أخبار فنيةفن

ثلاث نساء يحققن المعجزة.. مع أنهن سمراوات!

عزيمة النساء الثلاث، وقوة إرادتهن، لتسليط الضوء على موضوع العنصرية

الفيلم الأميركي (Hidden Figures) أو أرقام مخفية أو شخصيات مطموسة يحكي سيرة ذاتية حقيقية مستمدة من كتاب «أرقام مخفية» للكاتبة مارجوت لي شيترلي بأحداث حقيقية، والشخصيات كلها حقيقية، باستثناء شخصية آل هاريسون (الرائع كيفن كوستنر)، وشخصيته عبارة عن مجموعة شخصيات حقيقية مركبة. الفيلم أو القصة يوظف عزيمة النساء الثلاث،

وقوة إرادتهن، لتسليط الضوء على موضوع العنصرية، والتحيز الذكوري ضد النساء في الثقافة الأميركية في منتصف القرن العشرين وتحديدا فترة الستينيات. الفيلم سيناريو وإخراج تيودور ملفي ومن بطولة أوكتافيا سبنسر، تاراجي بيندا هينسون، جانيل موناي.

تدور أحداث القصة حول حول عالمة الرياضيات كاثرين جونسون وزميلتها دوروثي فون، وماري جاكسون العقول المدبرة الثلاثة وراء الإطلاق التاريخي لرائد الفضاء جون جلين، ليصبح أول أميركي يدور في مدار الأرض عام 1960، وقد تمكنت هؤلاء النساء الثلاث السمراوات اللاتي من أصول أفريقية من النجاح في هذه المهمة بوكالة ناسا الفضائية وبالتالي من حفر أسمائهن في التاريخ المشرف لكل امراة خاصة السمراء في مجتمع مازال يتعامل معهن بأسلوب ومستوى يختلف عن التعامل مع المرأة البيضاء!

ولعل هذا ما يكشف عنه الفيلم بأحداثه الجميلة الواضحة وقد رشح ونال العديد من الجوائز..فهو فيلم يحكي بعذوبة وجمال قصة هؤلاء النسوة الثلاث مع العلم والإنجاز والنجاحات والإحباطات من مجتمع قد لا يعترف بقيمتهن الكاملة!

حيث تدور الاحداث أو تبدأ بثلاث نساء واقفات في منتصف الطريق بانتظار أن تنتهي «فون» من إصلاح عطلٍ في السيارة. فيتوقف ضابط ليتحرى عن المشكلة، وعندما يعلم أنهن موظفات في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) يتحمس عندما تنتابه المشاعر الوطنية بأحقية أميركا في تصدّر سباق غزو الفضاء على حساب الروس في ذلك الزمن،

ويقرر أن يرافقهن بسيارته إلى مقر عملهن، وعندها تقول «ميري» الجملة المحورية في الفيلم: «ثلاث نساء زنجيات يقدن سيارتهن خلف شرطي أبيض على طريق سريع عام 1961، لابد أن تكون معجزة إلهية». تبدأ المرأة الأولى السمراء «فون» مهندسة الكمبيوتر في أن تشرف على مجموعة فتيات،

محل زميلتها المريضة منذ عام دون الحصول على المنصب رسمياً، ولا الراتب المستحق، ولا حتى تتمكن من انتزاع اعتراف بذلك من رئيستها المتعالية فيفيان ميتشيل (كيرستين دانست)، التي لا تؤمن بمساواة الحقوق بين البيض وتلك الفئة من أصول أفريقية من المجتمع!

أما المرأة الثانية السمراء «جاكسون» فتطمح إلى أن تصبح مهندسة فضاء، وعندما تصعّب المديرة «ميتشيل» الموضوع أمامها تضطر للذهاب إلى المحكمة لانتزاع حقها في الحصول على شهادة جامعية أعلى من شهادتها عن طريق الدراسة في صفوف مسائية مخصصة للبيض فقط.

أما المرأة الثالثة السمراء «جونسون» فهي مركز الحبكة الدرامية، فهي عالمة رياضيات، لفتت الأنظار بعبقريتها، وتمكنت من الدخول إلى الحلقة الضيقة المكونة من المدير العام وأقرب مساعديه ورواد الفضاء، ويمكن القول إنها مهندسة غزوات أميركا إلى الفضاء، التي مهّدت لهبوط الإنسان على سطح القمر عام 1969. الفيلم ينتصر لهؤلاء النسوة انتصارا ساحقا ولكن بفن عالي التعبير والرقي والذكاء.

من أجمل الأمثلة التي يحتويها الفيلم لإبراز مشكلة عدم المساواة دون اللجوء للعنف الجسدي أو اللفظي – كما فعلت الأفلام السابقة – كان مشهد جري كاثرين جونسون من مكتبها الجديد في قسم دراسات الفضاء إلى الحمام المخصص للملونين الموجود في مبنى يبعد 800 متر، وفي كل مرة تذهب فيها إلى الحمام تستغرق 30-40 دقيقة. وعندما واجهها هاريسون بالسؤال عما تفعله كل هذه المدة في الحمام،

جاءت إجابة كاثرين قوية ومؤثرة ومحطمة للقلوب، وهي أن هذا المبنى الذي تعمل به لا يحوي حمامات للملونين، وأن عليها احتمال تلك الظروف الرهيبة التي تمر بها لمجرد إثبات نفسها في تلك البيئة الطاردة للموظف أصلاً، فضلاً عن أن لا أحد يريد لمس إبريق القهوة الذي تستخدمه كاثرين، لمجرد أنها زنجية.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق