تحقيقات

مواقـع التواصل الاجتماعي تُفَكّـك التـواصــل الزواجي والأسري

أنشأت زوجة حساباً وهمياً على موقع انستغرام واستخدمت به اسماً مستعاراً ودخلت إلى حساب زوجها وحاولت تبادل الحديث معه ووجدت استجابة منه فطلبت منه الطلاق؛ لأنها اكتشفت انه يخونها معها.

وعلى الرغم مما تتمتع به وسائل التواصل الاجتماعي من مزايا، إلا أنها تحمل في طيات استخداماتها عيوباً كثيرة مما يتسبب في مشكلات بين الأزواج،

ولا تقتصر هذه المشكلات على خلافات بسيطة بل تمتد لتصل إلى الطلاق، برغم طول سنوات الزواج أحيانا أو وجود الأبناء لم يمنع ذلك من وقوع الطلاق لهذا السبب،

فبعد سبع سنوات من الزواج فضلت إحدى الزوجات أن تترك بيتها وأبناءها وتطلب الطلاق لأنها أصبحت مهووسة بشدة بمواقع التواصل الاجتماعي حتى انه لم يصبح لديها وقت لبيتها وعائلتها.

انطلاقاً من هذه الحالات التي تم رصدها نسأل بعض الخبراء عن أسباب حدوث هذه المشكلات وحجمها، وكيف يمكن اجتناب هذه الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي.

 

منى الأربش: المتضرر الأكبر من الدعاوى هم الأطفال

في البداية قالت المحامية منى الأربش عن هذه الحالات: نشهد في أروقة المحاكم العديد من الدعاوى بين الأزواج بسبب مواقع التواصل الاجتماعي،

فالعدد في ازدياد كبير والمتضرر الأكبر من الدعاوى هم الأطفال، حيث أصبحت هذه البرامج التكنولوجية سيفا حادا على الجميع.

وأضافت: إن أبرز الدعاوى التي ترفع بسبب برامج التواصل الاجتماعي هي دعاوى التطليق للضرر وإسقاط حضانة الأم للمحضون بسبب سوء سلوكها وعدم أمانتها عليه.

وتكمل: قد يترتب على هذه الدعوى إسقاط جميع النفقات والأجور التي تقبضها الأم كونها حاضنة،

وأن هناك قوانين تعاقب على هذه الجرائم التي يتم ارتكابها مثل قانون تقنية المعلومات.

وتستدرك: الوازع الديني وثقافة الأسرة هما الرادع الحقيقي لأي ظاهرة سلبية في المجتمع.

 

مريم البحر: تأتي لي يوميًّا حالات من القضايا الزوجية المتعلقة بوسائل التواصل الاجتماعي

 

وتقول المحامية مريم البحر:

هناك مئات الحالات التي قابلتها كان سببها مواقع التواصل الاجتماعي تأتي لي يومياً حالتان أو ثلاث من القضايا المتعلقة بوسائل التواصل الاجتماعي،

فتكتشف الزوجات خيانات وعلاقات متعددة لأزواج عبر هذه البرامج والوسائل.

وأضافت: قابلت عددا من الحالات المتعلقة بخيانات زوجية تكتشفها الزوجات من خلال تطبيق واتس آب للرسائل،

فهناك زوجة انشأت حساباً وهمياً على موقع انستغرام واستخدمت به اسماً مستعاراً ودخلت إلى حساب زوجها وحاولت تبادل الحديث معه ووجدت استجابة منه فطلبت منه الطلاق لانها اكتشف انه يخونها معها.

وهناك زوج طلق زوجته لأنها وضعت صورة ليدها على برنامج واتس آب، وخلاف نشب بين زوجة وزوجها لأنه يضع صورا له على موقع انستغرام تظهر «عضلاته» مما قد يجذب بعض الفتيات لصورته.

وأما عن القوانين التي تنظم مثل هذه الحالات والخلافات التي تتسبب فيها مواقع التواصل الاجتماعية،

فتوضح أن قانون الجرائم الالكترونية الصادر حديثا وقانون الجزاء بالإضافة إلى تعديلات قانون المطبوعات هي التي تنظم تلك الجرائم،

وأن أغلب هذه الحالات تصل إلى الطلاق والقليل من تلك القضايا يقصد بها التهديد للطرف الآخر، ولا توجد إحصائية واضحة لبيان الطرف الأكثر تعرضاً لمثل هذه المشكلات،

ولكن المرأة عموماً يكون سبيلها الوحيد هو اللجوء للقانون وبالتالي تكون حالتها أكثر من الزوج.

 

راشد السهل: من الجيد أن يتم تبادل كلمات الشكر بين الطرفين من خلال هذه الوسائل

 

الدكتور راشد السهل، البروفيسور المختص بالصحة النفسية والإرشاد النفسي بجامعة الكويت وصاحب مركز إدراك للتنمية المعرفية يشير إلى أنه استقبل عددا كبيرا من المشكلات بين الأزواج التي كان سببها مواقع التواصل الاجتماعي.

ويقول: كثيراً ما تشكو الزوجة من أن زوجها منشغل جداً بهذه المواقع وتشعر أنها مهمشة مما يخلق توترا وضيقا ينعكسان على العلاقة بينها في حين لا يرى الزوج الأمر بهذا الشكل ويظن أنه مبالغة،

فالزوجة كثيراً ما تشك أن زوجها يقوم بعمل شيء غريب أو خاطئ عندما تراه ممسكاً بهاتفه طوال الوقت ولا يتحدث إليها.

وعن خطر هذه الوسائل، أوضح أنها موجودة في فضاء مفتوح يمكن من الدخول على مواقع إباحية وتكوين علاقات نسائية من خلاله مما يتسبب في كثير من المشاكل خاصة عندما تكتشف

الزوجة صورا أو مواقع على هاتف الزوج، كما أن سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يصل بالزوجين إلى الطلاق.

أما عن أسباب حدوث هذه المشكلات، فيقول: يعود ذلك إلى عدم الوعي وكذلك سوء تفسير الزوج

أو الزوجة لسلوك الطرف الآخر فعلى سبيل المثال تفسر بعض الزوجات سهر أزواجهن مع الهواتف المحمولة بأنه خيانة وأن لديه علاقات نسائية.

وأضاف: الدكتور راشد السهل عدداً من النصائح لتجنب الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي،

وهي زيادة التواصل بين الزوجين والحوار المشترك بينهما حيث يرى أن الزوج يكون غائباً في معظم الأسر جسدياً وروحياً، ويصبح غامضاَ مما يتسبب في قلق الزوجة فكلما تقارب الزوجان قل سوء الظن.

ويجب كذلك أن يكون هناك اتفاق على الوضوح بين الطرفين وأن تصارح الزوجة زوجها إذا شعرت بأي شك وأن يحسن الزوج التصرف تجاه اسئلتها وعليهما كذلك أن يشاركا المواد المفيدة،

كما أنه من الجيد أن يتم تبادل كلمات الشكر بين الطرفين من خلال هذه الوسائل.

 

أمثال الحويلة: يتم استخدام هذه الوسائل بشكل أساسي لقضاء وقت الفراغ

 

أمثال الحويلة الدكتورة بقسم علم النفس جامعة الكويت ورئيسة مركز الأسرة للاستشارات الاجتماعية والنفسية تقول:

أثرت مواقع التواصل الاجتماعي على العلاقات الأسرية بشكل عام ومن منظومتها العلاقة الزوجية، حيث أخذت الكثير من وقت الزوجين فأهم شيء أن يقتطع الإنسان من وقته لعلاقاته الإنسانية والأكثر أهمية أن يكون ذلك مع أسرته

ولهذا نرى الكثير من المشاكل التي تدور في المحاكم نتيجة لفتور العلاقة بين الطرفين بسبب انشغالهما بهذه الوسائل المختلفة.

وترى الدكتورة أمثال أن تلك الوسائل أثرت على الأسرة سلباً حيث اختل بسببها توازن الأسرة ولا بد من تقنين هذا الاستخدام.

وعن الدوافع النفسية التي تدفع الأفراد لاستخدام هذه الوسائل تؤكد أنه يتم استخدامها بشكل أساسي لقضاء وقت الفراغ إلى جانب التسلية،

كما أن وجود بعض الخلل في علاقة الفرد بأسرته تجعله يبحث عن علاقات زائفة يجدها في تلك الوسائل.

وتشير إلى أن الفرد عليه أن يفهم أن هذه الوسائل عالم افتراضي وفي كثير من الأوقات لا يكون الفرد فيها على حقيقته.

تقول عن وجهة نظرها:

أنا مع تلك الوسائل عندما يتم استخدامها فيما يفيد، لكنها كذلك قد تتسبب في عدد من الجرائم فقد يستخدمها البعض في ابتزاز أشخاص آخرين.

وتنصح الدكتورة أمثال الزوجين بأن يكونا مسؤولين عن الأطفال وينتبها لهم حتى لا يستخدموا تلك الوسائل فيما يضر.

داليا شافعي

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق