النصف الحلو
أخر الأخبار

من ابن مزارع بسيط لأهم مصمم للساعات وللمجوهرات ‏Chopard.. قصة كفاح ونجاح مرصعة بالجواهر

لطالما اقترنَ اسم شوبارد بالمجوهرات والساعات الفخمة المبهرة المفعمة بالأنوثة والسعادة معا، فهذا الاسم لم يأت من فراغ، بل هو نتاج عقود طويلة من الإبداع والتفوق وتقديم كل ما هو جديد وأنيق في عالمي المجوهرات والساعات، فمن من عشاق الفخامة لا يعرف مجموعات شوبارد الأيقونية الخالدة التي جمعت ما بين روعة التصميم وحرفية التصنيع لتضع اسمها على قوائم أفضل الماركات وأعلاها مبيعا.
ولكن ما قصة تلك العلامة التجارية التي قاومت كل التحديات ووقفت صامدة وصلبة منذ نهاية القرن التاسع عشر حتى الآن.
استطاع أن يحول الساعات إلى قطع فنية رائعة الجمال بفضل تصميماته الفريدة

من ابن مزارع لأهم صانع ساعات
بدأت قصة دار شوبارد لصناعة الساعات والمجوهرات في عام 1860 في قرية سونفيلييه السويسرية على يد الشاب اليافع لويس اوليس شوبارد (1836-1915) ابن أحد المزارعين البسطاء، الذي استطاع أن يحول الساعات من مجرد أداة لتحديد الوقت إلى قطع فنية رائعة الجمال بفضل تصميماته الفريدة مع التركيز على جودة تصنيع الماكينة ودقتها.
في تلك الأثناء عرف عن شوبارد الذي لم يتعد عمره الـ 24 عاما، أنه كان يشرف بنفسه على صناعة الساعات التي كان يصممها حتى حظي بثقة كبيرة من العامة ليصبح اسمه من أبرز أسماء مصممي الساعات في سويسرا.

من ورشة متواضعة في سويسرا إلى قصور روسيا
ذاع صيت ساعات شوبارد ليس فقط في سويسرا بل وصل إلى الدول المجاورة بفضل أجهزة ضبط الوقت الرائعة التي تمتعت بها ساعاته حتى انه استطاع في بداياته أن يفوز بصفقتين مرموقتين كانتا من العلامات الفارقة في مسيرته المهنية، حيث أصبح المورد الرسمي للساعات لشركتي (تير فيديرال) وشركة السكك الحديدية السويسرية.

لم يتوقف طموحه عند حدود سويسرا فقط بل قرر السفر إلى روسيا عبر بعض الدول التي عرض فيها تصميماته

لم يتوقف طموح شوبارد عند حدود سويسرا فقط، بل أراد أن يمتد نجاحه للخارج، حيث قرر السفر إلى روسيا عبر بعض الدول التي عرض فيها تصميماته، منها بولندا والمجر ودول البلطيق، ولكن كانت روسيا هي فأل الخير عليه، حيث دخلت ساعاته إلى بلاط القيصر نيقولا الثاني قيصر روسيا آنذاك والذي تحول فيما بعد إلى أحد أهم زبائنه وأيضا وأحد أهم المروجين لساعاته.
استمر نشاط شوبارد التجاري في التوسع حيث تعاقد مع عدد من تجار التجزئة الاسكندنافيين ممن قاموا بوضع علاماته التجارية على ساعاته بأنفسهم. وهكذا وصلت إبداعاته في السوق العالمية ولم تتوقف نجاحاته حتى وفاته في 1915.
وأخيرا شوبارد تحصل على ختم جنيف
بعد وفاة شوبارد الأب تولى ابنه بول لويس إدارة الأمور الفنية والإدارية للدار التي تخصصت في صناعة ساعات الجيب وساعات اليد النسائية وفي عام 1921، نقل بول عمليات الشركة إلى مدينة أكبر، وهي (لا شو دو فون)، في كانتون نوشاتيل. وفي عام 1937، انتقلت الشركة مع 150 موظفًا إلى جنيف حيث تم منح ساعات شوبارد ختم جنيف، وهو ختم الجودة الذي لا يختم إلا على محركات الساعات التي تصنع في كانتون جنيف.

الحفيد باول آخر المالكين للدار من عائلة شوبارد
لم تكن الظروف السياسية والاقتصادية في أحسن أحوالها في عام 1943 حين تسلم الحفيد بول اندريه (1898-1968) ابن بول لويس إدارة العلامة التجارية حيث واجهوا الكثير من التحديات المالية الصعبة حتى انهم استغنوا عن مئات العاملين لديهم ولم يتبق سوى خمسة عمال فقط، ما أدى إلى تراجع الشركة بشكل كبير أثرت سلبا على كمية إنتاجها وبالتالي مبيعاتها، هذا الوضع المأساوي جعل شوبارد الحفيد يفكر في بيعها، خصوصا أن ابنيه الاثنين لم يريدا استكمال مسيرة الأب والجد، فأحدهما عمل في القطاع المصرفي وعمل الآخر مبشرا في أفريقيا.
شوبارد العائلة تتخلى عن شوبارد الماركة وشوفيل هو الرابح الأكبر
(رب صدفة خير من ألف ميعاد) هذا المثل ينطبق حرفيا على الصفقة التي تمت بين عائلتي شوبارد السويسرية و(كارل شوفيل) الألمانية العريقة التي اشتهرت بصناعة المجوهرات. كان كارل حريصاً على توسيع أعماله في مجال صناعة الساعات والمجوهرات لتصل إلى جنيف التي تدرب فيها على ذلك.
بدأ الرجل رحلة البحث عن أفضل مصنعي الساعات بسويسرا آنذاك عن طريق إعلان نشره في صحيفة محلية بهذا الخصوص، في نفس الوقت كان بول اندريه يبحث عن مشتر لعلامته التجارية، ومن خلال الإعلان وصلت الى كارل عشرات الردود، الا أنه استقر في النهاية على شراء علامة شوبارد التجارية مع الاحتفاظ بالاسم لتتم الصفقة بنجاح للعائلتين.
استطاع كارل وزوجته كارين توسيع شوبارد محليا ودوليا حيث قاما بإنشاء مرفقين لتصنيع الساعات في مدينتي ميرين وفليورييه، في نفس الوقت عملا على توسيع شبكة متاجر التجزئة التي زادت من متجر واحد في ثمانينيات القرن الماضي إلى أكثر من 160 متجرا منتشرة حاليا في كل بقاع العالم.
ومع الوقت تسلم ابنا كارل وكارين إدارة الدار الفنية والإدارية وحققا نجاحات متتالية وفتحت أبواب الشهرة والثروة لهما فـ (كارولين) و(كارل فريدريش) أدخلا الماركة إلى عالم المجوهرات الراقية، حيث قاما بإطلاق مجموعة من الساعات الثمينة الفخمة المرصعة بالماس والياقوت وأطلق عليها اسم (الألماس السعيد) وتوالت إبداعاتهما سواء في مجوهرات السيدات المفعمة بالأنوثة والرقي أو ساعات الرجال شديدة الأناقة.
وعلى الرغم من الاختلاف الكبير بين شخصية الشقيقين، فإن كانا يكملان بعضهما بعضا فكارولين هي المديرة الإبداعية والمسؤولة عن الساعات النسائية ومجموعة المجوهرات الفاخرة بينما يدير شقيقها الأكبر كارل فريدريش مجموعة المنتجات الرجالية وعمليات المصنع.
وخلال توليهما الإدارة الفنية خرجت علينا إبداعاتهما الاستثنائية من خلال التصميمات الاستثنائية لمديري الدار الإبداعيين ومن بينها المجموعة الأيقونية الخالدة للدار والتي تضمنت مجموعات “Happy Diamonds” و“Happy Sport” و“Mille Miglia .

في خطوة غير متوقعة قررت شوبارد بداية التسعينيات الدخول في خط إنتاج جديد يتمثل في عالم العطور

وفي خطوة غير متوقعة قررت شوبارد في بداية التسعينيات الدخول في خط إنتاج جديد يتمثل في عالم العطور، حيث عقدت شراكة مع لوريال لإنتاج العطور، وأصدرت شوبارد عطرها الأول (كاسمير) الذي حقق نجاحا وشهرة كبيرين، ومن ثم أطلقت مجموعتها الثانية التي أيضا لاقت نجاحا كبيرا مع في زجاجات رائعة تشبه الأحجار الكريمة مثل عطر (ويش).
أطلقت شوبارد أيضا تشكيلة من العطورات التي تتناسب مع مجموعات الساعات والمجوهرات الخاصة بالدار منها عطر (هابي سبريت).
وتسعى العائلة إلى توريث صناعتهم إلى الأجيال الحالية والقادمة ليبقى اسم شوبارد لامعا في سماء عالم المجوهرات والساعات.
وبالنظر إلى المستقبل، يقول كارل فريدريش انه يأمل في أن يتقاسم نفس الشغف للحرفة كل من عائلته والأسرة المتزايدة المكونة من 2000 شخص التي تمثل شوبارد.
تعمل دار شوبارد بشكل وثيق مع العديد من المنظمات الخيرية، إذ تربطها شراكات طويلة الأمد مع كل من مؤسسة خوسيه كاريراس الدولية للوكيميا ومؤسسة التون جون لمرض الايدز. وأخيرا وليس آخرا، تبقى دار شوبارد الشريك المخلص لكل من مهرجان كان السينمائي الدولي والأحداث الرياضية الكبرى والكلاسيكية في عالم السيارات مثل سباق ميل ميليا (سباق الألف ميل) في ايطاليا وسباق الجائزة الكبرى في موناكو التاريخية (Grand Prix de Monaco Historique).

شوبارد.. شركة عائلية تدار بقلب شغوف وعقل مدبر
يمثل الشقيقان كارولين وكارل فريدريش شوفيل الجيل الرابع للملاك والرؤساء المشاركين للعلامة التجارية الفاخرة شوبارد. وقد يتشاركان في مسارات مماثلة لكيفية اندماجهما في الشركة العائلية.
يدير شقيقها الاكبر كارل فريدريش مجموعة المنتجات الرجالية وعمليات المصنع، ويقول:
لقد أتيحت لنا فرصة فريدة لمساعدة والدي في بناء الشركة،
وأنا اسميها فرصة حقيقية. وكان ذلك أمرا مثيرا لكلينا.

شوبارد من ورشة متواضعة إلى 130 بوتيكاً حول العالم
أقامت شوبارد 130 بوتيكا حول العالم بدأت بصالة في آسيا في مدينة هونغ كونغ في الثمانينيات تبعتها صالة أخرى في فيينا، وفي سنة 1988 بدأت الشراكة بين شوبارد وسباق السيارات المعروفة باسم Millie Miglia كما أصبح شوبارد شريكا رسميا في الاحتفال الدولي السينمائي المعروف باسم مهرجان Cannes والذي يجري سنويا..
في سنة 1992 دخلت شوبارد عالم العطور بعقدها شراكة مع لوريال لإنتاج العطور. أصدرت شوبارد عطرها الاول (كاسمير) حقق نجاحا وشهرة كبيرين، واصدرت بعدها مجموعة من العطور في زجاجات رائعة تشبه الاحجار الكريمة مثل عطر (ويش) الصادر في سنة 1999، وكذلك كانت تصدر عطورات تتناسب مع مجموعات الساعات والمجوهرات مثل عطر (هابي سبريت). تمتلك شوبارد اليوم مجموعة من 33 عطرا تم إنشاء أقدمها في سنة 1992 واحدثها في العام 2015 عطر (1000 ميجلا اكستريم) للرجال، عطر (امبر ملاكي) عطر للرجال والنساء و(هابي سبريت اميرا دامور) للنساء.
بعد وفاة لويس اوليس في عام 1915، استولى على الشركة ابنه بول لويس وحفيده بول اندريه. تخصصت الشركة في صناعة ساعات الجيب وساعات اليد النسائية. في عام 1921، نقل بول عمليات الشركة إلى مدينة أكبر، لا شو دو فون، في كانتون نوشاتيل. في عام 1937، في ذلك الوقت، انتقلت الشركة مع 150 موظفًا إلى جنيف. مكن ذلك ختم محركات ساعات الشركة بختم جنيف، وهي علامة تختم فقط على المحركات التي تصنع في كانتون جنيف. تولى بول اندريه إدارة الشركة في عام 1943.
في عام 1963، لم يكن لدى بول اي أولاد يرغبون في الاستمرار في العمل، وقام ببيعها إلى كارل شوفيل الثالث، وهو صائغ ساعات ألماني من بفورتسهايم، والذي كان يبحث عن مصنع لمحركات الساعات لأعماله الخاصة.

متجر شوبارد في نيويورك
في عام 1974، انتقل مصنع شوبارد من وسط جنيف إلى ميرين في مكان آخر من جنيف وفي عام 1976 بدأت الشركة في صنع ساعات تحتوي على ماسة عائمة مميزة خلف زجاج من الياقوت. في الثمانينيات، توسعت الشركة في صناعة الساعات الرياضية للرجال والمجوهرات للنساء.
في عام 2010، احتفلت الشركة بالذكرى السنوية الـ 150 لتأسيسها، وفي ذلك الوقت كانت المبيعات المقدرة للشركة تبلغ إجمالي 550 مليون يورو (منها 250 مليون يورو من الساعات) مع نحو 100 متجر حول العالم.
في عام 2014، سجلت شوبارد مبيعات بقيمة 800 مليون فرنك سويسري (915 مليون دولار أميركي).
تنتج الشركة نحو 75000 ساعة و75000 من المجوهرات كل عام، وهي عضو نشط في اتحاد صناعة الساعات السويسرية.

المزادات
بيعت كريستيز ساعة يد شوبارد (الماسة السعيدة) في مزاد بنحو 1.67 مليون دولار أميركي في جنيف في 10 نوفمبر 2015. تتميز هذه الساعة بماسة وردية، تزن نحو 2.62 قيراط، وماسة زرقاء بقطع ماركيز، تزن نحو 1.48 قيراط. وتستريح هذه المجوهرات الراقية على بشرة المرأة مثل تصاميم مصنوعة من الدانتيل الرقيق وتأتي مرصعة بماس وأحجار كريمة، مجسدةً أسلوبا يبلغ أعلى مستويات الرقي والطابع الحسي.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق