كلمة محبةمقالات

مُدرِّب مُعتمد.. مُدمِّـر مُعتمـد!

الـ Social Media عرَّت مستخدميها


«مدرب حياة معتمد» أو «Life Coach» تسمية جديدة لوظيفة جديدة ظهرت مؤخرًا في مجتمعاتنا العربية.
ليس هذا موضوعي، ولكن لفت نظري انتشار دورات مدربي الحياة وبكثرة.. فهل أصبحت حياتنا مليئة بالمشاكل؟ هل أصبح الناس أكثر همًّا وحزناً؟ هل أصبحت الأمهات أكثر وعياً أم تخبطاً؟ هل أصبحت الزوجات أكثر حكمة أم أقل نضجاً؟!

الحياة بشتى أشكالها في السابق كانت فيها مشاكل وعراقيل أيضًا، ولكن كانت تُحلّ بوعي وهدوء وعقلانية وحكمة أو نصيحة مختص أو مخلص، أما اليوم فالمدرب المعتمد ينصح في جميع أمور الحياة: الأسرية.. الاجتماعية والعملية ومشاكل المراهقة والحب والزواج الثاني والخيانة والسمنة والتجميل.. فأين المختص؟! وأين التخصص؟!

ثم إن هدف بعض هؤلاء المدربين المادة والشهرة.. فالدورات والمحاضرات تُعطى بمبالغ ليست بقليلة.. وقد لا تصلح تلك الدورات للشخصية الفلانية.. والأم هذه.. والزوجة تلك.. لقد هُدمت بيوت بسبب «حبّي ذاتك»، ودُمّرت علاقات بسبب «أنتِ الأقوى».. ومُحيت مبادئ وعادات وتقاليد بسبب «أنت حرة.. عيشي لنفسك»!

والسؤال هنا: ما الجهة المختصة المعتمدة التي اعتمدت «مدربي الحياة» الذين يلعبون بحياة الناس بكلمات وفلسفات ونظريات مبهمة وغير واضحة؟!

حياتنا نحن الكويتيين والخليجيين عشناها بصدق ووضوح: حبّ الله وتقواه.. برّ الوالدين.. حبّ أبنائنا وتربيتهم تربية صالحة فيها العقاب والثواب.. الاحترام المتبادل بين الزوجين.. تربينا على تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، فالحلال بيِّنٌ والحرام بيِّن.
وقد تواجهنا مشاكل أسرية.. اجتماعية.. اقتصادية.. وفي العمل.. فنذهب للمختص ونتشاور مع الناصح المُحبّ أو الاختصاصي في حقله.. ولا نأخذ العبرة من أفواه (…..)؛ لأننا نعي أن المختص أو المُحبّ المخلص يعرفنا ويعرف تفاصيل حياتنا وسيضعنا على الطريق الصحيح بإذن الله.

إنه لمن الدمار الالتحاق بدورة عامة لمدرب معتمد، ويطبِّع المتدربون معلوماته على حياتهم أو مشكلاتهم التي لا ينطبق عليها تلك النظريات المفبركة! فقبل الالتحاق بأي دورة لــ «مدرب حياة معتمد» يجب معرفة دراسته وتخصصه والجهة العالمية المختصة التي اعتمدته!

في «كلمة محبة» نقول:
«خذوا العِبرة من أفواه المختصين».

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق