صحة وتغذية
أخر الأخبار

خديجة الحرمي مدربة الرياضة والتغذية: قلة الحركة.. مشكلات كثيرة وحلول أكثر

 

التغيير بالرياضة والسباحة والذهاب للبحر والصيد والرقص والرسم والقراءة والاسترخاء والضحك

هناك آثار سلبية على الأطفال والمراهقين وكبار السن وأي إنسان أثناء انتشار فيروس كورونا.. هذه الآثار تتمثل في زيادة في الوزن، بسبب عدم الحركة والإفراط في تناول الأكل، حيث يكون الأكل المتنفس الوحيد للإنسان، وبعض الناس يعانون من الخوف والقلق، مما يؤدي إلى زيادة في نبض القلب وصعوبة في التنفس.. كما أدى انتشار فيروس كورونا إلى الهلع وعدم المقدرة على النوم والكآبة والوحدة.. وهذه الآثار لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بزيادة الوزن والإحساس بعدم الرغبة في الحركة وممارسة الرياضة؛ حيث إن الشخص يشعر بالاستسلام.
وتستعرض خديجة الحرمي مدربة الرياضة والتغذية هنا بعض المشكلات الشائعة التي يقع فيها الكثير من الناس بسبب قلة الحركة والحلول المناسبة:

قلة الحركة تؤدي إلى ضمور في العضلات أي إن العضلات تكون ضعيفة وغير قادرة على القيام بوظائفها

ما أضرار قلة الحركة بالنسبة لجسم الإنسان بشكل عام؟
– الأضرار الواضحة من قلة الحركة أو عدم الحركة هي زيادة الوزن، والوزن يبدأ بالزيادة يومياً، وبإمكان الجسم أن يزيد وزنه خلال أسبوع واحد بين 2 و5 كيلوغرامات، ويحتاج الجسم الى أكثر من أسبوعين لفقدان 5 كيلوغرامات، وأسباب زيادة الوزن كثيرة، وأهمها عدم الحركة، ولكن يستمر الإنسان بتناول نفس الكمية من الأكل أو أكثر.. زيادة الوزن تؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم، السكري، ارتفاع الكوليسترول، آلام في المفاصل، وآلام الظهر.. وقلة الحركة تؤدي إلى ضمور في العضلات، أي ان العضلات تكون ضعيفة وغير قادرة على القيام بوظائفها، مثل حماية الهيكل العظمي، وحماية العظام والمفاصل، وتتوقف العضلات عن حرق الدهون لأنها ضعيفة ولا يستخدمها الإنسان.. وهناك مثل انجليزي: If you don’t use it, you lose it..
والضمور في العضلات له آثار سلبية كثيرة، منها: الصعوبة في فقدان الوزن، آلام في المفاصل، آلام في الجسم، الخشونة والديسك.

يتغير قوام جسم الإنسان من كثرة الجلوس وعدم الحركة

بالإضافة إلى أن قلة الحركة تؤدي تدريجيا إلى الصعوبة في الحركة، والحاجة إلى المساعدة للحركة (أي أحتاج الى شخص يمسكني أو عصا)، كما أن قلة الحركة قد تؤدي أيضا إلى عدم المقدرة على الحركة.. ويتغير قوام جسم الإنسان من كثرة الجلوس وعدم الحركة، مثال على التغير في القوام يكون مثلا الظهر محدبا، والأكتاف تكون محدبة إلى الأمام.

نط الحبل والرقص وركوب الدراجة والركض والمشي والذهاب إلى النادي.. للحفاظ على الوزن الصحيح

كيف يعد النشاط البدني المنتظم مهما وضروريا لتعزيز صحة الطفل والمراهق ووقايتهما من الأمراض المزمنة؟
– الحركة والنشاط مثلا الرياضة، نط الحبل، الرقص، ركوب الدراجة، الركض، المشي، وبالتأكيد الذهاب إلى النادي مهمة جداً للحفاظ على الوزن الصحيح، حيث إنها تحسن من المرونة، وتزيد من ثقة بالنفس، وتحسن التركيز ومهارات التنسيق.. هذا بالإضافة إلى أن الرياضة تفرز هرمون السعادة، فالطفل والمراهق يشعران بالإنجاز.

الأكل الضار وعدم الحركة لهما آثار سلبية، ويؤديان إلى الإحساس بالإحباط

ما الآثار السلبية المترتبة على اتباع نظام غذائي غير متوازن ونمط حياة لا يعتمد على الحركة؟
– بالتأكيد السمنة، والزيادة في الوزن؛ فهناك بعض الأشخاص يعانون من ضيق التنفس، والصعوبة في النوم، واحتمال حدوث الاختناق أثناء النوم.. أيضا عدم المقدرة على ممارسة الحياة اليومية، مثل الذهاب إلى السوق، أو الذهاب إلى البحر، وصعوبة في المشي لمدة معقولة أي 15 دقيقة إلى 45 دقيقة.
– الكآبة والإحساس بالوحدة، لأن الأكل يكون غير صحي، مع عدم ممارسة الرياضة، أي ان الجسم لا يفرز هرمون السعادة.. ويواجه الشخص ضغطا من الأهل والأصدقاء، وأيضا يكون تركيز الآخرين على هذا الشخص في شكل جسمه وليس في شخصيته ومواهبه.
– الإحباط.. فالأكل الضار وعدم الحركة لهما آثار سلبية، ويؤديان إلى الإحساس بالإحباط، أي انه أثناء التسوق يجد الشخص صعوبة في إيجاد المقاس الصحيح، فالإحباط يسبب عدم المقدرة على ممارسة الحياة اليومية براحة وثقة وسهولة.
– زيادة الوزن وتناول الأكل الضار المشبع بالدهون والنكهات والمواد الحافظة، يصاحبه تغير في لون البشرة، ورائحة كريهة من الفم، والهالات السوداء تحت العين، كما يبدو الإنسان أكبر من عمره.

ما المشكلات الصحية والنفسية في إفراط وإدمان الناس بجميع الفئات العمرية في قضاء أوقاتهم على الألعاب الإلكترونية والأجهزة الذكية؟
– السمنة، والكآبة، وجفاف في العين، وآلام في اليد والكتف والرقبة.. أيضا يقل احتكاك الشخص مع الأهل والأصدقاء، واحتمال حدوث التنمر من قبل الأصدقاء، والشعور بالوحدة، وعدم معرفة الشخص كيفية التصرف مع الناس؛ لأنه تعود قلة الاحتكاك مع الآخرين، حيث إنه يفقد القدرة على التواصل الاجتماعي.

الجسم يستجيب للتغيير من عدم الحركة إلى النشاط والرياضة والضحك والنوم قبل الساعة 11 مساءً

هل تؤثر السمنة على بقية حياة الطفل والمراهق من ناحية اللياقة البدنية؟
– كل شيء قابل للتغيير، وكل شيء قابل للتحسن، حتى لو أن الأهل يعانون من السمنة أو أي مرض معين، بإمكان الشخص التغيير وليس من الضروري البقاء على نفس هذا الحال.. إن ميزة جسم الإنسان أنه يستجيب، أي يستجيب لممارسة الرياضة مهما كان مستوى لياقة الإنسان، والجسم يستجيب أثناء تغير نظام الأكل من أكل ضار إلى أكل صحي.. الجسم يستجيب أثناء تغير نمط الحياة من الجلوس والسهر وعدم الحركة، إلى حياة مليئة بالنشاط والرياضة، والضحك، والنوم قبل الساعة 11 مساءً؛ فالجسم يستجيب مهما كان عمر الإنسان، وأكبر خطأ أن يكون العمر عائقا، أو حالة الإنسان، مثلا” “أنا أم وحملت وولدت عدة مرات.. خلاص انتهى بي الأمر، أو أنا كبرت بالعمر، أو أنا جدة خلاص يجب عليَّ البقاء في المنزل بدون حركة”.

يجب إيجاد متنفس آخر غير الأكل والجلوس لمشاهدة التلفزيون والأجهزة الإلكترونية

كيف يكون العلاج السلوكي لدى الأفراد في كل من النظام الغذائي والنشاط البدني؟
– يجب أن نفهم أن الجهاز الهضمي يحتاج الى الراحة، أي التقليل من الأكل الضار والتوقف عن الأكل مثلا ما بين الساعة السادسة والثامنة مساء.. ويجب الاقتناع بأن الجسم نعمة من الله سبحانه، وإذا اهتممنا بجسمنا، فسيهتم بنا جسمنا، ونعيش حياة بدون أمراض.
كما يجب إيجاد متنفس آخر غير الأكل، والجلوس لمشاهدة التلفزيون، والأجهزة الإلكترونية.. مثلا: الرياضة، السباحة، الذهاب للبحر، صيد الأسماك، الرقص، الرسم، القراءة، العزف على آلة موسيقية، الاسترخاء، المحادثة مع الأصدقاء، الضحك.. كل هذه طرق تبعدنا عن أن يكون الأكل المتنفس الوحيد للإنسان.

اختيار الرياضة المناسبة يزيد من احتمال حدوث في تغير الجسم والوزن

أما من ناحية النشاط البدني، فيجب أن يجرب الإنسان ويختار نوع الرياضة التي يميل إليها.. هل الشخص يميل إلى رياضات هادئة؟ أم رياضات قتالية؟ أم الرقص؟ وبعد اختيار نوع أو أنواع الرياضة التي يحبها يجب اختيار المستوى.. وإذا كنت مبتدئا فيجب اختيار كلاس للمبتدئين، فإن اختيار الرياضة المناسبة للشخص والمستوى، يزيد من احتمال حدوث في تغير الجسم والوزن، ويعزز الثقة في النفس.

تُقلل الرياضة من احتمال حدوث أمراض نفسية مثل الكآبة أو أمراض أخرى مثل الزهايمر

هل هناك علاقة بين النشاط البدني والمتغيرات النفسية لدى كبار السن؟
– يجب على الجميع ممارسة الرياضة، ويجب اختيار نوع الرياضة المناسبة لعمر الشخص، ومستوى اللياقة البدنية للحصول على أفضل نتائج، وأهمها الإحساس بالسعادة والإنجاز.. والرياضة سواء بيلاتيس، يوغا، رقص، سباحة، لها فائدة على تحسين قدرة التركيز وتحسن الذاكرة وتجلب السعادة، وتُقلل الرياضة من احتمال حدوث أمراض نفسية مثل الكآبة أو أمراض أخرى مثل الزهايمر.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق