أعيد افتتاحه بعد فترة إغلاق طويلة متحف برج الساعة.. رحلـة إيمـانيـة حـول الكــون والمجـرات

بعد فترة إغلاق طويلة منذ 4 يونيو 2019 ومرورا بوباء كورونا، يعود متحف برج الساعة للعمل من جديد، خاصة ونحن نعيش في رحاب هذه الأيام المباركة وزيارة الحجيج إلى بيت الله الحرام يستقبل متحف برج الساعة زائريه في مواعيده المقررة من الواحدة ظهرا وحتى السادسة، ومن العاشرة مساء وحتى الثانية صباحا، وهو يضم أكبر ساعة في العالم، والمتحف يعد فريدا من نوعه وتم افتتاحه بعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حول المتحف ومحتوياته والرحلة الإيمانية الكونية التي يعيش فيها زائريه نقدم هذا الاستطلاع.
ساعة مكة اجتمعت في تصميمها شركات عالمية رائدة في مجال صناعة الساعات
يتكون المتحف من أربعة طوابق مخصصة للكون يليه طابق الشمس والقمر ثم قياس الوقت وطابق الساعة فضلاً عن الشرفة التي تتيح للزائر إطلالة بانوراميه على المسجد الحرام في تجربة استثنائية فريدة ويقع متحف برج الساعة الذي تشغله مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز “مسك الخيرية” في أعلى نقطة في مكة المكرمة وهي شرفة برج الساعة فيما صمم المتحف بطريقة تأخذ الزائرين في جولة تحكي لهم قياس الوقت بدءاً من الكون والمجرات وانتهاءً بساعة مكة المجاورة للحرم مهوى أفئدة المسلمين ووجهة صلاتهم ورمز توقيت العالم الإسلام.
أكبر ساعة بالعالم
يفتح المتحف أبوابه للزائرين يومياً ليتعرفوا على الطرق التي اعتمدها الإنسان في قياس الوقت باستخدام كل من الساعتين الكونيتين، وهما الشمس والقمر حتى أدق معايير الوقت وهي النانو ثانية، وكذلك مشاهدة أعجوبة صناعة أكبر ساعة في العالم وروائع كل قطعة فيها وكيف اجتمعت لتشكل هذا الصرح والمعلَم الجليل مقدماً لهم تجربة معززة بأحدث التقنيات التي تشرح لهم الميكانيكية الدقيقة التي تسير عمل هذه الساعة.
ويشتمل الدور الأول على ساعة مكة التي اجتمع في تصميمها مجموعة من الشركات العالمية الرائدة في مجال صناعة الساعات، حيث ابتكروا أنظمة وصنعوا أجزاء خاصة لها واهتموا بأدق تفاصيلها لتجعل من “توقيت مكّة المكرمة” توقيتاً عالمياً دقيقاً ويتم من خلالها رصد الأهلة للأشهر الهجرية وتكون مرجعاً للمسلمين في أنحاء العالم، خصوصاً في شهري رمضان وذي الحجة، حيث يعرض هذا الدور قصة إنشاء ساعة مكة وخصائصها والتقنيات المستخدمة لتحديد الوقت بدقة.
يضم أكبر منظومة مناظير عالية التقنية حول مختلف المواقع على سطح الأرض
ساعات مائية
أما الدور الثاني في المتحف فهو مخصص لقياس الوقت بحيث يعطي شرحاً عن اهتمام الإنسان عبر آلاف السنين بمعرفة الزمن وما شهده التاريخ من محاولاته لقياس الوقت، حيث ابتكر العديد من الآلات والطرق لهذا الغرض، ويسرد هذا الدور تاريخ قياس الوقت وأدواته القديمة مثل الساعات المائية فالبندول وساعات الجيب، كما يستعرض آليات تحديد أوقاتنا بحركة الشمس والأرض والقمر لتحدد على أثرها أنظمة التقويم واتجاه القبلة ومواقيت الصلاة.
وفي الدور الثالث يكون لمرتادي المتحف قصة أخرى مع الشمس والأرض والقمر، حيث يتعرفون على هذه المكونات الثلاثة التي استدل بها الإنسان على معرفة الكثير من أمور حياته منها الوقت، كما يتطرق هذا الدور إلى موضوعات عديدة مثل الخسوف والكسوف والنشاط الشمسي الذي يتم استقبال صور وفيديوهات من الأقمار الصناعية، موضحا ما ينتج عنه من انفجارات وعواصف شمسية، وكذلك طبقات غلاف الأرض الجوي ومنازل القمر ومراقبة الأهلة ورصدها بأكبر منظومة مناظير عالية التقنية حول مختلف المواقع على سطح الأرض.
العناقيد المجرية
وخصص الدور الرابع للكون بشكل عام وفيه يجد الزائر معلومات عن الفضاء الشاسع حيث النجوم التي سماها الإنسان قديما “البروج” ليهتدي بها في أسفاره والعناقيد المجرية التي تقبع فيها مجرة درب التبانة حيث موطننا في الكون، ويركز هذا الدور على الكون وكل ما يشمله من نجوم ومجرات وكواكب، وكذلك أشكال المجرات وتنوعها وتحركاتها وتصادمها ببعضها البعض والظواهر الفلكية التي تحدث نتيجة لذلك انتهاءً بتوسع الكون وامتداده كما يوضح إسهامات المركز في الاستكشافات العلمية بشراكات عالمية.
أما الشرفة وهي أعلى نقطة في مكة المكرمة شرفة برج الساعة ستعطي الزائر إطلالة بانورامية على المسجد الحرام والمنطقة المحيطة به في تجربة فريدة واستثنائية يشعر معها الزائر بمتعة كبيرة وهو يشاهد مكة المكرمة في بانوراما شاملة.