فنلقاء الغلاف

داليا البحيري لـ « أسرتي»: لا نهاية لمشاكل المرأة وتحديات الأسرة العربية

 

لا تملك ملهماً في حياتها سواء الشخصية أو الفنية ولكنها تؤكد أنها تحصل على الإلهام من أبسط الأشياء، فأحياناً أغنية ما توجهها إليه وأحيانا أخرى موقف يمر أمامها فتجد من خلاله الرسالة التي تبحث عنها..

ترى أنه من الصعب والاستحالة الاحتكام إلى العقل فقط في أمور حياتها أو العكس بالاعتماد على عاطفتها فقط، فالأمور دائماً نسبية ويجب تحكيم الاثنين معا ليصل الإنسان إلى قراره الصائب، رغم تأكيدها أنها بالفعل عاطفية أكثر وإن كانت قلت عاطفيتها الآن عن السابق.

وتؤمن جداً بنصف الكوب الممتلئ، لأنها ترى أن الأمل يخلق حياة جميلة من واقع سيئ، ولكن التشاؤم يفسد كل شيء.

هكذا كشفت النجمة المصرية داليا البحيري في إطلالتها عبر مجلة «أسرتي» عن جانب كبير من شخصيتها الحقيقية التي تخفيها دائماً وراء العديد من الشخصيات الفنية التي جسدتها طيلة مشوارها.. وهذا نص الحوار:

 

سألناها: آخر أعمالك الفنية كان مسلسل «يوميات زوجة مفروسة أوي»، واتهمه البعض بأنه لم يكن سوى تجربة طويلة لإظهار المرأة في صورة ضحية الرجل العربي والمجتمع.. فما تعليقك؟

– أجابت: بالعكس تماماً، فالعمل احتوى على عدد كبير من الحلقات التي تظهر قوة المرأة وسيطرتها على الأمور وأنها ليست ضحية، فالعمل لم يكن موجهاً لنصرة المرأة بوجه عام، وإنما قصدنا من خلاله تقديم معالجات لمشاكل الأسرة العربية والمصرية بالأخص بشكل كوميدي أقرب للواقع وبعيداً عن المباشرة.

 

المرأة والعمل

المجتمع العربي يضم أيضاً كثيرين ممن يؤكدون أن الزواج والعمل لا يجتمعان معًا والمرأة المتزوجة يجب أن يقتصر دورها على توفير الظروف الملائمة لإبداع زوجها في عمله.. فما ردك؟

– لا أوافق بالطبع على مثل هذا الرأي، فالعمل بالنسبة للمرأة أمر مهم ويخلق لديها حافزا دائماً، في تحقيق أكبر قدر من السعادة والاستفادة من الوقت الذي تقضيه برفقة أسرتها، في إقناعهم بأن عملها لا يؤثر أو يقتص من الوقت الذي تقضيه رفقة زوجها وأبنائها ولا يؤثر على اهتمامها بهم.

وأضافت: كما أن العمل يساعدها بشكل كبير على تنظيم حياتها بشكل مثالي ويجعل منها امرأة منظمة، إلى جانب أنه يتيح لها الفرصة على الانفتاح بشكل أكبر على التغيرات التي تطرأ على المجتمع من حولها مما يساعدها على مراعاة تلك التغيرات في تربية أبنائها وتعاملها مع زوجها، وفي النهاية أرى أن الأمر برمته يرجع إلى الشخصية نفسها فهناك من تستطيع التنظيم بين عملها وبيتها، وأخرى لا تستطيع، وترى نفسها أنها ولدت من أجل القيام بالمهام الزوجية والأسرية فقط وترى سعادتها في هذا الأمر.

 

المسلسل من المفترض أن له جزءا ثانيا.. فما الجديد الذي سيقدمه صناع العمل؟

– موضوعات المرأة والعائلة العربية والمشاكل التي تواجهها والتحديات لا تنتهي، ولا يمكن تقديمها كاملة في ثلاثين حلقة فقط أو حتى ستين، لأن هناك الكثير من الموضوعات والظروف الجديدة التي تطرأ يجب التعرض لها وإبرازها، إضافة إلى أن المسلسل لن ينصب فقط على مشاكل المرأة داخل أسرتها الصغيرة، وإنما نتعرض للسيدة «المفروسة» من أمر ما خارج حدود بيتها، سواء له علاقة بالعمل أو الشارع أو الوطن أو الأسعار.. إلخ.

 

تجربة كوميديا «امرأة مفروسة».. شجعتني على تكرار التجربة في السينما

 

العمل قدم من خلاله تجربة كوميدية اعترف الجميع بنجاحها، فهل ذلك لم يشجعك على التركيز على الكوميديا خلال الفترة القادمة بالأخص أن هذه النوعية مطلوبة سينمائياً دائماً، وقد تكون طريقة جيدة لعودتك إلى الشاشة الفضية؟

– بالضبط، هذا ما أفكر في أن أقدمه في الفترة القادمة وأفكر بشكل كبير في تقديم عمل كوميدي للسينما، ولكن بنفس طريقة «يوميات زوجة مفروسة» من خلال كوميديا المواقف وليس «الأفيه والاستظراف».

 

داليا البحيري تقريباً كانت الأولى بين بنات جيلها ممن وصلن إلى البطولات الدرامية المطلقة، فهل ترين أن ظروف وصولك لهذا الحلم كان أسرع وأسهل من نظيراتك؟

– تماماً، فالأمر لم يكن بالسهل والسريع، فبداية دخولي إلى عالم البطولة المطلقة وتحمل مسؤولية مسلسل كاملة، كانت في وقت صعب للغاية لا يتواجد به سوى عمالقة الدراما المصرية النجوم يحيى الفخراني ومحمود عبدالعزيز ويسرا والهام شاهين وليلى علوي والراحل نور الشريف، ولم يكن هناك شباب يتحمس لهم أي منتج لإلقاء مسؤولية مسلسل عليه، فالأمر كان أصعب بكثير واقتحمت مجالا لم يكن به أي شباب.

 

دائرة المنافسة

كيف ترين الأمر بعدما اتسعت دائرة المنافسة للغاية وأصبحت تمتلئ بالأسماء أمثال نيللي كريم، منى زكي، منة شلبي، هند صبري؟

– شيء إيجابي ومفيد للغاية ولا يصب سوى في مصلحة الصناعة والمشاهد في النهاية، لأن حالة التنافس تحفز الجميع على تقديم أفضل ما لديهم، كما أنها تضفي نوعاً من الاستمتاع على عملك، وإن لم توجد هذه المنافسة دائماً فسيتحول الفن إلى مجرد عمل روتيني وهو ما يقتل الإبداع، ومع الوقت لن يجد المشاهد أعمالاً مختلفة أو متنوعة.

 

نجحت في تقديم نموذج للجمال المصري كأميرة فرعونية

 

داليا البحيري جذبت الأنظار لها في بدايتها بسبب جمالها المصري الأشبه بأميرات الفراعنة، ولكن رمضان الماضي من جذبن الأنظار هن الفنانات اللاتي يمتلكن ملامح أوروبية، فهل معايير الجمال لدى الرجل العربي اختلفت؟

– أجابت مؤكدة أن الموضوع ليس له علاقة بالشكل الخارجي ولم تتغير المعايير بالمناسبة، فالأمر برمته لا يرتبط ولا يتأثر إلا بالموهبة، والجمهور لا يهمه سواء هذه تمتلك ملامح عربية مصرية أو ملامح أوروبية، فالآن كلنا نشاهد فنانة مثل نيللي كريم ملامحها أوروبية بشكل كامل، ولكنها نجحت في تقديم أدوار مصرية مختلفة ومنها «سجانة» في مسلسل «سجن النسا»، ما يعنى أن العلاقة ليست بالشكل ولكن بحجم موهبتك وعلى مقدارها ستجد درجة تقبل الجمهور لك.

 

شاركت مؤخراً في عضوية لجنة تحكيم مهرجان القاهرة السينمائي، فماذا ينقص هذا المهرجان حتى يصل إلى العالمية؟

– أرتبط بمهرجان القاهرة ارتبطاً وثيقاً وأعتبر نفسي على قوته منذ وقت طويل، حيث شاركت قبل ذلك في تقديمه وفي فعاليات أخرى خاصة به سواء في لجان التحكيم أو غيرها، ولابد أن ننتبه جميعاً أن هذا المهرجان ينظم من دولة عانت الكثير من الظروف القاسية خلال الفترة الأخيرة بعد ثورتين، وأرى أن الحلول تكمن في دعم أكبر من رجال الأعمال والرعاة، فهذا سيؤثر بشكل كبير على نجاح تنظيمه وخروجه بالشكل الأكمل.

 

إذا جلست في يوم ما على مقعد رئيس المهرجان.. على أي شيء ستركزين لخروجه بالشكل المطلوب؟

– الكثير.. فسأهتم بشكل كبير بالتنظيم وحفل الافتتاح بالأخص لأنه وجهة المهرجان، إلى جانب مضمونه ونوعية الأفلام التي سأحرص على مشاركتها في مسابقاته وعروضه، إلى جانب أسماء النجوم العالمية التي سيستضيفها، لأن ذلك يجذب الأنظار العالمية بشكل كبير إلى المهرجان.

 

أحلام العالمية

قلنا لها: العالمية.. هل لها حيز خاص في أحلام داليا البحيري؟

– بالطبع.. ولكن بصراحة لا أسعى إلى تحقيقها لأن الأمر يتطلب سعي شركات إنتاج لذلك ووكالات تسويق ترشح المواهب لـ «الكاستينج» المختلفة بالخارج، ولكن تلك الأمور تكون محدودة للغاية.

 

معاييري اختلفت عن السابق.. أصبحت أكثر نضجاً

 

الإنسان مع الوقت والزمن تتغير طريقة تفكيره وتقبله للأمور من عدمه وأحياناً تتغير مبادئه كذلك، فهل هذا حدث مع داليا البحيري وأصبحت أكثر نضجاً وخبرة من بدايتها؟

– بالتأكيد معاييري اختلفت بشكل كبير، لأن ذلك ينبع من إدراك أصبح أوسع ودراية بالسوق وما يحتاجه الجمهور الآن يصبح أكثر، قناعاتك أنت الشخصية تتغير، وهناك أشياء تجد نفسك كان من الممكن أن تقبلها قبل عشر سنوات، ولكن الآن لا توافق عليها أو تقبلها، حيث يتمحور تفكيرك حول تقديم أعمال مختلفة ومتنوعة بشكل أكبر.

 

لا وقت للحب..

 

اختياري لشريك حياتي «سايباه على ربنا»

 

الكثير من سيدات المجتمعات العربية بعد وفاة أزواجهن يفضلن الانتباه إلى أطفالهن فقط، دون الارتباط والزواج مجدداً، فهل فكرت داليا البحيري في ذلك؟

– الحقيقة.. لم أفكر بتلك الطريقة وبالأدق «سايباها على ربنا»، فليس لدي وقت لأقابل أحدا أو ارتبط به، فكل وقتي منصب وموزع بين ابنتي وعملي، ولكن حينما يأتي النصيب تجد الظروف هي التي تساعدك وتوقع أمامك الشخص المناسب لك، لكن حالياً لا أفكر في ذلك وتاركة كل الأمور لتدابير الله وحده.

 

العقل والعاطفة مطلوبان.. لكنني أحكم عاطفتي!

 

مرادفات

الأسرة: الحياة.

الشهرة: نعمة ونقمة في الوقت ذاته.

السعادة: الرضا.

الحرية: مقننة.

السياسة: الخداع.

الملهم: من الممكن أن أجده في أغنية ما أو موقف بالشارع.

العاطفة أم العقل؟

الأمور نسبية ولا يمكن تحكيم العقل وحده أو العاطفة، ولكن عن نفسي أحكم العاطفة بشكل أكبر ولكن ليس كالسابق.

النصف الممتلئ من الكوب أم الفارغ:

أميل إلى النصف المملوء فالأمل يصنع الحياة ويجمل الواقع.

 

 

 

القاهرة – دار الإعلام العربية

محمد خاطر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق