حياتنا أحلي

ميزان علاقاتنا.. في 5 أسئلة

أحيانا تضطرنا الظروف لنتوقف ولو قليلا كي نقيم طبيعة وجدوى

أو فائدة علاقاتنا بالمحيطين بنا.. سواء كانوا زملاء أو أقارب أو حتى داخل الأسرة الواحدة.. كي نعدّل من طبيعة هذه العلاقات وكي نكون أكثر إيجابية تجاهها ان أصابتها سلبيات طارئة أو ان كانت تستهلك منا كل طاقة وإيجابية وإقبال على الحياة.. وباختصار نحتاج أحيانا بأن نضع في الميزان علاقة ما في حياتنا كي نحكم عليها بشكل موضوعي وكي نتعرف عليها وكأننا لأول مرة نقترب اليها ونزنها ونصل الى الاجابة عن السؤال: هل هي علاقة بناءة أم هدّامة؟

وهذه خمسة أسئلة مقترحة على كل واحد منا كي يجيب عنها بكل أمانة فيما يخص محاولته تقييم علاقة ما في حياته:

 

هناك شخصيات دون أن يقصدوا يمدوننا بقوة وطاقة كلما تحدثنا معهم مجرد الحديث العادي – هؤلاء لا ينبغي أبدًا التفريط فيهم!

 

1 – هل هؤلاء يرسمون لنا أجمل صورة أم أسوأ صورة؟

هناك من يرى فينا جمالاً جديراً بالرعاية  أو قبحاً يستحق التقليل من شأننا! ولذلك علينا أن نقيمها على أساس الصورة التي يرسمونها لنا عن أنفسنا..فهناك من يرسم لنا صورة عن أنفسنا في منتهى القتامة وكلها عيوب وكأنهم مرايا مشروخة تعكس صورتنا وكلها شروخ! وهناك من يرانا بكل الخير والإيجابية، بل يستطيعون رؤية كل ما هو جميل في شخصياتنا ويساعدوننا على تنميتها، بل هناك من ينفردون برؤية ما لا يراه الآخرون من جمال فينا وهؤلاء من يستحقون الحفاظ على العلاقة معهم وعدم التفريط فيهم.

 

2 – هل هؤلاء يضيفون إلى حياتنا أية قيمة؟!

إن البقاء في العلاقات الضارة أحيانا يكون لأسباب التعود فقط لا غير! فكم تعودنا على علاقات لسنوات طويلة لمجرد التعود على أصحابها ولمجرد التعود على ما نحصل عليه من هؤلاء أو ما اعتاد عليه هؤلاء من الاخذ منا! لكن التعود أو الاعتياد على ما نحن عليه في العلاقة أيا كان نوعها ليس مقياسا لنجاح العلاقة، بل العلاقة الحقيقية التي تضيف إلينا القيمة- القيمة لحياتنا والقيمة لشخصياتنا والقيمة لما نقوم به من أدوار، هي تلك التي تستحق منا كل تقييم إيجابي.

 

3 – هل هؤلاء ينقلون إلينا طاقة حياة أم روح الموت؟!

الاستمرار مع البكائين الشكائين يسحب الكثير من إقبالنا على الحياة دون أن ندري!

نعم..فهناك من هم في حياتنا لا يجيدون صنع أي شيء إيجابي سواء لانفسهم أو لنا.. فقط يجيدون -وأحيانا باحتراف-كيف يمتصون طاقتنا النفسية والعصبية بل وأحيانا الجسدية ايضا! فهم شكاؤون بكاؤون دائما وأبدا.. ولا يبرزون من حياتهم إلا كل ما هو سلبي أو مشكلة! ربما خوفا من الحسد أو خوفا من فقدانهم تعاطفنا معهم بما انهم قد اعتادوا على استدرار تعاطفنا معهم، فأصبحوا لا يستطيعون العيش دون الاعتماد الكامل على الشعور بتعاطف الآخرين معهم في كل الظروف. لكن هناك من هم يعتمدون على أنفسهم في حل مشاكلهم كما أنهم يظهرون دائما الجانب الوردي من الحياة مع واقعيتهم واعترافهم بالمشكلات الواقعية في حياتهم.. كما أنهم دون ان يقصدوا احيانا يمدوننا بقوة وطاقة كلما تحدثنا معهم مجرد الحديث العادي.. هؤلاء لا ينبغي ابدا التفريط فيهم!

 

للكل الحق في تحقيق أهدافهم إذا كانوا هم أيضاً يساعدوننا على أهدافنا

 

4 – هل هؤلاء يشتركون معنا في تحقيق أهدافنا أم لأهدافهم الشخصية فقط؟!

لكل من يكون في علاقة معنا سواء كانت علاقة زمالة أو زواج أو علاقات أسرية من اي نوع، للكل الحق في تحقيق أهدافهم إن كانوا هم أيضا يساعدوننا على أهدافنا.. أي تكون العلاقة قائمة على التكافؤ وليس مجرد المصلحة الشخصية والأخذ في اتجاه واحد كما يحدث لدى البعض الذي اعتاد ان يبني صرح أحلامه من حجارة الآخرين! لكن هناك من يعيش معنا ولنا.. نعم يعيش لأجل ذاته لكنه أيضا يعيش لأجلنا.. لأجل بناء حياة مشتركة معاً.. سواء كانت حياتنا معه زوجية أو أسرية أو صداقة تدوم العمر.. مثل هؤلاء عملة نادرة يجب الاحتقاظ بهم والشكر للخالق على نعمة وجودهم في حياتنا؟

 

5 – هل هؤلاء يزيدون بنا عدد معارفهم أم لأنهم وجدوا فينا تميزنا الحقيقي؟

ربما يشعر البعض بأهميته لمجرد أن لديه علاقات كثيرة! نعم.. وهذا ما يحدث كثيرا على مواقع التواصل الاجتماعي التي حولت العلاقات الانسانية الى مجرد أرقام تقاس بعدد المعجبين وعدد اللايكات وعدد المعلقين على الصور الشخصية! وهناك من أدمن الحصول على هذه الارقام من السوشيال ميديا تعويضا عن واقع فقير هو يعيشه.. فنجده يسعى إلى الاحتفاظ بأكبر عدد ممكن من الاصدقاء –لمجرد أن يكون صاحب رقم عال من الأصدقاء والمعارف! لكن هناك من يكتفون ربما بالقليل من الاصدقاء الحقيقيين ويجدون قيمة حقيقية في هذه العلاقات وبالتالي يتعاملون معنا بصقتنا بشر وشخصيات متفردة وليسوا أرقاما! هؤلاء هم الجديرون بالحفاظ على العلاقات معهم لأنهم يعرفون قيمتنا الحقيقية، من حيث انها تكمن في أنفسنا نحن وليست في الرقم الذي سيضاعف حصيلة صداقاتهم.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق