عزيزتي غنيمةمقالات

لا تخف مهما كانت النتائج

اطلبي منه أن يتقدم لك، وإذا لم يتقدم فصارحي أمك، فعليه أن يدفع الثمن، أما السائق فاحذري أن تورطيه فلن يفيدك ذلك شيئاً

الأخت الفاضلة غنيمة..

أبدأ رسالتي بالشكر لجميع العاملين على هذه المجلة والقائمين عليها الموقرين.
لست أدري كيف أبدأ رسالتي فهي أول رسالة أخطها لحضراتكم عاكساً عليها مشكلة تدور في خلدي، آملاً أن أجد لديكم الحل الكافي لمشكلتي هذه.
أنا شاب أبلغ من العمر عشرين ربيعا على وشك الانتهاء من الثانوية العامة والالتحاق بالكلية العسكرية قريباً بإذن الله، ومشكلتي تبدأ من حيث عرفتها ولا أقصد بكلمة عرفتها أني لم أكن أعرفها من قبل، لا بل لها صلة عائلية بنا، حيث إنها من قريباتنا لقد أحببتها منذ أكثر من سنتين، أحببت فيها الأخلاق الحميدة والعقل الراجح والهدوء والرزانة، ليست جميلة ولا غنية، لكنها جميلة الأخلاق والابتسامة، وغنية النفس، كل ما فيها يشهد على ذلك. كانت تأتي لزيارتنا مع والدتها وإخوتها كل شهر مرة تقريباً وكنت أذهب لزيارتهم في البيت، لا لأحد سواها، فإذا رأيتها كأني رأيت ملاكاً هابطاً من سماء وكنا معا نتجاذب أطراف الحديث، ومن خلال حديثها معي كانت تبين لي وتلمح بأنها تبادلني نفس الشعور، والله أعلم.
إني لست معذباً بحبها ولا مندفعاً نحوها دفعة واحدة، بل قبل أن أعمل لا بد لي أن أفكر فأعمل بما يأمرني به عقلي لا قلبي. وما يحيرني هو خشيتي من أن أصارحها بما يدور في قلبي فأجدها على العكس وأنا لا أعتقد ذلك، اني أريدها ليس الآن فقط بل للمستقبل زوجة تملأ البيت علي، زوجة تحتضن أولادي، وامرأة تشاركني حياتي في السراء والضراء إذا قدر الله لي ذلك، ماذا أعمل؟ فأنا حائر في هذا الأمر أخشى أن تطير من يدي فلا أجدها لأني أحبها من كل قلبي. أفيدوني ولكم جزيل الشكر والامتنان.
الحائر ف.ن.ف

عاقل أنت، ومنظم التفكير، ومحدد الأهداف، تحمل في قلبك بذرة حب نظيف.. وكل هذا يعجبني في شاب يعرف هدفه ويعمل له، فلا داعي للحيرة كاشفها بالموضوع بنفس صراحة كلماتك لي، ولا تخف مهما كانت النتائج، فلست أحب عسكرياً يريد أن يبدأ حياته بالتردد في مواجهة أولى معاركه وأبسطها.. وإن كانت أهمها.

قصة ساذجة

أكتب لك هذه الرسالة وأرجو ألا تهملي الرد الذي يعيد إلي راحة البال والاستقرار النفساني، وطالما تعودت أن أحل مشاكلي بنفسي ولكن في هذه المرة فشلت! أنا شابة في ربيعي الواحد والعشرين، نشأت في عائلة متزمتة الى حد التعصب للتقاليد والتعاليم الدينية، الحب في بيتنا جريمة. تعرفت على شاب من أقربائي وهو أقرب شاب من قبيلتنا وعشت معه مدة ستة أشهر على حب صادق، وطاهر ولكن عرف أهلي بهذه العلاقة وقالوا لي ابتعدي عن هذا الشخص لأنه من عائلة فقيرة ونحن من عائلة محترمة وفي نفس الوقت غنية، وانقطعت العلاقة بيننا مدة شهر كامل ولكنها عادت كما كانت في السابق وفي ذات يوم اجتمعنا في حجرتي الخاصة وتكلمنا في الحب والحياة وبعدها طلب حبيبي مني قبلة فوافقت على الفور، ولكن رفضت بعدها، ولكنه هجم عليّ وقبلني عدة قبلات وبعدها غبت عن الوعي ولم أستيقظ إلا بعد ساعة من النوم، ولم أجد حبيبي، كان قد غادر المنزل، ووجدت نفسي وقد تلوثت بالدماء، وقد عرفت أن حبيبي قد أخذ ما يريد مني، وهو شرفي وقعدت مدة من الزمن في تفكير طويل، ولكن ما الفائدة من هذا التفكير؟ قمت وذهبت الى الحمام وتنظفت، وبعدها بيومين شفت حبيبي وقلت له ماذا فعلت؟ فقال أنا على استعداد للزواج منك ولكن بشرط بعد سنة، وقبلت أيضا، ولكن بعد أسبوع من الحادث وجدت حبيبي قد عزم على أن يتزوج من فتاة وهي ابنة عمه، وبعد الزواج سوف يسافر الى الولايات المتحدة الأميركية في بعثة دراسية لمدة سنتين، وقبل السفر قابلته وقلت له عن الموضوع، فقال لي إنه يجب أن تخبري أمك أن السائق الذي عندكم هو الذي فعل ذلك عندما ذهبت معه الى المدرسة في أحد الأيام فأعطاك شيئاً من المخدرات وعمل معك هذه الأفعال.
فقلت له:
.. ولكن السائق الآن غير موجود في الكويت.. فلم يرد.. علما بأن السائق كان في عائلتنا مثال الأخ الصادق بالنسبة لي أنا خاصة، فكيف أتهمه في هذا الحادث؟
إن هذا المسكين قضى ثلاث سنوات في بيتنا فإذا أخبرت أمي فربما يأتي الى الكويت في المستقبل فيُقتل، أرجوك أن ترشديني، وبربك تنقذيني من العذاب.
المعذبة م.ح.ف
الفروانية

سلّمت نفسك لسافل، لا تسردي القصص عن غيابك عن الوعي، فهذه قصة ساذجة، وهروب نذلك مسألة طبيعية بالنسبة له وبالنسبة لك، فليس من السهل أن يتزوج وغد من مجنونة سلمت نفسها بسهولة استسلام الدجاجة للسكين. وإذا عالجت جريمتك بجريمة فلن يغفر لك ذلك ولن يخفف.. تقولين إنه من قبيلتك، اطلبي منه أن يتقدم لك، وإذا لم يتقدم لك فصارحي أمك بالحقيقة، فعليه أن يدفع الثمن معك.
أما السائق فاحذري أن تورطيه فلن يفيدك ذلك شيئاً بالمرة، ولكنه سيكون خطأ أكبر من الأول.
عام 1970

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق