اكسسواراتالنصف الحلو

القفطان‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬الحرملك‭ ‬إلى‭ ‬منصات‭ ‬الـ‭ ‬ا Catwalk ب

لم‭ ‬يعد‭ ‬القفطان‭ ‬العربي‭ ‬حكرا‭ ‬على‭ ‬موطنه‭ ‬الاصلى‭ ‬ببلاد‭ ‬المغرب‭ ‬العربي،‭ ‬حيث‭ ‬أصبح‭ ‬زياً‭ ‬عالمياً‭ ‬تتبارى‭ ‬أهم‭ ‬دور‭ ‬الأزياء‭ ‬على‭ ‬تقديمه‭ ‬بلمساتهم‭ ‬الخاصة‭ ‬مع‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بخصوصية‭ ‬تصميماته‭ ‬الشرقية‭ ‬المليئة‭ ‬بالتفاصيل‭ ‬الانيقة‭ ‬والالوان‭ ‬الزاهية‭ ‬التي‭ ‬جذبت‭ ‬انتباه‭ ‬أجمل‭ ‬أيقونات‭ ‬الموضة،‭ ‬خصوصا‭ ‬نجمات‭ ‬هوليوود‭ ‬اللاتي‭ ‬ارتدينه‭ ‬في‭ ‬مناسبات‭ ‬فخمة‭ ‬ومتعددة،‭ ‬خاصة‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬رمزاً‭ ‬لنبيلات‭ ‬وأميرات‭ ‬وبنات‭ ‬الطبقة‭ ‬المخملية‭ ‬في‭ ‬بلادهن‭.‬

للقفطان‭ ‬تاريخ‭ ‬قديم‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬الزي‭ ‬الرسمي‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬الثقافات‭ ‬المختلفة‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬بقاع‭ ‬الأرض

يعود‭ ‬القفطان‭ ‬المغربي‭ ‬إلى‭ ‬العصر‭ ‬المريني‭ ‬حيث‭ ‬ظهر‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬السلطان‭ ‬أحمد‭ ‬المنصور‭ ‬الذهبي‭ ‬

حكاية‭ ‬أشهر‭ ‬زي‭ ‬في‭ ‬التاريخ

وللقفطان تاريخ قديم فقد كان الزي الرسمي للكثير من الثقافات المختلفة المنتشرة في العديد من بقاع الأرض، إلا أن بداياته وجذوره تعود الى آسيا الصغرى التي كان يحكمها القياصرة، واستمر هذا الزي لآلاف السنين للرجال من السلاطين والقياصرة والمهراجا والاثرياء ورجال الدولة لفترة طويلة، ولكنه مع الوقت أصبح متداولا بين أبناء الشعب ودخل في عالم أزياء السيدات، الى أن اختفى تدريجيا مع تغير الموضة العالمية ليبقى فقط في دول المغرب العربي التي حافظت عليه وطورته بل ونقلته للعالمية.
ويصف المؤرخون القفطان القديم قائلين إنه عبارة عن سترة أو رداء يشبه إلى حد كبير التونيك الذي عادة ما يتم ارتداؤه مع معطف بأكمام طويلة مصنوع من أجود أنواع الأقمشة، سواء كانت الصوف أو الكشمير في البرد والحرير الطبيعي في الحر ويصل طوله إلى الكاحلين.
وقفطان كلمة تركية قديمة حسب ما دونه المؤرخ جيرهارد دورفر، حيث تتكون من شقين هما Καπ Ταν وتعني غطاء الجسم.

التاريخ‭ ‬التائه‭ ‬بين‭ ‬القفطان‭ ‬المغربي‭ ‬والجزائري

وتختلف الآراء حول أصل القفطان في منطقة المغرب العربي، ففي حين يؤكد بعض المؤرخين الجزائريين أن بلادهم هي أصل هذا الزي الفخم وانهم من نقلوه للعالم والعالمية وان انتشار القفطان المغربي كان بسبب انخفاض سعره مقارنة بالجزائري، الا أن نظراءهم من المغاربة يؤكدون أنه مغربي الجذور وأن من اخترعه هم منيعرفون باسم ∩خدمة المعلم∪ وهو لقب أطلق على الحرفيين ممن يقومون بغزل خيوط الحرير يدويا وحياكتها على شكل القفطان ومن ثم تطريزها.
ويعود القفطان المغربي الى العصر المريني حيث ظهر في عهد السلطان أحمد المنصور الذهبي ثم انتقل الى الدولة العثمانية التي نقلته فيما بعد من زي رجالى الى زي يناسب الجنسين، أما بلاد الاندلس فتقول الروايات انها تعرفت عليه في القرن التاسع عن طريق الموسيقار ∩زرياب∪ العراقي الذي اشتهر بقمة أناقته.

يتكون‭ ‬القفطان‭ ‬المغربي‭ ‬من‭ ‬قطعة‭ ‬واحدة‭ ‬وعادة‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬فضفاضة‭ ‬ودون‭ ‬حزام

رحلة‭ ‬القفطان‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وفارس‭ ‬الى‭ ‬الأندلس‭ ‬
كان أول ذكر لكلمة القفطان في المغرب في القرن الثالث عشر كما ورد في كتاب ابن بطوطة، على الرغم من أنه كان زيا لبعض الأشخاص في الشرق الأوسط وبلاد فارس حيث كان مشهورا في عصر العباسيين لينتقل بعد ذلك إلى الأندلس، وقد عرف ازدهارا كبيرا خاصة في المنطقة التي كان يحكمها المغاربة البربر الموحدون،
تعرضوا لمضايقات ومحاكم تفتيشية من طرف إسبانيا، لذلك فقد فُرض عليهم اعتناق المسيحية، أما المسلمون واليهود الذين رفضوا، فقد تم طردهم مباشرة من الأندلس، مما دفع بالعديد منهم إلى الفرار والاستقرار في المغرب، وقد ساهم في جلب الزي التقليدي معهم، بالإضافة إلى المواد المطلوبة في صنعه مثل خيط الحرير والأقمشة الجميلة التي أُنتجت خصوصا لخلق منسوجات لصناعة القفطان.
وكان أول ظهور للقفطان في المدن المغربية المعروفة مثل: كفاس، تطوان، الرباط عند المورسكيين وهم المغاربة الذين طُردوا من الأندلس في القرن الخامس عشر وعادوا الى بلادهم.
وسرعان ما بدأ المغاربة بحياكة القفاطين الفاخرة ذات التطريزات المتقنة سواء من الكريستال
أو الاحجار أو الخرز الفخم وتصدير آلاف القطع منها إلى البرتغال، حيث كانت ملكتهم في ذلك الوقت عاشقة لذلك اللباس.
ويتكون القفطان المغربي من قطعة واحدة، وعادة ما تكون فضفاضة ودون حزام خلافاً لـ ∩التكشيطة∪ وهي شكل آخر من القفاطين المكونة من قطعتين إلى ثلاث قطع وتلبس مع حزام وهو المنتشر حاليا في العالم العربي، خصوصا في شهر رمضان أو المناسبات الخاصة ذات الطابع التراثي.
قد انتشر القفطان في كل المدن المغربية التي تفننت كل منها في وضع لمساتها الخاصة من حيث التطريز الذي سمي باسمها لاحقا وكان من أبرزها الرباطي (نسبة إلى مدينة الرباط) أو الفاسي نسبة إلى فاس.

إيف‭ ‬سان‭ ‬لوران‭ ‬وكريستيان‭ ‬ديور‭ ‬وبالمان‭ ‬وجون‭ ‬بول‭ ‬غوتييه‭ ‬وكريستيان‭ ‬لاكروا‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬صمموه

القفطان‭ ‬الجزائري‭.. ‬الليبى‭.. ‬التونسي

ولا تختلف القفاطين سواء الجزائرية أو التونسية أو الليبية كثيرا عن نظيرتها المغربية من حيث الشكل العام ولكن مع الكثير من الاختلافات سواء في الموديلات أو التفاصيل الخاصة بشكل التطريزات وقوتها فلكل بلد أسلوبه في التصميم النابع من بيئته ومتطلبات نسائه،
فهذا الزي الذي كان حكرا على السلاطين ورجال الدولة فقط تحول فيما بعد الى زي نسائي بامتياز.

العثمانيون‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬من‭ ‬قدموا‭ ‬القفطان‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬الأزياء‭ ‬

وتشهد صناعة تلك القفاطين نمواً كبيراً بعد قيام المصممين في تلك الدول ومعهم المغاربة بإيصاله إلى منصات عروض الأزياء العالمية على أيدي مصممين استلهموا بعض مجموعاتهم من القفطان العربي والتي بدأت في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي لتستمر حتى الآن، حيث كان ايف سان لوران وكريستيان ديور وبالمان وجون بول غوتييه وكريستيان لاكروا أول من صمموه.
العثمانيون من أوائل من قدموا القفطان العربي على منصات الأزياء العالمية، فيما كانت قطة هوليوود اليزابيث تايلور من أكثر من ارتدينه في أفخم السهرات والاحتفالات عبر كل مراحل حياتها، فيما تألقت نجمة إيطاليا العالمية صوفيا لورين والملكة نور وهيلاري كلينتون والسلسلة قائمة وممتدة لتصل الى ميجان ماركل.

القفطان‭ ‬العثماني‭ ‬

ارتدى القفطان العديد من السلاطين العثمانيين في الامبراطورية العثمانية، وذلك بقصد الزينة، حيث اشتهر هذا النوع من الملابس في تلك الفترة بالألوان الزاهية والأنماط المختلفة ثم الشرائط الطويلة والأزرار.
من القرن 14 إلى القرن 17، كان القفطان يصنع من منسوجات مختلفة وعلى هيئات وأنماط متعددة، حيث كان تارة مزخرفا وتارة لا، وخلال النصف الثاني من القرن 17، أصبحت معظم القفاطين مصنوعة من الأقمشة الثمينة مع امتيازها بخطوط عمودية من مختلف المطرزات والأقمشة.
وتصنع معظم الأقمشة في تركيا خاصة في كل من إسطنبول وبورصة.

نهاية‭ ‬القفطان‭ ‬العثماني‭ ‬وبداية‭ ‬أتاتورك‭ ‬

في عام 1922 سقطت الدولة العثمانية على يد الأب الروحي ومؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك ومعها كل ما كان يرمز لها بما فيها الزي الذي كان يمثل تلك المرحلة، حيث استبدلت بملابس غربية عصرية.
وهناك تشكيلة من الأزياء العثمانية من بينها القفاطين تعرض بشكل مستمر بمتحف توبكابي في إسطنبول.
وهنا نقدم تشكيلة من القفاطين العربية والعالمية التي انتشرت على نطاق واسع بين المهتمين بالموضة.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق