معالي الصالح: حبي للموضة ميزة بدأت بداخلي منذ صغري
بدأ شغفها بالأزياء منذ الصغر واهتمامها بكل مايتعلق بها، وعلى مدى أكثر من 15 سنة وبخطوات ثابتة ومدروسة استطاعت مصممة الأزياء الكويتية معالي الصالح النجاح والتميز في مجال تصميم الأزياء لتصبح واحدة من أهم مصممات الأزياء في المنطقة، اعتمدت على موهبتها وثقتها بنفسها، البساطة في الفكرة والرقي في التصميم.
التقتها مجلة «أسرتي» وأجرينا معها الحوار التالي:
كيف كانت بداياتك وما الذي قادك إلى تصميم الأزياء؟
منذ صغري وأنا مهتمَّة بالموضة وتصميم الأزياء، وكانت لي محاولات عديدة في هذا المجال لإبراز شخصيَّة أزيائي التي أرتديها على الأقل، وفتحت عيني ووجدت والدتي وجدتي لديهما ماكينات للخياطة وتقومان بخياطة بعض الاشياء الصغيرة التي تخص الاسرة،
كما انني وجدت لدي موهبة اعادة تدوير التصميم بشكل يجعله انيقا وذا رونق مميز فكنت أقوم باجراء تغييرات على التصاميم وأفاجئ والدتي بانني استفدت من القديم وصممت لنفسي شيئا جديدا، وأتذكر ان جدتي قالت لي انهن كن يأخذن الخياطة والتي كانت بمثابة مصممة الازياء في ذلك الوقت،
الى السينما لترى تصميما لفستان احدى الفنانات مثل فاتن حمامة او شادية او غيرهما لتقوم هي برسم التصميم وتنفيذه لهن، ولذلك اعتبر نفسي نشأت على حب الاناقة والفن.
وماذا عن دراستك للقانون؟
درست في الثانوية مقررات وكان هناك سبع مراحل للمواد الفنية وأخذت كافة هذه المراحل حبا مني للفنون، ولكن عندما تحدثت معهم انني اريد ان ألتحق بأحد المعاهد المتخصصة في الفن، والدي قال لي التحقي بالحقوق واجعلي جزءا من وقتك مخصصا لموهبتك الفنية، وبالفعل التحقت بالحقوق وهذا فادني كثيرا في عملي من خلال معرفتي بالكثير من القوانين،
ولكني في الوقت نفسه لم أترك الفن لذلك ففي اثناء وقت الاستراحة بين المحاضرات كنت اذهب الى مركز الفنون وارسم ومن الطريف انني كنت أعود الى المحاضرة وأصابعي عليها آثار الالوان وأقمت معرضا فنيا في الكلية واندهش الجميع، والتحقت بدورات تصميم الازياء.
وعندما ذهبت الى المحكمة صدمت من كم المشاكل التي رأيتها وهذا لم يتناسب مع طبيعيتي.
تميزت بتصاميمك لهذا الشتاء .. رغم ان كثيرا من مصممي الازياء هنا لا يقدمون مجموعة ازياء شتوية.. فلماذا؟
لأنني أعشق الشتاء، بالفعل العديد من المصممين لا يقدمون تصاميم خاصة بالشتاء، ولكني أحب الفرو والمخامل والخامات الثقيلة، وربما لأنني أرى أن شتاءنا يأتي أنيقا دائما، ولذلك بدأت منذ شهر رمضان الماضي في الاعداد لمجموعة تصاميمي لهذا الشتاء.
هل الخامات التي تستخدم في تصاميم الشتاء تحتاج المجهود في التنفيذ؟
بالفعل ان الفرو اتعبني كثيرا في التنفيذ لانه بطبيعته سميك لذلك واجهنا صعوبة في خياطته مع فريق عملي لان الفرو يحتاج الى صبر وجهد وماكينات خياطة تتحمل سماكته.
ما الخامات التي تفضلينها؟
لدى هوس بالأقمشة عامة احب الدانتيل والفرو والأقطان والكثير من الخامات، عادة عندما اسافر لاي دولة لابد ان ازور سوق الاقمشة المتوافرة في هذه الدولة، واحب اقتناء الاقمشة التي ربما يراها البعض غالية او صغيرة لاتكفي ولكني اعتبرها بذرة الفكرة،
فأحيانا من قطعة صغيرة من القماش تكون لدي فكرة التصميم، لذلك احرص في مخزني على الكثير من القطع المميزة التي اطعم بها التصميم.
بعض الاقمشة وبسبب حرارة الجسم «تتهدل» أثناء اللبس
ما الامور التي يجب ان نراعيها عند شراء الاقمشة ؟
من اهم الامور عندما نقوم بشراء القماش لابد ان نعرف كيف يمكن ان نقوم بصيانته، والتعامل معه وهذا ما يشغل بالي عندما اشتري الاقمشة، حتى اقدم النصيحة لعملائي عن كيفية التعامل مع القطعة وبالتالي تتم المحافظة عليها بالشكل المطلوب.
وأحيانا اقوم بغسل القماش قبل ان ابدأ بالعمل عليه وذلك لانني اعلم ان ربما قطعة القماش سوف تنكمش وبالتالي تتغير، وأحيانا انصح السيدة بان تعرف ان بعض الاقمشة وبسبب حرارة الجسم «تتهدل» أثناء اللبس.
عندما أسافر إلى دولة أجنبية أحب أن أرتدي ملابسي التي تعبر عني كعربية خليجية
هذه المجموعة بشكلها الفريد فكيف استوحيت الفكرة؟
استوحيتها من التراث الاسباني حيث كنت أقضي اجازتي، وفي إسبانيا كل شخص عربي يشعر بفخر كونه ينتمي الى الحضارة العربية التي تشاهد ملامح لها في اسبانيا.
لذلك أحب عندما اسافر الى أي دولة اجنبية ان اصطحب ملابسي التي تعبر عني كشخصية عربية خليجية، مثل البشت العربي، لانني اعتقد انه في اوربا المرأة العربية عندما ترتدي العباءة الانيقة ذات الرونق المميز وهي الرداء المميز للخليج يجعل الاخرين يعرفون الكثير عن تراثنا، وعندما يروننا يجب أن نظهر بمظهرنا العربي.
نرى ملامح تراثية في أزيائك .. فما وجهة نظرك؟
لانني اعشق عبق التراث والفلكلور الشعبي, وهي جزء لا يتجزأ من المنظومة التاريخية لاي شعب من الشعوب، لذلك احب ان أستخدم كل ما هو تراثي ولكن بشكل حديث.
كل مجموعة، كم من الوقت تستغرق معك؟
كل مجموعة أصممها بالنسبة لي تكون مثل القصة، ربما تبدأ بحدث او حدثين ثم تتوالى الاحداث بعد ذلك تباعا، لذلك ابدأ بالفكرة ثم اقوم بدراستها مع فريق عملي ثم تتوالى الافكار وتخرج التصاميم للنور بعد ذلك، ويمكن ان تستغرق كل مجموعة ستة أشهر من العمل المتواصل.
هل تتضمن مجموعتك Limited edition؟
بالطبع لدي تصاميم محدودة في النوع والكم وذلك لانني اؤمن بان هناك تصاميم تصلح للبعض ولا تصلح للآخرين لذلك يجب ان تكون محدودة.
لقب مصممة كثر الان بشكل كبير، فما هو المفهوم لهذا اللقب من وجهة نظرك؟
لقب مصممة ليست سهلة، هي كلمة تتطلب الكثير من الجهد والدراسة والثقافة والخبرة حتى يمكن ان يصل الشخص الى هذا اللقب وهذه هي مشكلتنا الحالية، وعلى الناس التفرقة بين المصمم الحقيقي وبين الذي ينسخ من الآخرين،
كما انني لا افضل هذا اللقب واحب ان يلقبوني بالفنانة لان التصميم جزء من فن تناسق الخامات والألوان والتطريزات وغيرها.
كيف تتميز معالي الصالح عن غيرها من مصممات الأزياء؟
لا يوجد مصمم أزياء يتفق الجميع على تصاميمه لأن الجمال مسألة نسبية، لكن بالنسبة لتصاميمي أكثر ما يكفيني أن لها بصمتها الخاصة أي انه يمكن لأي شخص يقول ان هذه القطعة من تصميم معالي الصالح.
لم يكن الانتشار سهلاً لكن أسرتي دعمتني
هل تلقيت الدعم في بداياتك؟
تلقيت الدعم في بداياتي ولم يكن هناك عدد كبير من المصممات ولم يكن الانتشار سهلا في ذلك الوقت لكن الداعم الرئيسي كانت عائلتي.
ما الجوانب الاخرى لمعالي الصالح؟
احب التصميم الداخلي والأثاث، وقمت بتصميم منزلي بنفسي لانني اهوى فن تنسيق الديكورات.
ما القطع المقربة إليك؟
الكثير من التصاميم، اشعر بانها قريبة مني واحيانا اقول «يارب لا تباع» وبمجرد ان اقول ذلك اجدها تباع، واحيانا اقول لفريق عملي منذ البداية هذه القطعة لي من كثرة حبي لها.
ما النصيحة التي توجهينها لمحبي الموضة؟
النصيحة الأولى: هناك تنوع في الموضة وأتمنى من كل شخص أن ينتقي ما يناسبه لأن الموضة يجب ألا تعتمد على التقليد بل خلق «style» خاص، طريقة اللبس هي سلوك، وكل امرأة تحدد سلوكها من خلال ذلك، يجب أن يكون هناك لمسة بسيطة تميزك عن غيرك.
النصيحة الثانية: يجب أن نحترم مجتمعنا والمكان الذي نتواجد فيه.
