مستلهمة من جذور الثقافة المصرية Okhtein «أختين».. حين تتحوّل الحقيبة إلى حكاية.. والمجوهرات إلى ذاكرة

منذ انطلاق علامة «أختين» في عام 2014، أثبتت الشقيقتان آية وموناز عبد الرؤوف أن التصميم يمكن أن يكون وسيلة للتعبير عن الذات، واستحضار الذاكرة، وإعادة تقديم التراث بروح معاصرة، فبعد نجاحهما في تقديم حقائب تتميز بتفاصيلها المعدنية المصنوعة من النحاس، كان من الطبيعي أن تنتقل هذه التفاصيل إلى عالم المجوهرات، لتصبح امتدادا بصريا وشعوريا لتصاميم «أختين».
Okhtein.. «أختين».. قصة نجاح تخطف أنظار هوليوود
خلفية علمية وفنية تثري التصميم
ولدت الشقيقتان ونشأتا في القاهرة، وتخرجتا في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، حيث درست آية الإعلام والفنون الرقمية، بينما تخصصت موناز في التسويق والفنون، وتمتلك موناز أيضا موهبة في الرسم، وقد عرضت أعمالها الفنية في معارض داخل مصر وخارجها، بما في ذلك باريس، وقد بدأت مسيرتها المهنية في مجال الإعلانات، حيث عملت مديرة فنية ومؤلفة إعلانات في وكالات مثل Leo Burnett وJWT.
هذه الخلفية الأكاديمية والمهنية المتنوعة منحت الشقيقتين منظورا فريدا في التصميم الذي يمزج بين الحس الفني والوعي التسويقي.
آية وموناز عبد الرؤوف: التصميم ليس زينة فقط بل حكاية وهوية
مجوهرات تحمل ملامح الهوية
تؤكد الشقيقتان أن المجوهرات في «أختين» ليست مجرد قطع زينة، بل تحمل هوية متكاملة. فهي مصممة لتستحضر ملامح الماضي وجمالياته، مع التركيز على البعد العاطفي، فكل قطعة تمثل ذكرى، قصة، أو لحظة خاصة، تجعل من المجوهرات شيئا شخصيا وأصيلا، أكثر من كونها مجرد إكسسوار.
رؤية إبداعية يقودها الشغف والذاكرة
على الرغم من استعانتهما بحرفيين متخصصين فإن آية وموناز تشاركان في جميع مراحل التصميم، بدءا ومن الفكرة الأولية إلى الشكل النهائي. ترى المصممتان أن العملية الإبداعية التي تقود العلامة ترتكز على سرد الحكايات، وتقديم تحية لذاكرة المرأة ولأنوثتها، وللقوة الكامنة فيها، فالمجوهرات من هذا المنظور، تصبح وسيلة للاحتفاء بالذات، وبالثقافة، وبالرحلة الشخصية لكل امرأة.
الإلهام من الحياة… ومن كل ما حولنا
وعندما سألت الشقيقتان عن مصدر إلهامهما تأتي الإجابة: من الثقافة، من التجارب الشخصية، ومن العواطف. ووصفتا علامتهما «أختين» بأنه «أرشيف عاطفي»، يعكس تربيتهما في مصر وتجاربهما في السفر، والنساء الملهمات من حولهما.
مواد محلية بروح عالمية
وتعتمد «أختين» بشكل كبير على استخدام النحاس المطلي بالذهب في تصاميم المجوهرات، إلى أحجار طبيعية مثل المالاكيت والفيروز التي تصنع معظمها داخل مصر، مع حرص واضح على اختيار الخامات بناء على جودتها وقدرتها على التعبير عن هوية العلامة.
استلهام من التراث العربي بروح جديدة
ويشكل التراث العربي، وخاصة المصري، مصدر إلهام أساسيا لتصاميم المجوهرات في «أختين» حيث تنعكس هذه الروح في النقوش المستوحاة من رموز العمارة القديمة، وفي تقنيات الحرف اليدوية المتقنة، ومع ذلك، فإن كل هذه العناصر تقدم بأسلوب عصري يتماشى مع أذواق الجيل الجديد، دون أن يفقد أصالته.
طقوس التصميم وولادة الفكرة
لعملية التصميم لدى الشقيقتين طابع خاص، يشمل البحث، العزلة، والموسيقى أحيانا. ففي آخر مجموعة، اختارت موناز قضاء وقت بمفردها على شاطئ البحر، تستمع إلى الموسيقى وترسم أفكارها، ومن هذا التأمل الشخصي، تطورت التصاميم، واختيرت الخامات، وتعاونت مع الحرفيين حتى ظهرت المجموعة إلى النور.
قطعة خاصة تمثل العلاقة بين الأختين Duo
وتحتل مجموعة DUO مكانة خاصة في قلب آية وموناز، فهي تعبر عن الرابط القوي بينهما، وعن الرحلة التي خاضتاها معا، والقيم التي تجمعهما، مما يجعل هذه المجموعة شهادة شخصية وعاطفية على ما تمثله العلامة.
التحديات لا تنتهي.. لكن الشغف لا يخفت
وترى المصممتان أن التحديات مستمرة، حتى بعد النجاح، من أكبر العقبات التي تواجههما كأي مبدع، فترات الجمود الفني أو «الانسداد الإبداعي»، حيث يصبح إيجاد الفكرة تحديا بحد ذاته، ومع ذلك، يبقى الشغف دافعا أساسيا للاستمرار.
نصيحة للجيل الجديد من المصممات
في نهاية الحديث، توجه الشقيقتان رسالة لكل من تحلم بأن تكون مصممة حقائب أو مجوهرات: «كوني دائما على طبيعتك.. التصميم الصادق هو الأكثر تميزا، ركزي على ما يجعلك مختلفة، فالتفرد هو أقوى سلاح في هذا المجال».
وترى الشقيقتان أن ما يميز المصمم الناجح هو امتلاكه لصوت إبداعي أصيل يعبر عن رؤيته الخاصة، ولا يسعى لمحاكاة الآخرين.
خطوط جديدة قادمة… والطموح لا حدود له
وعن المستقبل، تؤكد الشقيقتان أن العمل مستمر على إطلاق خطوط إنتاج جديدة، تفتح أبوابا جديدة للحكايات التي ترويها «أختين» عبر التصميم، وتوسع من حضور العلامة في عالم الموضة والمجوهرات.