تحقيقات
أخر الأخبار

المرأة‭ ‬والجاسوسية محمد مرعي يكتب عن: الجاسوسية بين الرجل والمرأة

3 رجال وفتاة مثقفة

(ميكانيكي) سيارات.. يتاجر ببيع وشراء السيارات.. شهرته (ماريو) اسمه الحقيقي (محمد إبراهيم فهمي كامل).. كان يعيش في عروس البحر الأبيض مدينة الإسكندرية.. (ماريو) كان يجيد التحدث باللغة الإيطالية، لذلك كان يُركز نشاطه بين الجالية الإيطالية.. (ماريو) كان زوجا لامرأتين: واحدة تعيش في الإسكندرية والثانية كانت تعيش في حي الدقي بالقاهرة.
الأجانب الذين كانوا يعيشون بالإسكندرية، وتحديدا الجالية الإيطالية والجالية اليونانية خرجوا من الإسكندرية، أو الأصح أُبعدوا عنها.. وعندما ابتعدت الجالية الإيطالية التي كان يرتبط بها (ماريو) ساءت حالته المادية!
وهنا اتخذ ماريو قراراً بالسفر إلى ميلانو بحثاً عن عمل!

الرجل باع وطنه.. والمرأة رفضت بيع وطنها

في (ميلانو) اتصل ماريو بأصدقائه الإيطاليين الذين كانوا يعيشون بمصر.. وبالفعل ساعده أحد أصدقائه القدماء في الحصول على عمل في إحدى الشركات. وبالفعل أيضا تحسنت حالته المادية، وبدأ في التنقل بين ميلانو وروما.. والإسكندرية.

السطور السابقة من كلمات اللواء الدكتور عادل شاهين الوكيل الأسبق للمخابرات المصرية.
ماريو.. أُذَكر ماريو اسم الشهرة لمحمد إبراهيم فهمي كامل ميكانيكي وتاجر السيارات وقطع الغيار.
ويكمل الدكتور اللواء عادل شاهين الحكاية:
في إحدى سفرياته من ميلانو إلى أوروبا.. التقى بأحد أصدقائه الإيطاليين واسمه (ليون لابي) الذي دعاه لمقابلته في مكتبه.. خاصة بعد أن علم أن ماريو أخذ يعاني من قلة الدخل، وعدم القدرة على الصرف على زوجته.. ذهب ماريو إلى مكتب (ليون لابي) ففوجئ بلوحة معلقة على واجهة المكتب (القنصلية الإسرائيلية)، ضغط على جرس الباب، فتحت له سكرتيرة جميلة، سألها عن لابي، قادته إلى المكتب، استقبله (لابي) بترحاب، وأخبره أنه وجد له عملا سيدر عليه أموالاً كثيرة.. واتفق الاثنان على لقاء آخر في اليوم التالي في فندق (ريتز) في روما. وأخبر (لابي) ماريو بعد أن تناول الاثنان طعام الغداء.. سوف أتركك الآن لتستريح على أن نلتقي غداً.

الفتاة قدمت ما لديها من معلومات للمخابرات في القاهرة

في اليوم التالي حضر (لابي) ومعه شخص آخر قدمه لـ (ماريو)، الشخص اسمه (إبراهيم).. يجيد التحدث باللغة العربية، قال لماريو: أنا أعمل في المخابرات الإسرائيلية.. في تخصص (محاربة الشيوعية)، وأضاف إبراهيم:
القسم الذي أعمل به يحتاج إلى عناصر للمعاونة موثوق فيها يقدمون معلومات عن انتشار الشيوعية وتغلغلها تحديدا في مصر.
وذلك مقابل 300 دولار كراتب في الشهر، وقام إبراهيم بتدريب (ماريو) على القيام بالمهمة، وكيف يستخدم الحبر السري والتصوير وطرق إخفاء التقارير والوثائق.

بدأ (ماريو) القيام بمهمته، ويقول الوكيل الأسبق للمخابرات المصرية اللواء الدكتور عادل شاهين:
ركز (ماريو) على المصريين الذين يحضرون إلى إيطاليا، وخاصة الذين يعملون في شراء وبيع السيارات وقطع غيارها، وكذلك ركز على رجال الأعمال المصريين، وكان يحصل منهم على معلومات عن الأحوال الاقتصادية في مصر.
وَطُلب من (ماريو) أن يقوم بتجنيد من يراه مناسباً لتنفيذ المهمة.

تذكر (ماريو) فتاة مثقفة مصرية تعرف عليها، وأنها ترغب في شراء سيارة وإرسالها إلى مصر لتعمل كسيارة أجرة، لتزيد دخلها، وأنها على استعداد للعمل إذا وجدت فرصة مناسبة لها. حضرت الفتاة.. استقبلها) ماريو) ، اشترى لها سيارة مقابل كل ما لديها من أموال، لم يبق معها تكاليف شحن السيارة إلى مدينة الإسكندرية، اختفى (ماريو) عدة أيام ليزيد من معاناة الفتاة، ليمكنه توظيفها لخدمة المخابرات الإسرائيلية، تقدم إليها شخص وهي تتناول طعامها، وبأدب شديد سألها هل تمانع في إطفاء جهاز التدفئة حتى لا يصابوا بالبرد، إذا خرجوا خارج الفندق، تم التعارف بين الرجل و(ماريو) والفتاة، اختفى ماريو وظلت الفتاة مع الرجل الذي أبلغها أن لديه مؤسسة تعمل في الاستثمارات، وطلب منها أن تكون مندوبة للمؤسسة في مصر وموافاته بمعلومات عن الحالة الاقتصادية في مصر.
فجأة ظهر (ماريو).. أخبرها أنه أمكنه شحن السيارة إلى الإسكندرية، أخبرته الفتاة عن الشخص الذي تعرفت عليه، بارك (ماريو) وطلب منها استغلال الفرصة.

مفاجأة:
كل ما قدمته الفتاة من معلومات مسجل لدى المخابرات المصرية

ويقول الدكتور اللواء عادل شاهين:
البشر لم يُخلقوا من طينة واحدة. (ماريو) وهو كما نعلم (محمد إبراهيم فهمي كامل) خان وطنه وباع ضميره للمخابرات الإسرائيلية، بينما الفتاة المصرية المثقفة أدركت أبعاد وخطورة الموقف، وعندما وصلت إلى القاهرة اتجهت فورا إلى مقر المخابرات المصرية ووضعت كل ما لديها من معلومات أمام المسؤولين عن المخابرات، وكانت مفاجأة:
كل المعلومات موجودة لدى المخابرات المصرية، وعندما جاء (ماريو) إلى القاهرة وجد في استقباله على سلم الطائرة التي أقلته إلى القاهرة رجال المخابرات المصرية.
ويقول اللواء الدكتور عادل شاهين:
قصة رجل باع وطنه، ووقع في شباك الجاسوسية، بينما رفضت الفتاة أن تبيع وطنها، ولم تقع في شباك الجاسوسية.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق