
هي واحدة من مبدعات الوطن العربي، عشقت الكتابة المسرحية، وأعطت لها وقتا وجهدا، تسعى إلى نهضة مسرحية في السعودية ومسرح يحترم عقول الجمهور ويلتزم بالنص.. كاتبة متعددة المواهب فهي روائية ولديها تجارب جيدة في كتابة السيناريو، مسيرتها الأدبية حافلة بأعمال مسرحية وروائية تجعلها في مصاف المبدعات المتميزات، طموحها ليس له حد، إنها الكاتبة المتميزة سحر بحراوي التي استضافتها «أسرتي» على صفحاتها من خلال هذا الحوار، وإليكم التفاصيل:
أيها أقرب لك الكاتبة الروائية أم الكاتبة المسرحية أم السيناريست؟
- عشقي الأول والأبدي هو المسرح، وأجد فيه نفسي، وأشعر بأنني أحلق في فضائه وأنا أكتب في المسرح، ثم تأتي بعده الرواية، ثم السيناريو خاصة وإن كان هناك فريق عمل يساعد على إنجاز العمل، لكن بالنهاية عشقي الأول والأخير هو المسرح.
قررت اعتزال الحياة الوظيفية والتفرغ تماماً للكتابة
هل استطعت التوفيق بين حياتك الوظيفية والكتابة التي تحتاج إلى تفرغ وجهد ووقت كبير؟
- أنا دائما في عمل، عملي يستمر من ثماني إلى تسع ساعات متواصلة، وأقوم بعمل ورشات الكتابة وإطلاق الإبداع، لذا لم يكن لدي وقت للكتابة، رغم أن هناك أشخاصاً مبدعين يعملون من التاسعة صباحا حتى الخامسة بعد الظهر، وبعدها يمارسون الكتابة، ولكن الكتاب دائماً يختلفون عن بعض، والكتابة تحتاج إلى تفرغ تام لذا قررت اعتزال الحياة الوظيفية، والتفرغ تماما للكتابة، وهذا ما حدث منذ خمس سنوات، وطبعاً وجدت فرقا كبيرا بعد أن تفرغت للكتابة، وتبين لي أن الكتابة لا تحتاج إلى وقت فقط، بل أيضا إلى صفاء ذهني وأخذ راحة من الانغماس في مشاغل الحياة ومشاكلها.
أي أعمالك الأدبية الأقرب إلى قلبك؟
- مسرحية ساعة أمل ورواية همسات مرآة، الأقرب إلى قلبي، وكانت هذه الأعمال هي حصيلة إبداعي بعد وصولي لمرحلة النضج في الكتابة، وهي حصيلة سنين وتجارب شخصية وفهم للحياة، أحسست أنه كان جزءا من النضج وجزءا من العلاج النفسي.
هل دراستك لعلم النفس ثم حصولك على الماجستير في التسويق كان داعما لك في رحلتك مع الكتابة؟
- تخرجت في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ودراستي لعلم النفس كانت أساسا لما أنا فيه اليوم، لأن هذا التخصص أساس لعلوم كثيرة كعلم التسويق، والسلوك الإنساني الذي هو محور كل الأعمال الأدبية، والناس تكتب لتعبر عما بداخلها، ونحن نتابع الأعمال الفنية كنوع من التجربة الإنسانية، حيث نتعرف على أنفسنا وما بداخلنا من خلال أبطال القصة أو الرواية، علم النفس كان النواة التي انطلقت منها كل أعمالي الأدبية، وعندما درست التسويق وجدت أن هناك ما يسمى بفنان تحت الظل، وفي ذلك في الوقت الذي لم يكن في بلدي السعودية مسرح كامل مفتوح، فاخترت التسويق كمجال مفتوح للإبداع والكتابة، فالعمل بالتسويق كان جزءا لي كفنانة تحت الظل.
ما الطقوس الشخصية في الكتابة التي لا تتخلى عنها سحر بحراوي؟
- الطقوس التي تعرفت عليها مؤخرا فترة المرض، حيث كنت أقضي وقتا كبيرا وحيدة، والإنسان من أجل أن يكتب ويبدع لا بد أن يكون بداخله العقل المبدع، يكون مبسوطا، وحتى يكون مبدعا لا بد من ذهن صاف، ويكون لديه وقت، ولذلك أصبحت لدي طقوس أقومها قبل الكتابة مثل ممارسة الرياضة أو المشي، المهم أن أقوم بشيء إبداعي قبل أن أبدأ بالكتابة.
كيف استطاع العنصر النسائي من الكاتبات السعوديات أن يضعن أقدامهن داخل السعودية وخارجها؟
- بالنسبة لنا كسيدات سعوديات نكتب في مواضيع المرأة والنسوية، وصارت الحكومة مؤخرا تقدم لنا دعما غير نهائي، حتى جعلتنا لا نقوم بأي شيء، ولا نفكر في شيء سوى الكتابة، بحيث نكتب في موضوعات يختارها صوت المرأة، سواء كانت مطلقة أو أرملة، والصعوبات التي تواجه المرأة، مع تخصص كل كاتبة في موضوعات معينة، وفي مرحلة محددة، واستطعنا الحمد لله أن نضع بصمة.
طموحي هو غرس وبناء صناعة المسرح في بلدي
حدثينا عن طموحاتك المستقبلية وماذا في أجندتك الأدبية؟
- بالنسبة لي، لدى أجندة تحمل مفردات حياتي يوما بيوم، وكل يوم يمر لا بد أن أكتب شيئا جديدا، وأتمنى أن أكتب أكثر في المسرح عشقي الكبير كما أسلفت، ومن المقرر أنه في العام المقبل لي مسلسل، لكن تركيزي الأكثر في المسرح.
بمناسبة مسرحية ساعة أمل ماذا يمثل المسرح في حياتك؟
- نجاح مسرحية ساعة أمل بهذه الدرجة الكبيرة أعطاني تفاؤلا شديدا، وأثبت لي أن الجمهور يريد عملا فنيا يجمع بين القيمة الأدبية والترفيه، ووجدت نهضة كبيرة ووعيا للجمهور الذي يحضر مسرحا للثقافة والترفيه، وهذا الذي أحاول أن أقوم به، وطموحي هو غرس وبناء صناعة المسرح في بلدي، لأن المسرح يمثل الأداء والكلمة، وهناك مفاهيم كثيرة يتم تصحيحها داخل هذا القطاع مثل احترام النص واحترام عقلية الجمهور وعدم الخروج عن النص.
«آمنة» رواية عزيزة
على قلبي
«آمنة» أمل كل يائسة من حياة كريمة، هل كان وراء رواية آمنة شخصية حقيقية؟
- رواية آمنة رواية عزيزة على قلبي، وهي ضرب من الخيال، والرسالة كانت موجهة لنبذ العنف الأسري، لأنه ظاهرة سيئة في المجتمعات كلها، وقد تزامن صدور هذه الرواية مع حدث إسقاط الولاية.
حدثينا عن المكالمة الهاتفية التي دارت بينك وبين الوالدة، وحملت لك مصادفة لم تخطر لك على بال.
- المحادثة التي كانت بيني وبين أمي أنها أخبرتني بمرضها، كان عندها ورم، فقلت لها وأنا كذلك عندي ورم، والمحادثة كانت بالنسبة لي لما أخبرتني أنها مريضة سالت مني الألم والعبء، وشعرت بأن هذه المكالمة سيأتي بعدها حدث سيغير مجرى حياتي إلى الأفضل.
200 يوم علاج وألم وترقب وأشعة.. هل هانت الدنيا في نظرك عندما مررت بتجربة الإصابة بالسرطان؟
- بعد المرض تعودت كيف يتعامل الإنسان مع الأزمات، والمصيبة التي خرجت بها بعد أزمة المرض هي إدارة التوقعات، أو أني أتوقع أن أحملها في هذه الدنيا فوق ما تستحق. وأصبحت إنسانة تعيش اليوم بيومه.
رواية «همسات مرآة» ولدت من رحم الألم أم الأمل؟
- رواية همسات مرآة بدأ مخاضها من الألم، وانتهت عند الأمل، والعنصر الأدبي في الرواية هو التحول في الشخصية، فلا بد أن تبدأ في بداية الرواية بشيء، وتنتهي في آخر الرواية بشيء آخر، ففي بداية الرواية متألمة، وفي آخر الرواية متفائلة وسعيدة.
الشخص حينما يعيش يوماً بيوم يكون سعيداً
حدثينا عن همساتك لنفسك منذ أن علمت بالمرض إلى أن تم العلاج بفضل الله.
- همساتي لنفسي كانت دائماً أن هذا موقف وبإذن الله سأتخطاه، وهذه الهمسات هي التي جعلتني سعيدة، وأن الشخص حينما يعيش يوما بيوم يكون سعيدا.