في زمن المهرجانات فرقـة «طبلـة السـت».. فلكلور فن شعبي لأفراح العائلات
عشقت الفنون التراثية القديمة منذ نعومة أظفارها، لم تكن تحلم بأن يقترن اسمها بفريق طبلة الست بعد أن أسستها عازفة الإيقاع سها محمد التي قالت في حوارها لـ «أسرتي» إنها تعلمت الإيقاع على أيدي مدربين كبار أقنعوها بأن موهبتها تستحق أن تقود فرقة، رغم استحواذ الرجال على العزف عليها، ورغم النقد اللاذع الذي تعرضت له في بداية مشوارها ظل الحلم يراودها بأن تعيد توزيع وعزف الأغاني الشعبية القديمة وتقديمها بصورة عصرية بعيدا عن الإسفاف والمهرجانات والكلمات المبتذلة التي ملها الجمهور. وقد كان لـ «أسرتي» هذا اللقاء معها:
الحياة ومشاغلها تحتاج لمن يضبط إيقاعها
حدثينا بداية عن الفكرة.
- عشقت الفنون التراثية منذ صغري وحبي للإيقاع دفعني للتوجه للتدريب بشكل علمي صحيح على أيدي كبار المدربين ممن أقنعوني باحتراف الإيقاع، وتكوين الفرقة، لم يكن الطريق سهلا، بل كانت هناك عقبات وانتقادات من أقرب الناس؛ لأن آلة الطبلة ارتبطت بالرجال.
هل كانت هناك معارضة من الأهل في البداية؟
- بالفعل كانت هناك معارضة شديدة من الأهل في البدايات، حيث لم يكن الأمر مألوفا وضمن الموروثات والعادات والتقاليد، عيب البنت تطبل قدام الناس حتى قمت بتكوين الفرقة، وبدأ الأهل في الاقتناع بالفكرة خطوة خطوة ودعمي وتشجيعي وحضور الحفلات والمهرجانات معي.
حدثينا عن علاقتك بأعضاء الفرقة.
- علاقتنا شبه أسرية، وأقوم بالرجوع إلى الفرقة لأخذ المشورة ورأيهم، خاصة عند وجود عمل جديد، نناقش مع بعض كل كبيرة وصغيرة فيما يتعلق بتفاصيل الملابس واختيار الأغاني، ونستهدف الأغاني النسائية لإعادة إنتاجها، وحسب طلب الجمهور من الأغاني التراثية.
كيف تطور الحلم من عازفة إيقاع لمؤسسة فرقة؟
- حلمي ظل يراودني بأن تكون للمرأة لمسة إيقاعية على عزف الطبلة، وأن تكون فرقتها شرقية الهوى تستمد شخصيتها من الأغاني الشعبية، ومن الآلات التقليدية، وعلى رأسها الطبلة.
وماذا عن أكثر الأغاني التي تُطلب منكن بالمناسبات؟
- “طبلة الست” مشهورة بالعديد من الأغاني مثل “بنات بحري”، “بتناديني تاني ليه”، وأغنية “على ورق الفل دلعني” فالمزمار البلدي مع الطبلة له وقع السحر في النفوس، خاصة بالمناسبات والأفراح.
استحواذ الرجال على الإيقاع زادني إصراراً على النجاح
وهل الطبلة آلة للرجال فقط كما يقول البعض؟
- بالعكس تماما الطبلة كانت قديما في كل بيت، وكانت النسوة يجتمعن في المناسبات، ويضربن بالدفوف والإيقاع عند الحصاد وتجهيز العروس ونقل الأثاث ونقش الحنة، حتى استحوذ عليها الرجال لثقل وزنها والجهد المطلوب للانتقال والسفر بها من مكان لآخر، وهذا ما جعلني أصر على أن تكون طبلة الست خالية من الرجال.
هل تقوم الفرقة بتقديم الأغاني نفسها دون تجديد؟
- ننتقل وأعضاء الفرقة من محافظة لمحافظة، ولكل منها طريقتها وشغف أهلها بنوع من الفلكلور، بحري يختلف عن الصعيد، أهل البادية يختلفون عن الحضر، وكلما جلست بين النسوة في القرى يزداد شغفي، وأتعلم منهن وأنقل ذلك للفرقة.
حدثينا عن اختيار أعضاء فرقة طبلة الست؟
- قبل نحو 10 أعوام كان الميلاد الحقيقي، وحرصت على اختيار الفتيات بعناية لعدد تجاوز 20 فتاة، ممن لديهن الموهبة والقبول بحثت عن الأصوات الجيّدة والأداء المحترف في العزف على آلات الإيقاع، وتحديداً الطبلة التي انطلق منها اسم الفرقة.
وما سر اعتمادكن على العنصر النسائي فقط؟
- كنت في زيارة لعدد من المناطق الأثرية في المنيا والأقصر، ووجدت المرأة بمعظم الجداريات هي من تقوم بالعزف والغناء، فهي سر السعادة وصانعة البهجة منذ فجر التاريخ، لذلك كان القرار بتكوين فرقة يغلبها الطابع النسائي.
وما أهم الأماكن التي قمتن بإحياء حفلاتها؟
- أنا أعشق الناس البسطاء وأفراح الريف، وأحرص على تقديم أفضل ما لدينا لهم، وقمنا كفرقة بتقديم عروض بالجامعة الأمريكية بالقاهرة والمكتبة الألمانية ومهرجان العلمين الجديدة، وطفنا بالعديد من المحافظات من الشمال للجنوب، كما تمت استضافتنا بمعظم الفضائيات حبًا في الفن الأصيل وتراثنا الغنائي الذي يبعث على البهجة.
وماذا عن أنشطتكن خارج مصر؟
- لقد استطعنا أن يكون للفرقة لمسة إيقاعية شرقية تميزت بها مع فرقتها النسائية باختيارها لألوان ملابسهن وطريقتهن؛ مما جعلهن مقصدا لكثير من أفراح العائلات وسهراتهم ومناسباتهم الخاصة. كما شاركت مع الفرقة بالعديد من الأفراح بالدول العربية الشقيقة والمملكة العربية السعودية، وشاركنا بمهرجان الأغاني العربية التراثية بالأردن، علاوة على تقديم العديد من الحفلات بدار الأوبرا وقلعة صلاح الدين، ولن نتأخر عن تلبية أي دعوة خارجية أو داخلية لعرض فنون طبلة الست.
«أسرتي» في كل مكان
مجدي فؤاد