والتناغم والمناقشات الهادئة المدروسة تكون الألفة والمحبة اللتان تمضيان مع المتغيرات والمستجدات في حياتهما.

واختتمت:

لابد ان يعلم كل من العروسين أن الحياة الزوجية لا تمضي على وتيرة واحدة، لأنها اذا مضت على وتيرة واحدة، أصيبت بالملل والمرض والبرود العاطفي، وهذا ضروري لحياة أسرية سليمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق