اقتحمت عالم التصوير والترحال و«السوشيال ميديا» بنجاح لولوه الخطاف: سافرت إلى أكثر من 60 دولة وكل سفرة ولها «جوها»
طموحاتها لا تنحصر في حدود معينة، ونظرتها للمستقبل تسبق بنات جيلها، لولوه الخطاف مصورة ورحالة ومهتمة بصناعة المحتوى وتمتلك قناتين في «اليوتيوب»، فكانت أول كويتية تحصل على الماجستير في علوم إدارة النزاع والعمل الإنساني.
«أسرتي» التقت لولوه الخطاف للتعرف على مشوارها وخطواتها المستقبلية:
دخولي إلى «السوشيال ميديا» لم يكن مخططاً له
من أين بدأت لولوه الخطاف مشوارها؟ من اليوتيوب أم من التصوير؟
– بداياتي مع التصوير لم تكن مصادفة، حيث إنني كنت أمتلك استديو خاصا بي، أصور لأصحاب المشاريع والمنتجات والمجلات، وتدريجيا أصبحت أنشر ما أقوم بتصويره في الانستغرام، ولمست إعجاب الناس بما أقدمه في الانستغرام، ولكني وصلت إلى مفترق طرق حيث كان علي أن أختار بين كوني مصورة أو بلوقر، وأخيرا اخترت عالم السوشيال ميديا في عرض كل ما يتعلق باللايف ستايل والسفر.
هل عفويتك كانت بوابة دخولك لعالم التواصل الاجتماعي؟
– دخولي إلى السوشيال ميديا لم يكن مخططا له، وبالفعل الكثيرون جذبهم محتوى ما أقدمه، ووجدت ارتباط الناس بشخصيتي.
شقيقتي حصة من أقرب الأشخاص إليّ
كنتم أول قناة كويتية تحصل على توثيق من اليوتيوب، هل مازلت شغوفة باليوتيوب؟
– لدينا قناة في اليوتوب بدأتها مع شقيقتي حصة عندما كنا في نهاية المراهقة تقريبا، بعدها كبرت كل واحدة منا، وتعددت وتنوعت اهتماماتنا وأعمالنا، وقررت كل واحدة أن تكون لديها قناة اليوتيوب الخاصة بها وأن تظل لدينا قناة واحدة مشتركة فيما بيننا، وحاليا لدينا ٣ قنوات في اليوتيوب، قناتي lulualkhataf التي أعرض بها تجاربي وسفري، وقناة شقيقتي حصة khattafya التي تختص بالتجارب والـ Games، وقناتنا المشتركة بيني وبين شقيقتي (الخطاف سيسترز) للترفيه عموما والآن تركيزنا الأكبر على سناب شات وانستغرام.
ماذا عن علاقتك بشقيقتك حصة؟
– الحمد لله علاقتي بحصة يمكن بالسوشيال ميديا وجودنا أقل لكن هي من أقرب الأشخاص إليَّ، وتجمعنا مواقف جميلة في الحقيقة أكثر من وسائل التواصل الاجتماعي، ولا شك أننا تجمعنا بعض التجارب الحلوة مثل السفر مع بعض وتوثيق سفراتنا في سناب.
عالم الدبلوماسية جميل جداً وأستفيد بتطبيقه في حديثي وتصرفاتي
ما سر عشقك لدراسة العلوم السياسية؟
– حلمي بأن أعمل في السلك الدبلوماسي كان يراودني مند أن كنت في 14 من عمري، وبالفعل حصلت على بكالوريوس العلوم السياسية، وما زلت بنفس الاهتمام والحب لهذا المجال، لكن أخذت ماجستير في العلوم السياسية ليس لأنني أريد أن أعمل في هذا المجال ولكن لأنني أحب أن أطور وأثقف نفسي، وحاليا أدرس ماجستير آخر لكن في تخصص آخر، وقريبا سوف أناقش رسالتي، وبالتالي يكون لدي شهادتا ماجستير، الأولى في إدارة النزاع والعمل الإنساني، والثانية في العلاقات الدولية.
وأضافت:
وعندما تبحرت أكثر في فترة الماجستير كنت أكثر شهرة وقرباً من عالم السوشيال ميديا ورأيت نفسي أقرب فيه من ناحية الحرية والمساحة والمادة وكذلك عشقي للسفر والترحال، كما أن عملي هذا فتح لي آفاق التعاون وعمل المشاريع المشتركة مع الشركات.
كما أن عالم الدبلوماسية جميل جدا وأستفيد بتطبيقه في حديثي وتصرفاتي بشكل كبير، أما على صعيد الوظيفة فأفضل في الوقت الحالي وجودي بالسوشيال ميديا بشكل كبير.
ما أصعب الظروف أو التحديات التي قابلتك في مشوارك؟
اختياري بين أن أكمل في مجال التصوير أو السوشيال ميديا، في التصوير كان لدي خبرة به وأعرف كم مدخولي الشهري منه ومضمون، أما السوشيال ميديا فكان به نوع من المغامرة لأنه غير ثابت، ولا أعلم ما مدى نجاحي فيه بالمستقبل، لكني اخترت السوشيال ميديا والآن لله الحمد أحصد نتائج هذه المغامرة، التي تعلمت وما زلت أتعلم منها المزيد والمزيد.
هل تفضلين لقب مؤثرة أم لقب رحالة أم متخصصة في لايف ستايل؟
– أستطيع أن أقول إني بلوقر لايف ستايل وسفر، ولا يهم المسمى بالنسبة لي كثيرا، فما يهمني أكثر هو تعاطي الناس الإيجابي مع ما أقدمه من محتوى، بغض النظر بماذا أوصف أو بماذا يلقبونني لأنه مجرد لقب في النهاية، وأنا أعشق الغوص أكثر في تفاصيل الشخصيات ودائما أقول “الصيت يبقى.. والشهرة تزول”.
كم دولة سافرت إليها إلى الآن؟ وهل أثرت جائحة كورونا على سفرك؟
– سافرت لأكثر من ٦٠ دولة، وكان هناك تأثير كبير في بداية انتشار جائحة كورونا على نفسيتي أكثر من سفري، وكنت متعبة جدا نفسيا لولا الرياضة وأصدقائي وعائلتي، لا أعلم كيف كنت أستطيع تخطي أيام الحظر التي اعتبرها من أسوأ الأيام بالنسبة لي، خصوصا أني تعودت على الانفتاح، وفجأة لا يوجد حرية في التنقل وأصبحنا مقيدين بأبسط الأمور، وهذا الأمر نوعا ما مزعج لحر اعتاد على الحراك المستمر، أما بالنسبة للسفر فآخر سفرة قبل كورونا أو نستطيع أن نقول في بداية كورونا كانت فبراير 2020 وجلست في الكويت ما يقارب ٦ أشهر ثم سافرت شهر سبتمبر 2020، كانت مغامرة نوعا ما لأن في سبتمبر ٢٠٢٠ نادر من سافر في ظل انتشار المرض، لكني لم أستطع الصبر أكثر، وفي الفترة الحالية أصبحت الأمور أسهل وتقريبا عادت حركة الطيران إلى طبيعتها.
هل أنت من هواة السفر للمغامرات أم للثقافة أم للسياحة والموضة؟
– لست ممن يصنف كهاوية السفر، لأن بالنسبة لي كل سفرة لها (جوها أو مودها)، بعض الأحيان أفضل سفرة للاستجمام، ومرة أخرى للاستكشاف وتارة أخرى للسوق وهكذا، على حسب الوقت والجو والمدن والصحبة.
ولكن أكثر ما أفضله في وقتنا الحالي هو المشي والتجول بين أزقة المدن، واكتشاف بعض الشوارع والمباني المختلفة والعريقة وتجربة القهوة في المقاهي المختصة.
حدثينا عن المغامرات التي قمت بها؟
– قمت بالعديد من المغامرات، ففي عمر 16 عاما قفزت Bungy Jump من أعلى جسر في العالم في جنوب أفريقيا، وقمت بالركوب فوق النعامة وقيادة الطيارة وركوب zipline وقيادة الدراجات النارية في تضاريس مختلفة، وتجربة قيادة سيارات سباق Aston Martin في حلبة أبوظبي، وتجربة ركوب طيارة شراعية والسباحة على طرف شلالات فيكتوريا في زامبيا وغيرها من المغامرات التي لا يتسع المجال لذكرها.
ما الشعب الذي ترفعين له القبعة؟
– الشعب الياباني كان الأفضل بلا منازع إلى درجة الخجل، وبعض الأحيان أخجل منهم من فرط احترامهم وأدبهم ورقي أخلاقهم وكأنهم من كوكب آخر.
اذكري لنا موقفا لن تنسيه.
– حدث لي موقف أثناء تواجدي في رحلة تطوعية إلى الهند، استقللنا (توك توك) للذهاب لمعلم سياحي، ووجدنا السائق يسلك طرقا طويلة بشكل غريب، وعندما نسأله يجيبنا بإجابات غير صحيحة، ومصر على أن نذهب لمكان آخر غير الذي نريده، وانتابني القلق وارتبت من طريقته وهددته إذا لم يوقف التوك توك فورا سأقفز منه مباشرة، فلم أكن وقتها أفكر في أي شيء سوى أنني لا أعلم ماذا ينوي؟!، وفضلت القفز والمغامرة أيا كان ما سيحدث على الذهاب لمصير مجهول، وفي النهاية نزلنا وأكملنا طريقنا للمعلم السياحي، فكان بالنسبة لي هذا أكثر موقف ما أنساه.
أي رحلة تمنيت أن تطول إقامتك فيها؟
– رحلتي إلى سيشل، كانت من الرحلات التي كنت أريد أن تطول إقامتي بها، حيث كانت الزيارة الأولى لي إلى سيشل وكنت مع صديقاتي، وكانت ممتعة جميلة ببحرها وشمسها، وكنا سعداء حيث بهرتنا التضاريس في سيشل وشكل الصخور على البحر.
هل تحبين القراءة؟ وهل هناك نوعية معينة من الكتب تحبينها؟
– أحب جدا القراءة لكن للأسف عدد الكتب التي قرأتها محدود جدا، فأكثر ما أفضله الروايات السياسية ذات الطابع الاجتماعي وأحب أن أقرأ في الأدب الإيراني والأفغاني جدا، وأحب أن أقرأ لعدد من الكتاب مثل شيرين عبادي وآذر نفيسي وخالد حسيني وديفيد هاوكينز ورضوى عاشور وأليف شفق ونوال السعداوي وسيمون دي بوفوار.
لكل الرحالة طقوس خاصة بهم، فما هي طقوسك؟
– أحب الاستيقاظ مبكرا، ويهمني فقرتي الصباحية الشخصية مع نفسي، حيث إنني في بعض الأحيان أكتب إذا احتجت أني أكتب وأختلي مع نفسي قليلا وأفضل رؤية الشروق أو الغروب يوميا، على الأقل أحدهما.
هل ترفض لولوه الخطاف نوعية معينة من الإعلانات؟ وما هي؟
– أحيانا يعرض عليَّ إعلانات بعيدة عما أفضل تسويقه وبعيدة عما أحب، لا أفضل أن أسوق لشيء لا أبيعه وأكون صريحة مع أي مشروع يتقدم لي، إذا كان بعيدا عما أفضل وأركز به أعتذر، يهمني قناعتي أكثر من المادة، وأنا صادقة مع جمهوري ومن يعمل معي وأعرف أنا وفريق عملي مهاراتي ونقاط قوتي في الإعلانات تحديدا.
نلاحظ أنك دائما تتحدثين باللغة العربية فهل تتعمدين ذلك؟
– أنا شخصيا ارتاح بالعربية والكلمات تساعدني بالشرح أكثر من الإنجليزية، أتقن اللغتين ولكن لغتي العربية تخدمني بالمصطلحات أكثر من الإنجليزية وهي لغتي الأم ومن الطبيعي أن أميل للعربية أكثر، وأحسها تعبر عني أكثر، ومفهوم التحدث بأي لغة يعتمد على أريحية الشخص بكلمات تعبر عنه أكثر وما يشعر به عندما يعبر على حسب بما يرتاح له الشخص.
الحرية هي التي صنعت لولوه اليوم
ماذا عن أسرتك وتأثيرهم على حياتك؟
– أكثر ما أحبه في تعاملي مع أسرتي هو إتاحة الحرية، وأظن أن الحرية تغني عن أي مصطلح آخر، الحرية هي التي صنعت لولوه اليوم، وما زالت تصنعها.
وأضافت: الحرية لها أبعاد عديدة وليس مفهوما واحدا كما هو متعارف عليه، الحرية في التنقل، التعلم، الفكر، الاختيار في التوجه، واللباس والتعبير.
ما أكثر أمر أثرى خبراتك في الحياة؟
– التعليم المستمر، أنا دائمة التعلم، وهنا لا أتحدث عن الشهادات أو الجامعة، بل أعني التعليم الذاتي من القراءات الشخصية، المقالات والكتب والأفلام الوثائقية والفيديوهات التعليمية والدورات المختلفة..
أحب أتعلم لو يوميا أقرأ اقتباسا أو أسمع كتابا صوتيا أو بودكاست، هذا بحد ذاته إثراء كبير بحياتي، ولا شك أن مفهوم الثراء بالخبرات عميق لا يندرج فقط بالتعليم بل بالصداقات كذلك.. والتجارب المختلفة والسفر يأخذ النصيب الأكبر هنا.
أسئلة على السريع:
نهار ولا ليل؟
– نهار.
سوشي ولا مجبوس؟
– مجبوس
بحر ولا بر؟
– بحر.
راحة لندن ولا راحة الكويت؟
– الاثنين.