كلمة محبةمقالات

نورة.. القلب والعقل

نورة.. القلب والعقل

يا عين هلي صافي الدمع هليه

وإلْيَا انتهى صافيه هاتي سريبه

………………………….

اللي يبينا عيّت النفس تبغيه

واللي نبي عيا البخت لا يجيبه

 

من منَّا – نحن الكويتيين والخليجيين –

لا يعرف هذا الشعر والبيت الأخير الذي اشتهر حتى أصبح مثلاً؟!

قائلة هذه الكلمات الشاعرة المرهفة الحسّ نورة الحوشان، ووراء هذا الشعر الرائع حكاية حزينة فيها من العبر الكثير:

عبود بن سويلم زوج نورة الحوشان رجل صالح، طيب السمعة، يملك مزرعة، ولهم أبناء.. ولكن كان عيب عبود الكبير سرعة غضبه وعدم تمالك أعصابه في تصرفاته، وكان غضبه السبب في انفصال زوجته التي تحبه وتعزه، فقد طلقها ثلاث مرات، وفي آخر مرة أخذت أبناءها وذهبت إلى بيت أهلها. فندم عبود وتحسر، ولكن فات الأوان، لذلك في الحياة الزوجية يجب ألا نتسرع في اتخاذ القرارات المصيرية.

كلمات رائعة لامرأة من القصيم.. مُحافِظة.. قوية الشخصية، لم تخجل من التعبير عن مشاعرها تجاه طليقها الذي كانت تحبه وتحترمه رغم الفراق، فذات يوم مرت مع أبنائها على مزرعة أبيهم، فأمرتهم بالسلام عليه، ووقفت من بعيد تتأمل النخيل والمزرعة والمكان الذي كانت في يوم من الأيام سيدته.. وهنا كانت أروع كلمات صادقة تنبع من قلب محبٍّ حزين.

عملت نورة في الخياطة لكسب رزقها.. وحب عبود مازال يملأ قلبها،

رفضت كل من أتى ليخطبها فقلبها لم يعشق غير عبود.

ولكن الروايات تفاوتت حول زواج نورة، فقيل إنها رضخت وتزوجها أحد أقارب عبود، وكانت تأمل في أن يكون الزواج قصيرا فتعود بعدها لـ «عبود»، ولكن زوجها الجديد أحبها وأحسن معاملتها، فعاشت معه، وقيل إنها لم تتزوج أبداً بعد انفصالها عن عبود، ولكن الجميع أجمعوا على شعرها الجياش بمشاعر الحب الصادق.

نورة الحوشان احترمت زوجها حتى بعد الانفصال.. احترمت والد أبنائها، وقدرت العِشرة، لم تلتحق نورة بدورات التنمية البشرية ولا دورات تأهيل الحياة الزوجية، ولكنها تعاملت وعملت بأخلاقها وتربيتها وبيئتها الصالحة؛ فعاشت حياة زوجية بحبٍّ واحترام، وبعد انفصالها لازمت الاحترام.

في «كلمة محبة» أقول:

«الحياة الزوجية خلطة من الحبِّ والتضحية والاحترام وأشياء أخرى».

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق