تحقيقات
أخر الأخبار

تعيد‭ ‬الوجه‭ ‬المظلم‭ ‬الخفي‭ ‬لعالم‭ ‬الموضة‭ ‬والأزياء‭ ‬إلى‭ ‬الواجهة موضة‭ ‬بلا‭ ‬هوية‭ ‬جنسية‭… ‬ إعلانات‭ ‬لا‭ ‬أخلاقية‭.. ‬ اتهامات‭ ‬بعودة‭ ‬العبودية

محاولة‭ ‬فرض‭ ‬الأزياء‭ ‬‮«‬اللاجندرية‮»‬‭ (‬بلا‭ ‬هوية‭ ‬جنسية‭) ‬على‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إلغاء‭ ‬ذلك‭ ‬الفارق‭ ‬المعروف‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬بين‭ ‬ملابس‭ ‬الذكور‭ ‬وملابس‭ ‬الإناث

أعادت‭ ‬سلسلة‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬عالم‭ ‬الأزياء‭ ‬والموضة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬وربما‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الخفي‭ ‬والمظلم‭ ‬لهذا‭ ‬العالم،‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يبدو‭ ‬مشرقا‭ ‬ومبهجا‭ ‬خارجيا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يقدمه‭ ‬من‭ ‬تصميمات‭ ‬مبدعة‭ ‬تعرضها‭ ‬عارضات‭ ‬جميلات‭ ‬على‭ ‬المنصات،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تخفي‭ ‬الكثير‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬التجاوزات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬المسكوت‭ ‬عنها‭ ‬بفعل‭ ‬فاعل‭.‬

انتقادات‭ ‬قوية‭ ‬وهجوم‭ ‬عنيف‭ ‬على‭ ‬‮«‬بلنسياجا‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬استخدامها‭ ‬رسائل‭ ‬خفية‭ ‬تروّج‭ ‬لاستعباد‭ ‬الأطفال‭ ‬أو‭ (‬البيدوفيليا‭) ‬في‭ ‬حملتها‭ ‬الإعلانية‭ ‬لمجموعة‭ ‬ربيع‭ ‬2023‭ ‬

ربما‭ ‬تكون‭ ‬أزمتا‭ ‬دار‭ “‬بلنسياجا‭” ‬الفرنسية‭ ‬التابعة‭ ‬لمجموعة‭ “‬كيرينج‭” ‬العملاقة‭ ‬للمنتجات‭ ‬الفاخرة،‭ ‬وعائلة‭ “‬غوتشي‭” ‬الإيطالية‭ ‬هما‭ ‬المفجرتين‭ ‬لما‭ ‬يجري‭ ‬وراء‭ ‬كواليس‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬عنه‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬يديرونه‭ ‬وبعض‭ ‬العاملين‭ ‬فيه،‭ ‬فالتجاوزات‭ ‬فيه‭ ‬تكاد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الجرائم‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬يعاقب‭ ‬عليه‭ ‬القوانين‭ ‬الدولية،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬تجارة‭ ‬الأطفال‭ ‬واستغلالهم‭ ‬جنسيا،‭ ‬والاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬استعباد‭ ‬الطبقات‭ ‬الفقيرة،‭ ‬والأخطر‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬وذاك‭ ‬هو‭ ‬محاولة‭ ‬فرض‭ ‬الأزياء‭ “‬اللاجندرية‭” (‬لا‭ ‬هوية‭ ‬جنسية‭) ‬على‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إلغاء‭ ‬ذلك‭ ‬الفارق‭ ‬المعروف‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬بين‭ ‬ملابس‭ ‬الذكور‭ ‬وملابس‭ ‬الإناث‭.‬

بلنسياجا‭ ‬وحملة‭ ‬استغلال‭ ‬الأطفال‭ ‬جنسياً
في‭ ‬منتصف‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي‭ ‬تعرّضت‭ ‬العلامة‭ ‬التجارية‭ ‬الشهيرة‭ “‬بلنسياجا‭” ‬إلى‭ ‬انتقادات‭ ‬قوية‭ ‬وهجوم‭ ‬عنيف‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الشعبي‭ ‬والرسمي‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬بعض‭ ‬المشاهير‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬استخدامها‭ ‬رسائل‭ ‬خفية‭ ‬روجت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬لاستعباد‭ ‬الأطفال‭ ‬أو‭ ‬البيدوفيليا،‭ ‬وذلك‭ ‬أثناء‭ ‬الترويج‭ ‬لحملتها‭ ‬الإعلانية‭ ‬الخاصة‭ ‬بمجموعة‭ ‬ربيع‭ ‬2023‭ ‬والتي‭ ‬أطلقوا‭ ‬عليها‭ ‬Balenciaga Gift Shop‭.‬

وكانت‭ ‬الحملة‭ ‬قد‭ ‬تضمنت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الصور‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بتصويرها‭ ‬مصور‭ ‬الناشيونال‭ ‬جيوجرافيك‭ ‬جابرييل‭ ‬جاليمبرتى،‭ ‬وكانت‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬يجلسون‭ ‬على‭ ‬أريكة‭ ‬أو‭ ‬سرير‭ ‬ويحملون‭ ‬حقيبة‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬دب‭ ‬قماشي‭ ‬مربوط‭ ‬بأحزمة‭ ‬سوداء‭ ‬مستوحاة‭ ‬من‭ ‬إكسسوارات‭ ‬الممارسات‭ ‬الجنسية‭ ‬السادية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينافي‭ ‬كل‭ ‬القوانين‭ ‬الدولية‭ ‬لحماية‭ ‬الطفل‭.‬
ومن‭ ‬بين‭ ‬الصور‭ ‬ظهرت‭ ‬طفلة‭ ‬صغيرة‭ ‬ترتدي‭ ‬ملابس‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬العبودية‭ ‬الجنسية‭ ‬وتحمل‭ ‬إيحاءات‭ ‬إباحية،‭ ‬كما‭ ‬ظهرت‭ ‬في‭ ‬لقطة‭ ‬أخرى‭ ‬وهي‭ ‬مستلقيّة‭ ‬على‭ ‬الكنبة‭ ‬وكان‭ ‬حولها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأدوات‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬السادية‭ ‬والمازوخية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أثار‭ ‬غضبا‭ ‬عارما‭ ‬لم‭ ‬تخف‭ ‬من‭ ‬حدته‭ ‬حتى‭ ‬اعتذار‭ ‬الدار‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬السقطة‭ ‬التي‭ ‬قالوا‭ ‬إنهم‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬بها‭.‬

ومن‭ ‬ناحيته،‭ ‬أعرب‭ ‬المدير‭ ‬الفني‭ ‬الجورجي‭ ‬للدار‭ “‬ديمنا‭” ‬في‭ ‬منشور‭ ‬نشره‭ ‬عبر‭ ‬شبكة‭ ‬الإنستغرام‭ ‬عن‭ ‬أسفه‭ ‬واعتذاره‭ ‬عن‭ ‬سوء‭ ‬اختياره‭ ‬للفريق‭ ‬الفني‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬الحملة،‭ ‬وقال‭: “‬أود‭ ‬الاعتذار‭ ‬شخصياً‭ ‬عن‭ ‬الخيار‭ ‬الفني‭ ‬السيّئ‭.. ‬وأتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭”‬،‭ ‬فيما‭ ‬شددت‭ ‬إدارة‭ ‬الدار‭ ‬على‭ ‬أسفها،‭ ‬وقالت‭ “‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تُعرض‭ ‬مع‭ ‬أطفال‭”‬،‭ ‬مؤكدةً‭ ‬أنّ‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬كان‭ ‬نتيجة‭ ‬قرار‭ ‬سيئ‭ ‬من‭ ‬قبلها‭.‬
وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬اعتذارات‭ ‬الدار‭ ‬المتتالية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الخطأ‭ ‬الذي‭ ‬وقعوا‭ ‬فيه‭ ‬كان‭ ‬بمنزلة‭ ‬الصاعقة‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬المشاهير،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬البداية‭ ‬الحقيقية‭ ‬لفتح‭ ‬صندوق‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬الأسود‭.‬

كاني‭ ‬ويست‭: ‬لا‭ ‬تدعوهم‭ ‬يؤثرون‭ ‬عليكم
وكان‭ ‬مطرب‭ ‬الراب‭ ‬الهوليوودي‭ ‬الشهير‭ ‬كاني‭ ‬ويست‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬المشاهير‭ ‬الذين‭ ‬انتقدوا‭ ‬الدار‭ ‬وحملتها‭ ‬الإعلانية‭ ‬المستغلة‭ ‬للأطفال،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬توجّه‭ ‬بانتقاداته‭ ‬إلى‭ ‬المشاهير‭ ‬الذين‭ ‬التزموا‭ ‬الصمت،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬الفضيحة‭ ‬المدوية،‭ ‬وعبر‭ ‬ويست‭ ‬عن‭ ‬غضبه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حسابه‭ ‬الخاص‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تويتر‭ ‬وقال‭: ‬الم‭ ‬يتحدّث‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬المشاهير‭ ‬حول‭ ‬فضيحة‭ ‬بلنسياجا‭ ‬هل‭ ‬تعرفون‭ ‬لماذا؟‭ ‬لأنه‭ ‬يتحكّم‭ ‬بهم‭ ‬نفس‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يتحكّمون‭ ‬بالعالم‭ ‬فلا‭ ‬تدعوهم‭ ‬يؤثرون‭ ‬عليكمب‭.‬

ويتعرض‭ ‬ويست‭ ‬نفسه‭ ‬لحرب‭ ‬شرسة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجماعات‭ ‬الصهيونية‭ ‬هناك‭ ‬بسبب‭ ‬انتقاده‭ ‬لليهود،‭ ‬حيث‭ ‬فسخت‭ ‬ابلنسياجاب‭ ‬عقدها‭ ‬معه‭ ‬قبل‭ ‬عدة‭ ‬أسابيع،‭ ‬وكذلك‭ ‬الحال‭ ‬مع‭ ‬أديداس‭ ‬وشركة‭ ‬جاب‭ ‬الأميركية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أفقدته‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬ملياري‭ ‬دولار‭.‬
وزيادة‭ ‬تأكيد‭ ‬على‭ ‬موقفه‭ ‬تعمد‭ ‬ويست‭ ‬أن‭ ‬يرتدي‭ ‬حذاء‭ ‬من‭ ‬بلنسياجا،‭ ‬ولكنه‭ ‬أخفى‭ ‬اللوجو‭ ‬ووضع‭ ‬عليه‭ ‬ملصقا‭ ‬كُتب‭ ‬عليه‭ ‬اسم‭ ‬حفيدة‭ ‬غوتشي‭.‬

ولم‭ ‬تكن‭ ‬تلك‭ ‬الفضيحة‭ ‬هي‭ ‬الوحيدة،‭ ‬بل‭ ‬أعيد‭ ‬نشر‭ ‬اتهامات‭ ‬ألكسندرا‭ ‬زاريني‭ (‬35‭ ‬عاماً‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬حفيدة‭ ‬مؤسس‭ ‬دار‭ ‬غوتشي‭ ‬للأزياء‭ ‬غوتشيو‭ ‬غوتشي‭ (‬جد‭ ‬والدتها‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬أعلنت‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬2020‭ ‬عن‭ ‬رفعها‭ ‬لدعوى‭ ‬قضائية‭ ‬ضدّ‭ ‬زوج‭ ‬والدتها‭ ‬السابق‭ ‬الموسيقي‭ ‬جوزيف‭ ‬روفالو،‭ ‬بتهمة‭ ‬الاعتداء‭ ‬الجنسي‭ ‬عليها‭ ‬منذ‭ ‬سنّ‭ ‬السادسة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬

وتضمّنت‭ ‬الدعوى‭ ‬اتهاماً‭ ‬لوالدتها‭ ‬باتريسيا‭ ‬غوتشي‭ ‬وجدتها‭ ‬برونا‭ ‬بالومبو،‭ ‬بالتواطؤ‭ ‬والتستّر‭ ‬على‭ ‬روفالو،‭ ‬وبحسب‭ ‬الدعوى‭ ‬التي‭ ‬نشرت‭ ‬تفاصيلها‭ ‬صحيفة‭ ‬انيويورك‭ ‬تايمزب‭ ‬الأميركية،‭ ‬فإن‭ ‬روفالو‭ ‬واظب‭ ‬على‭ ‬التحرش‭ ‬بزاريني‭ ‬منذ‭ ‬طفولتها،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬ينام‭ ‬بقربها‭ ‬وهو‭ ‬عارٍ‭ ‬تماماً،‭ ‬ويداعبها‭ ‬بشكل‭ ‬جنسي،‭ ‬كما‭ ‬حاول‭ ‬اغتصابها‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭.‬
كما‭ ‬ذكرت‭ ‬زاريني‭ ‬أن‭ ‬والدتها‭ ‬اأمرتها‭ ‬بالتزام‭ ‬الصمت‭ ‬والتستر‭ ‬على‭ ‬روفالو،‭ ‬بعدما‭ ‬شكت‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬تحرّشه‭ ‬بهاب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سمح‭ ‬له‭ ‬بمواصلة‭ ‬هذه‭ ‬الاعتداءات‭ ‬طيلة‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭.‬
وتضيف‭ ‬أن‭ ‬والدتها‭ ‬كانت‭ ‬تضربها،‭ ‬وتحاول‭ ‬حتى‭ ‬خنقها،‭ ‬فيأتي‭ ‬روفالو‭ ‬لإنقاذها،‭ ‬ثم‭ ‬يعتدي‭ ‬عليها،‭ ‬مضيفة‭ ‬أنّ‭ ‬زوج‭ ‬والدتها،‭ ‬شجعها‭ ‬على‭ ‬تعاطي‭ ‬المخدّرات‭.‬

ولم‭ ‬تكتف‭ ‬زاريني‭ ‬بالكشف‭ ‬عن‭ ‬الدعوى‭ ‬شفهياً،‭ ‬بل‭ ‬خرجت‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬وجهتها‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬تعرضن‭ ‬لتجارب‭ ‬مماثلة‭ ‬بعد‭ ‬الإحساس‭ ‬بالخجل‭ ‬أو‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬الحديث‭ ‬في‭ ‬الموضوع،‭ ‬وقالت‭ ‬إنها‭ ‬تعلم‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬يعانين‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬مشكلتها‭ ‬كبيرا‭ ‬جدا،‭ ‬ويحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‭ ‬الكبير،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬به‭.‬
وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬عائلة‭ ‬غوتشي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬المالكة‭ ‬للعلامة‭ ‬التجارية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أخبارا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القبيل‭ ‬ستؤثر‭ ‬حتما‭ ‬بشكل‭ ‬سلبي‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬وربما‭ ‬مبيعاتها‭.‬

‏Burberry‭ ‬من‭ ‬أولى‭ ‬دور‭ ‬الأزياء‭ ‬التي‭ ‬خصصت‭ ‬أحد‭ ‬عروض‭ ‬أزيائها‭ ‬لعرض‭ ‬مجموعة‭ ‬كاملة‭ ‬من‭ ‬الأزياء‭ ‬متخذة‭ ‬ألوان‭ ‬قوس‭ ‬قزح‭ (‬رمز‭ ‬المثليين‭) ‬إلهاماً‭ ‬لها‭!‬

موضة‭ ‬طمس‭ ‬الهوية‭ ‬الجنسية‭ ‬تغزو‭ ‬المنصات
فجأة‭ ‬وبدون‭ ‬سابق‭ ‬إنذار‭ ‬غزت‭ ‬موضة‭ ‬اللاجندرية‭ (‬اللاهوية‭ ‬الجنسية‭) ‬منصات‭ ‬عروض‭ ‬الأزياء،‭ ‬وتحديداً‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬تلك‭ ‬الدور‭ ‬المشاركة‭ ‬تتبارى‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬العارضين‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬محددي‭ ‬الهوية‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬بحال‭ ‬من‭ ‬الأحوال‭ ‬تحديد‭ ‬هويتهم،‭ ‬وذلك‭ ‬للترويج‭ ‬لفكرة‭ ‬قبول‭ ‬المثلية‭ ‬الجنسية‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬لأغراض‭ ‬تجارية،‭ ‬فمثل‭ ‬هذه‭ ‬الأزياء‭ ‬تحظى‭ ‬بشعبية‭ ‬كبيرة‭ ‬وسط‭ ‬فئة‭ ‬الشباب‭ ‬ممن‭ ‬يدعون‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭.‬

ولم‭ ‬يكن‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬مقصوراً‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬العلامات‭ ‬التجارية‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬طال‭ ‬أغلبها،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬دار‭ ‬بربري‭ ‬البريطانية‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الدور‭ ‬التي‭ ‬خصصت‭ ‬أحد‭ ‬عروض‭ ‬أزيائها‭ ‬لعرض‭ ‬مجموعة‭ ‬كاملة‭ ‬من‭ ‬الأزياء‭ ‬متخذة‭ ‬ألوان‭ ‬قوس‭ ‬قزح‭ ‬إلهاماً‭ ‬لها،‭ ‬وتلتها‭ ‬دور‭ ‬أخرى‭ ‬قدمت‭ ‬تصميمات‭ ‬رجالية‭ ‬معتمدة‭ ‬على‭ ‬التنانير‭ ‬والتصميمات‭ ‬النسائية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يرتديها‭ ‬الذكور‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المعارضات‭ ‬الشعبية‭ ‬الخجولة‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬تلك‭ ‬الدور،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬قررت‭ ‬التصدي‭ ‬والاستمرار‭ ‬دعماً‭ ‬لحقوق‭ ‬هؤلاء‭ ‬كما‭ ‬يقولون،‭ ‬وعملاً‭ ‬بالمساواة‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬إليها‭ ‬مواثيق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

الأزياء‭ ‬السريعة‭ ‬واستعباد‭ ‬الفقراء
أعادت‭ ‬تجارة‭ ‬الأزياء‭ ‬السريعة‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬اقتباس‭ ‬التصميمات‭ ‬العالمية‭ ‬وإعادة‭ ‬تصنيعها‭ ‬بخامات‭ ‬أقل‭ ‬جودة‭ ‬وتكلفة‭ ‬تكاد‭ ‬كون‭ ‬زهيدة‭ ‬مفهوم‭ ‬العبودية‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬ولكن‭ ‬بشكل‭ ‬معاصر،‭ ‬فقبل‭ ‬سنوات‭ ‬معدودة‭ ‬ثارت‭ ‬آلاف‭ ‬السيدات‭ ‬العاملات‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬مصانع‭ ‬دول‭ ‬آسيا‭ (‬بنغلاديش‭ ‬وسريلانكا‭ ‬والهند‭) ‬من‭ ‬سوء‭ ‬أوضاع‭ ‬العمل‭ ‬التي‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬موت‭ ‬الكثيرات،‭ ‬وتحدثت‭ ‬تقارير‭ ‬دولية‭ ‬عن‭ ‬ارتفاع‭ ‬عدد‭ ‬ساعات‭ ‬وقلة‭ ‬المعاشات‭ ‬الشهرية‭ ‬وسوء‭ ‬الأوضاع‭ ‬البيئية‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬العمل‭.‬
وتقر‭ ‬منظمة‭ (‬The remarkable woman‭) ‬بأنه‭ ‬يوجد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬مليون‭ ‬إنسان‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬العبودية،‭ ‬وأغلبهم‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬المصانع‭ ‬المصنعة‭ ‬للأزياء‭ ‬السريعة‭.‬
ولا‭ ‬يتوقف‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬المظلم‭ ‬لعالم‭ ‬الموضة‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭ ‬فقط،‭ ‬فصناعة‭ ‬الملابس‭ ‬تعد‭ ‬ثاني‭ ‬أهم‭ ‬مسبب‭ ‬للتلوث‭ ‬البيئي‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يحاولون‭ ‬تغييره‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان،‭ ‬سواء‭ ‬باستخدام‭ ‬المواد‭ ‬الصديقة‭ ‬للبيئة‭ ‬أو‭ ‬المعاد‭ ‬تصنيعها‭.‬

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق