فنمقابلات

سميحة أيوب لـ «أسرتي»: ذكرياتي وأجمل أيامي قضيتها على المسرح

عشقته منذ طفولتها حتى لقبوها بسيدة المسرح العربي

بدأت مشوارها الفني منذ ما يزيد على 67 عاماً ولم يكن يتجاوز عمرها الرابعة عشرة، رصدت مسيرتها الفنية ومشوار حياتها بكتابها «ذكرياتي» روت فيه محطات مهمة من تاريخها الفني، اكتشف خالها نبوغها وموهبتها في الإلقاء فخصص لها معلما لإتقان اللغة العربية، لُقبت بسيدة المسرح باعتباره حياتها التي لن تستطيع أن تحيا بدونه، بدأت حياتها بالزواج من الفنان الكبير محمود مرسي، وأنجبت منه علاء الذي فضل الابتعاد عن الوسط الفني وامتهن الطب.

وقالت إن زواجها من سعد الدين وهبة استمر 35 عاما وهي الفترة الأطول في تاريخ زيجاتها الثلاث, اثنتان منها لم تستمرا طويلا، اعترفت بأنها كانت موفقة بالتلفزيون أكثر من السينما, إنها الفنانة الكبيرة سميحة أيوب التي حاورتها «أسرتي»:

 

بدأت مشوارها

بـ«رابعة العدوية» وصولاً  إلى «نساء من ذهب»

170 عملاً مسرحياً

بداية حدثينا عن أهم المحطات في حياتك؟

– بدأت مشواري الفني مبكراً قدمت خلاله ما يزيد على 170 عملاً مسرحياً تمت ترجمة معظمها للعديد من اللغات تلقتها الجماهير بشغف رغم صعوبتها خاصة الأعمال التاريخية مثل «أنطونيو وكليوباترا»، «رابعة العدوية»، «الوزير العاشق»، «سكة السلامة»، «كوبري الناموس»، و«السبنسة» فقد أحببت المسرح كثيراً فهو عشقي الأول، أما السينما فلم أشعر بأني قدمت من خلالها رسائل تربوية جديدة عدا القليل منها مثل «أرض النفاق»، و«جسر الخالدين» و«فجر الاسلام».

 

أدوار النكد والكآبة

أدت إلى انفصالي عن محسن سرحان

 

تجربة زواجي الأولى المريرة وماذا عن بداياتك ومشوارك الفني؟

– تخرجت في معهد السينما عام 1954، أحبني شكري سرحان زميلي بالمعهد وأوصى أخاه محسن بي خيراً فخطبني، فكانت تجربة زواج مريرة لم تدم سوى لثلاث سنوات، فقد كان شديد الغيرة، إلى أن طلبت منه الطلاق كهدية في عيد ميلادي ففعلها، إلى أن ظهر محمود مرسي في حياتي فقد كان شاباً مثقفاً وسيماً نجماً تتمنى الارتباط به معظم فتيات عصره، ولكن لم يستمر الزواج كذلك لعشقي لعملي وقضاء معظم وقتي على المسرح فضاق بي وطلقني غيابياً، وأما سعد الدين وهبة فقد كان رجلا متفهما لطبيعة عملي شجعني كثيرا ووقف الى جواري حتى وفاته.

وما سر انفصالك عن زوجك الأول؟

– لم يحدث التفاهم بيني وبين محسن سرحان نظراً لاختلاف طبيعتي عنه طوال الوقت، فقد كان يتعمد إحراجي أمام الناس، واتهامي بالكآبة وتقمص أدوار النكد، أنجبت منه محمود  الذي وافته المنية بريعان شبابه في 2010، انفصلت عنه بعد عامين فقط من الزواج، حتى قابلت محمود مرسي الذي خيرني بين ترك العمل الفني والحياة الأسرية لتنتهي العلاقة بالانفصال.

 

جمعتني المصادفة بسعد وهبة فتزوجنا لمدة 35 عاماً

 

عقدة من الزواج

أصبت بعدها بعقدة رفضت على اثرها أي ارتباط عاطفي لسنوات وفضلت التركيز على الحياة الفنية حتى جمعتني المصادفة بالكاتب سعدالدين وهبة في مسرحية «السبنسة» فتزوجت منه واستمررت معه 35 عاما.

 

أول سيدة تدير المسرح وماذا عن جيل الرواد ممن عملت معهم ببداياتك؟

– فخورة بأنني تتلمذت على يد زكي طليمات، وتعلمت منه الكثير، حتى تقلدت منصب مدير المسرح الحديث والمسرح القومي كاول سيدة تتقلد هذا المنصب وكانوا يلقبونني بـ «المراة الحديدية» إلى جانب لقب «سيدة المسرح».

 

دور هادف بالمسرح يعادل الآلاف من الافلام الهابطة

 

ابتعدت عن السينما فكسبت الجمهور وخسرت المال

 

فتاة الليل اللعوب أبعدتني عن السينما

وما سر ابتعادك عن السينما بشكل لافت؟

– كرهت أدوار فتاة الليل اللعوب خرابة البيوت والتي كانت وللأسف أغلب اختيارات المخرجين لي حينها نظراً لجمالي في شبابي، لذا اخترت المسرح لأتواصل مع الجمهور وجهاً لوجه رغم صعوبته، فقد كانت لدى قناعة بأن دورا هادفا بالمسرح يعادل الآلاف من الافلام الهابطة.

هل خسرت فنياً بابتعادك عن السينما في بدايتها؟

– خسرت مادياً ولكنني كسبت احترام الجمهور وتقديره فبحثي عن الاعمال الهادفة كلفني الكثير وحرمني من سيناريوهات وأموال طائلة.

 

دوري في «أولاد الشوارع» الأقرب لشخصيتي الحقيقية بسبب السياسة منعت مسرحيتي ثماني سنوات من العرض

 

وما أكثر الأدوار الفنية قرباً من شخصيتك الحقيقية؟

– دوري في مسلسل «أولاد الشوارع» أقرب ما يكون لشخصيتي الحقيقية، فالبطلة فنانة شابة ترفض الملايين بحثاً عن القيم والمبادئ وهو ما فعلته طوال مشواري الفني.

وما علاقة سميحة أيوب بالسياسة؟

– في بداياتي الفنية قمت ببطولة مسرحية «قولوا لعين الشمس» والتي كانت مصنفة سياسياً فواجهت مشكلات رقابية منعتها من العرض، وكان كاتبها نجيب سرور  الذي لقبته وقتها بالعبقري المجنون لتظل المسرحية ثماني سنوات ممنوعة من العرض، فقررت الابتعاد عن السياسة ولاعبيها فالفن يجب أن يظل نظيفاً.

وما آخر أعمالك الفنية؟

-مسلسل «نساء من ذهب»  الذي من المقرر عرضه في رمضان المقبل، يشاركني في البطولة كل من نادية الجندي ونبيلة عبيد وهالة فاخر ومن إخراج وائل إحسان.

 

إلحاح هنيدي أعادني للسينما بعد طول غياب

 

وما أهم ذكرياتك مع فيلم «تيتة رهيبة»؟

– أعشق محمد هنيدي على المستوى الفني وقد وافقت على ترشيحه لي بعد غياب سنوات طوال عن السينما وبعد إلحاح منه ومن مخرج الفيلم سامح عبدالعزيز، وافقت وحاولنا من خلاله تقديم رسالة فنية راقية وكوميديا اجتماعية عن صراع الاجيال واختلاف الثقافات فكان بمثابة بطاقة تعارف بيني وبين كثير من الأجيال الجديدة.

وما علاقتك بتربية الكلاب خاصة أنها ظهرت معك كثيراً بفيلم «تيتة رهيبة»؟

– على الرغم من وجود زوج من الكلاب المتوحشة أقتنيها  بمعظم المشاهد بفيلم «تيتة رهيبة» وكأننا أصدقاء إلا أنني في الحقيقة أخاف موت من الكلاب وما شاهدتموه في الفيلم وتعاملي معها استغرق وقتا طويلا وبفضل التواجد المستمر للمدرب الخاص بالكلاب باللوكيشن، وإعادة التصوير أكثر من مرة، ولكنني كنت أظهر بمظهر المرأة القوية التي لا تخشى الكلاب خاصة حينما كنت أعطيها الامر بالهجوم.

وماذا عن أعمالك المميزة السينمائية والتلفزيونية؟

– لعبت دورا تاريخيا بفيلم «فجر الاسلام» و«أرض النفاق» و«بين الاطلال»، وأما التلفزيون فقد قمت بتقديم أعمال خالدة مثل «الضوء الشارد» و«أوان الورد» «أميرة من عابدين»، و«المصراوية». واعترف بأنني كنت موفقة بالتلفزيون أكثر من السينما.

حدثينا عن تجربة فقدان الابن؟

– ابني علاء من زوجي الأول الفنان محمود مرسي كان يعيش بأميركا وذات يوم اتصلت به وأخبرته بأنني أريد زيارته، وبالفعل قمت بالسفر وظللت معه شهرين وكأنها كانت لحظات الوداع الجميل، حيث فارق الدنيا عقب عودتي لمصر بأسبوعين، فكانت من كبرى الصدمات التي حدثت لي على مر الزمن.

 

يوسف هو الرجل الوحيد حالياً في حياتي

 

«أعز الولد ولد الولد»

أما حفيدي يوسف علاء محمود مرسي فهو بمثابة الشيء الجميل الذي أعيش من أجله وهو الرجل الوحيد المصرح له باقتحام حياتي وخصوصياتي وهو يحضر معي ويرافقني معظم الوقت، فهو الرجل الوحيد حاليا بحياتي ويذكرني كثيرا بجده الفنان محمود مرسي.

ومَن من جيل الشباب يمثل الفن الراقي حالياً؟

– محمد هنيدي ذو موهبة كبيرة، وأحمد حلمي فنان محترم ويتقن فن الاختيار، وكذلك كريم عبدالعزيز من الشباب الواعد.

ومن هم أصدقاؤك من الوسط الفني؟

– لاتزال تجمعني بنادية لطفي صداقة مستمرة منذ أكثر من 50 عاما، وسميرة عبدالعزيز، ومديحة حمدي، وأما عن حياتي الشخصية فهي خط أحمر، ومن المطربين أعشق محمد الحلو، وتامر حسني، وعمرو دياب وقد أعجبني طريقة تعامله بالتجاهل تجاه الهجوم غير المبرر الذي تعرض له من المطربة شيرين عبدالوهاب، فقد أصبت بصدمة من طريقتها المستفزة ضد الهضبة باعتباره قامة فنية عربية.

وماذا عن تجاربك العالمية على المسارح الدولية؟

– قمت بخوض عدة تجارب عالمية، أهمها مسرحية «فيدرا» التي قدمتها في باريس وكتبت عنها كبرى الصحف الفرنسية، وكذلك «أونكل فانيا»، «الطباشير القوقازية»، «أنطونيو وكليوباترا» وهي قصص نجاح وتجارب ممتعة.

وماذا عن التكريمات التي حصلت عليها؟

– نلت العديد من التكريمات، أولها كان من الرئيس جمال عبدالناصر، حيث منحني وسام الجمهورية، ثم كرمني الرئيس السادات، وكذلك قام بتكريمي الرئيس السوري السابق حافظ الاسد، الذي قام بمنحي وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، كما منحني الرئيس الفرنسي الاسبق جيسكار ديستان وساماً برتبة فارس.

حصلت على لقب سفيرة مؤخراً حدثينا عن ذلك؟

– حصدت مؤخرا لقب «سفيرة الفن الاصيل» من مجلس الإعلاميين الدوليين تكريما لمسيرة هي الأطول على الساحة الفنية تخطت الـ 67 عاما، وهو لقب اعتز به كثيرا كما تم منحي لقب «سيدة المسرح» من قبل فتكريمات الماضي كانت لا تمنح الا للمتميزين وأرباب المواهب الفنية، أما اليوم فقد أصبح من السهل الحصول على جوائز وألقاب بمهرجانات وهمية وأعمال لا ترقى لمستوى التكريم.

 

البحث عن الشهرة والمال

ومن الفنانة التي تعتبرينها خليفتك بالمسرح؟

– للأسف لا يوجد على الساحة الفنية من تستحق أن تحصد هذا اللقب أو تكون خليفتي، فأنا طوال عمري أحرص على ألا أكذب على نفسي أو جمهوري، وأتخير أعمالي بكل دقة، فضلا عن الموهبة التي وهبها الله لي، فالفن يحتاج الى صبر وأغلب الجيل الجديد يبحث عن الشهرة السريعة والمال.

حاورها: مجدي فؤاد

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق