حمد خالد توفيق.. الحلم بالمدينة الفاضلة.. والنور.. والحرية.. عبر الرعب اللذيذ!
أحمد خالد توفيق هذا الكاتب المتميز المختلف كثيراً عن بقية الكتاب والروائيين، والذي اكتشف حجم تأثيره وجماهيريته بعد وفاته أكثر من حياته! هو طبيب وأستاذ جامعي وكاتب ومؤلف ومترجم. ويعتبر أول كاتب عربي في مجال أدب الرعب. والأشهر في مجال أدب الشباب والفانتازيا والخيال العلمي. وقد لُقب بـ «العراب» لأنه قدم للشباب تحديدا عالماً آخر بتفاصيل كثيرة فيه الكثير من وجهات النظر الخاصة في الحياة والجمال والموت والكفاح في الحياة. تحولت بعض أعماله الروائية إلى مسلسلات أو أعمال درامية مثل «الغرفة 207» والتي حقق مسلسلها على منصة شاهد «ترند» في المشاهدة.
بدأت رحلته الأدبية مع كتابة سلسلة ما وراء الطبيعة، حيث لم يكن أدب الرعب آنذاك سائدًا، فحققت هذه السلسلة نجاحًا كبيرًا خاصة في أوساط الشباب، فأكملها ثم أصدر بعدها سلسلة “فانتازيا” عام 1995، وسلسلة “سفاري” عام 1996. وفي عام 2006 سلسلة “دبليو دبليو دبليو”.
كما ألف أحمد توفيق روايات حققت نجاحًا جماهيريًا وانتشارا واسعًا، وأشهرها رواية “يوتوبيا” عام 2008، وقد تُرجمت إلى عدة لغات، وأُعيد نشرها في أعوام لاحقة. ونحن نقدمها لكم هنا مع روايتين أخريين له، رواية “في ممر الفئران” التي صُدرت عام 2016 ورواية (WWW).
«يوتوبيا».. بين الساحل الشمالي.. وشبرا!
تُرجِمَت هذه الرواية المهمة لأحمد خالد توفيق إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والفنلندية. كما أعيد نشرها مرة أخرى بالعربية في دار بلومزبري ـ مؤسسة قطر للنشر، ودار الشروق. قالت عنها االديلي نيوزب: انجحت في ضخ دماء جديدة في الساحة الأدبية العربيةب.. كما شهد لها الكاتب الشهير علاء الأسواني: االرواية تطرح السؤال: كيف ستكون مصر عام 2023؟ والإجابة لدى الكاتب الذي يراها كما يلي: لقد عزل الأغنياء أنفسهم في ايوتوبياب الساحل الشمالي تحت حراسة المارينز الأميركيين، يتعاطون المخدرات ويمارسون المُتع المحرمة لأقصاها، بينما ينسحق الفقراء خارجها ينهشون لحم بعضهم بعضاً من أجل العيش، دونما كهرباء أو صرف صحي أو رعاية طبية من أي نوع. ولكن حين يتسلل الراوي وصديقته اجرمينالب خارج ايوتوبياب بدافع الملل وبحثاً عن اصيد بشريب مناسب يحدث ما يُهدد الوضع المستقر بالانفجار.
فيما يُشبه هول علامات يوم القيامة، تدق هذه الرواية المثيرة ناقوس الخطر، وهي تجعلنا نفكر كثيراً: هل هي بالفعل رواية متخيلة أم أن كاتبها تسلل من المستقبل القريب لينقل لنا مفاجآته القوية؟!
يقول المؤلف عن اسم الرواية: ايوتوبياب المذكورة هنا موضع تخيلي، وكذلك الشخصيات التي تعيش فيها ومن حولها، وإن كان المؤلف يدرك يقيناً أن هذا المكان سيكون موجوداً في القريب.. أي تشابه للمكان والشخصيات مع أماكن وشخصيات في الواقع الحالي هو محض مصادفة غير مقصودة.
حي «شبرا».. «يوتوبيا» أخرى!
من مقاطع الرواية:
الآن نحن ندخل أرض الأغيار… العالم الآخر الذي تركناه منذ زمن، يوم توارينا خلف أسوار «يوتوبيا».. شبرا» هكذا يُطلقون عليها… شبرا التي لم أرها إلا في أفلام السينما.. للاسم رنين غريب قاس في مسمعي.. لا بد أن له رنين «سييرا مادري» أو «ريو جراندي» في مسامع الأميركيين.. تتوقف الحافلة وسط الزحام، ويترجل بعض الراكبين، فأشير لـ «جرمينال» كي تترجل معي.. هنا بداية لا بأس بها.. خليط عجيب من الروائح والأصوات والمشاهد.. الرائحة الأولى والرئيسية هي رائحة العرق.. في هذه الرائحة ذابت روائح غريبة من المأكولات والوحل والفضلات البشرية وربما الدماء.. هناك عربات تكدست فوقها أطعمة.. خلائط من الأطعمة.. هناك كومة أرز وكومة من مادة عجينية بيضاء أعتقد أنهم يُطلقون عليها اسم «كسكسي» وبرتقال ويوسفي ومشروبات ساخنة لا تعرف ما هي
«الخلاصة التي توصلت لها بعد دقيقة في هذا العالم هي أن هؤلاء القوم يتظاهرون بأنهم أحياء.. يتظاهرون بأنهم يأكلون لحماً، يتظاهرون بأنهم بشر…»!
«في ممر الفئران».. حاجة عالمنا إلى النور!
صدرت هذه الرواية عام 2016 عن دار الكرمة، وهي كما يقول المؤلف في مقدمتها أنها معالجة مستوحاة ومطورة – مع اختلاف جذري بالشخصيات والعمق والحبكة والنهاية- من روايته: أسطورة أرض الظلام (سلسلة ما وراء الطبيعة #68)، التي يصل فيها سالم وسلمى إلى أرض غرقت في ظلام تام وكانت آخر مغامرات الشخصيتين في السلسلة.
يقول المؤلف عن أحداث هذه الرواية في مقدمة الكتاب: امعالجة ومستوحاة ومطورة – مع اختلاف جذري بالشخصيات والعمق والحبكة والنهاية من قصة اأسطورة أرض الظلام – العدد 68 من سلسلة ما وراء الطبيعةب، التي يصل فيها سالم وسلمى إلى أرض غرقت في ظلام تام وكانت آخر مغامرات الشخصيتين في السلسلة.
تدور الرواية حول الشخصية المسماة االشرقاويب الذي يدخل في غيبوبة لم يعرف الأطباء سببًا لها، وينتظر الجميع إفاقته، وبينما يرقد في المستشفى، ينتقل بشكلٍ غريب إلى عالم الظلام، حيث يجد عالمًا تكوَّن بعد سقوط نيزك كبير على كوكب الأرض، إلا أنه لم يدمر الكوكب، بل حجب أشعة الشمس عن الأرض ما سبب اختفاء كل مصادر الطّاقة حتى غرق العالم في الظلام الحالك وبدأ بالتعفّن، ثم ظهور شخصيّة االكومندانب الذي يفرض عقيدة الظلام كمذهب جديد للبشر وعليه، فكل من يُضبط متلبسًا بإنتاج النور، حتى لو كان مجرّد إشعال نار فإنّه يُعدم دون محاكمة. وهنا ينتقل البطل االشرقاوي إلى هذا العالم المليء بالضعف والجهل والخرافات، فينظر إليه الناس على أنه منقذهم ومُخلصهم مما هم فيه في وسط تعجبه ودهشته، ثم ينضم االشرقاويب إلى بعض الشباب المتمردين في عالم الظلام، والذين أطلقوا على أنفسهم جماعة االنورانيينب حيث طالبوا بالضوء كحق مُكتسب للجميع، فيُصبح مطاردًا من الشرطة. ثم يذهب االشرقاويب ومعه االنورانيونب في مغامرة غير محسوبة العواقب نحو جبال الهيمالايا على أمل إعادة الشمس إلى الأرض، أو على الأقل الانتقال من عالم الظلام إلى عالم النور.
WWW. البطل.. فيروس كومبيوتر يروي لنا حكاياته!
تعتبر المجموعة الروائية (WWW) من أشهر مؤلفات أحمد خالد توفيق. وقد حققت مبيعات ضخمة وشهرة واسعة في كل الأوساط الثقافية.
المجموعة تحتوي على خمس قصص. تتناول هذه القصص جانبًا من الأدب الجاسوسي الذي ناقشه أحمد خالد توفيق باحترافية. وقد وضع للمجموعة عنوانا بسيطا، لكن لافتا وهو (WWW) تعبيراً عن الثقافة الإلكترونية التي نعيشها.
تدور الأحداث المشوقة حول كائن فضائي يأتي في صورة افيروس كومبيوترب فهو بطل الحكاية! وهذا الكائن ذ أو إن شئت فقل الفيروس ذ ينتقل عبر أجهزة الكومبيوتر خلال العالم بدون أي عوائق. وخلال انتقاله بحرية بين الحواسيب يكشف معلومات مجهولة وأسرار خفية كثيرة، فهو كائن أراد أن يعيش هكذا، بأن يتجول بين الأجهزة والشبكة العنكبوتية، بل في الفضاء والعالم كله ليكشف أسرارًا وأمورًا مرعبة تنقلنا بتشويق إلى قلب عالم الجاسوسية.