بتصميمات تنبض بالحيوية والإبداع.. RIANNA & NINA تعيدان الروح إلى الخامات العتيقة
كلتاهما تعشق اقتناء الأنتيكات والخامات العتيقة وأزياء المصممين التي عفى عليها الزمن
اريانا كونو» و«نينا كون» مصممتا أزياء عالميتان اشتهرتا بقوة في النصف الأول من الألفية الثالثة بفضل تصميماتهما الفريدة التي تنبض بالحيوية والإبداع، حيث جمعتهما هوايات مشتركة خدمت دار الأزياء الخاصة بهما، فكلتاهما تعش اقتناء الأنتيكات والخامات العتيقة وأزياء المصممين التي عفى عليها الزمن وباتت من مخلفات الماضي، ولا تزال تباع كملابس مستعملة في الأسواق والمحلات المخصصة لبيع ما يعرف بـ «الفنتاج».
هذا العشق الذي جمع بين المصممتين اللتين اعتادتا الالتقاء من خلال المعارض والمزادات هو ما شجعهما على بلورة تلك الهواية وتحويلها إلى دار للأزياء سميت لاحقا باسميهما، حيث قدمت كل منهما كل ما لديها من خبرات وحب للأعمال الفنية على شكل تصميمات يدوية فريدة تناسب السيدات اللاتي مللن من أزياء التجزئة التي تملأ الأسواق بموديلاتها المتكررة وخامتها المتواضعة.
السبب الرئيسي لإنشاء دار الأزياء الخاص بهما حبهما للأوشحة الأنيقة المبدعة التي قدمتها هيرميس في خمسينيات القرن الماضي
وأرجعت المصممتان السبب الرئيسي لإنشاء دار الأزياء الخاص بهما إلى حبهما للأوشحة الأنيقة التي تتميز بلمسات فنية مبدعة كتلك التي كانت تقدمها دار هيرميس للأزياء في الخمسينيات من القرن الماضي، وأضافتا أنهما تمكنتا من توظيف بعض تلك القطع في أزياء وتصميمات تخدم المرأة، وترفع شعاراً مفاده أن “الكثير قليل”.
وقد اعتمدت المصممتان في تنفيذ تصميماتهما اليدوية ذات البصمة الفريدة الواضحة لكل محبي الموضة والأزياء على مجموعة من الحرفيين المدربين جيداً على هذا النوع من الأعمال الصعبة لتكون النتيجة هي إطلاق أزياء فنتاج من منظور عصري استخدمت فيه الإيشاربات والأوشحة العتيقة والنادرة التي اقتنتاها خلال أسفارهما المتواصلة.
وعلى الرغم من الشراكة التي جمعت بين المصممتين في الدار، إلا أن المصممة “كونو” تعتبر هي العقل الفني الإبداعي المدبر والمحرك للدار، ليس فقط بسبب موهبتها التي لا تشبه أحداً بمن فيهم كبار مصممي دور الأزياء العالمية، ولكن أيضا بسبب خبرتها التي تعدت 35 عاما في مجال الأنتيكات والخامات العتيقة، فهي واحدة من أشهر وأفضل خبراء العالم في مجال جمع المقتنيات القديمة وشراء أزياء المصممين العتيقة، بالإضافة إلى ذلك خلفيتها الفنية والأكاديمية في تاريخ الموضة وتصميم ملابس الأفلام والمسرح، والقدرة على البحث عن أزياء وإكسسوارات فريدة من نوعها.
كل تلك الخبرات المتنوعة استطاعت كونو أن تترجمها على هيئة تصميمات تنبض بالألوان الصارخة المبهجة والنقوشات المتنوعة التي أبدعت في مزج بعضها ببعض بمنتهى الحرفية والإتقان لتقدم مجموعات من الموديلات العملية المريحة التي تجمع بين روح العصر المطلوبة وبين فخامة الماضي المتمثلة في الخامات العتيقة التي تم معالجتها بشكل جيد واستخدامها بمنتهى الأريحية سواء في موديلات الكيمونو اليابانية أو الفساتين والسراويل الفضفاضة المطرزة يدوياً.
وتصف صحافة الموضة المتخصصة أزياء دار “ريانا ونينا” بأنها مثل “الخلطة العجيبة التي توصلت إليها المصممتان وانتبهت لها محلات كثيرة تريد استقطاب زبونات آسيا ومنطقة الشرق الأوسط”. وأضافت أن هذه الخلطة تراعي ثقافة عالمية عصرية تعشق الألوان المتوهجة والرسمات الصاخبة المطبوعة على الأقمشة العتيقة لتكون النتيجة دائما منعشة وخفيفة على النظر.
وكانت دار جوتشي للأزياء من أولى الدور التي استلهمت فكرة “الكثير قليل” المعتمدة على الألوان الصاخبة والنقوشات الصادمة والموديلات البسيطة من “ريانا وتينا” وروجت لها تحت عنوان “الماكسيماليزم”، ليلحق بها لاحقا عدد من دور الأزياء الأخرى، ولكن كلا بطريقته وأسلوبه الخاص، ومن بين تلك الدور “بوتشي” و”إيرديم” و”ماريا كاترانزو”.
وتقول بعض المقالات الخاصة بالدار إن المصممتين نينا وريانا انتبهتا إل قوة تأثير الألوان الفاتحة والرسمات الصاخبة على المزاج العام للشخص، والذي قالتا إنه يشبه ذلك الذي يشعر به الأطفال عندما يفتحون عيونهم لأول مرة أو هم في سن التكون.
وعلى الرغم من أن عمر علامة “ريانا ونينا” التجارية لم يتعد تسع سنوات حتى الآن، إلا أنها استطاعت أن تصل إلى العالمية خلال فترة وجيزة من الزمن، حيث تأسست في عام 2014، وكان بدايتها في بوتيك صغير بأحد شوارع مدينة برلين الألمانية لتتوسع تدريجياً في مختلف بقاع الأرض؛ بسبب تنوع أزيائها التي جذبت مناطق جغرافية كانت منسية لعقود طويلة من قائمة الأزياء التي تعرضها دور الأزياء العالمية على منصات أسابيع الموضة المتنوعة، ومن بينها منطقتا الشرق الأوسط وآسيا، حيث كانت بديلاً أنيقاً للعباءة والكيمونو.
العلامة افتتحت أول متجر عالمي لها في باريس.. وهو ما عرضت فيه والدة ريانا مجوهراتها الفريدة قبل 25 عاما!
وكانت الدار قد أعلنت في بداية عام 2022 عن افتتاح أول متجر عالمي لها في العاصمة الفرنسية باريس، بحيث تتاح لعشاق تصميماتها فرصة انتقاء التصاميم المصنوعة من الأقمشة المعتقة الفاخرة التي تم اختيارها من أرشيف الماركة.
وتقول ريانا إن لهذا المتجر تحديداً مكانة خاصة في قلبها، حيث سبق أن عرضت فيه والدتها مجوهراتها الفريدة قبل 25 عاما.
ويعرض المتجر الجديد أيضا تصاميم مختارة من مجموعات الملابس الجاهزة، والإكسسوارات المنزلية، والحقائب والإكسسوارات، التي تم اختيارها خصوصا له.