بيوت داخل أخطر كهوف وتحت الأرض ومبنى معلق في الهواء أغرب وأخطر الأماكن التي يسكنها البشر.. حول العالم

هل تصدق أن شخصًا قد يسكن شجرة لمدة عامين؟ أو يعيش سكان مدينة في كهوف بالعصر الحالي؟ قد تكون أغرب الأماكن التي يسكنها البشر صعبة التصديق، لكنها موجودة بالفعل في دول مختلفة حول العالم، وبين الكهوف والأشجار والحفر في باطن الأرض، يسكن الناس في أماكن غريبة وخطيرة، لكونهم اعتادوا عليها وأصبحت جزءًا من حياتهم، أو يختار البعض أن يذهب في زيارات سياحية لأماكن غريبة لتجربة أمور غير معتادة.
السكن تحت الأرض في أستراليا
في مدينة كوبر بيدي – Coober Pedy بالقرب من وسط أستراليا يعيش ثلث السكان في بيوت تحت الأرض، حيث توجد المساكن والمتاجر والفنادق والصالونات وحتى دور العبادة، المدينة في الأصل معروفة بكونها غنية بالمعادن، وخاصة معدن الأوبال، وهو أحد الأحجار الكريمة الثمينة، ويعمل السكان في المنطقة على استكشاف هذه المعادن وبيعها لكسب المال، ولأن المنطقة تتميز بطبيعتها الصحراوية وجوها الشديد الحرارة والجفاف، لجأ السكان إلى حيلة من نوع خاص لتفادي هذه المشكلة.
وفي كوبر بيدي، يحفر الناس منازلهم في الجبل، وبعضهم يكون لديه شقة مكونة من ثلاث غرف نوم محفورة عميقًا في تل.
وتُوفر هذه المنازل المعزولة تمامًا درجة حرارة مريحة طوال العام، وتمتد بعض المنازل ذات الطراز الفخم على مساحة تصل إلى 450 مترًا مربعًا تحت الأرض.
العيش في كهوف بـ «كابادوكيا»
في شرق الأناضول بوسط تركيا يقع إقليم كابادوكيا، وهي منطقة من طراز جغرافي خاص، إذ تشكلت على هضبة واسعة بفعل تراكم الرماد والحمم البركانية منذ ملايين السنين، المنطقة التي يقصدها الكثير من السياح من حول العالم، تعرف أيضًا بمدن الكهوف التي عاش فيها السكان والبشر منذ آلاف السنين، التشكيل الجيولوجي للمنطقة من الحجر الرملي الناعم سهّل على السكان المحليين حفر الكهوف الكبيرة لبناء منازلهم الخاصة بداخلها.
ونظرًا لطبيعتها الفريدة، صُنفت كابادوكيا منذ عام 1985 باعتبارها من مواقع التراث العالمي من قبل اليونسكو.
فتاة تسكن شجرة لـ 738 يومًا
في عام 1997 قررت إحدى الشركات الأميركية في ولاية كاليفورنيا قطع الأشجار في إحدى الغابات العتيقة بالمنطقة، التي يبلغ فيها عمر الأشجار لما يصل إلى ثلاثة آلاف عام، وذلك لاستخدام الأخشاب في صناعات الأثاث، واعتراضًا على نشاطات الشركة، قررت الناشطة البيئية، جوليا هيل، التي كانت تبلغ من العمر 23 عامًا، تسلق إحدى الأشجار القديمة في الغابة والسكن بها، وعزمت ألا تغادرها حتى تمتنع الشركة عن أنشطتها.
ولمدة عامين ظلت جوليا تسكن فوق الشجرة تحاول منع الشركة من تنفيذ خطتها بقطع أشجار الغابة، حتى تمكنت في ديسمبر من عام 1999 من التوصل لاتفاق متبادل لحماية الأشجار في المنطقة، في مقابل أن تدفع هيل والناشطون من زملائها ممن ساعدوها تعويضًا عن الخسائر للشركة الأميركية.
قرية بين الصخور في تونس
تتميز قرية “مطماطة” في الجنوب الشرقي لتونس بكونها منحوتة في صخور الجبال ومحفورة كي تقي السكان من حرارة الصيف، وكذلك برد الشتاء القارس، وتتكون البيوت في قرية مطماطة من حفرة كبيرة واسعة أرضيتها منبسطة تمثل فناء البيت الذي تطل عليه الغرف المحفور في الصخر التي تحيط بهذا الفناء من كل الاتجاهات.
وبحسب موقع العربية نت يستخدم السكان ممرات تحت التراب للتنقل، كما أن الوصول إليها واكتشاف الحياة داخلها لا يمكن أن يتم إلا باستخدام سلالم، ووفق الروايات الرائجة حفر أهل القرية القدامى بيوتهم تحت الأرض بهذا الشكل، حتى لا يراهم أحد، ويختفون عن أعدائهم من القبائل الأخرى.
ما زاد شهرة القرية عالميًا، وجعلها مقصدًا للسياح، أن في هذه القرية بعام 1970 صُور فيلم حرب النجوم الشهير.
بلدة بأكملها.. تحت سقف واحد!
في بلدة ويتيير-“Whittier” إحدى البلدات النائية الواقعة جنوب غرب ألاسكا يعيش ما يقرب من جميع سكان، والبالغ عددهم ما يزيد عن 200 نسمة، تحت سقف واحد مكون من 14 طابقًا! يضم المبنى الذي يجمع سكان البلدة، وكان في السابق ثكنة عسكرية، أيضًا مكتب بريد وقسم شرطة وعيادة صحية وكنيسة ومغسلة، ويمكن أن يصل عدد السياح السنوي للمنطقة الغربية إلى 700 ألف، معظمهم خلال أشهر الصيف التي تشرق فيها الشمس بشكل شبه دائم عندما تصبح البلدة بوابة إلى مضيق الأمير ويليام.
ومن الداخل يبدو المبنى مثل أي مجمع سكني ضخم في مدينة كبيرة، ويشكل الانتقال بين مرافق المدينة، كما التنقل بين طوابق المبنى باستخدام المصعد فقط. غالبية السكان في المدينة الصغيرة يعملون في صيد الأسماك والترفيه والسياحة، ويقولون عن عزلتهم “إنهم يعيشون جميعًا مثل العائلة”.
زيارة سياحية للمعبد المُعلّق في الصين
يقع المعبد المعلق على جبل هنغشان قُرب جبل هينج في مقاطعة هونيوان في مدينة داتونغ في محافظة شانشي الصينية، وهو مُعلّق بشكل خطير على جرف شديد الانحدار، مع هاوية عميقة في أسفله، المعبد يقع على ارتفاع 80 مترًا فوق سطح الأرض، أو ما يعادل ارتفاع 30 طابقًا، أُدرِج المعبد كأحد أكثر 10 مبان خطورة في العالم، ولديه عدة أقسام من الممرات للوصول إليه تدعمها أعمدة خشبية حمراء، وفوق الممر، يقف أكثر من 40 جناحًا بأحجام مختلفة معلقة في الهواء.
بُني المعبد عن طريق حفر ثقوب في جانب الجرف، حيث ثُبِّتَت الأعمدة التي تحمل المعابد.. ويرجع تاريخ المعبد المُعلق لعهد أسرة “وي الشمالية” (386-534) والمعروف باسم “المعبد في السماء”، ويُعد من أغرب الأماكن التي تستقطب السياح إليها، وبسبب موقعه البعيد نسبيًا، كان الدير المعلق بمنزلة نزل سياحي – محطة استراحة للمسافرين.