تحقيقات
أخر الأخبار

في رمضان 2021.. التدخين والتعاطي في المسلسلات.. دخان يلوّث العقول

هل قضت دوافع الشهرة والفلوس على دور الفن في التنوير والتوعية؟

على الرغم من أن الأعمال الدرامية تلعب دوراً مهماً وحيوياً في معالجة الكثير من قضايا المجتمع العربي وتسليط الضوء على مشاكله ومحاولة طرح الحلول لهذه المشاكل للوصول إلى مجتمع متماسك عائليا وأسريا، فإن بعض صناع الدراما وكتابها ومخرجيها وفنانيها قد لا يبالون بذلك ويقومون بالترويج فنياً للتدخين وتعاطي الكحوليات وإدمان المخدرات، ربما دون ضرورة درامية أو حتى مع إظهار أضرار التدخين والإدمان وما يجلبه من تدمير للشباب وضياع الأسر والعائلات، لدرجة أن صندوق مكافحة الإدمان تصدى لهذه الظاهرة الدرامية ودعا صناع الدراما إلى مزيد من الالتزام بالوثيقة التي تم إطلاقها بالتعاون مع نقابة المهن التمثيلية بشأن التناول الرشيد لظاهرة التدخين وتعاطي المواد المخدرة، لكن جاءت الدراما الرمضانية هذا العام محملة بمشاهد التعاطي والتدخين ضاربة بهذه الوثيقة عرض الحائط، جريا وراء الإثارة والشهرة والتريند والفلوس.
«أسرتي» ترصد الظاهرة بالأرقام من خلال البيانات والتقارير الرسمية الصادرة عن الجهات المعنية:

725 مشهد تدخين وتعاطي مخدرات في الأعمال الدرامية

المرصد الإعلامي لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي التابع لوزارة التضامن الاجتماعي رصد التناول الدرامي لظاهرة التدخين وتعاطي المواد المخدرة طوال رمضان 2021.
وأوضحت بيانات تحليل مشاهد التدخين والمخدرات التي قام بها المرصد أن غالبية الأعمال الدرامية خلال أول أسبوعين من رمضان فقط التزمت بعدم الترويج للتعاطي، إلا أن بعض الأعمال الدرامية تضمنت بعض المشاهد التعليمية لطرق تعاطي المواد المخدرة.
وكشف المرصد الإعلامي للصندوق في نتائجه خلال أول أسبوعين فقط من شهر رمضان عن وجود 725 مشهد تدخين وتعاطي مخدرات في الأعمال الدرامية بإجمالي ما يقرب من 15 ساعة من المساحة الزمنية للأعمال منها 569 مشهد تدخين بإجمالي ما يقرب من 11 ساعة، بينما بلغت مشاهد التعاطي 165 مشهدا بإجمالي 4 ساعات، وذلك بواقع 25 مسلسلا، ويمثل ذلك بنسبة 4.3% من إجمالي المساحة الزمنية التي شغلتها لمشاهد التدخين بينما بلغت المساحة الزمنية للتعاطي 1.6%. وأشارت البيانات إلى خلو الأعمال من مشاهد تدخين وتعاطي الأطفال مع التزام صناع الدراما للعام التالي على التوالي بوجود تصنيف عمري للأعمال الدرامية.
وأوضحت بيانات المرصد الإعلامي أن من مسلسلات «زكي نجيب زركش» و«ضد الكسر» و«كله بالحب» احتلت النسبة الأعلى في مشاهد التعاطي، وأغلب هذه المشاهد كانت لتناول المواد الكحولية، وجاءت مسلسلات «ملوك الجدعنة» و«اللي مالوش كبير» و«كله بالحب» أيضا كأعلى مشاهد للتدخين، كما جاء ظهور مشاهد تروج لمنتجات التبغ بصورة غير مباشرة وأيضا ظهور التدخين الإلكتروني في العديد من الأعمال، ويعد مسلسل «كله بالحب» من أكثر الأعمال احتواء على مشاهد تدخين وتعاط.

صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي:
8 أعمال درامية التزمت بعدم الترويج للتعاطي في النصف الأول فقط من رمضان!

أعمال بلا تدخين
وأشاد المرصد الإعلامي لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان بالأعمال الدرامية التي جاءت خالية من مشاهد تعاطي المواد المخدرة خلال أول أسبوعين من رمضان 2021 بواقع 8 مسلسلات وهي «الاختيار 2» و«نسل الأغراب» و«وكل ما نفترق» و«خلى بالك من زيزي» و«فارس بلا جواز» و«ولاد ناس» و«بين السماء والأرض» ، و«أحسن أب» وخلو مسلسل النمر من مشاهد التدخين، وإن جاءت بها مشاهد تدخين فيما بعد ولكن بنسبة قليلة كتدخين كريم عبدالعزيز في «الاختيار 2».
جمعية مكافحة التدخين والدرن
وفي ذات السياق، أعلنت جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر بالقاهرة بالتعاون مع مكتب منظمة الصحة العالمية في مصر عن رصد انتهاكات الدراما التلفزيونية والبرامج الترفيهية للإعلان عن منتجات التبغ خلال شهر رمضان 2021 وذكرت أن هناك 370 مشهد تدخين وتعاطي مخدرات في الأعمال الدرامية، حيث تمت متابعة كل المسلسلات وعددها 25 مسلسلا، وبلغت مدة التدخين 7 ساعات ونصفا لتتضاعف هذه الأرقام في باقي أيام رمضان.
وأشار تقرير الجمعية إلى أن مسلسل «ملوك الجدعنة» انفرد بأكثر من ساعة (67 دقيقة و14 ثانية) في 59 مشهدا، يليه مسلسل «كله بالحب» بـ 36 مشهدا ثم «ضد الكسر»، و«لحم غزال» بـ 33 مشهدا، ثم مسلسل «اللي مالوش كبير» 31 مشهدا، وتعمدت بعض المشاهد التركيز على علبة السجائر لبيان نوعها، وشملت المشاهد كل أنواع التدخين مثل السجائر والشيشة والبايب والسيجار، كما ظهرت هذا العام طرق التدخين الحديثة مثل السجائر الإلكترونية والتبغ المسخن والتي لا تقل خطورة عن التدخين التقليدي.

وأشارت الجمعية إلى أنه لم يتطرق أي مسلسل إلى التوابع التي سببها التدخين، مؤكدة على دور الفن في التنوير والتوعية والحفاظ على تماسك المجتمع، والابتعاد عن كل ما يتسبب في الإضرار به، وأن هناك أدوات كثيرة يستطيع الممثل من خلالها إيصال فكرته دون اللجوء إلى مشاهد التدخين والتعاطي» والفشل في ذلك يعتبر عجزا من صناع الدراما.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق