تحقيقات

عم ظاظا.. قلب رحيم يستضيف أطفال السرطان

الضيافة.. مجاناً وبدون تبرعات

«عم ظاظا».. قلب رحيم يستضيف أطفال السرطان

 

من أمام مستشفى 57357 لسرطان الأطفال وعلى واجهة بيت في حي السيدة زينب تظهر لافتة كُتب عليها «يوجد سكن واستراحة وبدون أي تبرعات لأطفال مستشفى السرطان».

لم يكن صيام عبده الذي يعمل جزارا في مدبح السيدة زينب يملك غير بيته ليهبه لأطفال مرضى السرطان.

«أسرتي»  التقت بالقلب الرحيم (عم ظاظا) كما يُطلق عليه أطفال السرطان ليحدثنا عن دار الضيافة وما الذي جعله يقدم على ذلك.. وإليكم الحوار:

لمست استغلال المرضى فقررت أن أساعدهم بدون مقابل

يقول عم ظاظا:

قررت أن أقوم بهذا العمل الخيري عندما لاحظت وجود أشخاص يؤجرون لأهالي أطفال السرطان بمبالغ كبيرة تصل الى أربعة آلاف جنيه شهريا، ولمست الاستغلال والمتاجرة على المرضى،

فجاءتني الفكرة أن أقدم لهم هذه الخدمة مجانا وبدون تبرعات لإعانة أهالي المرضى، فمن لديه مريض سرطان لديه كارثة والله يشفي كل مريض، لذلك قررت أن أخصص شقة في بيتي وقمت بتجهيزها بسبعة أسرَّة.

ويستدرك: جاءتني الفكرة منذ ثلاث سنوات وقمت بتنفيذها فورا، فوضعت لافتة كبيرة على العمارة مكتوب عليها «دار مجانا وبدون تبرعات»، وما شجعني أن أقوم بذلك أن المكان يتميز بقربه من المستشفى والطفل يجب أن يكون في مكان قريب من المستشفى بعد تلقيه الجرعات لأنه تحدث لديه مضاعفات يجب أن يكون داخل المستشفى فورا، ووجدت إقبالا كبير من مرضى السرطان وأهاليهم.

كم عدد المرضى الذي يمكن استضافتهم في دارك؟ وما الخدمات التي تقدمها لهم؟

– لأن مرضى السرطان مناعتهم ضعيفة فلا أستقبل أكثر من سبع حالات بما يناسب الأسرَّة في الدار، لكنني بصدد أن أخلي شقة أخرى في بيتي كنت أستخدمها كمخزن لعملي،

وسأقوم بتجهيزها لزيادة عدد الحالات التي أستقبلها، فالحالات التي أستقبلها قد تطيل إقامتها كل حسب جرعته التي قد تمتد لشهر، وأحرص على راحة الأهالي،

فقد جهزت لهم مطبخا بجميع أدواته ليتمكنوا من إعداد الطعام المناسب لهم ونشتري لهم الطعام الجاهز أحيانا من المطاعم، وأنا أتكفل بهذه الحالات بدون تبرعات كصدقة جارية عن أمي وأم زوجتي،

ويساعدني في ذلك زوجتي وأولادي فهم سعداء بهذه الفكرة ويجلسون مع المرضى لتخفيف المعاناة عنهم.

بعد أن أقمت هذه الدار توسع عملي وازداد دخلي وأشعر بالراحة لأني أتاجر مع الله

 

كيف استطعت أن تتكفل بهؤلاء الاطفال في ظل الغلاء ومع وجود زوجه وأبناء؟

– لدي أربع بنات وكان عملي محدودا ودخلي بسيطا، لكن بفضل الله بعد أن أقمت هذه الدار توسع عملي وازداد دخلي، ولم أقدم أموالاً لهذه الدار إلا ووجدتها تعود إليَّ أضعاف.

وقال:

منذ أنشئت هذه الدار أشعر بالراحة لأني أتاجر مع الله وأشعر بالراحة لأني أقدم الخير لوالدتي ووالدة زوجتي، فالبيت بيت أسري وهذه الأسر جاءت لتزيد الأسر والأطفال يلعبون في الألعاب ليل ونهار بدون أي مشاكل، ويطلبون مني أن ألعب معهم وأنا أحيانا أترك عملي لألعب معهم، حيث وفرت للاطفال اللعب والسكوتر ليهنؤوا بإقامتهم في الدار، كما وفرت لهم كراسي متحركة لأن هناك أطفالا لا يستطيعون الحركة والأم لا تستطيع أن تحمله فنأخذه للمستشفى بالكرسي المتحرك وأساعدهم في توصيلهم لباب المستشفى.

من لقبك بعم ظاظا؟

– لقبت بـ «ظاظا» منذ الصغر ولأن الاسم خفيف على الأطفال، وهناك كرتون ظاظا، فالاسم أصبح سهلا عليهم فكاهيا.

 

أهالي أطفال مرضى السرطان: نحن في ضيافة عم ظاظا ولا نستطيع أن نوفيه حقه

 

هذا البيت إذا قررت بيعه ستملك ثروة.. فهل فضلتَ أن تقيم دار ضيافة على المكسب المادي؟

– البيت بيت ورثة والورثة سعداء بما قمت به، ولا نفكر في بيعه.

عن لسان الأهالي تقول أم أحمد:

كنت في المستشفى وسألت أم طفل عن دار جيدة لأني ذهبت لدور أخرى ولم أشعر بالراحة لقلة النظافة فدلتني على دار ظاظا، في البداية كنت متخوفة لأنها ليست خاصة بالمستشفى، لكن عندما جئت وجدت الأمان والتعامل المحترم من أصحاب المكان.

وتواصل:

عم ظاظا يوفر للأطفال السكوتر واللعب ويلعب معهم ويأتي بمن يهتم بنظافة الدار ويوفر للأطفال كل ما يطلبونه من طعام وحلوى، والمكان متوافر فيه جميع متطلبات الحياه الكريمة من مكيفات هواء إلى غسالة ملابس وفلتر لتنقية المياه وغيرها من الاجهزة.

وتقول أم عبد الرحمن:

ابني يعاني من مرض السرطان الليمفاوي وهذا يحتم علينا أن نكون بجانب المستشفى.

عم ظاظا إنسان محترم ويكفي أنه يتصدق بداره، خاصة أن الدار قريبة من المستشفى، فهناك حالات من الافضل أن تكون قريبة من المستشفى كحالة ابني فإن وجوده قرب المستشفى مهم عند تعبه ولا أشعر بالمعاناة أو الخوف.

وتستدرك:

الاحترام والأدب الذي يتعامل به معنا عم ظاظا، يشعرنا أننا في حماه ولا أستطيع أن أوفيه قدره.. يكفي التعامل الراقي معنا ومع الأطفال، فأنا أشعر بأنني في بيتي وأتمنى من الله أن يجازيه خيرًا عنا فنحن نستفيد من عمله اليوم لكنه سيستفيد منه حسنات تعلي من درجاته يوم القيامة، وأتمنى ان يكون لديَّ الإمكانية لأحذو حذوه.

 

أسرتي في كل مكان – مصر

نسرين خورشيد

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق