خليفة المحرزي:
كورونا خففت أعباء الأعراس!
الحياة الزوجية تتطلب البحث عن لغة مشتركة تجمع كل المشاعر والأحاسيس ليحدث التفاهم بين الزوجين وتتحقق لهما السعادة، ودمار البيوت يبدأ من جفاف المشاعر وان ذلك يعد أول تلك الاخطاء التي يقع فيها الزوجان، والمشكلة الأساسية التي يعاني منها الأزواج هي غياب الوعي الأسري وافتقادهم الكثير من الأسرار التي لو عرفوها لتجنبوا الكثير من المشكلات وهذا ما نتعرف عليه في لقائنا مع المستشار الأسري الإماراتي خليفة المحرزي:
كونك مأذونًا شرعيًّا.. هل تحدثنا عن إجراءات الزواج في زمن كورونا؟
− استطاعت كثيرٌ من الأسر التعامل مع الأزمة فيما يتعلق بإنشاء علاقات زوجية جديدة، وقد أبرمنا عدة عقود زواج على الرغم من التباعد الاجتماعي الذي فرضه تفشي الجائحة، ولا شك أن إتمام إجراءات عقد الزواج عن بعد أحدث تحولا إيجابيا كبيرا في تسجيل وثائق الزواج، بما يخدم الأزواج الجدد، ويهدف إلى التسهيل على أفراد المجتمع بإتمام إجراءات عقود النكاح واعتمادها من قبل المأذون الشرعي دون الحاجة إلى مراجعة المحاكم، وإنهاء كل الخطوات المطلوبة من عقد القران إلى مصادقة المحكمة دون الحاجة إلى مغادرة البيت، أو دعوة جميع الأطراف في مكان واحد.
هذه الخدمة توفر على كافة الأطراف عددًا من الأمور، أهمها على الإطلاق إحداث تغيير نوعي في القيم السلبية لتحل محلها قيم الاعتدال والحكمة والاقتصاد في الإنفاق، حيث ساهمت الجائحة في تخفيف الالتزامات المالية على كاهل الزوج.
الجائحة كانت نعمة على المعرس وليست نقمة!
وتابع المحرزي: قمت بإجراء عقد زواج لأحد الأزواج الجدد، وقال لي إن هذه الجائحة كانت نعمة عليه، وليست نقمة؛ لأنها أنقذته من تكاليف الزواج التي كانت تتجاوز 200 ألف درهم، تشمل رسوم صالتي الأفراح الرجالية والنسائية، ورسوم الفرقة الموسيقية الشعبية، إضافة إلى بقية التكاليف التي تشمل فستان الزفاف والولائم والحلويات.
وأضاف المعرس أنه عندما جاءت الجائحة اضطرت كثير من الصالات لإلغاء الحجوزات، وكذلك فعلت الصالونات النسائية والخياط وبطاقات الدعوة وحجوزات الوجبات وغيرها الكثير من المصاريف، ولقد وفر مبلغا كبيرًا، وتقبلت زوجته وعائلتها تلك الإجراءات الاحترازية، وارتداء الكمامات والقفازات، كما أبلغ المدعوين بالاكتفاء بإرسال التهاني عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
المستشار خليفة المحرزي لك وصف للعلاقة الزوجية.. نود أن تحدثنا عنه.
− العلاقة الزوجية تختلف تماماً عن العلاقة الشعورية والرومانسية بين الزوجين، فالرجل بشكل عام مشاعره تكون متعلقة بقضية الهرمونات، والتي تسمى بالطاقة الكيميائية، وقد أثبت هذا الطب قديماً في دراسة صدرت منذ عام 1911 في جامعة كاليفورنيا، وأن هناك غدداً للمشاعر العاطفية تسمى ∩الدوبامين∪، وهي عبارة عن غدد تصدر شعوراً عاطفياً وشعوراً حسياً، ولكن بعد الزواج تلك الخلايا تتوقف وتموت وتتلاشى وتنطلق مكانها خلايا أخرى تسمى ∩الاكستاسين∪، وهي التي تجسد مشاعر مفهوم المودة والرحمة والاستمرار.
بماذا تنصح الزوجات؟
− يجب على المرأة أن تعطي لنفسها أكثر وتهتم بها وتحب نفسها قبل أن تحب الآخرين ولا تجعل الرجل هو شغلها الشاغل، فالرجل يفسد عندما يتلقى كمية هائلة من المشاعر العاطفية، لذا يجب تجويعه عاطفياً، فعند إشباعه سيهرب تلقائياً.
لماذا تختلف معايير الزواج الناجح لدى الرجل عن المرأة؟
− الأزواج لديهم تركيبة كيميائية تختلف عن المرأة، حيث بإمكانهم أن يحبوا 10 نساء في وقت واحد وبمشاعر متساوية وعادلة عكس المرأة إن أحبت شخصاً لا تستطيع أن تحب غيره، بل يستمر حبها بنفس المشاعر والعطاء لمدة أربع سنوات دون أن يختلف حبها أو تقل نسبته.
من خلال متابعة الكثير من الحالات ما أهم سبب في الخلافات بين الزوجين؟
− السبب المباشر في اندلاع الخلافات بين الزوجين عائد إلى اضطراب التواصل اللفظي بينهما، وأن ثمة مشكلة قائمة تدور في فلك انعدام الحوار وجهل الزوجين بإقامة حوار ناجح يستطيعان من خلاله تجاوز خلافاتهما الزوجية، فالكثير من الأزواج لا يجيدون مهارات الحوار بصورة إيجابية وإنما سرعة انفعال وتفاعل سلبي للمشاعر بين الطرفين.
ذكرت أن هناك مفاجآت في كل علاقة زوجية.. فما هي؟
− الكثير من الأزواج يحبطون في بداية الزواج، خاصة من لم يستعد له أو لمن لا يعرف حقيقة الزواج ومستقبله، فكل واحد منا كان همه في البداية أن يتزوج ويستقر، فلما تحقق هدفه بدأ يكتشف أموراً كثيرة تشككه في نجاح زواجه واستمراره.
٪ المفاجأة الأولى:
يشعر المتزوج أحياناً (بالوحدة) على الرغم من وجود الطرف الآخر والأولاد في حياته، وهذا أمر طبيعي في كل حالات الزواج، فلا يظن من يشعر بذلك أن زواجه غير سعيد أو أن حياته الاجتماعية خاطئة، بل الشعور بالوحدة أحياناً أمرٌ طبيعي.
٪ المفاجأة الثانية:
يشعر المتزوج أحياناً بالفتور وعدم الشعور (بالحب الناري) تجاه الطرف الآخر، وهذا كذلك أمرٌ طبيعي في كل حالات الزواج، دوام المحبة بدرجاتها العالية أمرٌ مستحيل وللنفس إقبال وإدبار، والعلاقة العاطفية تمر بحالة مدّ وجزر.
٪ المفاجأة الثالثة:
التغير الذي يطرأ على أحد الزوجين في الاهتمامات أو الشكل أو الهوايات أو القراءة، هذا أمر طبيعي في كل إنسان، وهذا دليل تقدّم الإنسان بالعمر ونضجه في الحياة، فلا ينكر أحد الزوجين على الآخر هذا التغيير، وإنما هو أمر طبيعي.
٪ المفاجأة الرابعة:
ليس بالضرورة الاتفاق على كل شيء في الحياة العائلية بين الزوجين، فبعض الأزواج يؤذيه كثرة الخلاف في الآراء بين الزوجين، وهذا أمر طبيعي وموجود في كل حالات الزواج، ولكن السعادة في أن نتعلم كيفية التعامل مع الخلاف.
٪ المفاجأة الخامسة:
يصطدم الزوجان عندما يكتشفان أنه ليس لكل مشكلة حل، وهذه مفاجأة كبيرة بالنسبة لهما، لأنهما كانا يتوقعان أن لديهما القدرة على علاج كل المشاكل ونسيا أن الزمن في كثير من الأحيان هو جزء من العلاج.
٪ المفاجأة السادسة:
يتوقع كل زوج أنه يستطيع أن يخفي الكثير عن الطرف الآخر، ولكن المفاجأة تكون في أن الحقائق والأسرار في الغالب يكشفها الطرف الآخر، وهذه تكون غالبا في جميع حالات الزواج.
أيام الزواج متقلبة بين الحلو والمر
٪ المفاجأة السابعة:
يعتقد الزوجان أن أيام الزواج ولياليه كلها سعادة ومتعة وفرح ويصطدمان عندما يكتشفان أن الأيام متقلبة بين الحلو والمر، وهذه مرحلة يمر بها جميع الأزواج.
٪ المفاجأة الثامنة:
إن كل واحد من الزوجين يعتقد أنه يضحي أكثر من الآخر، وعندما يتحاوران يكتشفان أن كل واحد منهما يرى أنه أكثر تضحية، وهذه حالة يمر بها أغلب الأزواج، فلا بد من التضحية حتى يسعد الزوجان من بداية الزواج حتى نهايته، فليس للتضحية عمر محدد.
