تحقيقات
أخر الأخبار

الأحفاد يحصدون ما زرعه الأجداد البقالة.. والشوكولاتة.. وزبدة البـنــــــــــدق.. تصنع أغنى عائلات العالم

 

“من جدَ وجد”! حكمة قديمة قالها الأجداد، وتؤكدها الكثير من قصص النجاح الملهمة التي صاغها أبطال حول العالم.. العزيمة والمثابرة والابتكار هي العوامل المشتركة التي تقف وراء كل قصص النجاح التي نسلط الضوء عليها لأناس لمعت أسماؤهم وأصبحت قصصهم جزءا من التاريخ الإنساني الذي نستقي منه الكثير من العبر والدروس المستفادة على مر الزمن.

البقالة صنعة أغنى أسر العالم

سام والتون.. قيصر البقالة
نشأ سام والتون الجد الأكبر لأغنى عائلات العالم، خلال فترة الكساد العظيم لأسرة فقيرة في ولاية ميسوري الأميركية.. اضطر والد سام إلى رهن مزرعته التي كانت مصدر دخل الأسرة الوحيد لتغطية نفقات أسرته، ولم يكن ذلك كافيًا، فاضطر الفتى الصغير إلى أن يعمل في العديد من الوظائف الصغيرة لمساعدة أسرته، فقام ببيع اشتراكات المجلات والصحف في الطرقات. كما قام أيضا بحلب بقرة العائلة يوميا ويبيع حليبها للعملاء.
لم يمنع ذلك العمل الشاق سام من إتمام تعليمه الجامعي بتفوق.. وفي العام (1962) أسس مع أخيه ياد أول متجر (وول مارت) في روجيرس أركنساس.. وحرص التاجر العبقري على أن تقوم تجارته على فكرة افتتاح متاجر بقالة في المناطق الريفية النائية لذوي الدخل المحدود بأسعارٍ مخفّضة؛ حتى يجذب عددا أكبر من الزبائن الزبائن ويحصل على مبيعاتٍ أعلى.
ومن هناك كانت نقطة انطلاق سلسلة متاجر (وول مارت) التي أصبحت اليوم أكبر سلسلة متاجر تجزئة في العالم، حيث تمتلك الآن (11 ألف متجر في 28 بلدًا)، وقد كشفت وكالة بلومبيرغ في العام الماضي عن مقدار الربح المذهل الذي تحققه عائلة والتون، حيث أشارت إلى ما يصل إلى 7 ألف دولار في الدقيقة الواحدة. واليوم تبلغ ثروة العائلة 215 مليار دولار أميركي.

الشوكولاتة – سلعة تدر مليارات الدولارات

فرانكلين كلارنس.. إعاقة طفل تؤسس إمبراطورية مارس العالمية
من مطبخ صغير في ولاية مينيسوتا الأميركية قبل قرن من الزمان، كانت البداية.. بداية قصة نجاح غير عادية صنعها فرانكلين كلارنس الجد الأكبر لعائلة مارس ومؤسس إمبراطورية مارس التي تبلغ ثروتها (120 مليار دولار) بحسب بلومبيرغ لتحتل بذلك المركز الثاني في قائمة أغنى عائلات العالم.
أصيب فرانكلين بشلل الأطفال في سن مبكرة مما حرمه من إكمال تعليمه، وقضى معظم أيام طفولته في مطبخ منزلهم الصغير يعاون أمه في صنع الشوكولاتة حتى صارت الشوكولاتة عالمه الصغير الذي يصبره على عجزه. ومع مرور الأيام وبعد رحلة علاج طويلة، شفي فرانكلين وأتمم تعليمه ولكنه لم ينس يومًا شغفه بصناعة الشوكولاتة.. فبعد زواجه بفترة قصيرة قرر مع زوجته أن يحترفا صنع الشوكولاتة في واشنطن. وأصبح مطبخهما بمثابة مصنع صغير لإنتاج الشوكولاتة، حتى أنشأ فرانكلين في العام (1920) سلسلة محلات (ذا نوجات هاوس) التي كانت بوابته لدخول عالم الأثرياء، ومن ثم تم توريث هذه الإمبراطورية الضخمة لجيل بعد جيل.

بزبدة البندق بيترو فيريرو يخلق مملكة فيريرو الإيطالية

من منا لا يعرف طعم نوتيلا الرائع! تلك الشوكولاتة الممزوجة بالبندق كانت ليس فقط مصدر شهرة لعائلة فيريرو الإيطالية، بل جعلتها عائلة تزن مليارات الدولارات! حيث تعد العائلة ثاني أكبر صناع شوكولاتة في العالم بعد عائلة مارس، كما أنها أغنى العائلات الإيطالية، حيث تبلغ ثروتها (30.5 مليار دولار أميركي).
كانت البدايات في العام (1946)، عندما افتتح بيترو الجد الأكبر لعائلة فيريرو متجرًا للشوكولاتة في ألبا بإيطاليا.. تزامن ذلك مع مشكلة نقص العديد من السلع الاستهلاكية التي سببتها الحرب العالمية الثانية، وكان من بينها الكاكاو الذي أصبح نادرًا جدًا. فكر بيترو خارج الصندوق، وابتكر معجوناً حلواً من البندق والسكر مع القليل من الكاكاو النادر.
وباتت زبدة البندق (سوبركريما) المنتج الرئيسي للمتجر حتى العام (1964) عندما قام ميشيل فيريرو بتحسين الوصفة وابتكار أوّل عبوة تحتوي على كريما جديدة مصنوعة من البندق والكاكاو تحت اسم نوتيلا.
وساعدت شعبية النوتيلا الهائلة في إيطاليا على تنمية متجر الشوكولاتة العائلي إلى تجارة بمليارات الدولارات.

مساحيق التنظيف المنزلية – صناعة لا غنى عنها

صامويل جونسون.. مبتكر مساحيق التنظيف العائلية
مثلها مثل كثير من حكايات الشخصيات الناجحة مليئة بالتحديات الكبرى والتحولات قبل إنشائه شركة (إس سي جونسون) لمساحيق التنظيف العائلية.
قضى صامويل جونسون أول خمسة عقود من حياته يعمل في مجالات مختلفة من السكك الحديدية إلى البيع بالتجزئة،
ولكن لم تُحقّق أي من مشروعاته نجاحًا حقيقيًا، مما دفعه إلى شراء نشاط أرضيات الباركيه من شركة أميركية كبرى في العام (1886) في راسين بولاية ويسكنسون.. وكانت تلك هي بداية الشركة التي تحمل اسمه حتى اليوم.
في السنوات الأولى لشركته، كان صامويل يعمل بلا كلل؛ فقد كان يجوب الريف يوميًا ليبيع الأرضيات للعملاء.. وبنهاية العام الأول حقّقت شركته ربحًا كبيرًا.
ومع تضاعف المبيعات، تضاعفت خطابات العملاء الذين اشتروا أرضيات جونسون يستفسرون منه عن طريقة العناية بأرضياتهم الجديدة، فقد كان التنظيف بالصابون العادي والمياه يُفسد الأرضية، ويؤدي إلى اعوجاج كتل الباركيه الصغيرة.
بدأ صامويل يبحث عن أفضل الطرق لتلبية احتياجات عملائه. فابتكر شمع الباركيه الذي قدمه كهدية للعميل مع كل أرضية باركيه يبيعها.. وتقول الحكايات المتناقلة إنه كان يُعد خلطات شمع الأرضيات في حوض الاستحمام بحمام منزله، وكان يُجرّب العديد من الخلطات للوصول للتركيبة المثالية لحماية الأرضيات وإعطائها بريقًا لا يزول. ومع الوقت انتعش العمل بالشركة انتعاشًا كبيرًا.. وفاقت مبيعات الشركة من شمع الأرضيات، ومستلزمات تشطيبها مبيعاتها من الأرضيات.
ومع الوقت أصبحت جونسون الشركة الأشهر في إنتاج العديد من المنتجات المتخصصة في التنظيف المنزلي، ومعطرات الجو، وأكياس التخزين وغيرها، وبحسب بلومبيرغ تأتي عائلة جونسون في الترتيب الثامن كأغنى عائلات العالم بثروة تقدر بـ (36.3) مليار دولار أميركي).

غادة الصاوي

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق