حياتنا أحلي
أخر الأخبار

كيف‭ ‬تتحرر‭ ‬منها؟‭! ‬ النزعة‭ ‬المثالية‭.. ‬ التحليق‭ ‬بدون‭ ‬أجنحة‭.. ‬ بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الواقع

الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬النزعة‭ ‬المثالية‭ (‬Perfectionism‭) ‬يرون‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬عبر‭ ‬عدسات‭ ‬غير‭ ‬واقعية‭ ‬ولسان‭ ‬حالهم‭: “‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬مثالياً،‭ ‬بلا‭ ‬أخطاء‭”‬،‭ ‬فيدفعون‭ ‬أنفسهم‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬الأفضل‭! ‬فما‭ ‬النزعة‭ ‬المثالية؟‭ ‬وما‭ ‬سماتها‭ ‬البارزة؟‭ ‬وكيف‭ ‬نتخلص‭ ‬منها؟
هناك‭ ‬مثال‭ ‬تقدمه‭ ‬لنا‭ ‬المعالجة‭ ‬النفسية‭ ‬المعروفة‭ “‬تارا‭ ‬بينيت‭ -‬جولمان‭” ‬في‭ ‬كتابها‭ “‬الكيمياء‭ ‬العاطفية‭ – ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬للعقل‭ ‬أن‭ ‬يداوي‭ ‬القلب؟‭”:‬
انخرطت‭ “‬شيرلي‭” ‬باكية‭ ‬في‭ ‬شكوى‭: “‬أعمل‭ ‬لساعات‭ ‬وساعات‭ ‬للاستعداد‭ ‬لدروس‭ ‬الموسيقى‭ ‬التي‭ ‬أقدمها،‭ ‬أقوم‭ ‬بتحضير‭ ‬أكبر‭ ‬كثيرا‭ ‬مما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬غيري‭ ‬من‭ ‬المعلمين،‭ ‬وأعطي‭ ‬دروساً‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬أحد‭ ‬آخر‭. ‬أعمل‭ ‬على‭ ‬تحضير‭ ‬هذه‭ ‬الدروس‭ ‬بجهد‭ ‬كبير‭ ‬حتى‭ ‬إنني‭ ‬أشعر‭ ‬كأني‭ ‬لم‭ ‬أعد‭ ‬أجد‭ ‬وقتاً‭ ‬لحياتي‭ ‬الخاصة،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬وحين‭ ‬يبدي‭ ‬أحد‭ ‬الآباء‭ ‬أي‭ ‬تعليق‭ ‬سلبي،‭ ‬فإنني‭ ‬أوبخ‭ ‬نفسي‭ ‬عليه‭ ‬لأيام‭”.‬
إن‭ ‬جذور‭ ‬هذا‭ ‬النمط‭ ‬من‭ ‬التفكير‭ ‬لدى‭ “‬شيرلي‭” ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬كلامها‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭: ‬أتذكر‭ ‬حين‭ ‬كنت‭ ‬طفلة،‭ ‬وحين‭ ‬كنت‭ ‬أحضر‭ ‬تقرير‭ ‬الأداء‭ ‬المدرسي‭ ‬الخاص‭ ‬بي‭ ‬للمنزل،‭ ‬كان‭ ‬أبي‭ ‬دائماً‭ ‬ما‭ ‬ينتقدني‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬إجادتي‭ – ‬
وأنا‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬كنت‭ ‬أحصل‭ ‬على‭ ‬تقدير‭ ‬ممتاز،‭ ‬وإذا‭ ‬حصلت‭ ‬ولو‭ ‬على‭ ‬تقدير‭ ‬واحد‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬ممتاز،‭ ‬كان‭ ‬يسأل‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬عدم‭ ‬حصولي‭ ‬على‭ ‬الامتياز،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أي‭ ‬إنجاز‭ ‬أحققه‭ ‬كافياً‭ ‬بالنسبة‭ ‬له،‭ ‬وما‭ ‬زلت‭ ‬أجد‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬أفعله‭ ‬ليس‭ ‬بكاف‭.‬

إن‭ ‬ذكريات‭ ‬الطفولة‭ ‬الخاصة‭ ‬بـ‭ “‬شيرلي‭” ‬تعكس‭ ‬المعايير‭ ‬الصارمة‭ ‬في‭ ‬السعي‭ ‬لتحقيق‭ ‬المثالية،‭ ‬الوالدان‭ ‬اللذان‭ ‬كانا‭ ‬دائمي‭ ‬النقد‭ ‬لأداء‭ ‬الطفلة،‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬إجادتها،‭ ‬يخلقان‭ ‬لديها‭ ‬إحساسا‭ ‬عميقا‭ ‬بعدم‭ ‬الكفاءة،‭ ‬أطفال‭ ‬كهؤلاء‭ ‬يتعلمون‭ ‬من‭ ‬الصغر‭ ‬أن‭ ‬يبقوا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬جهاد‭ ‬مستمر،‭ ‬وهو‭ ‬جهد‭ ‬يأملون‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يقيهم‭ ‬فقدان‭ ‬حب‭ ‬آبائهم،‭ ‬يكون‭ ‬تقريبا‭ ‬مثل‭ ‬طقس‭ ‬سحري‭.‬

الرياضة‭.. ‬ميداليات‭ ‬وضغوط
مثال‭ ‬آخر‭ ‬تورده‭ ‬لنا‭ ‬تارا‭ ‬بينيت،‭ ‬وهو‭ ‬لعلك‭ ‬شاهدت‭ ‬مسابقة‭ ‬تزلج‭ ‬فني‭ ‬على‭ ‬الجليد‭. ‬أنت‭ ‬تعرف‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬اللاعبة‭ ‬دفعت‭ ‬نفسها‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يفوق‭ ‬حدودها‭ ‬الطبيعية،‭ ‬وقضت‭ ‬ساعات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬التدريب‭ ‬لكي‭ ‬تتقن‭ ‬حركاتها‭. ‬يخيفك‭ ‬حجم‭ ‬ثقتها‭ ‬والدقة‭ ‬الرائعة‭ ‬في‭ ‬تزلجها،‭ ‬ويذهلك‭ ‬حجم‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬للجسد‭ ‬البشري‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬إنجاز‭.. ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬وحين‭ ‬تقدم‭ ‬على‭ ‬قفزة‭ “‬لوتز‭” ‬الثلاثية،‭ ‬تصدم‭ ‬حين‭ ‬تفقد‭ ‬اتزانها‭ ‬وتتعثر‭ ‬على‭ ‬الثلج‭. ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تتدارك‭ ‬الأمر‭ ‬وتواصل‭ ‬التزلج،‭ ‬باذلة‭ ‬كل‭ ‬جهدها‭ ‬فيما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬عرضها،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬التصفيق‭ ‬كامل‭ ‬الحماسة،‭ ‬وتبدو‭ ‬هي‭ ‬محبطة‭.‬
تستمع‭ ‬إلى‭ ‬المذيع‭ ‬وهو‭ ‬يحلل‭ ‬أخطاءها‭ ‬بنبرة‭ ‬تخلط‭ ‬بين‭ ‬الندم‭ ‬وإصدار‭ ‬الحكم‭. ‬ترى‭ ‬المتزلجة‭ ‬وهي‭ ‬تكبح‭ ‬دموعها‭ ‬على‭ ‬جانب‭ ‬الملعب،‭ ‬وإحباطها‭ ‬من‭ ‬نفسها‭ ‬لا‭ ‬حد‭ ‬له،‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ – ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬هي‭ – ‬أثنت‭ ‬على‭ ‬نسبة‭ ‬الـ‭ ‬89%‭ ‬من‭ ‬أدائها‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬مذهلة‭ ‬فيها،‭ ‬كان‭ ‬التركيز‭ ‬منصباً‭ ‬على‭ ‬لحظة‭ ‬الفشل‭ ‬فحسب‭!‬

وهناك‭ ‬سمات‭ ‬محددة‭ ‬للنزعة‭ ‬إلى‭ ‬المثالية‭ ‬أو‭ ‬الكمال،‭ ‬ومنها‭:‬

‏•‭ ‬النزعة‭ ‬المثالية‭.. ‬طريق‭ ‬الوهم‭ ‬إلى‭ ‬الحب‭ ‬والقبول‭!‬
الأساس‭ ‬العاطفي‭ ‬لهذا‭ ‬التفكير‭ ‬هو‭ ‬الإحساس‭ ‬بالفشل‭ ‬مهما‭ ‬حاولت‭ ‬العمل‭ ‬بجهد،‭ ‬ومن‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬الشعور،‭ ‬هناك‭ ‬حزن‭ ‬دفين‭ ‬من‭ ‬أنك‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تفعل‭ ‬الأفضل‭ ‬دائماً‭ ‬حتى‭ ‬تحظى‭ ‬بحب‭ ‬والديك‭ ‬وتأييدهما،‭ ‬يلحق‭ ‬هذا‭ ‬حزن‭ ‬ناجم‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬القبول‭ ‬بك‭ ‬كما‭ ‬أنت،‭ ‬بل‭ ‬فقط‭ ‬لما‭ ‬تؤديه‭.‬

‏•‭ ‬النزعة‭ ‬المثالية‭ ‬عدسات‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الواقع‭.. ‬نرى‭ ‬بها‭ ‬العالم‭!‬
الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬النزعة‭ ‬المثالية‭ ‬يرون‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬عبر‭ ‬عدسات‭ ‬التطلعات‭ ‬العالية‭ ‬غير‭ ‬الواقعية،‭ ‬شعارهم‭ ‬يقول‭: ‬
‏‭”‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬مثالياً‭”‬،‭ ‬والذين‭ ‬يتبنون‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬يدفعون‭ ‬أنفسهم‭ ‬نحو‭ ‬الأفضل‭ ‬وما‭ ‬بعد‭ ‬الأفضل،‭ ‬وهم‭ ‬صارمون‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬إلزام‭ ‬أنفسهم‭ ‬بالمعايير‭ ‬الأعلى‭.‬
وقد‭ ‬يعود‭ ‬ذلك‭ ‬بمنافع‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الإنجاز‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬أو‭ ‬الرياضة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬مجالات‭.‬

إن‭ ‬تحدي‭ ‬عاداتك‭ ‬القديمة‭ ‬المثالية‭ ‬أو‭ ‬فرض‭ ‬المستحيل‭ ‬على‭ ‬النتائج‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬كبيرة‭ ‬وصغيرة‭ ‬يضع‭ ‬حياتك‭ ‬في‭ ‬توازن‭ ‬أكثر‭ ‬صحة‭ ‬ويمنحك‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بمباهج‭ ‬حياتك

‏•‭ ‬النزعة‭ ‬المثالية‭.. ‬حياة‭ ‬بلا‭ ‬مباهج‭!‬
ولكي‭ ‬يحد‭ ‬هؤلاء‭ ‬من‭ ‬النقد‭ ‬المُوجّه‭ ‬إليهم،‭ ‬يدفع‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأشخاص‭ ‬أنفسهم‭ ‬للعمل‭ ‬بجد‭ ‬أكبر‭ ‬كثيرا‭ ‬مما‭ ‬يجب‭ ‬عليهم‭ ‬فعلاً،‭ ‬لكن‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬قدر‭ ‬إجادتهم،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬جيدا‭ ‬أبدا‭ ‬بما‭ ‬يكفي،‭ ‬وهكذا‭ ‬يبقى‭ ‬هؤلاء‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬لا‭ ‬تهدأ‭ ‬ولا‭ ‬ترتاح‭ ‬من‭ ‬الدفع‭ ‬لأنفسهم‭ ‬نحو‭ ‬العمل‭ ‬والإنجاز‭ ‬حتى‭ ‬تتأثر‭ ‬بقية‭ ‬جوانب‭ ‬حياتهم‭: ‬صحتهم،‭ ‬علاقاتهم،‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بمباهج‭ ‬الحياة‭. ‬إن‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬يدفعون‭ ‬بها‭ ‬أنفسهم‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬الإصابة‭ ‬بالاضطرابات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتوتر‭ ‬مثل‭ ‬القولون‭ ‬أو‭ ‬الصداع‭ ‬الإجهادي،‭ ‬وبينما‭ ‬تسهل‭ ‬إصابة‭ ‬الشخص‭ ‬المثالي‭ ‬بنفاد‭ ‬الصبر‭ ‬والتوتر،‭ ‬فإن‭ ‬الشعور‭ ‬المحلق‭ ‬في‭ ‬الخلفية‭ ‬يكون‭ ‬الحزن،‭ ‬الحزن‭ ‬على‭ ‬خسارة‭ ‬الحياة‭ ‬بالبقاء‭ ‬في‭ ‬انشغال‭ ‬دائم‭.‬
فمن‭ ‬بين‭ ‬علامات‭ ‬تفكير‭ ‬المثالية‭ ‬الشعور‭ ‬الدائم‭ ‬بأن‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬تضغط‭ ‬وتضغط‭ ‬على‭ ‬نفسك‭ ‬لتفعل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أفضل‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭.‬
‏•‭ ‬النزعة‭ ‬المثالية‭.. ‬إدمان‭ ‬للعمل‭.. ‬بلا‭ ‬حياة‭!‬
يدفعنا‭ ‬تفكير‭ ‬النزعة‭ ‬المثالية‭ ‬لتوقع‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬اللازم،‭ ‬ويدفعنا‭ ‬لإدمان‭ ‬العمل،‭ ‬فالمرأة‭ ‬التي‭ ‬تبقى‭ ‬في‭ ‬المكتب‭ ‬كل‭ ‬ليلة‭ ‬لتدفع‭ ‬نفسها‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬العمل،‭ ‬بعد‭ ‬وقت‭ ‬طويل‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬انصراف‭ ‬باقي‭ ‬الموظفين،‭ ‬قد‭ ‬تحقق‭ ‬نتائج‭ ‬أفضل‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬عملها‭ ‬نتيجة‭ ‬لهذا‭ ‬الجهد،‭ ‬لكن‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬حجم‭ ‬إجادتها،‭ ‬فإنها‭ ‬تضغط‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬لفعل‭ ‬المزيد،‭ ‬وجهدها‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬المعايير‭ ‬لا‭ ‬تنخفض‭ ‬أبداً،‭ ‬يعني‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تحظى‭ ‬بحياة‭ ‬خارج‭ ‬إطار‭ ‬العمل‭.‬
قد‭ ‬يقودك‭ ‬تفكير‭ ‬المثالية‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬نفسك‭ ‬في‭ ‬الرياضة،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الدراسة،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬المظهر‭ ‬الجسدي،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬المكانة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬امتلاك‭ ‬أفضل‭ ‬المنازل‭ ‬قيمة‭ ‬وشكلا‭.‬

‏•‭ ‬النزعة‭ ‬المثالية‭ ‬ترفع‭ ‬لافتة‭: ‬‮«‬الخطأ‭.. ‬ممنوع‭ ‬منعاً‭ ‬باتاً‮»‬‭!‬
إن‭ ‬المنظور‭ ‬المشوه‭ ‬لتفكير‭ ‬المثالية‭ ‬يُركز‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬خطأ‭ ‬فيما‭ ‬تفعل‭. ‬إن‭ ‬أي‭ ‬خطأ‭ ‬في‭ ‬أدائك،‭ ‬أي‭ ‬خطأ‭ ‬صغير‭ ‬تقع‭ ‬فيه،‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬سوف‭ ‬يستحوذ‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬تفكيرك،‭ ‬نقدك‭ ‬ولومك‭ ‬لذاتك‭ ‬سيكونان‭ ‬بلا‭ ‬رحمة‭.‬

‏•‭ ‬النزعة‭ ‬المثالية‭.. ‬علاقات‭ ‬العين‭ ‬الناقدة‭!‬
بعض‭ ‬المثاليين‭ ‬يحاولون‭ ‬وضع‭ ‬الآخرين‭ ‬تحت‭ ‬طائلة‭ ‬المعايير‭ ‬الخيالية‭ ‬التي‭ ‬يلزمون‭ ‬بها‭ ‬أنفسهم،‭ ‬ونتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬فإنهم‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬ينتقدون‭ ‬الآخرين‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يتصورونه‭ ‬فشلا،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬هؤلاء‭ ‬قد‭ ‬قدموا‭ ‬عملا‭ ‬دقيقا‭ ‬تماما،‭ ‬أو‭ ‬أنهم‭ ‬يرون‭ ‬العمل‭ ‬بمنظور‭ ‬مختلف‭ ‬فحسب‭.‬
إن‭ ‬العين‭ ‬الناقدة‭ ‬قد‭ ‬تلقي‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬موقف،‭ ‬باحثة‭ ‬دائماً‭ ‬عن‭ ‬العيوب،‭ ‬المصابون‭ ‬بهذا‭ ‬المخطط‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬يخلطون‭ ‬بين‭ ‬الخط‭ ‬الدقيق‭ ‬الفاصل‭ ‬بين‭ ‬الفهم‭ ‬المناسب‭ ‬للعمل‭ ‬والرأي‭ ‬المنطوي‭ ‬على‭ ‬حكم‭ ‬شخصي،‭ ‬إنهم‭ ‬يرون‭ ‬نقدهم‭ ‬صحيحاً‭ ‬ومناسباً‭.‬

‏•‭ ‬النزعة‭ ‬المثالية‭.. ‬قلق‭ ‬واكتئاب‭!‬
ثمة‭ ‬علامة‭ ‬أخرى‭ ‬هي‭ ‬القلق‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الوقت‭ ‬أقل‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬لازم‭ ‬لإنجاز‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬رتبت‭ ‬لفعله‭ ‬بنفسك،‭ ‬وعلامة‭ ‬أخرى‭ ‬هي‭ ‬الكآبة‭ ‬التي‭ ‬تعتريك‭ ‬بشأن‭ ‬أعمالك،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يحول‭ ‬مشروع‭ ‬عمل‭ ‬ممتع،‭ ‬مثل‭ ‬التدريب‭ ‬في‭ ‬صالة‭ ‬الألعاب،‭ ‬إلى‭ ‬مجرد‭ ‬ساحة‭ ‬إنجاز‭ ‬متوترة‭. ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬المثالية‭ ‬تقضي‭ ‬على‭ ‬المتعة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭. ‬والباحثون‭ ‬عن‭ ‬المثالية‭ ‬قد‭ ‬يتصورون‭ ‬أنهم‭ ‬يوما‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬سيتمكنون‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بحياتهم،‭ ‬لكنه‭ ‬دائماً‭ ‬ما‭ ‬يؤجل‭ ‬هذا‭ ‬الاحتفال‭.‬

‏•‭ ‬النزعة‭ ‬المثالية‭.. ‬نظارة‭ ‬سوداء‭!‬
التفكير‭ ‬المثالي‭ ‬يضعنا‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬ضيق‭ ‬خانق‭ ‬ينشأ‭ ‬كلما‭ ‬سيطرت‭ ‬المثالية‭ ‬على‭ ‬أذهاننا،‭ ‬والنتيجة‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬سيطرة‭ ‬تملي‭ ‬علينا‭ ‬التفكير‭ ‬السلبي،‭ ‬وتصبح‭ ‬المثالية‭ ‬هي‭ ‬النظارة‭ ‬التي‭ ‬نرى‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الواقع،‭ ‬وتكون‭ ‬لديها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬اختيار‭ ‬ما‭ ‬ننتبه‭ ‬له‭ ‬وما‭ ‬نتجاهله،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نعي‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭. ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬تعرض‭ ‬النزعة‭ ‬المثالية‭ ‬لنا‭ ‬بها‭ ‬الحقيقة‭ ‬تبدو‭ ‬كأنها‭ ‬حقيقة‭ ‬بالفعل،‭ ‬فالخطأ‭ ‬الوحيد‭ ‬يبدو‭ ‬ضخما‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬الشخص‭ ‬الميال‭ ‬للمثالية،‭ ‬والذي‭ ‬ينسى‭ ‬كم‭ ‬كانت‭ ‬روعة‭ ‬أدائه‭.‬

الحل‭.. ‬بالوعي‭ ‬الجديد
إن‭ ‬كان‭ ‬تفكير‭ ‬المثالية‭ ‬منطبقاً‭ ‬عليك،‭ ‬فإن‭ ‬الوعي‭ ‬قد‭ ‬يساعدك‭ ‬على‭ ‬تحدي‭ ‬نوع‭ ‬التفكير‭ ‬المشوه‭ ‬هذا‭ ‬والنقد‭ ‬والتوبيخ‭ ‬الذاتي،‭ ‬وكلها‭ ‬تحرك‭ ‬فيك‭ ‬السعي‭ ‬للمثالية،‭ ‬وأن‭ ‬تنتبه‭ ‬لنفسك‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬نفسك‭ ‬في‭ ‬العمل‭. ‬إن‭ ‬التفكير‭ ‬فيما‭ ‬أدت‭ ‬بك‭ ‬النزعة‭ ‬المثالية‭ ‬هو‭ ‬بداية‭ ‬جديدة‭ ‬أو‭ ‬خطوة‭ ‬أولى‭ ‬لتحرير‭ ‬أنفسنا‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬السجون‭ ‬الذهنية‭.‬

الحل‭.. ‬بتخفيض‭ ‬معاييرك‭ ‬المستحيلة‭!‬
عليك‭ ‬أن‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬خفض‭ ‬مستوى‭ ‬معاييرك‭ ‬المستحيلة‭ ‬للنجاح‭ ‬والإتقان‭ ‬والعمل‭ ‬والإنجاز‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأحوال‭ ‬والظروف‭ ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬قدراتك‭ ‬الطبيعية‭ ‬أو‭ ‬ظروفك‭ ‬أو‭ ‬ضغوطاتك،‭ ‬سيكون‭ ‬راحة‭ ‬لك،‭ ‬وسيتيح‭ ‬لك‭ ‬فرصة‭ ‬لتلبية‭ ‬بقية‭ ‬الحاجات‭.‬

الحل‭.. ‬بتحدي‭ ‬عاداتك‭ ‬القديمة
إن‭ ‬تحدي‭ ‬العادات‭ ‬القديمة‭ ‬المثالية‭ ‬أو‭ ‬فرض‭ ‬المستحيل‭ ‬على‭ ‬النتائج‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬كبيرة‭ ‬وصغيرة‭ ‬يضع‭ ‬حياتك‭ ‬في‭ ‬توازن‭ ‬أكثر‭ ‬صحة،‭ ‬ويمنحك‭ ‬وقفة‭ ‬تستمتع‭ ‬فيها‭ ‬بمباهج‭ ‬حياتك‭.‬

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق