كتاب «الحكايات الشعبية المصرية» لبهية طلبة بهية طلبة: الحكايات الشعبية تحتفظ بمكانتها.. رغم عالم التكنولوجيا

أصدرت الشاعرة والباحثة بهية طلبة المتخصصة في الفلكلور وكتاباته أحدث مؤلفاتها عن الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، وهو كتاب “الحكايات الشعبية المصرية” ضمن سلسلة “أطلس المأثورات الشعبية”.
وحول هذا الإصدار، تقول الشاعرة بهية طلبة: “يتألف الكتاب من مجموعة من الحواديت الجزئية تكون في النهاية حدثا كليا، فإذا حاولنا أن نرد هذه الحوادث الجزئية إلى عالمنا الواقعي، فقد نشعر بأن هذا مستحيل لا لأن الحوادث ذات طابع سحري عجيب فحسب، لكن لأنها لا يمكن أن تعيش إلا في الخرافة، ولا يعني هذا أن الحكاية الخرافية منفصلة تماما عن عالمنا الواقعي وأناسه الواقعيين، فهي تهدف أولا وأخيرا إلى تصوير نماذج بشرية مثل علاقة الإنسان بالإنسان والإنسان بالحيوان والإنسان بالعالم المحيط به المعلوم منه والمجهول”.
وتضيف طلبة: “ومن الصعب أن ترد مصادفات هذا النوع من الحكايات وحوادثها إلى عالمنا الذي نعيشه، فالعالم المجهول يتمثل فيها بطريقة أخرى عبر الجن والغيلان والنساء الساحرات والحيوانات والطيور الغريبة، لكن أبطال الحكايات الخرافية يختلطون بهذه الأشكال كما لو كانت مثيلتهم، حيث يقابلونها في هدوء وثقة، ويتقبلون المساعدة منها، أو يحاربونها ثم يستأنفون سيرهم”.
وبسؤالها حول مكان الحكايات الشعبية في ظل وجود التكنولوجيا وعالم الإلكترونيات، ترد طلبة قائلة: “ستظل الحكايات الشعبية بعالمها الخرافي وخيالها الجامع مصدر تشويق وإثارة، وهذه هي العناصر الأساسية التي تقوم على أركانها الحكاية الشعبية، إنه الانتظار المفعم بالشكوك حتى نهاية القصة بهدف كسب اهتمام المستمع ودفعه إلى طرح الأسئلة وانتظار إجاباتها، والبطل في تلك الحكاية غالبا ما يكون فقيرا، أو مظلوما مثل عامل فقير، أو زوجة تعامل بسوء، وهو كذلك منعزل، وغالبا ما يتجول وحيدا في العالم.
وعادة ما تلعب الحيوانات دورا رئيسيا في الحكاية الشعبية كما نرى عبر الكثير من قصص الماعز والأرانب التي تحاول بناء بيت لها، ويأتي الذئب أو الثعلب ليأكلها، فينجح مرتين ثم يفشل مع الأخ الثالث لها، وذلك لاختياره بناء بيت قوي مع الوعي بمعنى البناء ورمزيته، على عكس ما فعل أخواه السابقان اللذان التهمهما الذئب لنتعلم دروسا وعبرا، ولذلك ستظل الحكايات موجودة، بل ويمكن تطويع التكنولوجيا في خدمتها والاستفادة منها”.
الجدير بالذكر أن بهية طلبة أصدرت العديد من المؤلفات، منها “نساء التفاح”، و”قبل هروب أنجلينا جولي”، و”العشق تميمة جنوبية”، و”بهية اسم للبكاء”، وغيرها من المؤلفات.