حياتنا أحلي
أخر الأخبار

من الخوف والاغتصاب إلى التمكين لكل نساء العالم زينب سلبي.. تحارب ويلات الحروب على النساء

رحلة زينب من الرعب من نظام صدام إلى أميركا
فصارت من أهم المدافعات
عن النساء اللواتي أضررن من ويلات الحرب!

زينب سلبي مؤسسة منظمة (المرأة من أجل المرأة الدولية)، وهي منظمة شعبية إنسانية تنموية تساعد النساء الناجيات من ويلات الحرب.. لكن رحلة زينب سلبي من عمر الشباب والحياة في خوف بل رعب من نظام صدام حسين إلى أميركا، حيث هربت منه بتدبير زواج لها هناك وهي في عمر 19 عاماً فقط، إلى أن صارت من أهم رموز المدافعات عن النساء اللواتي أضررن من ويلات الحرب- هي رحلة شاقة ومثمرة وملهمة كثيراً.

حققت إنجازاً غير مسبوق بعد موافقة أوبرا على نسخة عربية من برنامجها المشهور باسم (نداء) من تقديمها
عملت سلبي رئيسة تنفيذية لمنظمة النساء من أجل النساء الدولية لما يقرب من عشرين عامًا كما أنها مؤلفة لثلاثة كتب كما حققت إنجازاً غير مسبوق له حيث أصبحت نظيرة أوبرا وينفري في الوطن العربي بعد موافقة أوبرا على إنشاء نسخة عربية من برنامجها المشهور The Oprah Winfrey Show تحت اسم (نداء) من تقديم زينب سلبي لكن كل هذه الإنجازات كان خلفها إصرار غريب في وجه الألم والمعاناة والخوف بل والاغتصاب!

البدايات.. الهروب من جحيم صدام!
ولدت زينب سلبي في 24-9-1969 في بغداد. وكم تأثرت حياتها بتجربتها المباشرة في الحرب حيث عاشت في بغداد خلال الحرب العراقية- الإيرانية، فضلاً عن الخوف والديكتاتورية بسبب علاقة عائلتها بصدام حسين، حيث كان والدها الطيار الشخصي السابق للديكتاتور العراقي ورئيسًا للطيران المدني العراقي. لقد عاشت عائلة سلبي سوء معاملة نفسية لعائلتها من صدام حسين، إلى أن تمكنت من الهرب من خلال زواج مدبر من أميركي عراقي كبير في العمر يعيش في الولايات المتحدة وهي في سن التاسعة عشرة – حسب موقع بيوجرافي الدولي!

تمردت على الخوف!
في تلك التجربة الصعبة المرعبة التي عانتها زينب سلبي مع نظام صدام حسين وكيف تمردت على الخوف منه وفي داخلها، كتبت عنها (القبس الدولية): زينب سلبي.. تمردت على الخوف فأبدعت! كان عمرها 11 عاماً عندما وقع الاختيار على والدها ليكون الطيار الخاص لصدام، ولذلك تهيأت لها الظروف لتكون قريبة جداً من أسرته، ومن داخل بيته المسكون بالخوف والامتثال للأوامر الصادرة من أبناء عائلته، فقد ربط الرعب لسانها وكبلها الخوف من الإعدامات التي نفذت، ومن رمي المعارضين في السجون.. وتحكي عن صدام حسين أنه أذاقها الرعب والخوف، فهربت إلى الخارج والتجأت إلى أميركا.

الزواج من زوج مغتصب!
في عام 1990 تزوجت زينب سلبي من مهاجر عراقي في شيكاغو في أميركا، وقد أرغمت على زواجه! وقد تعرضت للاغتصاب على يده! فكان جرحا أليماً رافقها كثيرا لكنها تغلبت عليه في النهاية بعد أن قررت ترك هذا الزواج والانتقال إلى واشنطن.. تزوجت فيما بعد من أمجد عطا الله عام 1993 وتطلقا عام 2007.
لقد واجهت تحديات صعبة في حياتها من زواجها التقليدي.. ثم عيشها وحيدة في المجتمع الأميركي الجديد عليها، حيث لم تكن تملك أكثر من 400 دولار بعد الطلاق!
وبعد انتقال زينب سلبي إلى واشنطن، تخرجت في جامعة جورج ماسون بدرجة البكالوريوس في الدراسة الفردية في علم الاجتماع والدراسات النسائية ومن كلية لندن للاقتصاد بدرجة الماجستير في دراسات التنمية.

في عملية دعم النساء، وجدت زينب سلبي دعمها الشخصي، حيث قالت في إحدى مقابلاتها الصحافية: كنت آخذ نفسي إلى نفس الظروف التي خرجت منها: الحرب.. كنت ألقي خطابات والدتي على النساء اللاتي كنت أحاول مساعدتهن… وأدت محادثاتي معهن في النهاية إلى شفاء نفسي.

دروس في معسكرات الاغتصاب!
في عام 1993 كانت سلبي تعيش في الولايات المتحدة. وهناك.. تعلمت عن معسكرات الاغتصاب في زمن الحرب في البوسنة والهرسك وكرواتيا. بعد القراءة الأولى عن الناجيات من هذه المعسكرات في مقال لمجلة نيوزويك، تابعت سلبي محنة هؤلاء النساء في الأخبار وأصبحت منشغلة بشكل متزايد ببقائهن على قيد الحياة.

أرادت سلبي المساعدة، لكنها لم تتمكن من العثور على منظمة تساعد بشكل مباشر النساء الناجيات من الحرب. لذلك سافرت إلى البوسنة التي مزقتها الحرب. هناك، تحدثت زينب سلبي مع النساء المصابات بالتطهير العرقي. فقد الكثير منهن أسرهن، واحتُجزن واعتُدي عليهن جنسياً. عرفت سلبي أنها يجب أن تتصرف، لذا جمعت الأموال لتوفير المساعدات والتعليم والدعم لهؤلاء الناجين. ومن هنا وُلدت منظمة (نساء من أجل النساء)، وقد أنشأتها لأجل المرأة للحصول على برنامج تدريبي يهدف إلى بناء ثقة المرأة واحترامها لذاتها وتذكيرها بقيمتها المتأصلة. فاستطاعت في البداية تدريب نحو 30 امرأة في البوسنة في عام 1993، إلى أن وصل مدى تأثير هذه المنظمة إلى العمل مع أكثر من 1462 امرأة في 8 مناطق حروب.

كانت نقطة التحول في حياتها كما تروي لـ (نشرة واشنطن) انطلاقاً من مناطق النزاعات المسلحة، فقد أدى ما شاهدته هي وزوجها عام 1992 في المخيمات التي تعيش فيها نساء مغتصبات في كرواتيا والبوسنة إلى تغيير حياتها بالكامل، فأسست (منظمة النساء للنساء).
لقد أدركت أن المرأة التي تدفع ثمناً باهظاً في حياتها نتيجة ما تتعرض له أثناء الحروب تحتاج إلى القدرة على كسب الرزق والتصويت والمشاركة في اتخاذ القرارات في المنزل وفي المجتمع المحلي، لذلك صممت البرنامج بحيث يعالج تلك النواحي، ويعمل بأسلوب بسيط.

في عام 2015 أطلقت سلبي برنامج Nidaa Show (نداء) بهدف إعطاء صوت للمرأة وإنجازات النساء العربيات

(نداء).. لأجل صوت للمرأة
في عام 2015 أطلقت سلبي برنامجًا مع TLC Arabia بعنوان Nidaa Show (نداء). وهو النسخة العربية عن برنامج أوبرا وينفري، حيث شاهدها الناس وهي تطبخ وتبكي كما يحصل في برنامج أوبرا، ومن أجل إنجاح هذا البرنامج استقالت زينب من المنظمة الدولية التي أسستها مع زوجها، لتتفرغ لهذه المهمة وتعمل على التغيير من داخل الثقافة العربية والحوار بين النساء العربيات بهدف تحسين حياة المرأة التي تواجه الحروب. وصار برنامجها يهدف إلى إعطاء صوت للمرأة وعرض جوانب المشاهير الإنسانية، وكذلك القصص الواقعية المؤثرة للناس العاديين والاحتفال بإنجازات النساء العربيات حول العالم.. وأصبح يبث في 22 دولة.. وبفضله حصلت سلبي على المرتبة الأولى من بين أكثر النساء العربيات نفوذاً من أرابيان بيزنس، وواحدة من 100 من المفكرين العالميين في العالم من قبل مجلة السياسة الخارجية، وقد حددتها أوبرا لـ (بيبول ماجازين) من بين أفضل 25 امرأة غيرت العالم.. بل استضافتها أوبرا وينفري عدة مرات في برنامجها.

رسالتها..
إزالة الظلم من حياة السجينات العربيات

رسالتها كانت واضحة.. كيف نزيل الظلم الذي يلامس حياة كل امرأة عربية في سجون التعذيب ومعسكرات الاغتصاب؟، وهذا ما شرحته في حوار مطول مع (صحيفة الخليج) وقولها إن أمها أرضعتها كينونتها كامرأة.. وعندما اتجهت إلى الكتابة الصحافية، للعمل محررة أسبوعية في مجلة المرأة في عالم الإعلام، كتبت مقالات تناولت فيها قصصاً عن المرأة العربية وتجربتها في المنطقة العربية.

ألفت سلبي العديد من الكتب بما في ذلك الكتاب الأكثر مبيعًا (بين عالمين: الهروب من الاستبداد: النمو في ظل صدام) (Escape from Tyranny: Growing Up in the Shadow of Saddam عام 2005) (مع لوري بيكلوند). وقد روت فيه ذكرياتها عن العيش في دائرة صدام وعائلته. ونشرت كتاب The Other Side of War: Women’s Stories of Survival & Hope عام 2006، وكتاب If You Knew Me You Would Care عام 2012. وهي حاليًا رئيسة تحرير مجلة (النساء في العالم) بالاشتراك مع صحيفة نيويورك تايمز.

نالت زينب سلبي نظرا لحربها ضد ويلات الحروب على النساء العديد من الأوسمة والتكريمات، منها (مبادرة تكريم) في القاهرة، واختارتها لنيل جائزة المرأة العربية نظراً لإسهاماتها الإنسانية والتطوعية بالدرجة الأولى، وحازت مؤسستها على جائزة الإنجاز الدولي في مؤسسة المعهد العربي الأميركي (AAIF). (خليل جبران غالا) لعام 2006. وكرمها الرئيس الأميركي بيل كلينتون في البيت الأبيض على العمل الإنساني في البوسنة.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق