
نادية نديم من البدايات الصعبة إلى أول لاعبة كرة قدم وطبيبة
شكلت الأفغانية نادية نديم قصة كفاح كبير لطفلة فارّة من بلادها، كلاجئة عقب مقتل والدها، حيث قررت والدتها في عام 2000 عندما كان تبلغ نادية 11 عاما، الهرب من البلاد مع أبنائها في ملحمة امروعةب تعرفت خلالها على عالم تجار البشر.
وتوجهوا على متن حافلة صغيرة من كابول إلى باكستان، وتوجهوا بعد ذلك بجوازات سفر مزيفة إلى إيطاليا، ومنها إلى الدنمارك في شاحنة لتحط رحالها هناك، رفقة والدتها وأخواتها الأربع، لتحتضن الدنمارك الأسرة في أحد مخيمات اللاجئين، حيث بدأت نادية حياتها الجديدة التي ربما لم تكن تتوقع أن تصل من خلالها إلى أبعد مدى، سواء كلاعبة كرة قدم نسائية محترفة في أكبر الأندية الأوروبية، أو على مستوى التحصيل الدراسي الكبير، حيث حصلت على شهادة الطب في الجراحة التجميلية، لتبرهن على أن البطولات تأتي من رحم المعاناة، وأن العمل الجاد قادر على تغيير حياة الإنسان كما يحلو له.
رحلة الهروب من أفغانستان بدأت بأوراق مزورة إلى أوروبا، حيث تم تهريبها بعد ذلك في شاحنة من إيطاليا إلى الدنمارك لينتهي بها المطاف في معسكر للاجئين يراقبه الحراس، وتحدّه الأسلاك الشائكة من كل جانب.
نديم فرت من ويلات الحرب في بلادها لتحترف فيما بعد لعبة كرة القدم النسائية، وتقدم مستويات مبهرة دفعت كبار أندية أوروبا للتعاقد معها، ومنها ناديا مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان، قبل أن تعود مجدداً في سن 34 عاما إلى الدنمارك التي تحمل جنسيتها رفقة نادي لويزفيل الذي يمتلك فريقاً جديداً، وتنقل له خبراتها.
مسيرتها الجديدة مع لويزفيل كادت تتوقف للأبد بفعل إصابتها بقطع في الرباط الصليبي الأمامي لقدمها، قبل أن تعود بقوة، وتقود الفريق الجديد لنتائج جيدة.
نديم لم تكتف بالتفوق الرياضي، بل أيضا سلكت طريق التفوق العلمي بإتقان 11 لغة وفقا للتقارير، ومن ثم تبدأ قبل خمس سنوات دراسة الطب، وتحصل على شهادة العمل طبيبة، ومن ثم سفيرة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ايونسكوب بعد أن تم اختيارها سفيرة لتعليم الفتيات والسيدات، وأصبحت قصتها غير المسبوقة مصدر إلهام للعديد من الفتيات، وأيضا محللة للمباريات في كأس العالم لكرة القدم 2022.
حيث اضطرت اللاعبة نادية نديم، المحللة التلفزيونية لمغادرة أحد برامج مباريات كأس العالم 2022 وترك عملها قبل صافرة النهاية على الهواء مباشرة بعدما علمت بوفاة والدتها عندما صدمتها شاحنة. فيما أعلن المعلق مارك بوجاتش للمشاهدين أنها أجبرت على ذلك.
وقالت نادية على توتير: ايوم الثلاثاء صباحاً علمت أن والدتي ماتت في حادث بعدما صدمتها شاحنة وهي في طريق عودتها للمنزل قادمة من صالة للألعاب الرياضيةب.
وأضافت: االكلمات لا يمكن أن تصف ما أشعر به لقد فقدت أهم شخص في حياتي، وقد حدث ذلك بشكل مفاجئ وغير متوقع، أنها تبلغ من العمر 57 عاماً فقطب.
وتابعت: القد كانت مقاتلة وقد حاربت في كل لحظة من حياتهاب.
نور ملاح.. لاجئة سورية مرشحة لانتخابات البرلمان السويدي
نور ملاح صحافية سورية لاجئة في السويد ومرشحة اليوم عن “حزب الألوان المختلفة” (نيانس) في مدينة بوروس ومنطقة فسترا يوتلاند السويدية ضمن الانتخابات البرلمانية التي تنطلق قريباً في البلاد.
نور من مواليد مدينة حلب، وهي ابنة عائلة مثقفة ومهتمة بالشأن العام. وهاجرت العائلة من سورية في ثمانينيات القرن الماضي؛ بسبب نشاطها السياسي المعارض لنظام الأسد، وكانت نور في الثالثة من عمرها.
وخلال فترة الشباب، عادت نور إلى سورية لتكمل دراستها الجامعية في الفلسفة وعلم النفس، وتنخرط في السياسة مجدداً كناشطة وصحافية ومذيعة تلفزيونية، ما جعلها تهاجر للمرة الثانية إلى السويد هي وأولادها الثلاثة في أواخر عام 2015.
عملت مُدرّسة لغة سويدية للمهاجرين، كما أنجزت كتابين نشرتهما لاحقا بصيغة إلكترونية، الكتاب الأول حمل عنوان: “نافذة للروح”، والثاني عبارة عن مجموعة شعرية بعنوان “النجم وطنا”.
وتعمل الآن على كتابة عمل جديد بعنوان: “نار تحت الجليد”، جمعت فيه ملاح الكثير من الحوادث والمواقف العنصرية التي واجهتها وسمعت بها من الكثير من المهاجرين واللاجئين.
رملة علي.. لاجئة صومالية تعتلي حلبة الملاكمة
الملاكمة البريطانية صومالية الأصل، رملة علي، تصر على كتابة العديد من الإنجازات التاريخية، حيث أصبحت أول رياضية تمثل الصومال، وتشارك في منافسات “الفن النبيل” في أولمبياد طوكيو، رغم خروجها المبكر من البطولة آنذاك. وفي يناير 2018 توجهت إلى نيودلهي، العاصمة الهندية، لتصبح أول ملاكمة تمثّل الصومال في بطولة العالم للسيدات
رملة علي ولدت في مقديشو في أواخر الثمانينيات أو أوائل التسعينيات (لا تعرف عمرها بدقة)، وذلك عندما كانت البلاد في المراحل الأولى من حرب أهلية وحشية مستمرة حتى يومنا هذا.
وكان والداها، اللذان رفضت ذكر اسميهما من أجل حماية سلامتهما؛ لأنهما ما زالا يسافران إلى الصومال من حين إلى آخر، يمتلكان متجرًا للأقمشة.
وانتقلت رملة في سن مبكرة إلى إنجلترا قادمة مع عائلتها من الصومال كلاجئة حرب. ثم بدأت الملاكمة في سن المراهقة في محاولة منها لفقدان الوزن. ومنذ ذلك الحين عشقت مجال الملاكمة، رغم اعتراض شديد من أهلها وقبيلتها، مما اضطرها إلى التدرب بسرية تامة حتى فوزها.
وتقول رملة التي زارت مؤخرا مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن بصفتها سفيرة لمنظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة “يونيسف” أنها لم تكن ترغب في الحديث عن قصة حياتها، ولكن غيرت رأيها لاحقا حتى تصبح قصتها ملهمة للكثير من اللاجئين والفتيات.
وتقول إن عمرها الحقيقي بالنسبة إليها هو 21 عاما، وليس 32 سنة، كما تقدر وثائق اللجوء، في إشارة منها إلى أن حياتها الحقيقية قد بدأت
عقب خروجها من البلد المتخم بالصراعات والحروب، حيث كانت حياتها وحياة عائلتها على حافة الخطر دائما.
تجدر الإشارة إلى أنه وبالإضافة إلى احترافها الملاكمة ورغبتها في أن تكون مدربة ذات يوم، فإنها تمارس بين الحين والآخر هوايتها في عرض الأزياء مع الكتابة عن تجاربها وخبراتها في الحياة.