يعالج قضايا الزواج بشكل ساخر الكاريكاتير سلاح فكاهي.. لمواجهة المهور والفتور العاطفي بين الزوجين
لا شك في أن كل فتاة تحلم بيوم زفافها، وأن تصبح عروسة، وتجلس في الكوشة وسط فرحة الأهل والزغاريد التي تعبر عن حالة الفرح لأهل العروسين، لكن بعض الأهالي يبالغون كثيرا في المهور وتكاليف الزواج، حتى تصبح فكرة الزواج مجرد حلم صعب المنال؛ بسبب عجز الشباب عن تدبير هذه التكاليف التي لا يقدر عليها إلا الأثرياء وقضايا كثيرة مثل زواج القاصرات الذي انتشر في مجتمعاتنا العربية بشكل كبير وإخفاء بعض العائلات خبر الزواج خوفاً من الحسد والغيرة، وفن الكاريكاتير من الفنون الساخرة التي تعتمد على معالجة قضايا الزواج والأفراح بشكل فكاهي، لكنه يضع أيدينا على مواطن الخلل. ونعيش مع مجموعة من رسامي الكاريكاتير العرب من الخليج ودول المغرب العربي ومصر والأردن واليمن وغيرها حيث تتشابه القضايا:
الفتور العاطفي
يعالج الكاريكاتير قضية الفتور بين الزوجين، فغالباً بعد السنوات الأولى من الزواج يفقد الزوجان الشغف والحب، وتبدأ اهتمامات أخرى بسبب الالتزامات الواقعة على عاتق الزوجين وخصوصاً الزوج، وبذلك يتسلل الفتور والجفاف العاطفي إلى حياتهما دون محاولة منهما لخلق أجواء جديدة والاستمرار بالاهتمام بين الحين والآخر للبعد عن الرتابة والبرود العاطفي.
الزواج والسحر
كما أصبحت بعض العائلات مؤخرا تتكتم بشدة وتلف أفراحها بهالة من الغموض لأسباب يراها البعض واهية، ويراها البعض الآخر منطقية، وأول الأسباب هو تجنب الحسد والغيرة، فبعض العرائس تعرضن للسحر بمجرد سماع خبر قرانهن كي يعشن حياة تعيسة، وكذلك الرجل قد تكون من سحرته فتاة أغراها بالزواج، أو طمعت في ماله، وقائمة الحسد طويلة، وتنتشر هذه الأمور في دول المغرب العربي، خاصة المغرب، وثاني هذه الأسباب قد يكون تجنب تدخل أفراد العائلة في تفاصيل هذه الحفلات وإفشائهم أسرار العرس، ومن المحتمل أن تحتفظ العائلات بالسر نزولاً عند طلب العروس.
تكاليف الزواج
ارتفاع تكاليف الزواج والمغالاة في المهور بدعوى العادات والتقاليد والحفاظ على منظر العائلات أمام الناس ندفع ثمنه غالياً كأسر عربية تمر بظروف اقتصادية صعبة، وقد بينت الدراسات الاقتصادية فعلاً أن ارتفاع المهور وتكاليف الزواج سببان أساسيان في ارتفاع نسبة العنوسة بين الجنسين بعد أن كان مسمى العنوسة مقصوراً على الفتيات، ويقابله ارتفاع نسبة الطلاق بعد مدة قصيرة من الزواج، ففي إحصائية سريعة أعدها أحد المراكز التي تعنى بالمرأة في غزة تبيّن أن الطلاق يقع بنسبة أكبر بين حالات الزواج التي لم يمر عليها سوى أشهر قليلة وأحد أسبابه غرق الزوج بالديون المستحقة من تكاليف الزواج، خصوصاً المظاهر التي تصاحب الاحتفال بالزواج والتي تثقله مع عائلته بالديون، إلى درجة أن بعض الأزواج يلجأ إلى بيع مصاغ العروس في اليوم الثاني من الزفاف ليسدد الديون التي يأتي أصحابها للمطالبة بها.