حياتنا أحلي

5 أفكار لجرد مخزن علاقاتك

5 أفكار لجرد مخزن علاقاتك

المواقف السلبية مع بداية العام علينا أن نتخلص منها بعد حصرها وكتابتها.. لنتذكر المواقف الجيدة التي حدثت بيننا أو لنا مع الآخرين خاصة الاقربين منا.. المواقف الإيجابية التي حدثت بيننا والآخرين تتحول إلى رصيد جديد لمرحلة جديدة من العلاقة.

في جرد الحساب في العلاقات يمكن تحويل العجز إلى زيادة.. بالصفح أو التسامح، وتجديد الثقة فيمن أخذ المبادرة وجاء إلينا كي نبدأ من جديد.

أنواع كثيرة من جرد الحساب نقوم بها في مجالات العمل، بغرض «تصفية»  الرصيد في المخازن.. لكن هناك نوعا آخر من جرد الحساب، هذا النوع مقترح علينا ونحن نبدأ عاما جديدا من عمرنا وعمر علاقاتنا التي تهمنا وتؤثر بكل مباشر على كل ما يمس حياتنا خاصة حياتنا الداخلية ورضانا من عدمه عن انفسنا وعن حياتنا كلها.

فبعد أن لملم العام الماضي أوراقه رحل تاركاً لنا «رصيداً» ربما يكون صالحاً أو تالفًا، وهو رصيد من الأحداث والمواقف والذكريات والمشاعر بيننا وبين الآخرين.. وهناك دعوة يوجهها لنا هؤلاء الأشخاص الناجحون في علاقاتهم الذين يحرصون على تسجيل أهم الأحداث والمواقف في حياتهم بين نهاية العام وبداية العام الجديد، وبالتالي..

هي دعوة لأن نقوم بجرد الحساب هذا لأجل تصفية التراكمات في العلاقات مع الآخرين، ولأجل تمديد «رصيد»  المشاعر بيننا وبينهم، ولأجل الدخول في العام الجديد «برصيد»  جديد أو «رأس مال»  من الضمير المستريح والفرح بالآخرين الذين ننوي تكملة ارتباطنا بهم أيا كان هذا الارتباط.

فكيف يعيقنا «الرصيد» القديم طوال العام الماضي عن تطور علاقاتنا؟ وكيف نبدأ برصيد جديد؟ وكيف نكتب قائمة بجرد حساب سنوية لمخازن علاقاتنا؟!

المشاعر السلبية التالفة تذهب بالتسجيل

في حالة جرد الحساب العادية، لا تحسب البضائع التالفة ضمن الرصيد الجديد.. وهكذا لا ينبغي أن تدخل المشاعر السلبية التالفة بيننا وبين الآخرين،  أو المواقف السيئة ضمن الرصيد الجديد للعلاقة في العام الجديد.. فهناك مواقف كثيرة نستطيع أن نكتبها بالفعل على ورقة بيضاء،

وهي مواقف مؤلمة سواء فعلها شريك الحياة أو فعلتها الحياة بنا.. هذه المواقف علينا أن نتخلص منها.. ننساها تماماً فبعد حصرها وكتابتها، نستطيع تمزيق الورقة، فقط لإخراجها من حساباتنا الجديدة ونحن على وشك استقبال عام جديد.

رصيد جديد بالمواقف الإيجابية

من المنطق أن نتذكر المواقف الجيدة التي حدثت بيننا أو لنا مع الآخرين خاصة الاقربين منا… هذه المواقف الايجابية الطيبة ربما كانت مواقف حدثت خلال العام وتمثل وقوفا شجاعاً في وجه أزمة تعصف بحياة أحدنا.. وربما تكون نجاحاً ملموساً في العمل لكلينا أو لأحدنا في علاقات العمل، وقد تكون عودة جميلة لبعضنا بعضا بعد خصام أو انفصال أو خلاف في الرأي.

كل هذه المواقف تحتاج إلى تذكرها دائماً وبالتالي تسجيلها في جرد الحساب والرصيد لحياتنا المقبلة لعام جديد، وهي مواقف تحتاج إلى أن نسجلها بغرض التشجيع لأنفسنا أولاً والمضي قدما مع الآخرين ثانياً.

تسيّيل المشاعر إلى رصيد بالمحبة

كما يحولون رصيد أي جرد حسابات إلى سيولة نقدية أو حسابها بالقيمة الفعلية المادية لها، هكذا يمكن أن نحول رصيدنا الجيد السليم من مشاعرنا الإنسانية والمواقف الايجابية التي حدثت بيننا وبين الآخرين إلى رصيد يمكن حساب قيمته ،

ولكن ليس بالمال، بل بالمشاعر الايجابية والمزيد من المحبة. وبمعنى آخر، الشعور بأن لحياتنا مع هؤلاء قيمة كبيرة ومعنى أكبر يمكن الاعتماد عليهما في المستقبل، لأن قيمة علاقاتنا تتضاعف فيما بيننا كبشر على أساس التبادل في مشاعر الحب.

تحويل العجز إلى زيادة بالصفح

إن كان جرد الحساب العادي يحتمل ورود عجز في بعض الأصناف أو البنود، فإن العلاقات بين الناس تحتمل أيضا ظهور عجز في بعض المشاعر! وإن كان من من الصعب تحويل العجز في جرد الحساب العادي إلى زيادة، إلا أن جرد الحساب في العلاقات يمكن فيه تحويل العجز إلى زيادة!

وذلك من خلال عملية مهمة جدا ومستمرة تتمثل في الصفح أو التسامح.. بأن ننسى، وأن نغفر، وأن نصفح، وأن نسامح، وأن نعفو.. لأن كل هذه المفردات تعني إتاحة الفرصة للطرف الآخر أن يبدأ معنا العام الجديد بمشاعر وقوة دفع من جديد،

لا بمشاعر الغضب أو السخط أو عدم الغفران التي قد تعيش سنوات داخلنا وتجعل العلاقات تتآكل يوما بعد يوم وشعورا بعد شعور..أما الغفران أو الصفح، فيعني إعطاءه فرصة جديدة للعلاقة بمشاعر جديدة.

تدشين العلاقة من جديد بتجديد الثقة

بعد كتابة قائمة كاملة بأهم الأحداث والمواقف في مخازن علاقاتنا داخلنا، وبعد تسجيل نقاط القوة ونقاط الضعف فيها، وبعد الغفران أو الصفح عمن أذانا في مشاعرنا، فتركنا بجروحنا الداخلية مهملين من هؤلاء بعد كل ذلك، تأتي «الثقة»  أو تجديد الثقة فيمن اخذ المبادرة وجاء إلينا كي نبدأ من جديد،

أو لمن قبل مبادرتنا إليه بالصلح..لذلك، لابد من «تجديد الثقة» في الطرف الآخر وإعلان ذلك بالكلام والتصريح له، لأن الثقة تعني الأمان والسلام والود، وهي العناصر الجديدة التي تعتبر وقوداً لحركة وحياة العلاقة مع بدايات جديدة قادمة.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق