تحقيقات

فاطمة المنصوري بأنماط الحياة اليوغية استطعت التغلب على المرض

فاطمة المنصوري فتاة بحرينية مبدعة، قادتها ظروفها المرضية الخاصة بعد إصابتها بمرض الناركولبسي والإرهاق المزمن والفيبروميالجيا الذي عجز أمامه الطب التقليدي،

إلى البحث عن أداة استشفائية جديدة، فاتجهت نحو تعلم اليوغا وفنونها، خاصة اليوغا العلاجية،

وبعد شفائها قررت أن تنشر هذه الوسيلة العلاجية وتعرّف بها، وتنشر تجربتها العلاجية الفريدة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

لم تكتف المنصوري بهذا الحد، بل قررت تصميم علاج لحساسية والتهاب الجيوب الأنفية،

ومشاكل التنفس عن طريق اليوغا وبالأعشاب، واستخدامه في علاج العديد من الحالات التي استجابت بشكل كبير للعلاج المعتمد على التدريب على التنفس العميق،

وتقنيات التنفس والبخار والضغط على نقاط محددة، وتقطير زيوت الأعشاب. كان لـ «أسرتي» هذا الحوار معها:

 

الرضا والتعايش مع المرض خطوة أولى للهدوء النفسي والشفاء الذاتي

 

هل لنا ان نتحدث عن نقطة انطلاق «فاطمة المنصوري» في مشوارها؟

– دخلت هذا المجال عام ٢٠١١ بعد تعرضي لمرض مزمن ومضاعفات صحية دفعتي للاعتزال عن الحياة بسبب شعوري بالإرهاق الدائم، وبعد مراجعتي لعدة اختصاصيين تم تصنيف حالتي بمرض يعرف بالإرهاق المزمن

والفايبروميالجيا وهو مرض ليس له علاج ويتطلب التكيف معه، عندما أخبرني الأطباء بأن هذا المرض مزمن وليس له علاج والأدوية الموصوفة فشلت في تخفيف الاعراض، وبعد محاولات عديدة للعلاج، قررت ان اسلم أمري لله

وان أقبل القدر واتعايش مع المرض وكانت هذه الخطوة الاولى للهدوء النفسي والشفاء الذاتي ثم اهتديت للسفر للهند لدراسة اليوغا وعن طريق اتباع انماط الحياة اليوغية استطعت التغلب على المرض.

وأضافت:

ثم بدأت بتعريف البحرينيين باليوغا العلاجية، وإفادتهم بتجربتي الشخصية بالعلاج البديل عن طريق الانستغرام حيث لم يكن على بالي العمل في هذا المجال بل

مجرد رغبة في اعلام الناس انه يوجد امل في التشافي وعندما انتشر خبر شفائي بدأ المرضى بالتواصل معي للحصول على المشورة

وبدأت الصحف بالتواصل معي لطلب المقالات والتقارير والمقابلات، أدركت حينها مهمتي في الحياة وشرعت في دراسة المزيد وقررت ان أكرس  حياتي لخدمة الناس

ونشر الوعي لمساعدة المجتمع على مكافحة الامراض المزمنة والوقاية منها ومساعدة الآخرين على زيادة الوعي الذاتي. وتلقيت اتصالات من عدة مراكز صحية منها المستشفى العسكري

حيث نجحت بعون الله في تأسيس عيادة خاصة لتمارين اليوغا العلاجية والاسترخاء في قسم العلاج الطبيعي والتأهيل وذلك لأهميتها كعلاج تكميلي.

 

من الذي ساعدك على تعلم اليوغا كوسيلة علاجية والتعرف بها؟

– لا أحد، ولكن بعد محاولات عديدة للعلاج بالأدوية وفي المستشفيات ومراكز العلاج الطبيعي قررت ان اسلم امري لله وان أقبل القدر وأتعايش مع المرض وكانت هذه الخطوة الاولى للهدوء النفسي والشفاء الذاتي فوجت نفسي ارغب في تعلم فن التنفس العميق والتأمل وهكذا اهتديت للسفر  الى الهند لدراسة اليوغا العلاجية.

 

هناك فرق بين اليوغا المعروفة لدى الكثيرين واليوغا العلاجية

 

هل هناك فرق بين اليوغا المعروفة لدى الكثيرين و اليوغا العلاجية؟

– اليوغا المتعارف عليها في الاعلام والمجتمع الاوروبي تهتم بتمارين الاطالة بنسبة أكبر، اما التدريب الذي تلقيته في الجامعات والمراكز الصحية في الهند فيختلف تماما فهو يعتمد على اسلوب علاج شمولي متكامل، والبرامج العلاجية التي اقدمها والبروتوكول العلاجي الذي صممته هو خلاصة ما تعلمته.

 

يمكن علاج الجيوب الأنفية ومشاكل التنفس عن طريق اليوغا

 

كيف يمكن علاج الجيوب الأنفية ومشاكل التنفس عن طريق اليوغا؟

– هناك طرق طبيعية لتنظيف التجويف الانفي، منها تقنية الجالا نيتي التي تعمل على تنظيف الجيوب الانفية وهي جزء من البروتوكول العلاجي الذي اقدمه، والبروتوكول العلاجي يشمل جلسات تساعد المريض على حل المشكلة من جذورها عن طريق تمارين التنفس والتدريب على التنفس العميق والتغذية المناسبة وتنظيف التجويف الانفي بزيوت الاعشاب والماء والملح.

 

سؤال يشغل بال الناس، كيف يمكننا إدارة وتنظيم نمط حياتنا؟

– السر في تنظيم نمط الحياة هو «المرونة في التغيير» على حسب الوضع الحالي الصحي والنفسي، ليس هناك نظام واحد ثابت للجميع او لكل شخص بل يتغير لموازنة الاجواء الداخلية والخارجية.

 

بساطة الحياة وطيبة الشعب والأمان في مانجالور جعلتني أرتبط بها

 

كنت طالبة في جامعة مانجالور، والآن انت «بروفيسور» في قسم الوعي البشري وعلوم اليوغا في نفس الجامعة فما  ارتباطك بهذه الجامعة؟

– ارتباطي بمانجلور ارتباط معنوي قبل اي شيء كونها المنطقة التي زرتها لتعلم اليوغا في بداية مشواري فهي تمثل نقطة التحول.

بساطة الحياة وطيبة الشعب والأمان في هذه المنطقة جعلتني أرتبط بها وأبحث عن اماكن للتعليم المستمر فيها.

حالفني  التوفيق من الله بلقاء رئيس الجامعة خلال مشاركتي  متحدثة في احد  المؤتمرات التي يقيمها قسم الوعي البشري وعلوم اليوغا في حرم الجامعة وطلبت منه الاجتماع لبحث التعاون وبعد عدة اجتماعات طرحت فيها البرامج التي قدمتها في البحرين والسعودية والبروتوكول العلاجي الذي عملت علي تطويره، عبر عن رغبته في تعييني بروفيسور في الجامعة،

فرحت جدا كون جامعة مانجالور من الجامعات الحكومية الرائدة في الهند ومعترفا بها عالميا ولكن المراسلات كانت بطيئة وانشغالي بأمور اخرى أخّرني ولكن بعد مرور عامين قمت بمتابعة الموضوع بإلحاح حيث شعرت باني الآن مستعدة والحمدالله حصلت على تعيين فوري حيث صرح رئيس القسم برغبته في الاستفادة من مهاراتي وخبرتي.

 

وسام «بطل من أجل السلام» جائزة حصلت عليها.. فما حكايتها؟

– كوني ناشطة في قنوات التواصل الاجتماعي اتلقى العديد من الرسائل من المتابعين لأنشطتي من ضمنها تسلمت رسالة من رئيس رابطة ابطال العالم من أجل السلام السفير العالمي محمد الجنيدي عبر فيها عن تقديره للجهد المبذول لنشر ثقافة السلام والتسامح والتعايش ورغبته في منحي العضوية وشهادة فخرية ووسام «بطل من اجل السلام»،

حيث تم انشاء رابطة ابطال العالم من أجل السلام في سورية عام 2010 وهي تهتم بأصحاب الإنجازات الرياضية والإنسانية من خلال ربط الأعضاء في شبكة تواصل وتأهيل الى سفير النوايا الحسنة للسلام بتكاليف من اللجنة الأولمبية الدولية «وهي أعلى هيئة رياضية في العالم»، ولظروف الحرب في سورية توقف العمل حتى عام 2017 وبدأت من جديد.

 

احرصي على ألا يخلو يومك من تمارين التنفس العميق

 

ما  «نمط الحياة» الذي يزعج فاطمة المنصوري في مجتمعنا؟

– التساهل مع المدخنين والاسراف والتبذير.

 

ما  التمارين التي لا يخلو يومك منها؟

– تمارين التنفس العميق، يمكن لأي شخص القيام بها مهما كان مشغولا وفائدتها تضاهي جميع التمارين الاخرى.

حدثينا عن رحلات التأمل والاسترخاء التي تقومين بها مع مركز البوسنة والهرسك؟

– ازداد الطلب في الاونة الاخيرة على برامج التأمل والاسترخاء وذلك لان سرعة الحياة والشعور بالإرهاق والإجهاد يفرضان على الشخص البحث عن اساليب الاسترخاء وخلال هذه الرحلات نقوم بزيارة مناطق مختارة في البوسنة لتأدية تمارين التنفس فوق الجبال وفي الاهرامات الطبيعية الخضراء ذات الطاقة العلاجية وبالقرب من النهر والشلالات للاسترخاء ولتجديد النشاط والحيوية.

 

قمت بالتعاون مع مركز الامم المتحدة للإعلام لدول الخليج للاحتفال بيوم اليوغا الدولي، حدثينا عن الفعالية.

– يهمني نشر فوائد اليوغا وتقاسم المعرفة مع المجتمع فمنذ أن أعلنت الأمم المتحدة يوم اليوغا في عام 2014، كان تركيزي على تنظيم المؤتمرات الصحافية وإشراك الجميع من أجل خلق أقصى قدر من الوعي باليوغا وفوائدها وعلى مدى السنوات الماضية، نجحنا في تشكيل حركة واكتساب الاعتراف والدعم. هذا العام ركزت على ان يكون الحدث موجهاً نحو إشراك المجتمع، جميع الأعمار، كل الفئات، فاليوغا للجميع. حيث كان هناك تفاعل ممتاز من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة وجمعية مرضى الام اس وأطفال التوحد والداون سيندروم في اداء التمارين حيث قمت بدعوتهم لمساندتهم في ظروفهم الصحية ودمجهم مع جميع فئات المجتمع وذلك لمساندتهم معنويا وصحيا ونفسيا.

والحدث ضم أكبر تجمع للجمعيات والمراكز الصحية من ضمنها مراكز متخصصة في متابعة وعلاج مرضى التوحد ومتلازمة داون وذوي الاحتياجات الخاصة ومنظمات ومراكز مكافحة التبغ التابعة لوزارة الخارجية وادارة تعزيز الصحة بوزارة الصحة والعديد من الخدمات التي انتقيتها شخصيا لدعم الفعالية، وشملت الفعالية كلمة الدكتورة مريم إبراهيم الهاجري الوكيل المساعد للرعاية الاولية والصحة العامة. وشارك في الاحتفال مسؤولون من مختلف الوزارات والمنظمات وفقرات من تمارين اليوغا والتأمل وفحوصات واستشارات طبية مجانية، واخترنا ان يكون موضوع الاحتفال عام 2017 هو « اليوغا للصحة».

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق