تحقيقات

المرأة عدو المرأة..والأسباب متعددة !

سؤال يخص كل امرأة في مجتمعاتنا العربية ونطرحه ببساطة ونحتاج إلى الإجابة عنه من المرأة نفسها: لماذا تقف المرأة عدوًّا للمرأة.. أحياناً؟

ربما كان من المعتاد في الحالات العادية أن تعاني المرأة من اضطهاد الرجل على أكثر من مستوى، وربما تتعرض للتحجيم والمنغصات منه نظراً لسيطرته عليها.. ولكن اللافت أن تتعرض المرأة لمضايقات من نفس جنسها! بل وللتحكيم أيضاً.. او المنغصات سواء في مجالات العمل أو في مجالات العلاقات وغيرها..

فما الأسباب الاجتماعية والنفسية التي تدفع المراة لأن تكون عدواً للمرأة؟

ولأن المسألة تخص المرأة، فقد استطلعت «أسرتي» آراء المرأة نفسها في أكثر من تخصص وتوجه علمي واجتماعي.

أفضّل الرجل.. فهو أسهل في تعامله!

بداية وتجسيداً للواقع الذي قد تعيشه بعض النساء من اضطهاد وضغوط المرأة عليهن.. تقول إحدى الموظفات في قطاع البنوك:

أفضل أن يكون مديري رجلا، فالتعامل مع الرجل أسهل، إضافة إلى أن الرجل يخجل من التعامل مع النساء بفوقية كما تفعل أغلبية النساء المديرات.

وتبرر ذلك بأن الغيرة تقع بين المديرة والموظفات مهما كانت درجة ثقافة تلك المديرة وخبراتها، وهذا يؤثر في سير العمل.

وتقول:

أعمل بمكتب السكرتارية لمدير في إحدى الوزرات الحكومية، ولأنني أحمل مؤهلا عاليا ولدى زميلاتي في المكتب مؤهل متوسط وهن أقدم مني في التعيين، فإنهن يحاولن دائماً السيطرة عليّ بشتى الطرق.. لقد علمت أن أكثر زميلاتي اضطهاداً لي كانت تقنعني بأنها الوحيدة المسموح لها بالدخول على المدير،

والجميع يصدقون على كلامها، وبالتالي كانت تأخذ تكليفاتي وتدخل بها إلى المدير وتؤكد أنها إنجازاتها فتنهال عليها المكافآت بمجهودي.

عزيزة العازمي:

المرأة  أكثر من الرجل دقة وجودة من المدير الرجل..

ولكن ذلك يزيد من المشاكل بينها وبين الموظفات!

الرجل أسهل.. إداريًّا!

صوت آخر من الواقع تقدمه مسؤولة وحدة الأطفال في قسم العلاج الطبيعي في مستشفى الفروانية رئيس اختصاصي علاج طبيعي عزيزة العازمي.. تقول:

من وجهة نظري أن العمل مع المدير الرجل أسهل من المرأة؛ لأن متطلباته في العمل أقل مقارنة مع المديرة المرأة التي عادة ما تكون متطلباتها أكثر، فالمرأة عندما تتولى رئاسة منصب ما، فإنها تعمل جاهدة على إثبات جدارتها ومهاراتها في الإدارة، والمرأة في العمل تحرص على الدقة في التفاصيل أكثر من المدير الرجل،

وهو ما يرفع من جودة إنجاز العمل، وهذا ما لا ينكره أحد، ولكنه في الوقت ذاته يزيد من المشاكل بينها وبين الموظفات؛ لذلك.. فعلى المديرة أن تختار الوقت المناسب  في اتخاذ قرار ما، والطريقة المناسبة لإبلاغ الموظفات بهذا القرار، وهذا يختلف من شخصية لأخرى حسب قدرة كل مديرة في تعاملها بدبلوماسية وحكمة مع الموظفات.

وتضيف: يجب على من ترأس موظفات أن تستخدم كل المهارات النفسية والعاطفية، وكذلك كل الأساليب الممكنة ليسير العمل في إطار التنافس الشريف، فالتعامل مع السيدات مهمة ليست بسهلة.

د.أمثال الحويلة:

على الرغم من قدرة المرأة على التحمل والقيادة.. فإن عاطفتها تغلب على مجمل قراراتها فتضغط على

من هن تحت إدارتها

المرأة تحمّل وعاطفة وضغوط على المرأة

ولتفسير المشكلة أو الظاهرة الموجودة في واقعنا من الناحية النفسية، تقول أستاذة علم النفس ورئيسة مركز الأسرة للاستشارات النفسية والاجتماعية في جامعة الكويت د.أمثال الحويلة:

على الرغم من قدرة المرأة على التحمل والصبر، ومن شأنهما تمكينها من تولي مناصب قيادية كبيرة، إلا أن عاطفتها هي التي تغلب على مجمل قراراتها، وهذا من شأنه أن يضع شيئاً من الضغوط على من هن تحت إدارتها، كما أن أكثر السيدات اللاتي في مواقع الإدارة يبالغن في قراراتهن حتى يثبتن أنهن قادرات على القيادة،

وأحياناً الغيرة تتسبب في كثير من الضغوط بين النساء، ما يدفع إلى إخفاق بعض القياديات في احتواء مرؤوساتهن، إلى جانب أن المرأة القيادية تتحمل عبئاً يفوق ما يتحمله الرجل القيادي يتمثل في عبء المنزل والأطفال ومهام الزوج مع العمل، ما يجعلها تحت ضغط لتحافظ على انفعالها وعلى آلية عملها واتخاذها القرار.

د. سميرة الهاشمي:

قد تبادر المرأة بالتغيير في العمل للتطوير.. فتجد عدم التقبّل من زميلاتها!

مناصب رفيعة وأزمة ثقة

من التفسير النفسي وفهم سيكولوجية عداوة المرأة للمرأة في بعض الحالات، تقول المتخصصة في الإرشاد النفسي بجامعة السلطان قابوس الدكتورة سميرة الهاشمي:

دور المرأة ومرورها في مراحل مختلفة ومتطورة من التعليم والتأهيل والتدريب بوأها مناصب عدة ورفع مكانتها في المجتمعات العربية والدولية وما تتمتع به اليوم من الحقوق الممنوحة

والتي أصبحت تأخذ دورها كاملاً في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وأسهمت في تنميتها مع هذا الكم الهائل من الانفتاح المعرفي والتكنولوجي، مع الاعتراف بدور المرأة التربوي والاجتماعي ووضع بصماتها في التربية النفسية والتعليم والتنشئة الاجتماعية.

وتشرح:

عندما تكون المرأة ضد أخرى، حينما تشعر بأنها ضعيفة وتفقد ثقتها بنفسها أو لمقارنتها المستمرة بغيرها سواء كان على المستوى الثقافي أو الاجتماعي أو العلمي، هنا تقع المشكلة.. قد تكون المرأة للوهلة الأولى تجتمع بزميلتها أو جارتها أو التقت بمجموعة من النساء في مناسبات عدة، فتبدأ بالانتقادات والتذمر، فقط لأنهن أفضل منها في الأسلوب أو في اختيار الملابس والماكياج والموضة بشكل عام أو قد يكنّ أكثر شهرة منها!

فتجدها تبدأ بسرد السلبيات أو كأن تتحدث عنهن بطريقة غير لائقة.. وقد يعتبر هذا الأمر من وجهة نظري بداية لمحاولتها تحسين صورتها لدى الجميع وانعكاساً داخلياً للحاجة التي تريد إشباعها في النمو السيكولوجي لشخصيتها، ولكن بطبيعة الحال يتم ذلك بطريقة سطحية.

وتستدرك:

لكن هذا لا يبدو طبيعياً في أكثر الحالات، لأن هذه المحاولات تتحول إلى غيرة مرضية وتصبح كل امرأة فيها علة في سلوكها أو طريقة اختيارها في الملبس أو حتى في تذوقها للأكل فتصبح منتقدة في كل تصرفاتها.. بينما هي نفسها قد تعتبر نفسها عادية! وخاصة إذا ناقشنا هذه التصرفات في بيئة العمل،

فنجد أن الموظفة على مستوى عالٍ من العلم والثقافة وتُعين في مكان تكون فيه زميلات منذ سنوات لكن لم يطورن أو يحسن من الإنتاجية أو مستوى ثقافتهن في الإنتاج والعمل على حد سواء، فتبادر هذه الموظفة لنقل الخبرات الجديدة وتطور وتجدد هذه البيئة، فتجد صعوبة في التعامل مع زميلاتها لعدم تقبلهن لها وليست الأفكار التي تقدمها.

سعاد السويدان:

المرأة حتماً ستصبح حليفة المرأة في تقدمها إلى الأمام.. وهذا نراه بالفعل في الأعمال الموجودة في دولة الكويت

حتما ستصبح المرأة حليفة المرأة

تقول سعاد السويدان مدير المركز الإقليمي للأمومة والطفولة:

هذه المقولة نسمعها دائماً، ووقوف المرأة ضد المرأة أمر مثير للحيرة.. هذا أكيد ونجده في جماعات نسائية قليلة تقف ضد المرأة.

وفي رأيي الشخصي، المرأة ليست ضد المرأة، ولا يمكن أن تكون ضدها، لأنها شريكتها في طريق بناء الحضارة الإنسانية، والترويج لهذا الرأي سواء كان من المرأة أو من الرجل، فهو ينم عن سلبية الواقع الموجود، الذي يؤدي إلى التأثير السلبي على المرأة.

وأضافت:

أتمنى أن تكون المرأة أكثر إيجابية تجاه المرأة، وخاصة بالنظر إلى واقع المرأة الحالي، فالمرأة حتماً ستصبح حليفة المرأة في خطى تقدمها إلى الأمام وهذا نراه بالفعل في الأعمال الموجودة في دولة الكويت ففي أي مهرجانات وفعاليات فالنساء دائماً جنباً إلى جنب..

وفي البرلمانات والانتخابات نقول إن المرأة لا تنتخب المرأة، وهذا رأي خاص ببعضهن، ولكنني أتحدث من واقع تجربتنا في مجال عملي في المركز الاقليمي للأمومة والطفولة.. نحن هنا جميعنا نساء ودائماً تتضافر جهودنا معاً.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق