تحقيقات
أخر الأخبار

المطبخ المنزلي.. عودة حميدة لثقافة قديمة

أعادوا اكتشاف متعة الطهي المنزلي
المطبخ المنزلي..
عودة حميدة لثقافة قديمة

أثر (Covid-19) على كل جانب من جوانب الحياة الحديثة، وعلى الرغم من وجود الكثير من الصعوبات التي تواجه الكثير من الشعوب في مختلف العالم، فهناك الناحية الإيجابية منها، وهي أن العديد من الناس قد أعادوا اكتشاف متعة الطهي المنزلي.
ولم يختلف الوضع في الدول العربية عنه في الدول الأجنبية، فنجد أن الكثير من الناس اتجهت أيضا إلى تحضير الوجبات المنزلية والتفنن في إتقان فن الطبخ، حيث أعاد الحجر المنزلي بسبب كورونا الناس إلى المطبخ، وعادت الروائح الشهية تتصاعد من الأطعمة والمخبوزات والحلويات.. وأيضا تشجع الكثير ممن لديهم هواية الطبخ بشغف أن يشركوا العالم معهم عن طريق إنشاء صفحات للطبخ وفنونه على مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك والانستغرام.
وهنا نستعرض نماذج لبعض السيدات العربيات اللاتي أحببن أن يفدن الغير بتجاربهن وخبراتهن في الطبخ:

عبيدة الصمد.. صفحة جديدة لها على الانستغرام فاجأتها بها ابنتها!

عبيدة الصمد ربة منزل وأم لأربعة أبناء، مقيمة في الكويت، تحب المطبخ والطبخ منذ صغرها، تزوجت في سن صغيرة وكان الطبخ أساسيا في حياتها، وكانت دائما تسعى إلى تحضير طبخات متنوعة يوميا، فهي ليست من السيدات اللاتي يكتفين بأكلة واحدة على سفرة الطعام، وقد عودت عائلتها على هذا النمط.
أوضحت عبيدة أنها بسبب شغفها وحبها للطبخ كانت دائما تسأل وتتعلم من جميع المصادر المتاحة لديها لتحسين أدائها في الطبخ، حيث تضيف وتبتكر في أكلاتها لتسعد عائلتها وضيوفها.
واسترسلت عبيدة في الحديث وقالت إنه في بدايات زواجها لم يكن هناك ما يسمى بمواقع التواصل الاجتماعي، فكانت تعتمد على كتب الطبخ، مع وضع لمساتها الخاصة بالطبخة التي كانت تنال إعجاب المتذوقين.
وأضافت أنه مع الوقت وكبر مسؤولياتها وعائلتها، كانت لها تجربة جميلة مع إحدى صفحات الطبخ على الفيسبوك، والتي أضافت لها الكثير والعديد من الوصفات في هذه الفترة.
وبالنسبة للفترة الحالية والظروف التي يمر بها العالم مع انتشار فيروس Covid-19 وفترات الحظر التي عاشها الجميع، قالت عبيدة:
فترة الحظر جعلتني أقضي معظم الوقت في المطبخ، وهذا بسبب التجمع العائلي طوال الوقت، وضرورة تلبية رغبات الجميع.
وأضافت أنه من أجمل الأشياء التي تعلمتها وصفات العجين، فهي ليست من هواة العجن، ولم تكن تحبه، ولكن تعلمته وكان هذا إحدى حسنات كورونا عليها، بالإضافة إلى الحلويات العربية والغربية.
وأكدت عبيدة أنها كانت تحرص على الابتعاد عن الطلبات الخارجية خوفا على عائلتها من العدوى.
كما ذكرت عبيدة أن لديها صفحة جديدة على الانستغرام (wasefti_gheir) والتي تعرض عليها جميع وصفات الأطباق الخاصة بها، والتي فاجأتها بها ابنتها وبتشجيع من العائلة.
وحدثتنا عبيدة عن أحلامها وأمنياتها، فقالت:
أنا كنت دائما أحلم بأن أؤسس جمعية خيرية، وأن أمتلك مطعما مميزا بالطعام الذي يقدم فيه، ومتواضعا يشعر كل زائر له أنه في بيته، سواء كان في الديكورات أو نوعية الطبخ.
وأكدت أنها ستسعى لتحقيق حلمها عندما تتهيأ لها الفرصة المناسبة.

شيرين الشريف:
من البرازيل.. قررت أن أفتح صفحة على الفيسبوك وأسميها المطبخ العربي

شيرين الشريف ربة منزل، مقيمة في البرازيل، ذكرت أنها في عمر الثانية عشرة، كانت تدخل مع أختها الكبرى لتحضير لوازم الطبخ، وكانت تعشق تواجدها في المطبخ في أوقات الفراغ.
بدأت تساعد أختها في الأشياء البسيطة جدا، كما كانت تحب أن تجلس بقرب أمها وتنظر لها وهي تحضر لعمل الكبة المشوية، والفوارغ، وورق العنب.
وفي سن الثامنة عشرة تزوجت شيرين وتغربت عن أهلها وأحبابها، حيث أصبحت وحيدة ببلد غريب، فكانت لأول مرة تدخل المطبخ لتكون هي الطباخة وليست المساعدة.
وأوضحت شيرين أنها بدأت تتذكر طريقة أمها في عمل الأرز وتطبقها، وتتذكر طريقة أختها في تتبيلة الدجاج فتطبقها، وظلت هكذا إلى أن تشجعت وقررت أن تطبخ دجاجا محشيا بالفرن.
وأوضحت شيرين أن الخوف كان يتملكها، فلم تكن متأكدة من قدراتها، إلى أن انتهى الطعام ووضعته على الطاولة وبدأ زوجها والمدعوون في الأكل، ونظر زوجها إليها نظرة امتنان، وشكر، وحب، بينما قلبها يدق.
وذكرت شيرين أنها منذ تلك اللحظة تشجعت وبدأت تطبخ الأكلات الصعبة، ولم يعد يوجد خوف لديها، بل أصبحت تحب أن تدخل المطبخ وتطهو الأكل بكل شغف. وأضافت أنها كانت في كل مرة تتعلم طرقاً جديدة للطبخ، وفي كل مرة تكتشف أنها تستطيع أن تطهو الأفضل لعائلتها.
واسترسلت شيرين في الحديث وقالت:
الآن بسبب فيروس كورونا، كل وقتي أقضيه في المطبخ، وشعرت بأنني أصبحت أتمكن في الطبخ وكل يوم يزيد حبي وشغفي له، وبسبب الحظر وعدم خروجنا من البيت، قررت أن أفتح صفحة لي على الفيسبوك واسميها (المطبخ العربي)، وهدفي من الصفحة تعليمي بحت، فهي ليست فقط للطبخ، بل لكل شيء يدوي تستطيع ست البيت فعله في بيتها، وهذه الصفحة عبارة عن مجموعة هوايات، لنتعلم من بعضنا خبراتنا، وأردت أن أتميز بهذا الشق بأن اجمع كل ما يخص المرأة في مجموعة واحدة، كما أردت أن أساعد والدتي بتصوير طبخاتي لكي تنشرها على قناتها في اليوتيوب إبداعات سلمى وهذه القناة مخصصة للأشغال اليدوية.
وذكرت شيرين: ولله الحمد لاقت الصفحة إعجاب الكثير وفي وقت قصير، فهناك ٣ آلاف مشترك بغضون شهر ونصف الشهر، حيث إن الهدف هو مساعدة السيدات اللواتي ليس لديهن خبرة في الطبخ، ومساعدة الأشخاص الخجولين بنشر أي منشور يخص الأكل.
وقالت:
أفكر في أن أطور نفسي، وادخل دروسا تعليمية مكثفة للحلويات، والأكل الغربي، وأن أتعلم كل أسرار الطبخ، لكي أصبح شيف صغيرة بإذن الله.

رانية عيسى.. أولادها يفضلون أكلها بدلاً من الوجبات السريعة

رانية عيسى ربة منزل، مقيمة في دبي، متزوجة ولديها ثلاثة أبناء، كانت بداية عهدها بالطّبخ مع زواجها وانتقالها للعيش مع زوجها خارج لبنان، فقد سافرت للإقامة في السعودية، وكأي فتاة في بداية حياتها الزوجية، تركت أهلها ووطنها فوجدت نفسها في غربة قاسية.
تحدثت رانية عن تجربتها وذكرت أن أكثر شيء افتقدته هو حياتها مع أهلها بالذات ووالدتها وأطباقها وأكلاتها الطيبة، لذلك قررت دخول المطبخ، وتجربة الطبخ، ومع مرور الوقت أصبحت تتقن تحضير الكثير من الأطباق اللذيذة، وذلك بشهادة زوجها الذي كان لتشجيعه وإعجابه بكل ما تحضره الدور الكبير في مواصلة تحضير ما لذ وطاب من أصناف الطعام حتى أصبح المطبخ يأخذ حيزا طويلا من وقتها.
واسترسلت رانية في الحديث بأنه بعد أن كبر أولادها أصبحوا يحبون ما تحضره لهم من أطباق، وهذا ما جعلهم يفضلون وجباتها أكثر من الوجبات السريعة الجاهزة، خاصة في هذه الأيام التي يعيشها الجميع، ونتيجة الحظر المنزلي الذي سببه فيروس كورونا.. كما أصبح لديها الوقت الكافي لتحضر الكثير من الأطباق للفطور والغداء والعشاء.
وقالت:
هذا النشاط الزائد في المطبخ جاء كي أشغل نفسي بما تحب عائلتي وأولادي، ولهذا فقد حاولوا أخذي إلى اتجاه آخر يتخطى محيطي المحدود، وأضافت أن عائلتها ساعدتها على قضاء وقتها بشيء ممتع، فقد قرروا (خاصة ابنها)، أن يفتحوا لها حسابا على الانستغرام، وأسموه Lahmuw3ajin، قدمت فيه أطباقها وطبخاتها البسيطة، ولقد وجدت رانية الكثير من التشجيع والحب من أصدقاء أولادها وأمهاتهم أولا، ثم من محيطها.
وأحبت رانية أن تتحدث عن تجربتها مع إحدى صفحات الطبخ على الفيس، والتي ذاعت شهرتها لتصل كل أنحاء العالم، حيث بدأت بوضع وصفاتها على هذه الصفحة، وخاصة أنها عرفت بتقديم أكلات الضيعة التراثية وذلك عن طريق فيديوهات قصيرة نالت استحسان الناس، وقد لمست رانية ذلك من خلال التعليقات التي كانت وما زالت تصلها. حتى أصبحت واحدة من فريق العمل للصفحة، وتطورت الصفحة على مدى السنتين الماضيتين، وتسلمت في السنة الثّانية مع فريق خاص حساب الانستغرام للصفحة.
وأكدت رانية أيضا أنها لا بد أن تذكر انه جاءتها فرصة أسعدتها كثيرا، عندما أصبحت وصفاتها تنشر في مجلة خليجية مما زاد من رصيدها بين الناس، وبينت أنه خلال سنوات زواجها تنقلت بين عدة بلدان، وكان من الطبيعي أن تحمل معها من كل بلد ما اشتهر به من مأكولات وأطباق، مما جعل مطبخها غنياً ومتنوعاً ويرضي جميع الأذواق.
وتمنت رانية أن يكون مشروعها للمستقبل، أن يكون لديها مطعمها الخاص، بالمأكولات القروية، أو بالمونة الجبلية التي هي منها ونشأت وتربت عليها. وأيضا من أمنياتها أن تصدر كتاب للطبخ وتهديه لابنتها يحتوي على وصفات تحبها ويرافقها في حياتها.

ريما أبو بكر.. أنشأت صفحة على الفيسبوك لبيع المعمول

ربة منزل وأم لأربعة أبناء، مقيمة في لبنان.. عند بداية زواجها لم تكن تعرف شيئا عن الطبخ والمطبخ، ولكن زوجها كان دائما يشجعها، وهو الداعم الأول والمتذوق الدائم إلى أن وصلت لما هي عليه اليوم.
وأوضحت ريما أنها وبعد محاولات عديدة، أصبحت تتقن جميع أنواع الطبخ الشرقي، وأنها مع هذه التجارب اكتشفت حبها وشغفها لفنون الطبخ الرائع، وبعد أن أصبح الجميع يثني على طبخها، تشجعت على أن تخطو أولى خطواتها، وهي إقامة مشروع صغير كبداية، وهو بيع المعمول بمختلف أنواعه.
وأضافت ريما أنها خلال فترة الحجر، اكتشفت أيضا حبها لصنع المخبوزات بعد أن قامت بصنع عدة أنواع من الخبز، وأيقنت أن عالم المخبوزات والمعجنات واسع ويمكن الإبداع فيه.
وقالت ريما:
كما بات معلوما لدى الجميع، أن مواقع التواصل الاجتماعي هي الأساس في الترويج والاستعلام عن أي معلومة، لذلك قامت بإنشاء صفحة على الفيسبوك أسمتها RIMAS، خاصة بمشروعها في بيع المعمول، لكي يتعرف الناس أكثر عن منتجاتها، ولتسهيل عملية البيع. كما أنشأت حساب على الانستغرام اسمته
recipes.by.rima ولكثرة الإقبال عليه أيضا.
ويتضمن هذا الحساب كل أنواع الطبخ العربي، والأجنبي، والمخبوزات، والحلويات، كما أنها تحاول أن تتميز بما تقوم به من خلال عملية التصوير، ودقة مكونات وطريقة الطبخة.. وعرض المنشورات التي تتمنى أن تنال إعجاب المتابعين.
وتحدثت ريما عن خطتها المستقبلية لتطوير نفسها فقالت:
سأقوم بتجربة نكهات جديدة للمعمول، فلقد استحدثت نكهات عدة، كالتفاح، والجبنة، والشوكولاتة، والمشمش، وسأعمل أيضا على تجربة نكهات أخرى كالتين، والفراولة.
وأضافت أنها تحاول أن تتقن صنع جميع أنواع الخبز، وتقوم بصنع الحلويات الخفيفة للدايت، لأن له جمهور كبير، لتقوم ببيعه أيضا حسب الطلب.
أما عن جانب الطبخ، فبينت أنه لطالما كان عندها حلم بافتتاح مطعم صغير، يجمع بين الطعم اللبناني التقليدي، والأذواق السائدة؛ حيث إن الهدف منه هو مطبخ صغير يذكرنا بنكهة (أكلات ستي)، وأصالة الطعم والمذاق والله ولي التوفيق.

عالمياً.. الاعتماد على الوجبات المطبوخة في المنزل

وفقا للبحث الذي أجرته شركة Bain & Company لأشخاص يقيمون في خمسة دول أوروبية (فرنسا، وإيطاليا، بريطانيا، ألمانيا، والسويد)، فإن الغالبية العظمى من المستهلكين يعتمدون على وجبات مطبوخة في المنزل.. ويبدو أن التغييرات ستستمر لبعض الوقت في المستقبل أيضاً.
وهناك أيضا دراسة أجرتها Food and beverage communications firm HUNTER الأميركية عن ازدياد الإقبال على تحضير الوجبات المنزلية خلال فترة انتشار الفيروس بنسبة 54% مقارنة بما قبل هذه الفترة، وأيضا ازدياد نسبة تحضير المخبوزات المنزلية بنسبة 46% مقارنة بما قبل كورونا.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق