الفنانة العالمية سوزي نصيف: أحب أن أرى فني متحركًا ويطوف في كل مكان
هي فنانة عالمية، عشقت الرسم منذ الصغر الى أن امتهنته في العام 2014 بحرص شديد على التفاصيل الدقيقة والألوان، دمجت بين القديم والجديد، فأحيت خصوصيات الأساطير مثل بابلو بيكاسو وسلفادور دالي وفريدا كاهلو وأندي وارهول.
ممثلة في جاليري Sapphire وVentura في نيويورك ومقيمة بين بلدها لبنان والإمارات العربية المتحدة، إنها سوزي فاضل نصيف التي تواصل عرض أعمالها حول العالم.
حصلت الفنانة سوزي نصيف على جائزة فيرا لعام 2015 (لشبونة)، وجائزة اليونيسيف لعام 2015 (باليرمو)، وجائزة ليوناردو دافنشي لعام 2015 (فلورنسا)، وجائزة كازانوفا للفنون لعام 2016 (البندقية)، وشهادة التميز لعام 2017، وجائزة بالم (ميونيخ).
وفي مارس2019، دمجت سوزي بين الموضة والفن من خلال إطلاق سلسلة من القفطان وأكياس الوسائد والحقائب على أساس سلسلة من اللوحات.
من أين بدأت حكايتك مع الفن؟
− منذ صغري وأنا مدركة لتوجّهي نحو الفنون البصرية. كانت دفاتري مملوءة دائما بالرسومات المختلفة، الخطوط الفنية والألوان الحيّة. لطالما كانت لدي المتعة في إيجاد الجمال في كل شيء. أما رحلتي الفنية، فقد بدأت في العام 2006 خلال حرب الثلاثين يوما اللبنانية. كان حينها ∩الفن∪ منفاي الوحيد، لكنه كان أيضا ولادة رحلتي! أخذني الفن الى أبعاد مختلفة وبرزت لديّ الحرية المطلقة للتعبير عن نفسي من خلال الألوان، الأنسجة، الوجوه والأشكال. في النهاية، الفن أصبح كوكبي الخاص!
ما المدرسة الفنية التي تنتمي لها الفنانة سوزي نصيف؟
− أنا فنانة معاصرة مع لمسة من السريالية وأنا أفضل هذا الاندماج الفني ببساطة لأنه فن تم إنشاؤه في الوقت الحاضر، لكن الجزء الرئيسي هو أنه يحتوي على مزيج من الخيال والأفكار والأحلام والواقع. في الفن المعاصر، يمكننا أن نرى نمط الفن الحالي مع نهج قديم مع خيال فريد ومستقبلي. يتيح ذلك للمشاهد التفكير بنفسه ويفتح له مجالا لملء الفجوات المفقودة والانخراط في سرد جديد قد يثيره العمل وبالتالي خلق حوار ومسؤولية جديدة وملكية أساسية جديدة للفكرة.
يمكن أن أكون مثل شهرزاد، راوية قصص، حيث إن كل لوحة هي عبارة عن حكاية حول الناس والزمن، هي ولادة فصل فريد وجديد؛ فنّي ليس فنا سيرياليا أو واقعيا أو أي مدرسة فنية أخرى؛ بكل بساطة، فنّي هو ∩Συζισμ∪.
أعشق الرموز القوية التي خلقت تاريخًا ذهبيًا في أزمنة مختلفة
تعلمت من كوكو شانيل وسوبر مان الكثير
لماذا اخترت هذه الشخصيات للتعبير عنها؟
− ∩تخطفني∪ وبكل سعادة هذه الرموز القوية التي خلقت تاريخًا ذهبيًا في أزمنة مختلفة. هذه الرموز هي مصدر إلهام كبير لى على جميع الأصعدة.
على سبيل المثال، كانت كوكو شانيل أول امرأة تدخل التغيير على عالم الموضة خاصة أنه كان لها تأثيراً كبيراً على النساء كما على الرجال؛ لها خطوة كبيرة في هذا المجال إذ ساعدت على إظهار المساواة بين الرجل والمرأة.
هي تقول: ∩الموضة لست في الفساتين فحسب، الموضة تتجلى في السماء، في الشارع.. الموضة ترتبط بالأفكار وطريقة عيشنا؛ هي كل ما نعيشه ويحدث لنا∪.
وأنا أقول: ∩الفن ليس ما نراه على اللوحات فحسب، إنما هو يتجلى في السماء، في الشارع… الفن يرتيط بالأفكار وطريقة عيشنا؛ هي كل ما نعيشه وأكثر∪.
علمني سوبرمان هذا منذ الطفولة: ∩لا تخلق الروعة إلا من خلال مواجهة الخوف والمخاطر والفشل∪. وكان لذلك تأثير كبير في رحلتي الفنية كفنانة عصامية.
حددت فريدا كاهلو تميزها بدون اعتذارات أو قيود. هي حتى يومنا هذا قدوة كبيرة للعديد من الفنانات بالنسبة لي، هي العرّابة.
ألهمني سلفادور دالي شخصيًا التفكير بطريقة مختلفة تماماً عن السابق
سلفادور دالي، ملك السريالية، هو لغز؛ وبعد زيارة منزله في كاداكيس، عشت الدهشة، كان شيئا عظيما. ألهمني دالي شخصيًا التفكير بطريقة مختلفة تماما عن السابق، وغيرهم الكثيرون.
وكيف اتجهت الى الأزياء؟
− بدأت الفكرة في البداية خلال افتتاح معرضي الفني في نيويورك. كنت أرتدي حينها زيا من تصميمي الخاص ولاحظت وقتها أن هذا الزيّ أثار اهتماما كبيرا بين الحاضرين. منذ ذلك الحين، قررت أن أحمل إلهامي الفني وأتخطى اللوحات الجدرانية وأن أقرّبه أكثر الى حياة الناس. يجب الاحتفال بالفن بكل طريقة وأسلوب. يجب أن يرتديه الناس في حياتهم اليومية، أن يسافروا ويعيشوا معه وأن يختبروا معه الخبرات والمشاعر المختلفة.
هنا، يصبح الفن أكثر شخصية وحميمية.
أحب أن أرى فني متحركا؛ أحب أن أراه يمشي، يرقص، يجلس ويطوف في أي مكان، كما لو كان حياة وليس مجرد تحفة أو قطعة ديكور في منزل فاخر. بدأت مجموعة فردية حصرية من قطع لباس فنية تحمل عنوان ∩الولادة∪، وقد قدمت هذه المجموعة طرازا فنيا فريدا تمّ إطلاقها في مارس 2019.
الكيمونو هي قطع ألبسة فنية رشيقة، شعرية ومريحة
ما أسباب اختيارك لأزياء الكيمونو بالتحديد؟
− هناك سببان وراء هذا الاختيار: الأول هو شغفي وانجذابي لثقافة الكيمونو اليابانية وفي خزانتي الشخصية البعض من هذه الأزياء. أما السبب الثاني هو بسبب روعة انعكاس فني على هذه الأزياء، كما لوكانت رسومات حريرية. الكيمونو هي قطع ألبسة فنية رشيقة، شعرية ومريحة.
رغم أن اللوحة الفنية تعد ملعبك المفضل، ولكن هل تساعد هذه الأزياء في نشر رسالة الفنان أسرع من لوحاته؟
− أنا بالأصل فنانة وستبقى لوحاتي قلب وروح إلهامي الفنّي ورسالتي الأساسية. أما التفكير في أخذ فنّي أبعد من اللوحات وفي اختبار نوع أخر من الأقمشة، فهو بالنسبة لي نافذة آخرى تفسح المجال أمام جمهور أوسع ليصله ولو جزءاً من هذه الرسالة، ليتفاعل معه عن قرب وليكون انعكاسا لمشاعرهم وحالتهم النفسية، بالطريقة نفسها حينما بدأت بتحضير أزيائي الخاصة.
بما أن الفنّ هو ذو طابع شخصي، فإن كل قطعة هي انعكاس للحالة النفسية الشخصية.