تحتفي بالحياة في أبسط تفاصيلها الجميلة رواية «الاشتياق إلى الجارة».. الجامعي والخادمة.. حب فوق درجات السلم الاجتماعي
احتفاء بشكل خاص بالناس «البسطاء»!
رواية “الاشتياق إلى الجارة”، للكاتب التونسي المقيم في باريس الحبيب السالمي الذي تُرجمتْ أعماله إلى العديد من اللغات حول العالم، هذه الرواية الصادرة حديثا عن دار الآداب في بيروت دخلت القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية وسرعان ما انتشرت وصارت محل القراءة والطلب، فهي تجذب القارئ إلى عالم جميل من الحب والبساطة والتلقائية والتفاصيل الصغيرة والقصص المنسية لدى بشر عاديين مثلنا يعيشون في زحام المدن الكبرى!
تدور أحداثها حول رجل أستاذ جامعي أي في أول السلم الاجتماعي وامرأة تعمل خادمة أي في أسفل السلم الاجتماعي (حسب تصنيفات البشر).. لا شيء يجمع بينهما في الظاهر الا أنَّهما تونسيّان يقيمان في البناية نفسها.. هو في الستين من عمره، متعلِّم ومتزوج من امرأة أجنبيَّة. وهي تصغره بعدَّة أعوام، ومتزوِّجة من رجل غريب الأطوار.
في البداية عاملها بمزيج من الحذر والتعالي. ولكنْ فيما بعد تغيرت قواعدُ اللّعبة وصارت العلاقة علاقة حب جميل! فالأستاذ والخادمة هما كائنان بشريان قبل كل شيء، وهذا الحب الذي يباغتهما يجعلهما يكتشفان بعضهما بعضا.
هي رواية عن علاقة استثنائيَّة مليئة بالمعاني حتى وإن كانت متقلبة، فهي رواية تحتفي بالحياة في أبسط تفاصيلها الجميلة، ولكنها تعكس في الوقت ذاته آلامها وجوانبها الصعبة.. هي قصة حب غير مألوفة تجمع بين البطلين لتكشف لنا عن تناقضات البشر والتفرقة الاجتماعية والمناصب ودرجات السلم للطبقات مع تفاعلات لشخصيات أخرى تكشف تلك التناقضات!
يقول المؤلف عن روايته في حديث سابق للجزيرة نت “.. ما كان يهمني بالأساس هو هذه العلاقة الاستثنائية النادرة التي تنشأ بين أستاذ جامعي ينتمي إلى وسط اجتماعي مرفه وخادمة بسيطة.. حين يعيش المرء تجربة عميقة مثل الحب أو الموت أو أي شيء آخر مهم في الحياة، يعلم أشياء كان يجهلها عن نفسه وعن علاقته بالآخر، وعن هشاشته وتناقضاته، وأيضا عن قوته وإرادته وقدرته على التحمل والصبر”.
في هذه الرواية:
لقد انتبه (كمال) وهو يخالط هذه المرأة البسيطة (زهرة) ظاهريا إلى أمور في شخصيته ما كانت لتخطر له على بال، وأبرزها ضعفه وتردداته، وهو الذي كان يتصور أنه قوي ومتماسك بحكم سنه وتجربته في الحياة وثقافته، وأنه محصن ضد الوقوع في حب امرأة من طبقة (زهرة).
