بعضها أثار الإعجاب والتقدير الدراما الرمضانية.. قضايا حساسة وسقوط الكبار في العنف!

شهد الموسم الرمضاني الماضي عددا من المسلسلات المهمة التي أثارت جدلا كبيرا، وناقشت موضوعات غاية في الحساسية وهي مسكوت عنها في الدراما العربية منذ زمن بعيد، وحظيت هذه المسلسلات بمشاهدات كثيرة وإذا كان البعض حاول أن يناقش قضايا حياتية تهم المجتمع، فإن البعض ومنهم نجوم كبار سقطوا مع الأسف في دائرة دراما البلطجة في الشوارع، وعزفوا على نغمة نشاز في محاولة لإثبات النجاح، لكن الجمهور الواعي أصبح يدرك تماما، ويُفرق بين العمل التجاري والعمل الاجتماعي الإنساني، وسنتعرض لعدد من الأعمال الدرامية في وقفات سريعة لاستعراض أهم ما قدمته من قضايا حساسة وأداء لفنانيها:
دنيا سمير غانم تتحدى الصعوبات وتبدأ حياة جديدة بعد أن تخلى الجميع عنها في «عايشة الدور»
تخطو دنيا سمير غانم بثبات نحو النجومية بعد أن بدأت تحصل على بطولات درامية وسينمائية في السنوات الأخيرة، حيث قدمت هذا العام مسلسل “عايشة الدور”، وهو من الأعمال الجميلة الناعمة، الذي تلعب دور البطولة فيه الفنانة دنيا سمير غانم، ويدور حول قصة أم تعكف على تربية طفلها وابنتها المراهقة وتشعر بالوحدة، وأن كل من حولها تخلوا عنها.
ويناقش المسلسل فكرة أساسية على مدار 15 حلقة، وهي عدم وجود سن محددة للحب، بل إن كل لحظة في حياة الشخص تصلح لأن تكون بداية جديدة، وذلك من خلال عرض قصة الأم “عايشة” التي تهتم بتربية ابنيها، وتتميز بكونها خدومة ومحبة للجميع، لكنها منسية دائمًا ممن حولها، وتتوالى الأحداث لتشهد التحاقها بالجامعة بدلا من ابنة شقيقتها، ومن ثم تعيش حياة مزدوجة تجمع بين كونها أما مثالية وطالبة جامعية منطلقة، قدمت دنيا واحدا من أجمل أدوارها، واستطاعت أن تلمس القلوب، وتكسب تعاطف المشاهدين معها عبر أداء متوازن بعيدا عن الافتعال أو المبالغة ليحقق العمل نجاحا جيدا ويفرض نفسه وسط كم الأعمال الدرامية الكثيرة.
محمود حميدة صاحب دار الأيتام يدفع الشباب إلى احتراف السرقة في «ولاد الشمس»
شارك الفنان والنجم محمود حميدة في الدورة الرمضانية هذا العام بشخصية “مجدي” صاحب دار للأيتام ضمن أحداث مسلسل “ولاد الشمس”، حيث يشرف مجدي على ولعة (أحمد مالك) ومفتاح (طه دسوقي) اللذين نشآ في الدار، ويكشف لنا المسلسل عالم أطفال الشوارع ودور الأيتام من خلال “ولعة” و”مفتاح” اللذين تمردا على هذه الحياة بعد إجبار مدير الدار لهما على احتراف السرقة، لكن ينجح مجدي في إدخالهما إلى عالم السرقة وتنشأ بينهما صراعات كبيرة. العمل تميز بالأداء التمثيلي الجيد مع إظهار الحالات المختلفة للأبطال على المستويين النفسي والجسدي، وأبدع فيها كل من محمود حميدة بخبراته التمثيلية العالية، وكذلك أحمد مالك، وطه الدسوقي، وهما نجمان قادمان بقوة إلى الساحة الفنية، مسلسل “ولاد الشمس” ينتمي إلى نوعية أعمال الـ 15 حلقة، وهو من تأليف مهاب طارق وإخراج شادي عبد السلام.
«جودر 2» فقد بريقه ومكي ودّع النجاح في «الغاوي»
وفشل مسلسل “جودر 2” بطولة ياسر جلال، وياسمين رئيس، ونور اللبنانية في أن يحافظ على نجاحه الذي حصده العام الماضي عبر عالم الأساطير في المأخوذ عن “ألف ليلة وليلة” للمؤلف أنور عبدالمغيث، وربما حافظ فقط على الإبهار في التصوير البصري، لكن الحلقات باتت فارغة من الحدث الدرامي، وإن اجتهد الفنانون في أداء أدوارهم.
وواصل مسلسل “أشغال شاقة جدا” لهشام ماجد، وأسماء جلال، ومصطفى غريب نجاحه وتميزه، وجاء كأفضل مسلسل كوميدي لهذا العام، ولم يعتمد خلاله فريق العمل على الإفيهات اللفظية، ولكن غرابة المواقف التي يوضع فيها الأبطال وتتفجر منها كوميديا الموقف واختيار نماذج وشخصيات قادرة على الإضحاك دون افتعال، مثل مدينة الخادمة النيجيرية التي تتمتع بضخامة الجسم لتقدم لنا مواقف غاية في الكوميديا ببساطة وتلقائية، وغيرها من الشخصيات التي أضيفت إلى المسلسل، فحقق نجاحه الكبير.
«لام شمسية» يثير الجدل باقتحامه عالم التحرش بالأطفال القضية المسكوت عنها
من الأعمال المهمة التي شهدت متابعة قوية مسلسل “لام شمسية” الذي جاء في 15 حلقة، بطولة أحمد صلاح السعدني، وأمينة خليل، ومحمد شاهين، وصفاء الطوخي، وناقش قضية خطيرة صادمة للمجتمع، وهي التحرش الجنسي بالأطفال، وهي قضية حساسة نجح المخرج كريم الشناوي في استعراضها، دون أن يسقط في الابتذال أو الخطابة أو النصائح أو الشعارات، ولكن بموضوعية ومسؤولية، وأصابنا بحالة من الشغف والتوتر طوال الحلقات.
واقتحم مسلسل “منتهي الصلاحية” عالم المراهنات الإلكترونية التي غرق فيها الشباب في الآونة الأخيرة، وتهدد المجتمع في مقتل، واستطاع محمد فراج أن يقدم دوره باحترافية عالية، وهو يتقدم نحو النجومية بثبات عاما بعد آخر، وكان الجميع ينتظر من أحمد مكي بعد النجاح الكبير الذي حققه في أجزاء مسلسل “الكبير قوي” أن يقدم عملا على المستوى ذاته، إلا أنه في”الغاوي” قدم البطل الشعبي بشكل جيد في الحلقات الأولى الغاوي تربية الحمام، لكن مع توالي الحلقات انحرف إلى الأكشن، وشغل العصابات بحثًا عن الساعة الأثرية، ولم تكن التونسية عائشة بن أحمد في أفضل حالاتها.
والأعمال كثيرة، ونكتفي بهذا القدر، لكن على النجوم الكبار التوقف عن أعمال دراما البلطجة كما حدث في “العتاولة”.