ثقافة
أخر الأخبار

خرافات‭ ‬صدقناها‭..‬ مازالت تسيطر على ثقافتنا الشعبية والعربية الخرزة الزرقاء.. حدوة الحصان.. خمسة وخميسة.. تمائم لمنع الحسد؟!

«عين الحسود فيها عود».. و«العين فلقت الحجر».. من أشهر الأمثال العربية

يلجأ بعض الناس إلى الاستعانة ببعض التمائم والطلاسم والتعاويذ لدرء اللعنات والحماية منها بسبب اعتقادهم بوجود قوى خفية شريرة تسعى لإيذائهم عبر عين الحاسد.. ويبدو أن الناس في العالم العربي يعشقون التمائم التي تمنع الحسد مثل الخرزة الزرقاء وحدوة الحصان وخمسة وخميسة، بل يعلقونها في بيوتهم وسياراتهم ويرتدونها في رقابهم وأيديهم لمنع الحسد وطلب الحماية والعياذ بالله.. فما أصل حكايات هذه التمائم المنتشرة في ثقافتنا الشعبية وتراثنا العربي؟! ولماذا يؤمن البعض بهذه الخرافات والأساطير التي لا تقدم ولا تؤخر؟
«أسرتى» تواصل فتح ملفات أشهر الخرافات وكشف حقيقتها للمجتمع العربي في محاولة لتغيير هذه المفاهيم التي رسخت لعدة قرون وربما من قديم الزمان في أذهاننا.

الشعوب السامية التي سكنت أطراف البحر المتوسط رسمت الكف التي تحمل العين الزرقاء بهدف ترهيب الرومان الذين استعمروا بلدانهم!

الخرزة الزرقاء وخمسة وخميسة
الخرزة الزرقاء أو حدوة الحصان أو الكف وخمسة وخميسة، هذه التعاويذ تبطل سحر قوى الشر الخفية حسبما يعتقدون وتقوم العين المرسومة على خرزة كروية أو مفلطحة زرقاء بدرء الشر وتحصن حاملها من المخاطر بحسب اعتقادهم، أما اللون الأزرق فيرمز إلى الماء العذب الذي يعطي الحياة، فيما يرمز اللونان الأحمر والأخضر في بعض المعتقدات إلى الخير والحظ، ما يفسر وجود تمائم حمراء وخضراء أيضا.
ويعتقد أن الشعوب السامية التي سكنت أطراف البحر المتوسط هي التي رسمت الكف التي تحمل العين الزرقاء بهدف ترهيب الرومان الذين استعمروا بلدانهم في حقبة من التاريخ فكانوا يحملون عصيا في أعلاها ذلك الرمز المخيف الذي يهدد باقتلاع أعينهم أو يكتفون بإلصاقه على أبوابهم وفيما بعد أصبحت رمزا للحماية من كل شر يحملونها في أعناقهم كقلائد أو يعلقونها على جدران منازلهم وتقول بعض الروايات الأخرى أن أصل الخرزة الزرقاء يرجع إلى القدماء المصريين الذين كانوا يخافون من أصحاب البشرة البيضاء والعيون الزرقاء ويرفضون وجودهم على الأراضي المصرية، فقد عرف المصريون القدماء اللون الأزرق ومدى ارتباطه بالحسد، وذلك عن طريق (عين حورس) وهي عبارة عن شعار مصري قديم يستخدم للحماية من الحسد ومن الحيوانات الضارة ومن المرض.

أهل الريف في مصر يطبعون على الجدران كفوف الدم!

مجوهرات الفراعنة
ويكشف الباحث سيريل ألدريد في كتابه (مجوهرات الفراعنة) أن أكثر التمائم شيوعا واستخداما بين المصريين القدماء كانت التميمة أو الرقية المصنوعة من الخرز لاعتقادهم في القوى السحرية لتلك الخرزات، واختار الفراعنة اللون الأزرق لارتباطه بزرقة السماء التي تسبح فيها الشمس (رمز الإله رع عند المصريين القدماء) وتعيش فيها الآلهة وتحمي الإنسان وتباركه، فيما يرجح البعض أن للأسطورة صلة بطقوس السحر التي تؤمن بأن لكل عدد ولكل حرف خصائص ودلالات، فالعدد خمسة وكف اليد بهما ذبذبات طاقة الدفاع التي تمنع الأذى عن جسم الإنسان أو ما يخصه إذا ما دفعت في وجه الحسود، وفي مصر خاصة في مناطق الريف تجد الإنسان الريفي يضع كفيه في دم الذبيحة ثم يقوم بطباعة كف يده على واجهات منزله ليمنع الحسد والأعين الشريرة، وهى عادة منتشرة بقوة في مصر، خاصة خلال فترة عيد الأضحى حيث تكثر الذبائح، وفي بعض المجتمعات العربية تدفع المرأة بكف يدها (بعد فرد الأصابع الخمسة) في وجه من تظن أنه يضمر الحسد لها فتنطق باسم العدد (خمسة) ومضاعفاته أو أي كلمات مرتبطة به كقولها (خمسة وخميسة) في وش العدو. وقد تمكنت تركيا في عام 2014 من إدراج ما اعتبرته مجموعة من القيم الثقافية والتراثية إلى قائمة “اليونسكو”، وكان على رأس تلك القيم الثقافية والتراثية ثقافة الخرزة الزرقاء أي أصبحت هذه الخرافة معترفا بها في “اليونسكو” كتراث إنساني عالمي، ما زاد الطين بلة بسبب معتقدات الأتراك.
خرافة «حدوة الحصان» كانت سبباً في هزيمة العرب من الإسبان!

أما خرافة حدوة الحصان فلها قصة تاريخية تعود إلى بلاد الأندلس القديمة عندما كان يعمرها المسلمون وجعلوها جنة في الأرض فلما أراد الأسبان البطش بالمسلمين في الأندلس طلبوا من جواسيسهم داخلها أن يضعوا حدوة الحصان على أبواب منازلهم حتى لا يهاجمهم الجيش الإسباني فلما دخل الجيش الإسباني بطش بالمسلمين، ورأى الناس أن البيوت التي علقت هذه الحدوات قد منعت من الأذى فاعتقدوا أن حدوة الحصان ترد الأذى عن الدار، واستمر هذا الاعتقاد حتى يومنا هذا.

يسرا وشيرين وهيفاء وهبي أشهر من يعلقن الخرزة الزرقاء

يعتقد الفنانون أيضا في بعض هذه الخرافات فعلى سبيل المثال الفنانة والنجمة يسرا تحرص على ارتداء الخرزة الزرقاء وتقول إنها ترتديها خوفا من الحسد لأن الناس عيونها (وحشة) على حد تعبيرها، وكذلك المطربة الشهيرة شيرين التي تحرص على ارتدائها أيضا درءا لعين الحسود، فهي تعتقد أنها محسودة، وأن الأعين الشريرة تطاردها لدرجة أنها تصاب بالاكتئاب أحيانا، وتضع هيفاء وهبي دائما خرزة زرقاء وتعلق على ذلك بقولها للوقاية من العين مع أنني أؤمن بأن الله وحده هو الحامي.

العرب يصدرون حب الخرزة الزرقاء إلى الغرب
انتقل حب اقتناء الخرزة الزرقاء من المجتمعات العربية إلى الغربية عن طريق الرحلات السياحية وشرائها كهدايا أو اقتنائها كتحف داخل المنازل واستغلالا لهذه المعتقدات والخرافات التي لا أساس لها من الصحة يحرص أصحاب المحال التجارية، خاصة في المناطق السياحية في مصر وتونس والمغرب على بيع مثل هذه التمائم والإكسسوارات كأدوات زينة أو على شكل سلاسل تعلق في الرقبة، فهي تحرص على إدخالها في كل شيء كنوع من استثمار الخرافة تجاريا وسياحيا لتحقيق الأرباح، وربما تصبح هذه الخرافات العربية معمولا بها في المجتمعات الغربية يوما ما.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق